إحتفالات سيناء – بطولات خالده 2

25 Apr 2018

إحتفالات سيناء – بطولات خالده 2

———————————

هل تعلم ان مصر دخلت حرب اكتوبر عام 1973 بسلاح جوى يتكون من 220 طائره مقابل حوالي 450 طائره للجانب الاسرائيلي …. و هل تعلم ان طائرات الميج المصريه و هي العمود الفقري لقواتنا الجويه وقتها كان يقودها طيار واحد فقط يقوم بكل المهام و كانت لا تستطيع الطيران لاكثر من ساعه واحده و اذا دخلت في قتال لا تستطيع القتال لاكثر من 12 دقيقه فقط و كان تسليحها عباره عن صاروخين حراريين متخلفين تكنولوجيا و في معظم الاحوال كان لا يوجد بها مدفع رشاش و لان كان لا يوجد بها رادار يعتمد عليه كان الطيار يعتمد على نظره فقط لرصد الطائرات المعاديه بجانب التوجيه الارضي  …. في حين ان الطائره الفانتوم الاسرائيلي كانت تستطيع الطيران لمدة اربع ساعات كامله و القتال لساعه كااامله … و رادار متقدم تكنولوجيا يستطيع رصد الاهداف المحيطه و الوصول بالطائره لاي مكان يريده …. و كان يوجد بها طياران واحد يركز في قياده الطائره فقط  و الاخر يقوم بالتركيز على التوجيه و رصد و ضرب الاهداف … و كان بها ثماني صواريخ حديثه غير المدفع.

و هل تعلم ان الخبراء الروس كان كل دورهم انهم يعلمون الطيارين المصريين كيف يطيرون و يهبطون بالطائره و لم يحدث ابدا انهم عللموا الطيارين كيف يقاتلون بالطائره او حتي نقلوا اي خبرات او تكتيكات قتاليه لنا …. و هل تعلم ان الطيارين المصريين اعتمدوا على انفسهم و تعلموا القتال باسلوب التجربه و الخطأ …. و كان الطيار المصري يدخل في الاشتباك بكل روح معنويه عاليه و هو يعلم تماما انه لو نجح … فسينقل خبرته لزمايله … و لو فشل و استشهد … فسيقوم زمايله بتحليل الاشتباك و التعلم منه و البناء عليه … حتي وصلوا انهم ابتكروا اساليب و تكتيكات مصريه خالصه و خاصه بالقوات الجويه المصريه …. و حتي عندما نقلوا بعض التكتيكات الباكستانيه …. اضافوا لها الكثير … فالمصريين في الكثير من الاشتباكات الجويه التي كانت دائما و ابدا تبدأ بتفوق كبير كما و كيفا للاسرائيليين كانت بتنتهي بنصر كبير و حاسم لهم بسبب تفاجوء الاسرائيليين بتكتيكات و اسالايب قتال لم يدرسوها و لم يروها من قبل.

و هل تعلم ان بالرغم من الفرق الرهيب كما و كيفا سواء في اعداد الطائرات او نوعياتها قد تم بالفعل قطع يد اسرائيل الطويله و تم الاخذ بالثأر من سلاح الطيران الاسرائيلي بعد تدميره سلاح الجو المصري في عام 1967 و هو على الارض …. بعد ان تم تدمير اكثر من 85% من سلاح الجو الاسرائيلي في معارك مباشره لدرجة ان اسرائيل استنجدت بدول العالم الغربي لاستيعاض المئات من الطئرات المدمره … او بالاصح اعاده تكوين سلاح الجو الاسرائيلي مره اخرى …. ليتم فتح مخازن حلف الناتو على مصراعيه لاسرائيل … و تصل مئات الطائرات للمطارات الاسرائيليه بطياريها لمجرد وضع نجمة داوود عليها ثم تطير الى الجبهه…. فكانت مصر بالفعل تحارب منتخب العالم.

و هل تعلم ان الطيار عمله نادره لدرجة ان من بين كل 10 آلاف او 20 الف ممكن تجد طيار قتال واحد فقط و  ذلك لان الله سبحانه و تعالي خلق الانسان ككائن يمشي على الارض و لا يطير…. فمن الصعب ايجاد انسان اعضاؤه الداخليه و شرايين جسمه تستطيع التمدد و ان تتحمل ضغط الدم و قوة الجاذبيه الارضيه (G-Force) اثناء المناورات الجويه العنيفه و التي تتسبب بسحب كل الدم من الارجل و البطن في جزء من الثانيه و اندفاعه الى الصدر و الرأس بسرعه في اندفاع و قوه رهيبه تزيد ضغط الشرايين بمعدلات مرعبه  قد تتسبب في افجار شرايين المخ او انفجار الاذن و العينين بخلاف حاله مشهورة بين الطيارين تسمي بالعمي الاحمر …. و هو وجود الدم بغزاره داخل العينين فلا يري الطيار غير سحابة حمراء …. او بالعكس يستطيع المخ و القلب مواصله الحياه بدون دم  بسبب سحب الدم كاملا في جزء من الثانيه من الدماغ و الصدر و اندفاعه بمنتى القوه الى البطن و الارجل … مما يتسبب بحاله من العمي الابيض و فقدان الوعي لثواني اثناء قيادة الطائره.

و هل تعلم ان المقاييس العالميه تجبر اي طيار مقاتلات بعد عودته من القتال ان يترك طائرته و لا يطير مره اخرى حتي تستعيد اعضاؤه الداخليه عافيتها و يستعيد لياقته الذهنيه  …. فيجب ان يذهب الى البيت للراحه و يمنع من مشاهدة حتي ممر الطيران او اي صورة طائره امامه … و اليوم الثاني لا يذهب الى المطار و لكن يقوم بنشاطات استشفائيه مثل ( المساج – ساونا – جاكوزي ) …. و في اليوم الثالث يقوم بتمارين رياضيه استشفائيه مثل السباحه او التنس …. و اليوم الرابع يستطيع ان يذهب الى المطار و لكن لا يطير … فيقوم بحضور المحاضرات و التلقين … ثم يسمح له بالطيران في خامس يوم .

و هل تعلم ان نظرا ان عدد الطياريين المصريين اقل بكثير من عدد طياري منتخب العالم الذين كانوا يواجهونه …. قرروا ان يضربوا بهذه القواعد بعرض الحائط معرضين حياتهم للخطر و الموت المحقق و متخطيين كل قوانين الطاقه البشريه … فكان معدل الطيار مصري طلعتين او ثلاثه في اليوم …. يوميا … و طوال 18 يوم قتال … فوصل معدل طلعات الطيار المصري الى 52 طلعه طوال حرب اكتوبر مقابل 4 طلعات فقط لكل طيار اسرائيلي الذي كان يقابل الطيار المصري و هو مستعد تماما بعد ادؤه لكل الخطوات الاستشفائيه الخاصه به.

و هل تعلم ان هذا الامر كان حاسما في انتصار القوات الجويه في اكبر و اطول معركه جويه تصادميه في التريخ في معركة المنصوره الجويه … و التي قابل فيها 60 طيار مصري فقط …. 160 طياره اسرائيليه …. فكان الطيار المصري يشتبك و ينزل يمون طائرته وقود و ذخيره و جالس داخل الطائره و يطير بها مره اخرى …. لتنتهي المعركه باسقاط 18 طائره فانتوم اسرائيليه مقابل 6 طائرات مصريه فقط منهم اربع طائرات لنفاذ الوقود في الجو …. ليعود الطيارين الاسرائيليين لتل ابيب غاضبين من قادتعم و هم يتصورون ان قيادتهم ضحكت عليهم بتاكيدهم انهم سيقابلون على اقصي تقدير 60 طائره مصريه فقط … في حين انهم وجدوهم اكثر من 150 طائره ….. و ذلك لعدم استيعابهم فكره انهم واجهوا بالفعل ال 60 طائره و انه يوجد على سطح الكره الارضيه طيار يستطيع الطيران و الاشتباك مرتين و ثلاثه في نفس اليوم .

هل تعلم ان اللواء محمد حسني مبارك كان مسؤولا عن بناء الطيار المصري و كان له الفضل في اعداد و تخريج دفعات متتاليه بها المئات من الطيارين المقاتلين و كان يعرفهم بالاسم و يعرف قدرات كل طيار فيهم … و كان ايضا قائد سلاح الجو المصري في الحرب

هل تعلم ان اللواء صلاح المناوى كان رئيس شعبة عمليات القوات الجويه و كان له الفضل في وضع خطط و ادارة عمليات القوات الجويه التفصيليه اثناء الحرب.

هل تعلم ان اللواء سمير عزيز ميخائيل كان يلقبه الروس بأسطورة الطيران المنخفض في القرن العشرين لدرجة انه في احدي المعارك فوق مدينة السويس و اثناء الاشتباك الجوى قام بالزحف على الارض بطائرته بسرعه 1100 كيلومتر في الساعه ليستطدم بعمود النور في الشارع بجناح طائرته و تكسر مجموعه التحكم في الجناح تماما …. و بالرغم من ذلك ينجح في الرجوع بطائرته بشبه جناح واحد الى المطار و النزول بها في معجزه بكل المقاييس …..  و هو من اسقط 4 طائرات فانتوم منهم طائرة افضل طيار اسرائيلي في هذا الوقت و هو ايتان ابن الياهو و الذي اصبح لاحقا قائد القوات الجويه الاسرائيليه عام 1995 …..

و هل تعلم ان اللواء حسن الرافعي لقبه العدو الاسرائيلي بالطيار المصري المجنون و ذلك لاجادته بعمل مناورات بطائرته اثناء الاشتباكات الجويه تخرج عن حدود الطبيعه و قوانين الفيزياء و الطيران و ذلك ليتمكن من الهروب من الصواريخ الموجه له ثم الالفاف و الانقضاض على اعداؤه في بطولات خارج نطاق التصور …. حتي ان قناة History channel  قامت بتقديم فيديو عنه و لكن من وجهة النظر الاسرائيليه .

و هل تعلم ان الفنيين و الاطقم الارضيه و اطقم الدعم الفني المعاونه للطيارين دورهم كان حاااااسما في انتصار القوات الجويه و الاخذ بالثأر من سلاح الجو الاسرائيلي.

انهم ابطال الجيش المصري …. انها سيناء الحبيبه التي ارتوت بدماء الشهداء.

لمتابعة تعليقاتكم