حدوتة الصفحه

فى مكان ما من أرض مصر …. وفى ليلة من ليالى شهر أغسطس 2013 … إجتمع شخصين أو ثلاثة أو أربعة أو خمسة …. أو أكثر أو أقل …. مش مهم العدد … ومش مهم اذا كانوا يعرفوا بعض والا لأ … لكن المهم انهم اجتمعوا وكل واحد فيهم شايل جوة صدره هم كبير أوى … لأن إللى بيجمعمهم كان شئ مهم جداً … أهم من أى علاقة عابرة أو رابط اجتماعى …. !!

إللى كان بيجمعهم هو حب مصر …. فى الوقت اللى كانت فيه ظروف البلد صعبة بشكل بشع … و الوضع كان سيئ جدا … وكانت الصورة قاتمة بدرجة كبيرة تدعوا إلى اليأس ….

كنا لسة خارجين من ٣٠ يونيو … والظروف الدولية كلها ضد مصر … مقاطعة دولية شاملة … نداءات من الدول الكبرى تحمل التهديد والوعيد وتفوح برائحة الدم … تعليق عضوية مصر فى الاتحاد الأفريقى … دعاوى لعقد جلسة طارئة فى مجلس الامن بسبب مصر …. حملة شرسة من الإعلام العالمى إللى كله تقريبا ضد مصر … ونشر كلام بشع عن الوضع فى الداخل المصرى … سفراء من المنظمات الدولية تزور مصر تباعاً وتطالب بالإفراج عن مرسى وعصابته … مقاطعة اقتصادية من معظم دول العالم تقريبا … السياحة شبه متوقفة … التدفقات الاستثمارية لمصر تساوى صفر … الاقتصاد المصرى يعانى والاحتياطى النقدى ينزف بشدة …. واعتصام دموى من الاخوان والمتسلفين فى ميدان رابعة ، هدفه حشد تأييد عالمى … وعمل غطاء لأعمال إرهابية …. الوضع الأمنى متردى بشدة … عمليات إرهابية وتفجيرات فى كل حتة فى مصر … هجمات إرهابية فى سيناء على الجيش وعلى المواقع الحيوية … تهديدات بضرب قناة السويس … محاولات اختراق من الحدود الغربية لمصر … حرق الكنائس المصرية ومهاجمة المدنيين وأهداف مدنية فى شوارع مصر وضرب كابلات وابراج الكهرباء …. الخ الخ الخ ……. بإختصار وضع شديد الصعوبة على مصر وجيش مصر !!

وفى عز السواد الحالك ده … ودول بــ تتقسّم فى المنطقة ، وجيوش بــ تنهار … وفى ظل كل ده … ولأن المجموعة زى ما قولنا كان بــ يجمعهم حب مصر … فكان الهدف من الاجتماع ده انهم يناقشوا إييه إللى يقدروا يعملوه فى الوقت الصعب ده … واييه إللى ممكن يفيدوا بيه بلدهم …. المهم انهم جلسوا فى صمت … و بــ ينظروا أحياناً لبعض فى حيرة … وبعد فترة من الصمت …. بدأت المناقاشات إللى ماحدش عارف استغرقت قد اييه !! … ساعة … اتنين … ثلاثة… يوم أو حتى عدة أيام … المهم انه تم طرح كل الافكار … وبدأ يكون فيه شبه اتفاق على الفكرة أو الإطار العام إللى هــ يتم التحرك من خلاله …. وبرغم الاتفاق لكن بالتأكيد كان فيه عقبات … و مصاعب كتيرة لا حصر لها

أهم العقبات دى كانت مشكلة التمويل مقارنة بالألاف بل الملايين إللى بــ تتصرف على مواقع السوشال ميديا وصفحات الفيسبوك وأكونتات تويتر …. وطبعاً ده غير حالة الجنون إللى فيها صفحات السوشيال ميديا … والقنوات الإخبارية ومواقع الصحف العالمية اللى بــ تدار من خلف الستار زى الجزيرة والجارديان وغيرهم … وبلاد بــ تقع ، وجيوش بــ تنهار … وأجهزة مخابرات بــ تتصارع بشراسة … وبــ تجيد إستخدام أدوات حروب الجيل الرابع بكفائة عالية ….

من أهم التحديات كمان حالة السعار اللى كانت على الفيسبوك واللى كانت بــ تضرب فى كل مؤسسات الدولة ، بالإضافة لكمية الشائعات والكوميكس المنتشرة … والهجوم العنيف على أشخاص بعينها فى عمليات إغتيال معنوى ممنهج … عن طريق لجان أليكترونية منتشرة فى كل المواقع وعلى كل الصفحات … كتائب كاملة جاهزة للهجوم وعمل ريبورتات … وطبعا ناهينا عن قلة الأدب والشتائم الكافية لوأد أى محاولة تتم للحديث بعقلانية … يمكن لأنهم مدربين على كدة كويس جداً … و إوعوا تستهونوا خالص بالكلام ده … لأن الحاجات دى اسقطت دول كاملة وتسببت فى إنهيارها ….

وبرغم إن إمكانيات فريق العمل الماديه كانت محدودة مقارنة بكل اللى إتكلمنا عنهم دوول …. لكن كان الإتفاق على الفكرة … ودافع حب البلد هو اللى حسم فكرة قبول التحدى …. و ده كان معناه الدخول فى مواجهة أليكترونية ضد كل الابواق إللى بتشتغل ضد الدولة ، أياً كانت هذه الأبواق … و زى ما السوشيال ميديا كانت أهم أداة من أدوات هدم الدولة … كان القرار إنه يتم إستخدامها لدعم الدولة وانقاذها والوقوف ضد كل محاولات إسقاطها …. يعنى الهدف هو بناء صفحة إليكترونية تخترق الفيسبوك … يكون لها شكل واحد ، ونمط واحد ، وهدف واحد ، كلنا نسعى لتحقيقه من خلالها ……. وفريق العمل كان عارف إنها هــ تبقى حرب … وحرب صعبة مش سهلة … فى مواجهة لجان إليكترونية وخبرات كبيرة وناس مدربة على استخدام السوشال ميديا … لكن كل ده ما كانش مهم …

الفكرة نفسها … كانت فكرة دعم البلد اليكترونياً عن طريق صفحة إليكترونية …… صفحة مصرية لها طابع وطنى … تتحدث بموضوعية بدون أى مزايدات رخيصة أو حنجورية فارغة …. صفحة تحمل سمة الوطن … صفحة لما حد يدخلها يشم رائحة مصر … صفحة يكون إنتمائها لمصر فقط وليس لأفراد … صفحة مافيهاش إشارة لأى حد من فريق العمل … لا إسم … ولا رمز … ولا اى إشارة من أى نوع …. صفحة تكون لها شخصية واحدة مهما تعددت فيها شخوص الأدمنز …… وتكون صفحة تنويرية تحليلية … هدفها كشف الحقائق … من خلال مقالات مفصلة تقدم للناس وتوضح الحقائق وترفع مستوى الوعى عند كل اللى هــ يتابعوها …. وكان الأهم عندنا إنه يكون فيه مقومات للصفحة وقواعد أخلاقية ووطنية لا يجب أن يتم تجاوزها …. وزى ما الصفحة لها رسالة تنويرية …. كان لازم كمان يبقى لها رسالة أخلاقية … تدعم الأخلاق والانتماء … وتبعد عن العنصرية والتحزب والطائفية … وتأكد على قيم افتقدناها فى المجتمع المصرى … او على الاقل … إستخبت شوية خلف الأوضاع العامة واستسلمت لثقافات دخيلة تم دسها على مجتمعنا من خلال الإعلام وغيره ….

وطالما كان هو ده الاطار العام للصفحة … فالخلفية بتاعة الإطار العام ده ، ان إللى هــ ينضموا للصفحة يكونوا نواة ظهير شعبى اليكترونى للدولة المصرية وجيش مصر ……. ومافيش جبهة قتال هدفها شريف إلا ولازم يكون أعضائها شرفاء وعندهم درجة عالية من الوعى والانتماء وحب للوطن… ويكون عندهم المثابرة والصبر لدعم بلدهم … وكان لازم كل واحد فيهم يكون مثال محترم وواجهة مشرفة لبلده مهما كان مستواه الاجتماعى أو الثقافى … ومايمنعش طبعا إنه يدخل على الصفحة ناس من المخالفين أو المختلفين ، أو حتى من اللجان الأليكترونية … و دوول كنا عارفين إزاى هــ يتم التعامل معاهم ….

بس كان لازم نحط فى اعتبارنا اننا كدة بــ نعمل شيئ مش متداول على الفيسبوك … لأن السائد والدارج هى البوستات السريعة والكوميكسات ولينكات الاخبار إللى من كل حدب وصوب … لأن السوشال ميديا شعارها التيك اواى وثقافة قراءة العناوين …. لكن احنا قررنا اننا نعمل حاجة مختلفة …… نقدم شئ جديد …… لأنه اذا كان الهدف هو رفع الوعى وكشف الحقائق … فــ ده مش هــ يتم إلا من خلال معلومات مفصلة وتحليلات قوية ومنطقية للأحداث تثبت صحتها بنفسها مع مرور الوقت بدون أى اخطاء … أو على الأقل … بالحد الأدنى من الأخطاء فيما يتعلق بالرؤية المستقبلية الموضوعية والاستقراء السليم للاحداث …. وبما أن الموضوع هو مقالات ومعلومات وكلام فى صميم الأحداث … وعلشان نكون بعيد عن الاسماء والشعارات البراقة اللى من عينة ، الصقور ، والذئاب ، والعنكبوت الأسود ، واللهو الخفى ، وكل الكلام الجميل ده …. فقد تم الاتفاق انه يكون اسم الصفحة “كلام فى الصميم” …. وهو ده اللى بنينا عليها فلسفة شعار الصفحة الموجود فى صدارة الموقع واللى نشرنا عنها مقال تفصيلى قبل كدة

وهكذا ولــدت صفحــة كـــلام فـــى الصميــــم …..  صفحة ولدت ببساطة وبدون اى ضجيج أو صخب … وأصبح لها الأن صوت مسموع ……. صفحة بدأت بعشرات من الاصدقاء المتابعين … ووصلت النهاردة لعشرات الآلاف من الأصدقاء إللى اصبحوا بــ يشكلوا جزء كبير من وعى الفيسبوك و السوشال ميديا فى مصر كلها ……… أصدقاء بــ يعتبروا بالفعل هم النخبة الفعلية … و الظهير الشعبى الحقيقى للدولة المصرية

صفحة بدأت ببوستات من عدة سطور … ووصلت لدرجة إن معظم صفحات الفيسبوك المعروفة بــ تسرق منها مقالات و بــ تقتبس براجرافات من مقالاتها …. و بــ يتنشر لها أحيانا مقالات فى جرائد أسبوعية ونصف شهرية … و العديد من معدين برامج التوك شو بــ يتابعوها … وكتير من الصحفيين والمعدين ومخرجين البرامج الفضائية ورؤساء التحرير عاملين فولو للصفحة …. و بــ يتاخد مقالاتها علشان تتعمل سكريبتات فى حلقات كاملة لبرامج على قنوات بــ يتم بثها فى الولايات المتحدة الاميريكية وأستراليا … ومش كدة وبس … لكن وصل الوضع إن قناة فضائية مصرية بجلالة قدرها تعمل ريبورت فى الصفحة علشان فيديو ومقال هاجمنا فيه اعلامى وصحفى كبير بيشتغل فيها …. وياريت جت على كدة وبس …. لكن نلاقى واحد من أهم وأشهر ايقونات ثورات الخريف العربى على الاطلاق … بتاع التمويل الأجنبى … واللى ساهم بشكل كبير فى تغييب وعى شباب مصر … يقوم بنفسه بعمل صفحة موازية ممولة على غرار صفحة كلام فى الصميم بنفس الأسلوب ونفس الطريقة والأداء وشكل وأسلوب العرض …. وحتى نفس طريقة الرد بتاعة فريق عمل الصفحة على المتابعين والأصدقاء … علشان ينافس ويواجه بيها أسلوب صفحتكم … مع الفارق انهم طبعا ضد الدولة وتوجهاتها تماماً ولكن بطريقة دس السم فى العسل

وبعد عمل أكونت على تويتر علشان يبقى لنا تواجد حتى ولو بسيط كمرحلة أولى من الإنتشار … فــ النهاردة وبعد المكانة إللى وصلنا لها بسبب دعمكم لنا …. وبعد ثقتكم فينا … وبعد العديد من المطالبات من أصدقائنا سواء فى التعليقات أو فى رسائل مباشرة على الخاص … منها إللى كان بــ يطالبنا اننا نجمع المقالات فى كتاب وننشره … ومنها إللى كان بيطالب بعمل برنامج اليكترونى أرشيفى للمقالات … او تأسيس صحيفة أليكترونية … أو عمل مدونة … أو عمل قناة يوتيوب … ووصولا لعمل برنامج تليفزيونى على احدى الفضائيات …. والحقيقة دى كانت ثقة كبيرة نعتز بيها … ونشعر بحجم المسئولية والالتزام تجاهها علشان نبقى قد الثقة دى …… وعلشان كدة احنا بنعلن النهاردة عن تدشين موقع الكتروني لصفحة كلام فى الصميم علشان يكون تكليل مرحلى لنجاح صفحتكم على الفيسبوك … واللى جمع كتير من المطالبات بتاعة اصدقائنا … وطبعا ده هــ يكون بالتوازى مع إستمرار صفحة الفيسبوك …. وتقدروا من خلال الموقع ده دلوقتى تتابعوا كل مقالاتنا الجديدة … وكمان تعيدوا قراءة معظم مقالاتنا القديمة إللى تم عمل أرشيف لها بتواريخ وترتيب النشر … وتم رفعها على الموقع بنسبة تتجاوز 90% من إجمالى ما تم نشره … وجارى تجميع ونشر باقى المقالات والفيديوهات والخواطر …. مع الوضع فى الاعتبار ان الإطار العام للمواضيع وتوقعاتنا النهائية للأحداث حصلت ، وإن اختلفت بعض التفاصيل … و ده شئ طبيعى لأننا زى ما قولنا قبل كدة كتير اننا نملك أليات ومعلومات ومفردات التحليل وليس البنورة السحرية لقراءة الغيب ……. ومازال تطوير الموقع مستمر … واللى نرجوا انه ينال اعجابكم … ويكون نافذة لكم على الأحداث بكل شفافية وموضوعية زى ما عودناكم …. ويكون داعم لبلدنا …… مصر

وقريبا بإذن الله ندخل المرحلة الثالثة من التطوير والإنتشار

أصدقائنا …. لو كانت صفحتكم ساهمت ولو بجزء بسيط فى دعم الدولة المصرية … وتشكيل وعى قطاع لا يستهان به من الشعب المصرى …. فالفضل بعد فضل الله سبحانه وتعالى يرجع لكم انتم

فــ أنتم من صنعتم كلام فى الصميم

تحياتنا لكم