صناعة الأزمة .. (2) !!

12 Apr 2022

صناعة الأزمة .. (2) !!

إجتماع النقب ..

————————

واحدة واحدة بقى وركزوا معانا علشان المقال ده مهم جداً … واللى هـ نحاول فيه نتغاضى عن تفاصيل كتيرة ونبرز الصورة الإجمالية الكلية علشان مانطولش عليكم فى رمضان …. واللى عايز يقرأ الموضوع من أوله ، فــ ياريت يرجع للجزء الأول واللى هــ تلاقوا الرابط بتاعه فى أخر المقال ده ….. كوباية الشاى بقى ويلا بينا ، و ….  و رمضان كريم 🙂

كلنا متفقين إنه يوجد شبكات مصالح هى اللى بتحرك العالم كله و بــ تدير الكوكب من خلف الستار .. من خلال رجالتهم الموجودين فى كل دول العالم وبالذات فى مراكز صنع القرار فى الدول الكبرى … والسنوات الماضية اثبتت ده …

والأزمة الأخيرة وهى الحرب الروسية الأوكرانية ثبتت الحقيقة دى بما لا يدع مجال للشك ، إن شبكات المصالح بــ تتربح من صناعة الأزمات مهما كان شكل الأزمات دى لتحقيق أكبر مكاسب ممكنة سواء كانت إقتصادية أو سياسية .. وفى سبيل تحقيق المكاسب دى ممكن تدوس على أى حد حتى لو كان شعوبهم نفسها … المهم النتيجة النهائية تكون أرباح مليارية أو تريليونية .. وتنفيذ أجندة سياسية ..

وبرغم العداوة التاريخية والمستمرة لأجل غير مسمى بين الكتلة الغربية وعلى رأسها ماما أنتيكا وبين الكتلة الشرقية ، واللى أكيد هتوصل إن عاجلا أو آجلا لمرحلة الصدام المباشر … لكن إشعال الموقف المرة دى كان هدف فى حد ذاته ، بالسير على خطى صناعة الأزمة والإستفادة منها … وخصوصاً إن سبوبة الجائحة كانت على وشك الإنتهاء بعد تحقيق مكاسب تريليونية لشبكات المصالح .. حتى ولو على حساب شعوبهم ودولهم .. وبدأ العالم كله فى التعافى من الأزمة ، ورجوع الحياة لطبيعتها .. مع موجة تضخمية عالية نتيجة الرجوع من حالة الإغلاق التام .. وماينفعش العالم يعيش كدة بدون شماعة نعلق عليها الأزمة العالمية .. ناهيك عن الحاجة لتنشيط صناعة السلاح فى العالم كله لأن دى أكثر حاجة بتعمل فلوس وبتخلّى العداد يعد .. ولاحظوا إن الحروب فى معظم بؤر الصراع ضعفت تماماً زى سوريا والعراق وليبيا وافغانستان .. مع تراجع كبير فى نشاط الجماعات التكفيرية واللى كان لمصر دور كبير فيه .. يعنى سبوبة السلاح بتنهار !!

وعلشان كدة كان لازم يتم إفتعال الأزمة مع الدب الروسى .. الأزمة الغير مبررة من الأساس .. الأزمة اللى وضح فيها جداً حالة التحرش بدولة ومحاولة تهديدها فجأة كدة وبدون أى سبب .. وعدم الإستماع لصوت العقل ولطلبات الروس نفسهم بعدم التصعيد لأن الخسارة هتبقى على دماغ الجميع .. ولكن لا حياة لمن تنادى !! …. ماهى أجندة وبــ تتنفذ ….. 🙄

وفجأة يدخل العالم كله فى دايرة التصعيد … وتبدأ موجة تانية من الأزمة الإقتصادية .. وموجة تضخمية عالية ، والشماعة طبعا كانت جاهزة وهى الرئيس الروسى ، اللى شيلّوه الشيلة كلها برغم إنهم هم اللى قاموا بالتصعيد مش هو … وعلشان كدة لما الناس فى أميريكا بدأت تسأل الأخ بايجون عن حل فى إرتفاع الأسعار ، قال لهم وأنا مالى يالمبى .. ده بوتن هو السبب ، وهو اللى عمل الحرب !!

الواقع بيقول إن الأزمة الإقتصادية بتعمل خسائر للى زيى واللى زيك .. ولدول كتيرة ، من اللى سوء حظها بيخليها عرضة للتأثر المباشر بالأزمة العالمية … لكن شبكات المصالح بتحصد مكاسب مليارية … يعنى مثلا هتلاقى رواج تجارة السلاح بيصب فى جيوب أباطرة وشركات صناعة السلاح فى العالم …. وإرتفاع أسعار البترول بــ يأثر على كل الدول ، ماعدى الدول المنتجة ، والشركات العابرة للقارات المتحكمة فى إنتاج البترول .. ويكفى إننا نقول إنه فيه إتنين من الأمريكان من أصحاب شركات التنقيب والإنتاج للبترول ، دخلوا فى الأزمة الأخيرة دى ، نادى الــ 500 الدولى لأصحاب الأرصدة المليارية على مستوى العالم !

لكن المشكلة المرة دى إن الصدام كان مع دولة كبيرة زى روسيا .. دولة كانت مستعدة لكل السناريوهات … وكان عندها رد على كل الإجراءات اللى إتعملت ، بإجراءات مضادة … لدرجة إن الصراع ده حول العالم لجحيم فعلى .. جحيم كان للتأثير الإقتصادى فيه الكلمة العليا … وبدل ما يتورط الدب الروسى فى حرب إستنزاف عسكرى وإقتصادى .. فــ القنبلة ردت فى وجه الجميع .. واصبح التأثير على الكل ..

وبالتالى كان لازم يبقى فيه حل .. وكان لازم يلاقوا على حد يتحمل التكلفة العالية للأزمة … أو بمعنى اصح .. حد يشيل الخسارة ويسيب لهم المكسب لواحدهم … وهنا كان لازم يتم إفتعال أزمة جديدة لتحقيق مكاسب جديدة .. وكالعادة تكون سياسية وإقتصادية …

ومع إرتفاع أسعار البترول والغاز عالميا بسبب حرب تكسير العظام ، بدأ الضغط على دول الخليج العربى لزيادة الإنتاج لتعويض الفاقد من روسيا ، بهدف تقليل سعر برميل البترول ، وبالتالى يخف الضغط على الإقتصاد الغربى .. يعنى من الأخر كدة عايزين يخلوا دول الخليج هى الى تشيل التكلفة الإقتصادية للحرب … و ده اللى رفضته دول الخليج … وبالتالى كان لازم يتم الضغط عليهم بشكل أخر

تبدأ ماما أنتيكا تعلن عن تحقيق نتائج مبشرة حول الإتفاق النووى الإيرانى .. وعن نية أنتيكا لرفع الحرس الثورى من قائمة الجماعات الإرهابية ….. واخدلى بالك من التهديد !!؟؟ … وكمان تنشط جماعة الحوثى ، وتبدأ فى تكثيف هجماتها بشكل ضارى على مدن الجنوب فى السعودية ، وتضرب منصات بترولية لشركة أرامكوا .. وكان الهدف إن السعودية تجرى على ماما أنتيكا وتقول لهم إلحقونا ، فــ يبقى الموضع سيب وانا أسيب .. يعنى خلاص إحنا نضغط على الحوثى وإنتم تزودوا الإنتاج … لكن فوجئ الغرب برد فعل غير متوقع !!

المملكة عملت بيان خلاصته ، إن الهجمات الأخيرة دى قد تؤثر بشكل كبير على إنتاج البترول ، وهــ تعطل الوفاء بإلتزامات البترول من المملكة .. فى تهديد صريح وواضح ، إن الوضع لو إستمر كدة ، فــ إحنا هــ نقلل الإنتاج أكثر وبالتالى الغرب هــ يدفع الثمن غالى … وعنها .. وفجأة كدة .. تعلن جماعة الحوثى عن تعليق الضربات ضد السعودية وعملياتها العسكرية داخل اليمن … يااااه … يعنى اللعبة بقت فجة كدة … أااه .. و وصلت لمرحلة البجاحة المتناهية كمان …

طب هل الموضوع خلص كدة .. لأ .. ماخلصش .. وخصوصاً إنه النفط لسة سعره عالى .. والحرب الأوكرانية تكلفتها الإقتصادية عالية ، والعمليات العسكرية مسيرها تنتهى .. والدب الروسى كل يوم بــ يحقق مكاسب إضافية … وبالتالى كان لازم نصنع أزمة جديدة !!

ورجوعا للمقال السابق ، والبحث عن دور أمنى فى المنطقة ، يبدأ الإعلان عن إجتماع النقب ، بحضور أميريكى ودولة الكيان الدولة المضيفة ، ومشاركة وزراء خارجية الإمارات والبحرين والمغرب ومصر.

الإجتماع كان هدفه حاجتين … الأول تأمين إمدادات الغرب من الغاز والبترول ، فى مواجهة البترول والغاز الروسى … وعلشان كدة حضرت المغرب والبحرين والإمارات ومصر ، وغياب السعودية عن الحضور واللى مافيش بينها وبين دولة الكيان علاقات (((رسمية))) لحد النهاردة …. والثانى توريط دول الخليج فى حلف لتشكيل جبهة واحدة مع دولة الكيان فى مواجهة دولة الفرس … يعنى من الأخر كدة عايزين يدمجوا دولة الكيان فى حلف عربى لمواجهة عدو وهمى بــ يتم تحريكه فى حقيقة الأمر و عند اللزوم لتهديد الخليج علشان السبوبة تشتغل … وطبعاً طالما بنتكلم عن حلف أمنى .. يبقى بنرجع تانى لسياسة العصا والجزرة .. يعنى نفعنى وأنفعك .. يعنى بترول ينزل ، ومصانع سلاح تشتغل و تورّد ، وتوتر يزيد فى المنطقة ، والقضية الفلسطينية تتنسى خالص … ويحصل إستنزاف بشكل جديد لإقتصاد المنطقة ، ولقدرات جيوشها اللى هــ تتوجه طاقتها للتصعيد ضد البعبع الفارسى !!

طبعا ، بغض النظر عما تم إعلانه ، لكن ماحدش يعرف بالضبط حقيقة اللى دار فى إجتماع النقب ، واللى تم مناقشته خلف الستار .. لكن ممكن نستنتج اللى حصل ده ، من خلال كلام وزير الخارجية المصرى سامح شكرى ، واللى كان حضوره شيئ ضرورى نظرا لمكانة مصر الإقليمية ، ولأن الإجتماع فى قلب دولة الكيان نفسه .. وفى فترة صعبة على المنطقة والعالم …. ومصر ماكانش ممكن تبقى خارج الإطار فيما يخص سياسات المنطقة اللى تمثل نطاق الأمن الحيوى والقومى لمصر !

شكرى بقى قال إييه !!؟ … قال حاجتين مهمين جداً ، يخلّوك تفهم اللى تم مناقشته فى الإجتماع بعيداً عن الإعلام … وعلشان كدة قولنا فى مقالنا السابق ، إن سياسات مصر وتوجهاتها ، تتعارض دايما مع الأجندة الغربية فيما يخص المنطقة …

شكرى قال أولا إن مصر لم تشارك في قمة النقب لإنشاء تحالف ضد أي طرف .. يعنى من الأخر إلعبوا غيرها .. مافيش تحالفات هــ تحصل فى المنطقة ، وأى حرب ، إحنا هــ نعرف ندبر نفسنا بنفسنا ، وهــ نقدر نحمى أمننا وامن الخليج .. وثانياً أعلن تمسك مصر بحل الدولتين على حدود 1967 والقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية … يعنى القضية هتفضل موجودة ، لأنها هى أساس الصراع ، وحلها هو اللى هــ يحل كل الزمات ، و هــ يبطل كل الحجج !!!

بس طبعا للاسف …. الفلسطينيين نفسهم مش عايزين يحلوا القضية قبل الاسرائيلين …. لانها اكبر سبوبة مربحة في المنطقة لمدة 70 سنة ….

ومازال مسلسل صناعة الأزمات فى العالم مستمر … ومازالت المنطقة على رأس أولويات مخططات الإستهداف .. وخصوصا إن مؤامرة الربيع العربى لم تجنى ثمارها كاملة .. وده اللى شرحناه من خلال مقالات مطولة قبل كدة.

المهم ان مصر فاهمة و سابقة الجميع بخطوات …. و ربنا يعيننا على المواجهة … المواجهة اللى بتبرز أنيابها فى العالم كله بمنتهى القسوة .. واللى مصر جزء منها سواء شئنا أم أبينا .. لأن مصر فعلياً ، جزء مهم جداً من المعادلة الإقليمية والدولية … ولا عزاء لعشاق الدونية !

حفظ الله مصر برئيسها وجيشها وشعبها 🙏

لمتابعة تعليقاتكم