شارلى إبدو فى كلمة حق .. و نقطة ومن أول السطر

17 Nov 2015

شارلى إبدو فى كلمة حق .. و نقطة ومن أول السطر

————————————————

إستكمالاً لتداعيات أحداث “شارلى إبدو” ، وتأكيداً لتوجهات صفحة كلام فى الصميم وعادتها فى تأصيل الأمور بمنتهى الحيادية والموضوعية حتى لو كان ده شيئ بــ يغضب البعض ، … فــ إحنا النهاردة عايزين نتكلم عن ردود الأفعال ، .. مش على مستوى السياسات ولكن على مستوى البشر والأفراد ، واللى بصراحة وبدون تجميل وتذويق كان شئ مخجل بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ !!!

بعد العملية الإرهابية ، هــ نلاقى إن فيه 3 أشكال لردود الأفعال ظهرت ، وإنقسم الناس إلى الأتى:

* إما مؤيد للى حصل ومتضامن مع العملية كعقاب مستحق ورادع.

* وإما شمتان وفرحان فى اللى ماتوا ، على إعتبار إن صحفيو الجريدة يستاهلوا اللى يجرالهم بسبب تطاولهم على الرسول صلى الله عليه وسلم.

* أو متضامن مع الضحايا ورافع شعار “Je suis charlie” معلناً رفضه للعنف ..

لكن إسمحولى أقول إن ردود الأفعال الثلاثة جانبها الصواب .. وتعالوا كدة نحسبها بالعقل ونقول ليه …

النوع الأول .. المؤيد والمتضامن مع القتلة ، إتغلبت عليه النزعة الإنتقامية ، و ظهر عنده سواد القلب ، ونواة لفكر إرهابى متطرف كاره للأخرين !! لكن السؤال هنا … هو حضرتك خلفيتك الثقافية والدينية إييه .. ؟؟ .. هو حضرتك كنت منتظر إييه من ناس إنت بتكفّرهم طول الوقت وحكمت عليهم إنهم من الضالين ومن أهل النار وبتعلن ده بكل فجاجة وتبجّح وكمان بتتوعدهم بالقتل تنفيذاً لمبدأ الجهاد !!؟؟ …

هو حضرتك نسيت قول الله تعالى فى كتابه العزيز “وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ” .. صدق الله العظيم

ياترى هو الرسول عليه الصلاة والسلام عمل إييه مع جاره اليهودى اللى كان بيؤذيه كل يوم !!؟؟

ياترى هو الرسول عليه الصلاة والسلام عمل إييه مع الراجل اللى جاله يقول له “أعطنى يامحمد من مال الله ، فإنه ليس مالك ولا مال أبيك” !!؟؟

ياترى هو الرسول عليه الصلاة والسلام عمل إييه والدماء بتسيل من وجهه ورأسه وقدميه لما جاء له جبريل فى مدينة لطائف  ومعه ملك الجبال يأتمر بأمر الرسول فى ان يطبق الجبال على مدينة الطائف بأكملها  !!؟؟

أما النوع الثانى الشمتان .. فــ ده بقى اللى عامل زى عجايز الفرح ، قاعد بــ يصفّق ويشجع اللعبة الحلوة وماسك العصاية من النص … يعنى هو رافض للعنف بس فرحان فى اللى ماتوا غضباً وإنتصاراً لرسول الله صلى الله عليه وسلم …

يا سلااااااااااام .. !!!!

هو حضرتك ما بلغكش قول الله عز وجل “ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ” .. صدق الله العظيم

هو حضرتك لم يصادفك ان تقرأ مرة فى كتاب الله قوله عز وجل “وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33) وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35) وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (36) ” .. صدق الله العظيم … ولو أخدنا بالنا إن ربنا قال هنا إن فيه عداوة واقعة !!! .. طب إزاى الحاااااااال !!؟؟

يا سيدى الفاضل فيه ناس كتير مش بــ تطبق القرأن ولا سنة الرسول علشان يبقى منطقى إنها تغضب للرسول صلى الله عليه وسلم !! ..

للأسف .. إحنا إبتغينا العزة فى غير كتاب الله ، فــ ياريت ماتسألش لماذا لم يعزنا الله …

أما بقا اللى بــ يحاول أنه يعز الدين بهدم صحيح الدين عن طريق سفك الدماء .. فــ ده تشويه للإسلام والمسلمين ، حتى ولو إعترضنا كل الإعتراض على أفعال الأخرين ممن يهاجمون الإسلام والمسلمين ..

أما النوع الثالث والأخير بتاع التعاطف و “Je suis charlie” فــ أنا بس عايز أقول إننا لم و لن نكون شارلى …. لأن الجريدة دى بكل العاملين فيها من صحفيين ورئاسة تحرير ، هم عبارة عن مجموعة من السفلة ، و المنحطين ، والمرضى النفسيين ، لإنهم إتخذوا مبدأ حرية التعبير كرخصة للتعدى على المعتقدات المقدسة عند الأخرين بدون أى وازع أخلاقى أو مهنى !!

واللى مايعرفش إييه هى «شارلى إبدو» فهى صحيفة فرنسية سياسية يسارية هزلية، بــ تنشر تحقيقات استقصائية عن الداخل الفرنسى والخارج، وبــ تسخر من كل الطوائف المسيحية والدين الإسلامى واليهودى، ونشرت كتير من المقالات والكاريكاتيرات المثيرة للجدل انتقدت فيها الإسلام والأنبياء والمسيحية ، لكنها ركزت بشكل فج على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وللأسف إستخدمت كل اللى بيعمله المسلمين على مدار العقود السابقة للسخرية من الإسلام والمسلمين فى شخص النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم …. يعنى برضوا إحنا السبب …. وعلشان كدة فنحن نرفض أن نكون «شارلى إبدو» تضامناً مع مجموعة من السفلة عديمى الأخلاق !!!

أما عن الهرتلة السياسية الهزلية في المشهد المؤسف لرعاة الإرهاب في العالم ، و هم متجمعين كدة بربطة المعلم وعلى راسهم أونكل ناتنياهو ، وبــ ينددوا بالجريمة الإرهابية ، .. فــ ياريت بلاش تمثيل لأنكم كلكم أصل الإرهاب فى العالم ، .. وملايين القتلى على مدار التاريخ تشهد بكدة ..

لكن المؤسف أكثر هو اللى بيدّعوا الدفاع عن الدين ، وبدل ما يكون رد فعلهم موجه لرعاة الإرهاب و للى بيحتلوا الأراضى العربية والفلسطينية ، بتلاقيهم بكل أسف مش بيضربوا غير فى الدول العربية والإسلامية ، وفى النهاية بــ يستأسدوا على مجموعة صحفيين هايفين ، لم و لن ينالوا أبدا من عظمة رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فأى هوان نحن فيه !!!!!؟؟؟؟

وبالنسبة للتطرف الدينى فــ هو مش حكر على دين بعينه ، والعالم مليان بكل أشكال التطرف الدينى من المسلمين للمسيحيين لليهود للسيخ للهندوس ….. ألخ ألخ .. ، وبرضوا الألاف من القتلى بيشهدوا على ده !!!

المشهد مسرحى أكثر من اللازم ، والتمثيلية حقيرة بــ تواطؤٍ  فج بين رعاة الإرهاب ، وبين المنفذين لأجندة الإرهاب .. والخاسر الوحيد فى كل ده كلنا عارفينه كويس جداً !!!!

إن كان ولا بد أن نتضامن ، فــ صفحة كلام فى الصميم تتضامن مع كل العقلاء والمنصفين ضد كل أشكال الإرهاب ، وضد الضحالة الفكرية والثقافة الغثة ، وضد كل ما ، ومن يشوّه الدين بأى شكل من الأشكال …

وهذا هو فصل الختام …

لمتابعة تعليقاتكم