ومضات من نصر أكتوبر العظيم 3

6 Oct 2016

 ومضات من نصر أكتوبر العظيم 3

———————————

 هل تعلم أن مصر قد نجحت في خداع العالم اجمع بما فيهم السوفيت و أعمتهم تماما عن مشاهده و توقع قيام حرب شامله لاسترداد الارض بمئات الالاف من الجنود و الاف المدرعات ….. و انه بالرغم من عبقرية مئات خطط الخداع الاستراتيجي في جميع المجالات و على كل المستويات و التي لا تستطيع مجلدات كامله سردها …. يبقي أن اكبر خطة خداع هي القيام بحرب مستحيل القيام بها من الاصل …… و ان اكبر خطط الخداع كانت اعادة كتابة العلوم العسكريه و الاستراتيجيه من جديد بدون علم العالم اجمع…. فلما قامت الحرب … واجه الاسرائيليين معارك و تكتيكات لم يدرسوها أو يتوقعوا انها موجوده من الاصل أو أن من الممكن حدوثها.

 هل تعلم ان جميع العلوم العسكريه و الاستراتيجيه في كل المدارس العلميه العسكريه الشرقيه او الغربيه … قد اجمعت على استحالة مجرد البدء في الحرب من الجانب المصري بواسطة اسلحه قديمة دفاعيه في ظل التفوق الكاسح للكم و الكيف للإسرائيليين….. و قد ادي ذلك الى تحقق كلمة السادات العبقريه الذى اختصر كل هذا جمله من أربع كلمات …. ” لقد رأوا … و لم يعوا ” …. ليتم بعد ذلك اعادة كتابة العلم العسكرى و الاستراتيجي في العالم اجمع مره اخرى استنادا لما فعله المصريين .

 هل تعلم أنه قد تم نقل جميع معدات العبور و الذخائر و المهمات التعبويه تحت سمع و بصر عشرات الاقمار الصناعيه بخطه خداع غاية في التعقيد و العبقريه …. حيث تم النجاح في اعقد المهمات المخابراتيه على الاطلاق لاحضار مسارات جميع الاقمار الصناعيه سواء السوفيتيه او الامريكيه او الغربيه من عقر دارهم و من داخل اكثر مؤسسات الدول العظمي سريه و تأمينا… و حساب سرعتها و مساراتها و توقيتات مرورها لحساب توقيت و مكان الاماكن العمياء بدقه شديده و التي تم تطبيقها على خرائط الجبهه بالكامل …. فكانت المهمات بيتم نقلها حسب مسارات و طرق و توقيتات شديدة الدقه و تقاس بالدقيقه و الثانيه ….. و دقة الاحداثيات على الارض كانت بالمتر و السنتيميتر و لمده اسابيع بطول الجبهه و عرضها …..

 و هل تعلم أن من شده اتقان الجيش المصري في تنفيذ خطته …. ان السيارات كانت تنقل المهمات في مسارات و توقيتات عدم مرور الاقمار الصناعيه … و تعود بحمولات هيكليه في نفس وقت مرور الاقمار ….. ليتم تصوير المشهد بأن الجيش المصري بيسحب مهماته من الجبهه … مع أن العكس هو الصحيح ….. و ان ذلك تم في وقت لم يكن الـ GPS تم التوصل اليه  …. و الذي بني بعد ذلك على نفس نظرية الحسابات التي استخدمها الجيش المصري للربط بين مكان القمر و المكان على الارض و الزمن بدقه معامل خطأ تصل الى سنتيمترات فقط و ليس بالامتار كما هو موجود حاليا بالنظام الحالي ….. وان كل تلك الحسابات المعقده و رسم الخرائط و وضع الاحداثيات بتوقيتاتها على الخرائط و مطابقتها على الارض قد تمت في عدم وجود حواسب الكترونيه و لكن بالقلم الرصاص و مسطرة حرف الـ T و منظار المساحه البدائي على الارض…..

 هل تعلم ان السوفيت عاقبوا مصر و حاولوا المستحيل لتقييد مصر بمنعهم وقود صواريخ الدفاع الجوى عن مصر …. و قبل الحرب بشهور قليله … قاربت صلاحية وقود الصواريخ على الانتهاء مما يهدد قيام الحرب ذات نفسها لان ستتحول جميع صواريخ الدفاع الجوى الى قطع حديد صماء لا قيمة لها ……. و هل تعلم ان صناعة وقود الصواريخ في هذا الوقت كان مقصورا على ثلاث دول متقدمه فقط ….. لانها كانت تعتمد على علم متقدم جدا و هى صناعه تكنولوجيه غير متاحه لاي دوله …..  و هل تعلم ان مجموعه مصريه خالصه من سلاح المهندسين و علماء مصريين قد نجحوا في صناعه مئات الاطنان من وقود الصواريخ ليتم ادخال على و صناعه وقود الصواريخ الى مصر قبل حرب 6 اكتوبر.

 هل تعلم انه بالرغم من أن مدي مدفع الدبابه الاسرائيليه كان يتخطي 1800 يارده …. كان مدي مدفع الدبابه المصريه لا يتعدي 800 يارده فقط مما يجعل اي معركه تصادميه بينهم امرا محسوما للجانب الاسرائيلي فقد تم تدمير اكثر من نصف سلاح الدبابات و المدرعات الاسرائيليه بالكامل و الذي كان يتعبر درة تاج الجيش الاسرائيلي بعد الطيران …… حتي في المعارك في اكبر المعارك التصادميه التي حدثت في التاريخ الحديث و ذلك بواسطه تكتيكات عسكريه جديده تماما لم يعرفها العالم من قبل …..  و لولها ارسال مئات الدبابات الغربيه بطواقمها …. لانتهت اسرائيل بالفعل في هذه الحرب.

هل تعلم انه و للمره الاولي في التاريخ يتم مواجهة ألوية مدرعه بجنود مشاه و هو كان يعتبر انتحار حسب العلم العسكري القديم و لم يشاهده أو يدرسه العسكريين الاسرائيليين من قبل …..

هل تعلم ان التمهيد النيراني للمدفعيه المصريه يعتبر أضخم أنجح تمهيد نيراني في العصر الحديث بواسطة 2000 مدفع …. و الذي استمر لاكثر من 53 دقيقه كامله بمعدل 175 دانة مدفع في الثانيه الواحده أو 5 دانات على الموقع الواحد كل ثانيه ….. و هل تعلم أنه بالرغم من التصميم الهندسي لتحصينات دشم خط بارليف لتحملها أي قذف مدفعي … إلا ان نجاح التمهيد النيراني كان يعتمد على دقة القذف الذي كان يتم بمدافع من ايام الحرب العالميه الثانيه ….. و أنه من شدة دقه المدفعيه المصريه التي سجلت بحروف من نور في المعاهد و المراكز البحثيه العالميه العسكريه …. ان الدانات كانت تتركز على مداخل و فتحات الخنادق و الدشم بشكل مركز و دقيق للغايه …. و كأن من يضرب الدانه كان يقف على بعد امتار قليله من هذه الفتحات …. مما أدي الى شلل كامل حتي في الرؤيه او المتابعه لما يجرى بالخارج أو حتي من رد الفعل …… حتي تمكن المشاه من العبور و التغلب على الالغام و محاصره هذه الدشم الحصينه للبدء في اقتحامها…… و أن معدلات الدقه العاليه التي لم تكن معهوده في ذلك الوقت كانت متساوية للـ 2000 مدفع جميعا.

و هل تعلم ان من اسباب الدقه المتناهيه لدانات المدفعيه هو التدريب الشاق للجنود الذين احترفوا مهامهم …. و إدخال تعديلات على تصميم الدانات بأيدي و عقول مصريه خالصه تختص بتغيير مسار القذيفه حتي تتلائم و طبيعه مسرح القتال من الساتر الترابي و طبيعه تصميم الدشم الحصينه .

هل تعلم انه يوجد آلاف البطولات الخارقه لآلاف جنود المشاه أثناء إقتحام الدشم الحصينه …. و أن من أروع من عبر عنها هو اللواء / باقي ذكي يوسف و هو صاحب فكره إقتحام الساتر الترابي بواسطة خراطيم المياه ….. ” كنت على الجبهه بتابع سير فتح الفتحات في الساتر الترابي و دخلت الى داخل سيناء بعد 4 ساعات لاشاهد أول نقطه حصينه تم تحريرها ….. و أقسم أنه لو دخلت مذبح أو سلخانه يوم العيد الكبير … فلم تكون أبدا بهذا المنظر …. بحر كبييييير من الدماء و الاشلاء الممزقه في كل مكان لدرجة أنك لا تستطيع تميز اشلاء المصري من الاسرائيلي ….. فمن الواضح أن الجنود المصريين كانوا ينتزعون النقاط الحصينه بأسنانهم و ليس بالسلاح

هل تعلم أنه من بين مئات البطولات التي لا يستطيع العقل استيعابها … و التى ظلت المعاهد العسكريه العالميه تتحقق منها لاستحالتها …. كانت معركه طريق رمانه و بالوظه ….. و هو الطريق الذي كان في عمق سيناء خارج تغطيه المدفعيه المصريه و حائط الصواريخ المصري و الذي كان يتميز بوجوده وسط أرض شديده الاستواء و لا يوجد اي تضاريس حوله تسهل مهمة عمل الكمائن و الاختباء …. و كان المطلوب هو تعطيل الاحتياطي التعبوى الاسرائيلي من التقدم من القناه لمدة 6 ساعات فقط …… و الذي كان يتجاوز 250 دبابه بخلاف المدرعات و الدافع و عربات نقل الجنود حتي تتمكن الموجه الاولي من المشاه من الاستيلاء على اكبر قدر ممكن من النقاط الحصينه …. و حتي يتمكن سلاح المهندسين المصريين من استكمال بناء الكباري و حتي يتم عبور مدرعات الفرق و الالويه المصريه ….. فكانت مهمه انتحاريه بكل ما تحمله الكلمه ….. أرض مستويه حتي مرمى النظر بمواجهه 250 دبابه و مئات المدافع و الهاوتزر و تحت سماء يمتلكها العدو تماما ….. فتم اختيار تشكيل مكون من 220 بطل من ابطال الصاعقه و كانت الاوامر بما معناه …. برجاء حافظ على حياتك على قدر استطاعتك و لا تمت قبل 6 ساعات حتي يتم استكمال العبور ….. و مع ذلك لم يتمارض او يتخلف ضابط او جندي واحد منهم …. و لم يفكر احد منهم في اسرته أو اطفاله …. و لكن قبلوا تنفيذ المهمه بكل روح معنويه عاليه.

و هل تعلم أن مع بدء الاشتباك مع طوابير مئات الدبابات و المدرعات قد تم تطويق المنطقه بالكامل و قذفها بالطائرات و النابالم و مئات من دانات المدفعيه و الدبابات ليتم تسويه المنطقه تماما بالارض …. و ان بعد إنتهاء كل عملية قذف جوى و أرضي … تحاول المدرعات تمر و تجد المقاومه أعنف من قبل ليجن جنونهم و يعيدون قذف المنطقه بالكامل بشكل أكثر وحشيه و ضراوه بإستخدام جميع انواع الطائرات القاذفه و المدافع و النابالم …. و لكن كل مره يجدون الاسود لهم بالمرصاد.

و هل تعلم انه نجحت هذه المجموعه في منع تقدم الاحتياطي التعبوى الاسرائيلي بالكامل لمده 48 ساعه كامله و ليس 6 ساعات كما كان مطلوب منها ….. و هل تعلم انه رجع من الرجاله 25 رجل فقط بعد استشهاد 195 أسد من أسود هذه المجموعه     

انه الجيش المصري …. انها حرب أكتوبر المجيده …. أعظم حرب في التاريخ الحديث

لمتابعة تعليقاتكم