إحتفالات سيناء – بطولات خالده 1

24 Apr 2018

إحتفالات سيناء – بطولات خالده 1

———————————

هل تعلم ان العميد/ محمود عبد الرحمن فهمي قائد القوات البحريه اثناء حرب الاستنزاف هو أصغر قائد قوات بحريه تولي هذا المنصب في سبتمبر 1969 ….. فلاول مره يتم تنصيب ضابط شاب برتبة عميد بحري لم يتجاوز الاربعين عاما هذا المنصب.

وهل تعلم ان في في نفس الشهر و في اول اجتماع له مع الرئيس جمال عبد الناصر بناء على استدعاء الرئيس لمجلس الدفاع الاعلي في سبتمبر 1969 الذي طالبهم فيه الرد العسكري و الانتقام في العمق الاسرائيلي ردا علي إغارت اسرائيل المتكرره في العمق المصري بالطائرات القاذفه و الاغارات النوعيه في العمق المصري بالابرار البحري بقوات كوماندوزعلى محطة رادار في الزعفرانه باستخدامهم سفينتي الانزال “بات شيفع ” و “بات يم”….

و هل تعلم انه نظرا لامكانيات السلاح الدفاعي الموجوده في الجيش المصري الذي لا يستطيع بالفعل الوصول للعمق الاسرائيلي ….  لم يرد أى قائد آخر إلا العميد محمود عبد الرحمن فهمي الذي قال بحماس شديد وسط دهشة باقي القاده ” أنا جاهز يا ريس و عندنا اللى يضرب إسرائيل في عمقهم ” …. لدرجة ان باقي القاده نظروا الى بعضهم البعض و هم يعتقدون ان الحماس قد أخذ بالقائد الشاب و هو لا يعي ما يقوله … ليرد عليه الرئيس جمال …. ” ازاي يا محمود” …. ليرد عليه بكل ثقه و ثبات” انا عندي يا ريس رجالة الوحدات الخاصه البحريه قادرين على فعل المستحيل و الوصول الى عمق المواني بتاعتهم “

هل تعلم ان تم وضع خطة عسكريه ليس لضرب ميناء ايلات فحسب … و لكن كانت الخطه ان يتم ضرب و اغراق القطع البحريه في الثلاث المواني الاسرائيليه المحتله ….. ميناء حيفا – ميناء أشدود على البحر المتوسط و  ميناء إيلات في خليج العقبه …. و هل تعلم انه اتخذ القرار بالبدء بميناء ايلات لاغراق سفينتي الانزال بات شيفع و بات يم ثم البدء في ضرب باقي مواني العدو الاسرائيلي….. و هل تعلم انه تم ايقاف الجدول الزمني لباقي العمليات بعد قبول وقف اطلاق النار بمبادرة روجرز في اغسطس 1970  … و التي كان لها الفضل الكبير في استكمال حائط الصواريخ المصري.

هل تعلم ان عملية الضفادع البشرية في ميناء إيلات كانت المرة الاولى في التاريخ العسكري العالمى التي ينجح فيها فريق قوات خاصة بحرية فى تفجير ميناء معادي و اغراق قطع بحرية رابطة على ارصفته …….

هل تعلم عملية الاغارة على ميناء إيلات كانت خمس مرات متتاليه و ليس مره واحده كما هو شائع و كما جاء بفيلم ” الطريق الى ايلات” …. و هل تعلم ان الفرق بين كل عمليه و اخري لا يتجاوز الثلاث اشهر فقط كالتالي :-

الاولي :- في 9 نوفمبر 1969  و تم إلغاء المهمه لعدم وجود الاهداف داخل الميناء عند دخول رجال الضفادع البشريه للميناء

الثانيه :- و بعدها بخمس ايام فقط في 16 نوفمبر 1969 … رجع رجال الضفادع البشريه للميناء …. و لكن للاسف و لحسن حظ الاسرائيليين … تم الخروج المفاجىء للاهداف ( بات شيفع و بات يم ) من الميناء قبل الهجوم بدقائق …. فقاموا بتلغيم و تفجير السفينتين  “هيدروما”  و “داليا” … و التي كانت تستخدمهم القوات الاسرائيليه في المجهود الحربي.

الثالثه :- كانت في 8 فبراير 1970  و بالرغم من التعقيدات و الاجراءات الاحترازيه التي اتخذتها البحريه الاسرائيليه للحد من الهجوم المتكرر على موانيها … الا انه نجح رجالنا في الوصول الى السفينتين “بات شيفع” و “بات يم” و تلغيمهم و تفجيرهم داخل الميناء…. لتغرق السفينه بات يم و تتضرر السفينه بات شيفع ضرر بالغ … ليجن جنون اسرائيل و تستنجد بكل خبراء العالم حتى تقوم باصلاح و تعويم السفينتين باي ثمن ممكن ليتم تصويرهم و اذاعه ان العمليات المصريه كانت فاشله …. و ينجحوا بالفعل باصلاحها لترجع الى الخدمه مره اخرى ليتم اتخاذ القرار بالهجوم عليها مره اخرى و اغراقها تماما.

الرابعه :- في 24 ابريل 1970 …. و نظرا للاجراءات المشدده من الجانب الاسرائيلي و الرعب الذي كان متملك منهم …. لدرجة انهم امروا كل القطع البحريه بعدم المبيت داخل الميناء و الخروج في عرض البحر طوال الليل و العوده في الصباح …. فلم يجد رجال الضفادع بات شيفع داخل الميناء

الخامسه :- كانت في 15 مايو 1970 …. و قد عدلت الخطه بوضع متفجرات و الغام في مكانين محتملين لرسو السفينه بات شيفع عند عودتها في الصباح …. و لكن الالغام انفجرت قبل دخول السفينه الى الميناء التي تأخرت مصادفة في الدخول … ليتدمر تماما الرصيف الحربي …. و يخلف وراؤه عشرات القتلي و الجرحي من الافراد المتواجدين على الرصيف و ايضا الغطاسين الذين كانوا يعملوا تحت الماء محاولة منهم في اصلاح و تعويم السفينه بات يم التي تم ضربها في العمليه الثالثه.

هل تعلم ان الضفدع البشري لا يستطيع الغطس و السباحة على عمق اكثر من عشرة امتار تجنبا للمرض القاتل و هو تسمم الاوكسجين نظرا لامكانيات تجهيزات معدات الغطس العسكريه المختلفه تماما عن معدات الغطس المدنيه …. و هل تعلم ان نظرا لدرجة شفافية المياه العاليه في البحر الاحمر قامت مجموعات ابطال الضفادع البشريه بالغطس و السباحه لمسافة تزيد على 6 كيلو متر كامله على عمق يتجاوز ال 18 مترا كاملا تجنبا لعدم كشفهم ضاربين بعرض الحائط كل تعليمات الامن و السلامه و متخطيين كل حدود الطاقه البشريه.

و هل تعلم ان الرقيب / فوزي البرقوقي في الهجوم الثاني على ميناء ايلات عند شعوره باعراض مرض تسمم الاكسجين و هو على بعد 400 متر فقط من السفينه “هيدروما “رفض تماما اوامر قائده النقيب نبيل عبد الوهاب بالصعود الى سطح الماء و التنفس بالهواء النقي لمدة 3 دقائق فقط ثم العوده مره اخرى الى العمليه حتي ينقذ نفسه من الموت …. و انه بالرغم من بعده عن اقرب هدف كان ٤٠٠ متر … اختار طواعية الاستشهاد و استكمال المهمه تجنبا لاحتمال كشف المهمه و فشلها و ان كان حتى احتمال ضعيف …. لتصعد روحه الى السماء بعد تاكده بربط آخر مسمار تثبيت اللغم البحري الخاص به.

و هل تعلم ان النقيب نبيل عبد الوهاب قد كسر الاوامر و لم يترك جثمان رفيق سلاحه … ليسحب جثته مسافة 16 كيلو متر غطسا و عوما حتي شاطى الاردن في سابقة تاريخيه لم تحدث من قبل.

هل تعلم ان ابطال الصاعقه البحريه لم يكتفوا بالهجوم على العمق الاسرائيلي داخل اسرائيل فحسب …. و لكن وصلوا الى ضرب الاهداف الاسرائيليه حول العالم بتفجيرهم الحفار الاسرائيلي  “كنتينج” على سواحل ابديجان.

هل تعلم ان اللواء اسلام توفيق … هو مؤسس و قائد قوات الصاعقة البحريه …. و كان احد اهم الابطال المجهولين للمجموعه 39 قتال و كان الساعد الايمن لقائد المجموعه الشهيد / ابراهيم الرفاعي.

انهم ابطال الجيش المصري …. انها سيناء الحبيبه التي ارتوت بدماء الشهداء.

لمتابعة تعليقاتكم