كيف فشلت مصر فى التعامل مع أزمة كورونا

30 Dec 2020

كيف فشلت مصر فى التعامل مع أزمة كورونا !؟

———————————————-

والنبى ركزوا معانا شوية الله يكرمكم فى اللى هــ نقوله النهاردة علشان خلاص بجد المرارة بتعانى 🙂 …

رجوعاً للمربع صفر … بقالنا شوية حلوين كدة بنسمع تانى نغمة الصعبانيات ، وطقطوقة “شوفوا الدول التانية بتعمل إييه لمواطنيها .. وشوفوا الدنيا برة عاملة إزاى .. وشوفوا الدول التانية بتحترم مواطنيها قد إييه .. والدول المحترمة فى أزمة كورونا عملت كيت و كيت و كيت … وشوفوا وشوفوا وشوفوا .. وإقفلوا البلد .. وإقفلوا المدارس .. والحكومة مش بتعلن الأعداد الحقيقية للإصابات وسايبين الناس تموت .. وياعينى عليكى يابلدى وياعينى على المصريين ” .. نفس النغمة النشاز و جو الكربلائيات والصعبانيات التى لا يمل المنبطحون من ترديدها فى كل وقت وأى وقت علشان يشعلوا حالة اللطميات ، و يوغروا صدور المصريين على بلدهم وحكومتهم .

و فى الغالب اللى بيعمل كدة متخيل إن الناس لسة زى زمان ، مابتشوفش ، ومابتسمعش … لكن الشيئ الأكيد إن اللى بيعمل كدة بيلعب طول الوقت على 3 حاجات … إما جهل المواطن باللى بيحصل بالفعل سواء برة أو جوة مصر ، وإما الرهان على التوجه الأيديولوجى للمواطن ده ، ورغبته فى إنه يتجاوب مع أى شيئ سلبى بــ يتقال ، حتى لو كان كذب ، علشان يبرر لنفسه إن تفكيره وكرهه لدولته وحكومته وجيشه صح وإنه معاه كل الحق فى ده … وإما الرهان على نسيان المواطن للى بيحصل لأن افة حارتنا النسيان .. والذاكرة الجمعية دايما بتبقى مركزة على اللى بــ يتقال فى التو واللحظة من غير فلترة ، وبدون تذكر الحقائق لمجرد إنه مر عليها سنين او شهور أو اسابيع او حتى ايام 😏 

حالات الكورونا فى إزدياد رهيب فى العالم كله .. و مصر من ضمن الدول اللى فى العالم … وكل دول العالم بتقول إن الأعداد المعلنة لا تعكس أبدا حقيقة العدد الحقيقى للإصابات .. و ده بإعتراف قادة الدول دى نفسهم زى على سبيل المثال لا الحصر “رئيس الوزراء الإيطالى ، ورئيس الوزراء البريطانى والرئيس الأميريكى وحتى وزيرة الصحة المصرية قالت الكلام ده فى أكثر من حديث متلفز أو مؤتمر صحفى” .. لأن الأعداد المعلنة للإصابات بتبقى الأعداد اللى تم رصدها وليس العدد الفعلى .. و الأعداد الفعلية الحقيقية الوحيدة هى أعداد الوفيات .. لأن دى مابيبقاش فيها أى شك !

والسؤال اللى بيطرح نفسه … هو إحنا لييه فجأة كدة بدأنا نسمع نغمة إن الدولة فشلت فى التعامل مع أزمة كورونا !؟؟ … طب وهى الدول كانت فشلت فى الموجة الأولى علشان نقول كدة فى الموجة التانية !؟؟ … أااه طبعا فشلت … وفشلت فشل ذريع كمان .. شافه كل ذى عين تبصر 🙄

– الدولة المصرية فشلت لما أسطول مصر للطيران جاب الأرض كلها من أقصاها لأقصاها علشان يعيد المصريين العالقين فى كل دول العالم مجانا بالتسيق مع الدول دى برغم حالات الإغلاق .. لدرجة إننا جيبنا المصريين من ووهان الصينية نفسها اللى كانت تعتبر بيت الرعب فى ذلك الوقت .. فى حين إن الدول الكبرى قالت لمواطنيها اللى عايز يرجع يدفع .. وده حصل فى إنجلترا يدفع 1500 استرلينى ، وأمريكا يدفع 3000 دولار ، وأستراليا يدفع 3500 دولار أسترالى … ألخ ألخ الخ

– الدولة المصرية فشلت لما جابت المواطنين من برة وحطيتهم فى حجر 14 يوم فى فنادق 5 نجوم ، والتكلفة بالكامل على حساب الدولة .. و لما حصلت شوية تراهات من بعض المواطنين الضانى وبدأت المزايدات على الدولة ، اللى كلنا أكيد فاكرينها .. راحت الدولة فاتحة بيوت الشباب وبعض البيوت فى المدن الجامعية وقالت هى دى الإستضافة المجانية واللى عايز ينزل فى الفنادق يدفع التكلفة .. وكل واحد وإختياراته .. فى حين إن معظم دول العالم كانت بتحمل مواطنيها بتكلفة الحجر الصحى !

– الدولة المصرية فشلت لما قدرت تعدى بالمنظومة الصحية بسلام من غير ماتنهار .. برغم إنها إنهارت فى دول كبيرة .. دول عظمى ، بينظر لها المواطن إياه طول الوقت بمنتهى الإنبطاح والدونية ! .. وبرغم الحديث عن الإصابات اللى اعدادها بالتريلونات فى مصر .. وإن الناس بتفرفر فى الشوارع ، إلا إننا ماشوفناش الكلام ده خالص .. فى حين إننا شوفناه بعنينا فى الإعلام بيحصل فى إيطاليا وروسيا و تركيا وغيرهم ! 

– الدولة فشلت لما تجاهلت كل المزايدات ، ورفضت تعمل إغلاق كامل زى الدول الكبيرة اللى بيسبح المنبطحون وعشاق الدونية بحمدها … و مش مصر لواحدها اللى عملت كدة لكن دول تانية كمان زى اليابان والسويد وغيرهم .. وبمرور الوقت ثبت بالدليل ، وصرحت منظمة الصحة العالمية إن اصح نموذج للتعامل مع أزمة كورونا كان هو نموذج الإغلاق الجزئى .. لإن سيناريو الإغلاق الكلى ماقدرش يحجم المرض ولا يقضى عليه أو يوقف تفشي الفيروس ..

و شوفنا كلنا وبمجرد إعادة الفتح رجع تانى الفيروس يتفشى ويزيد إنتشاره فى كل الدول … وبرغم الخسائر الإقتصادية اللى حصلت فى الإقتصاد المصرى وقتها بسبب الإغلاق الجزئى لكنها كانت خسائر محتملة ، وقدرت الدولة تتجاوزها بعدها بكام شهر .. فى حين إن قادة الإتحاد الأوروبى زى ميركل مثلا صرحوا وقالوا وقتها إن الخسائر الإقتصادية اللى نجمت عن الإغلاق الكلى لمدة 3 شهور فقط مش هــ يتم تجاوزها قبل سنة 2023 .. ويمكن ده اللى دعى رئيس الوزراء الإيطالى يقول مع بداية الموجة التانية .. إن صحيح اعداد الإصابات رجعت تزيد تانى فى إيطاليا .. لكن إعادة  سيناريو الإغلاق الكامل مرة اخرى يدخل فى نطاق المستحيلات !

– الدولة فشلت لما السلع الغذائية والإستراتيجية كانت متوفرة طول الوقت فى الأسواق ، وماشوفناش سلعة نقصت .. بل بالعكس .. حتى فى رمضان اللى طبيعى إنه يزيد فيه الطلب على السلع ، كانت كل حاجة متوفرة وفائضة عن الإحتياج .. فى حين إننا شوفنا بعنينا فى الإعلام العربى والغربى ، إزاى المواطنين فى دول كبرى وعظمى زى فرنسا وأميريكا وإنجلترا وغيرهم ، كانوا بــ يتقاتلوا على السلع الغذائية ، وشوفنا بعنينا الأرفف فى المحلات والهيبرات والسوبر ماركت فاضية ، والناس بتشتكى من قلة السلع وبالذات السلع الساسية !!

– الدولة فشلت لما قدرت تحافظ على الحد الأدنى من معدلات الإنتاج علشان الإقتصاد مايخربش .. والمشروعات القومية فضلت شغالة .. صحيح بمعدلات أقل من معدلها الطبيعى .. لكن ده كان العادى فى ظل أزمة جائحة عالمية

– الدولة فشلت لما قدرت تحل مشكلة الكمامات بعد ما اصبحت سلعة بيتم المتاجرة بالناس بسببها .. و وصلنا النهاردة لأسعار زهيدة جدا بعد ما كان وصل سعر الكمامة الواحدة لعشرات الجنيهات .. وحتى مشكلة نقص الأدوية تم تجاوزها بسلام برغم شدة الجائحة العالمية

– الدولة فشلت لما قدرت تعدى بالفصل الدراسى الثانى بأمان ,, يحصل إشادة من منظمة اليونيسكو بحجم الأعداد الغير مسبوقة فى أى دولة فى العالم ، و اللى أدت إمتحاناتها أو أصدرت أبحاثها الدراسية أونلاين ، وأشادت بقوة المنظومة الرقمية اللى عملتها مصر .. برغم كم السخرية والإستهزاء بل والرفض للمنظمة التعليمية والتحديث اللى عملته الوزارة .. واللى لولاه يمكن كانت السنة الدراسية راحت على أبنائنا ، زى ما حصل فى دول تانية

– الدولة فشلت لما كانت بتبعت مساعدات فى بداية الأزمة للدول الأكثر تضرراً من الكورونا .. وتحملت السخرية والإستهزاء من المغرضين وعجايز الفرح اللى مابيعجبهمش العجب .. وكانت النتيجة إن الجميل إترد لنا من دول زى الصين لما عملت معانا إحنا والإمارات تبادل خبرات لبروتوكول العلاج وصولا لتسلم الفاكسين والموافقة على إعتماد إنتاج اللقاح فى مصر لمصر والدول الأفريقية .. والإتفاق ده فى طوره النهائى

– الدولة فشلت لما كان نتيجة مجهودات الحكومة و وزيرة الصحة ورئيس الدولة ، إن مصر تكون واحدة من أول 5 دول على مستوى العالم تتسلم جرعات اللقاح وتبدأ بالفعل فى تطعيم الكوادر الطبية بعد ما تسلمنا من الصين 50 ألف جرعة كدفعة أولى .. وجارى تسلم دفعات جديدة تباعاً .. و ده غير إن مصر ماتعاقدتش على نوع واحد من اللقاح فقط .. لكن تعاقدت على 3 أنواع أخرى من 3 دول مختلفة .. ناهيك طبعا عن اللقاح المصرى اللى هــ يتم إنتاجه مع بداية النصف الثانى من 2021 زى ماقولنا فى مقال سابق بعنوان “الفاكسين وسنينه” !

– الدولة فشلت لما حقق الإقتصاد المصرى مع نهاية 2020 معدل نمو بإعتبار إننا الدولة الوحيدة اللى عملت كدة فى الشرق الأوسط وأفريقيا  بدل ما يحصل معدل إنكماش زى معظم الدول الكبرى والعظمى اللى بــ يشار لها بالبنان 😏

– الدولة فشلت لما اصدر موقع و مجلة بلومبرج الشهيرة تقرير تقول فيه إن مصر جائت ضمن أفضل 25 دولة على مستوى العالم فى التعامل مع جائحة كورونا وتداعياتها الإقتصادية ، وكيفية إدارة الأزمة بفريق عمل على أعلى درجة من الإحترافية !

وغيره وغيره من الأحداث والمشاهد اللى يضيق المقال بيها … و طبعا مش محتاجين نقول إن الفشل ده مستمر ومكمل معانا يعنى فى الموجة التانية .. وأخر سيناريوهات الفشل تعاطى الدولة تااااانى مع أزمة العالقين … فى حين إن دولة زى كندا مثلا ، فشلت فى إعادة العالقين فى إنجلترا بعد ماتم إلإغلاق بسبب أعياد الميلاد تزامنا مع ظهور سلالة جديدة من الفيروس 🤓

طب هل الدنيا عندنا زى الفل والصورة وردية ومافيش سلبيات !!؟؟ .. أكيد لأ طبعا .. إحنا ماقولناش كدة .. ولا عمرنا هــ نقول كدة .. وإلا نبقى عايشين فى كوكب عاجى و مش شايفين السلبيات اللى بتحصل .. أكيد فيه ممارسات خاطئة .. وفيه تعامل مش مضبوط مع بعض أو كثير من الحالات .. وأكيد فيه أداء يشوبه بعض العوار من موظفين ومسئولين سواء عن جهل وعدم تقدير للمسئولية ، أو يمكن عن عمد لأهداف مشبوهة وخبيثة …

أيوة بعضنا أو كلنا عندنا إنتقادات … لكن إجمالا .. وفى تقديرنا الشخصى .. تعاطى الدولة مع الأزمة كان فوق الممتاز ، و فاق كل التوقعات .. حتى مع وجود بعض السلبيات .. لأن الهدف دايما فى ظل جائحة بالشكل ده هو الخروج منها بأقل الخسائر .. فما بالك بقى لو كنا خرجنا ببعض المكاسب كمان ! 🙂

والكلام ده لكل صاحب عين تبصر وترى الحقائق مجردة ، بدون اى شوائب .. أو تشويه .. أو تغافل .. أو تناسى .. لأن افة حارتنا زى ماقولنا هى النسيان ..

واللى مايشوفش من الغربال .. 😎

وكلمة أخيرة ..

احنا في جائحة .. و مش وقت دلع و سلبطة .. يعنى كل واحد يتحمل مسئوليته المجتمعية .. وكل واحد يخلّى باله من نفسه … اللى عايز ينزّل ولاده المدارس يتفضل .. واللى قلقان عليهم يقعدهم فى البيت … اللى خايف يجيله كورونا يلبس كمامة .. ماحدش هــ يمشي وراك يتحايل عليك عشان تلبس الكمامة .. عشان بعد كدة ماترجعش تعيط وتقول الأعداد بتزيد …لو دخلت مكان وشوفت حد من غير كمامة إطلب منه يلبسها ، ولو مارضيش إعمل مشكلة للمكان وأطلب حقك وأطلب تطبيق القانون و إلا هــ تفضحهم فى كل حتة و تطلب الشرطة …… الإجراءات الإحترازية والكمامة مش بتمنع المرض لكن بتقلل فرص الإصابة لأدنى حد ممكن … إتحمل المسئولية وشيل مع الدولة .. مش تبقى لا عايز تلبس كمامة ولا عايز تاخد الفاكسين وبتشكك فيه ، ومش عايز يجيلك كورونا … وإتصرفى ياحكومة !!

حفظ الله مصر وشعبها من كل سوء

لمتابعة تعليقاتكم