المحنكون فى الأرض .. والليرة (+ 18) … !!

20 Dec 2021

المحنكون فى الأرض .. والليرة (+ 18) … !!

———————————————

فعلياً مش قادر أفهم طاقم المحللين المحنكين ، اللى دايرين يصدعونا بنغمة إن إنخفاض (تصحيحا – إنهيار) سعر الليرة التركية هــ يزود القدرة التنافسية للبضائع التركية وهــ يأثر سلبياً على مصر

المشكلة إن اللى بيغنى الأغنية دى ، واللى بيرددها وراه .. ومصدقها .. ومستمتع بيها أوى .. كلاهما شاف تجربة عملية قدام عينيه .. ومش شافها وبس .. لكن كمان عاشها وشاف تأثيراتها السلبية .. وهى تجربة تعويم العملة المصرية اللى تمت فى نوفمبر 2016 كجزء من خطة الإصلاح الإقتصادى..

كلنا شوفنا إزاى الأسعار تضاعفت .. وإزاى كان فيه موجة تضخم عارمة ضربت جنبات المعيشة فى مصر وأثرت على الجميع .. يعنى كان فيه بيان على المعلم عشناه كلنا .. لدرجة إن اللى كان فاتح بنّيكة شاى فى الشارع ، رفع سعر كوباية الشاى 3 و 4 أضعاف .. ولما كنت تقوله ليه ، كان يرد عليك بمنتهى الأريحية والحسم ويقولك علشان الدولار زاد …

طب يبقى إزاى بقى إنهيار العملة يعتبر شيئ إيجابى !؟

مع الوضع فى الإعتبار إنه فيه فرق كبير بين اللى حصل فى مصر واللى بيحصل دلوقتى فى تركيا .. لأن اللى حصل فى مصر ماكانش إنهيار .. لكن كان تعويم للعملة (Free floating) بقرار تم بين يوم وليلة ، كجزء من خطة متكاملة للإصلاح الإقتصادى .. يعنى كنت بتصحح وضع خاطئ بقاله عشرات السنين .. والدليل إن الجنيه المصرى ثابت فى مقابل الدولار بقاله أكثر من 23 شهر .. فى ظل جائحة عالمية غير مسبوقة .. و مش كدة وبس .. لكن كمان إرتفع بنسبة 22% تقريباً .. والنهاردة كل المؤشرات للإقتصاد المصرى ماشية فى إتجاه إيجابى

لكن فى تركيا الوضع معكوس تماما .. فى تركيا اللى بيحصل ده مش تعويم للعملة لأن العملة متعومة من سنين .. لكن اللى بيحصل ده هو إنهيار متسارع مصحوب بإنخفاض فى كل المؤشرات الإقتصادية للدولة …

فى سنة 2005 كان الدولار يساوى حوالى 1.5 ليرة .. ومن سنة كان حوالى 7 ليرة .. ومن شهر كان تقريبا بحوالى 12 ليرة .. والنهاردة أصبح يساوى (+18) ليرة .. ولسة مكملين فى سكة اللى يروح مايرجعش ، طول ما الإدارة التركية مستمرة بنفس سياستها دى

كان ممكن يبقى موضوع زيادة التنافسية ده جزئيا صحيح لو كانت تركيا دولة منتجة … لكن تركيا دولة بتستورد أكثر من 80% من إحتياجاتها من المواد الخام ، إضافة للبترول والغاز وكل لوازم التصنيع المحلى .. وبالتالى تكلفة المنتج هترتفع بسعر جنونى .. وبالتالى هــ تاثر على سعر المنتج النهائى … ده مع فرض توفر العملة الصعبة من أصله ، اللازمة لإستيراد لوازم الإنتاج ..

يعنى ببساطة خالص لو فيه سلعة تكلفة إنتاجها فى سنة 2016 كانت 5 دولار وسعر الدولار 3 ليرة .. يعنى تكلفة الإنتاج 15 ليرة .. لكن النهاردة بالسعر الحالى (+18) .. فــ تكلفة الإنتاج لنفس المنتج هتبقى أكثر من 90 ليرة .. يعنى التكلفة زادت 6 أضعاف … حضرتك متخيل الرقم !!؟

مصر كانت بتتحرك من خلال منظومة إصلاح إقتصادى متكاملة .. ونتائج ده بنشوفها بعنينا دلوقتى وبقينا حاسّين بيها النهاردة .. لكن الخط اللى ماشية بيه الإدارة التركية .. هو خط عكس كل اراء خبراء الإقتصاد الموضوعيين .. وعكس كل النصائح اللى كان من شأنها إنها تمنع الإنهيار الحاصل ده فى الإقتصاد التركى .. أو على الأقل .. تقلل من وتيرة تدهوره ..

كنا من كام شهر بــ نتابع هبوط الليرة أمام الدولار .. والنهاردة بقينا بنتابع هبوط الليرة أمام الجنيه المصرى … ولسة 🙂

و موضوع التنافسية ده لما تكون زى الصين اللى بتخفض قيمة العملة بتاعتها بشكل محسوب على فترات متباعدة كجزء من حربها الإقتصادية على الغرب … فى الوقت اللى منتجاتها بتغزو العالم كله … لكن بالنسبة للليرة .. ده ماسموش زيادة تنافسية … ده إسمه إنهيار حضرتك .. 😉🙂

يعنى اللى يقولك تنافسية .. تقول له تنافسية إنتحرت .. 😁

و المجد للثابتين ..

وحفظ الله مصر برئيسها وجيشها وشعبها 🙏

لمتابعة تعليقاتكم