نظره على حرب اكتوبر – الجزء الاول

4 Oct 2015

 نظره على حرب اكتوبر – الجزء الاول

————————————–

 اصدقاؤنا اصدقاء صفحة كلام في الصميم …. النهارده حنبدأ اول جزء من مقال “حقائق من حرب اكتوبر المجيده ” حنحاول نجيب عن بعض التساؤلات و الافكار المغلوطه اللى حاولوا يزرعوها في وجدان المجتمع المصري من سنين طويله عشان يشككوا في نصر اكتوبر العظيم .

و زي ما اتعودنا مع بعض على تأصيل الامور و تفكيكها و اعادة ربطها مره اخري … و لان حرب اكتوبر لا تكفيها مئات المقالات …..  فاحنا حنحاول نجاوب على بعض التساؤلات المحدده  المطروحه بشكل مبسط و مفيهوش تعقيدات عسكريه … و معلش المقالات حتكون طويله شويه …. استحملونا 🙂 🙂

الاول خلونا نتكلم عن خط بارليف …..  الخطوط الدفاعيه بتتكون من عدد من النقط  و الدشم الحصينه جدا و بتكون مرصوصه على الارض بترتيب هندسي بحيث كل نقطه تقدر تحمي نفسها و تحمي النقط اللى حواليها ….. يعني لو حد حاول يقتحم نقطه حصينه … فـ حيواجه القوه النيرانيه الهائله للنقطه دي و النقط الحصينه اللى حواليها في نفس الوقت 🙂 🙂

و الدشم دي  مصممه هندسيا لامتصاص اكبر قدر ممكن من الضربات النيرانيه سواء من الطائرات او المدفعيه و بتكون محاطه بغابه من الالغام و الشراك الخداعيه و  بالفعل  بيستحيل اختراقها …. و عامة في العلم العسكري و قبل حرب 6 اكتوبر كانت هناك قاعده اساسيه و هي استحالة الهجوم المفاجىء و  اقتحام خط  دفاعي بالمواجه  ….

و تاريخيا حتي خط ماجينو اللى اقامه الفرنسيين لمواجهة الالمان لم يتم اقتحامه بالمواجه لاستحالة ذلك ….. و لكن قاموا بخدعه عبقريه …. 🙂 🙂 انهم وضعوا قوات شكليه في مواجهة الخط …. و قاموا بالدفع بالتشكيلات الرئيسيه شمالا للالتفاف حول الخط  عن طريق بلجيكا و هولندا و اجتاحوا فرنسا … و حتي بعد سقوط باريس …. لم يسقط الخط و لكن تم محاصرة القوات الموجوده فيه و تم استسلامهم تباعا بعد اتفاقية استسلام فرنسا 🙂 🙂  .

و حتي لما الحلفاء اجتاحوا فرنسا … فقد اجتاحوها بخدعه لاستحالة اختراق النقاط الدفاعيه الالمانيه الحصينه المواجهه بطول الساحل الفرنسي …. فقد خدعوا الالمان انهم حيقوموا بالانزال على شواطىء كاليه و قام الالمان بتعزيز دفاعاتهم هناك في حين انه تم الانزال البحري في نورماندي اللى اهملت في استكمال بناء الخطوط الدفاعيه الخاصه بيها …. و حتى بالرغم من نجاح الانزال و عدم استكمال الخطوط الدفاعيه الالمانيه ….. الا ان الحلفاء قد تكبدوا خسائر فادحه حتي استكملوا الاستيلاء على شاطىء نورماندي .

نيجي بقي لخط بارليف:) 🙂  …. اسرائيل بنت نظريتها الدفاعيه على القاعده العسكريه اللى بتقول استحاله اقتحام خط دفاعي حصين بالمواجهه … و كذا استحاله إلتفاف القوات المصريه عليه سواء من الشمال لوجود البحر المتوسط  او من الجنوب  لوجود البحر الاحمر و طبعا فيه سياده جويه لاسرائيل …. و مش بس كده …. اسرائيل درست كويس كل عيوب الخطوط الدفاعيه السابقه و تلاشاتها و طورت فيها كمان …. فاصبح بالفعل خط بارليف من اقوى الخطوط الدفاعيه في التاريخ.

فخط بارليف كان مجموعه كبيره من النقط الحصينه و الدشم المحصنه يصل عددها الى 36 موقع بطول 170  كيلو متر على طول القناه و مرصوصه بشكل هندسي معقد في شكل خطين منفصلين بعمق يصل الى  13  كيلو متر …. و تتصل الدشم دي بشبكة اتصالات مؤمنه تماما ما بينها و بين بعض و مع مراكز القياده و السيطره كما انها تتصل ببعض عبر انفاق تحت الارض لحريه التنقل بين الدشم و  بها مراكز اعاشه مكيفه و مخازن للذخيره و الغذاء و مراكز ترفيه  و تستطيع تحمل الحصار الكامل و كافة انواع القذف المركز بكل انواع  القذائف و القنابل لمدد طويله .

و كمان الدشم و المواقع دي محاطه بغابه هاااائله من الالغام الارضيا المضاده للدبابات و الافراد ….. كما تتميز الارض المحيطه بها بأنها منبسطه لمسافات كبيره … لسهوله ضرب اي قوات بريه تقترب منها باستخدام كثافه نيرانيه عاليه جدا بمختلف العيارات سواء من الرشاشات الثقيله او المدافع الثقيله و مساطب الدبابات …. و ده كله مؤمن تماما داخل الدشم دي….. مش كده و بس … ده التصميم الهندسي لكل موقع يتيح له حماية نفسه و حماية النقط الحصينه اللى قريبه منه …. و بما ان مينفعش الالتفاف حولها و لازم الهجوم عليها بجنود المشاه بالمواجهه …. فمستحيل الاقتحام …… يعني من الاخر …. فعلا ملهاش حل غير القنبله الذريه زي ما افتي كل الخبراء العسكريين سواء الغربيين او حتي الشرقيين….. و بالفعل العلم العسكري ساعتها كان بيقول كده . 🙂 🙂 

مش كده و بس …. لم تكتفي إسرائيل بذلك 🙂 🙂  …. اسرائيل عملت ساتر ترابي بارتفاع 20 متر بدرجة ميل حاده …. عشان تمنع اي تقدم للمركبات او الدبابات لمواجهة خط بارليف …. و للاسف فيه ناس كتير بالغلط  فاكره ان الساتر الترابي ده هو خط بارليف …. و الساتر الترابي ده عشان يتم ازالته بعلم الهندسه العسكريه اللى كان موجود ساعتها اجمع الخبراء انه عايز قنبله ذريه تانيه عشان يتم فتح فتحه واحده فيه …. و عشان تفتح 20 فتحه عشان الجيش بتاعك يعدي يبقي لازم ترمي 20 قنبله زريه 🙂 🙂  .

نيجي بقي للمعضله الاكبر في قصه بداية الحرب و هي موضوع عبور قناة السويس نفسها …. و لو نلاحظ ان الجيش دايما يقول عبرنا و يركز على موضوع عبرنا دي بالذات قبل اقتحمنا ….. طب ايه السبب ….. و هو فيه بعد كل اللى حكيناه ده حاجه اصعب ؟؟؟؟  ….. اه طبعا 🙂 🙂 

بص يا سيدي …. قناة السويس تعتبر اصعب مانع مائي على مستوى العالم ….. طب ليه ؟؟؟ ….

قناة السويس هو مجري مائي عرضه ساعتها كان بيصل الى 220 متر …. و حوافها شديدة الانحدار و مبطنه بالطوب و الاسمنت و …. فلو حضرتك عايز تعمل عبور فلازم الاول تشيل الحواف دي و ده معناه ساعتها انك  بتعلن لاسرائيل انك بتحضر للعبور فلازم الحواف دي تتشال في نفس وقت العبور و ده حيحتاج معدات و حياخد وقت كتير و حتشتغل و انت تحت قصف مدفعي مكثف

تاني حاجه سرعة التيار الشديده جدا اللى بتتراوح سرعته ما بين 18 متر في الدقيقه الى 90 متر في الدقيقه  الواحده في بعض المناطق ….. يعني حضرتك بتعوم في شبه شلال طبيعي …. مش كده و بس …. ده اتجاه التيار بالقوه و السرعه العاليه دي بيتغير اربع مرات في اليوم  من الشمال الى الجنوب و العكس كل 6 ساعات.

و ده معناه انك لو حاولت تعبر بقارب في مساحه عرض القناه اللى هي في حدود 220 متر … حتوصل الضفه الشرقيه بعيد عن النقطه المقابله للانطلاق بكيلو مترات …. و لو مجموعه بتعبر مع بعض ممكن يتفرقوا و كل قارب يوصل في مكان بعيد عن التاني …. طب ممكن مع التدريب انك تحافظ على مجموعه صغيره من القوارب مع بعض في اطار المجموعه او حتي السريه الواحده …. لكن ازاي تقدر تدرب جيش بالكامل انه يعبر بالالاف في نفس الوقت في الظروف دي و يوصلوا مع بعض و في نفس النقطه و محدش يتوه او تتلغبط القوارب مع بعض … او يعدوا الناحيه التانيه و يقعدوا ينادوا على بعض و يلموا بعض في نص المعركه 🙂 🙂  .

مش بس كده …. ده فيه ظاهره تانيه اغرب من الخيال … ان القناه فيها مد و جزر …. يعني الميه بترتفع و تنزل خلال اليوم الواحد بفرق يتراوح ما بين 60 سم الى 2 متر كاملين في بعض المناطق … 🙂 🙂 

يعني بالعربي كده … كل الكباري اللى كانت موجوده في الوقت ده عند احدث و اكبر جيش في العالم متقدرش تصمد امام قوه التيار ده و حتتقسم نصين …. ده غير ان مع ظاهرة المد و الجزر دي فلو اتبني الكوبري وقت الجزر … حيعوم و التيار يسحبه بعد ما عرض القناه يزيد في المد و العكس صحيح 🙂 🙂 

و عشان تقدروا تتخيلوا الصعوبه دي … شارون لما عدي القناه في الثغره …. عدي على معديات …. و مكانش في الجيش الاسرائيلي كباري تقدر تتحمل قوة التيار في قناة السويس …. و لانه خاف على نفسه انه يعدي و ميعرف يرجع … لانه فاهم كويس انه لو عدي و اتقفل عليه الزمبيل  و ده حصل بالفعل زي ما حنشوف في المقال القادم 🙂 🙂  …. حتبقي مصيبه عليه و مش حيعرف يهرب تاني و حيتم القضاء تماما على قواته …. فساب لنفسه منفذ للهروب و حل موضوع العبور ده …. عارفين عمل ايه ….. ردم القناه لمسافة حوالي 75 متر من كل ناحيه …. و قام مركب كوبري كده على ما قسم في المسافه الصغيره اللى في النص 🙂 🙂  . 

و اللى حل الموضوع  ده سلاح المهندسين المصريين اللى اخترعوا كباري جديده تماما بحلول عبقريه لم يعرفها العلم الهندسي العسكري ساعتها و ظهرت لاول مره في العالم اثناء العبور …… يعني الكباري اللى بنشوفها في الافلام التسجيليه و التاريخيه دي تم اعادة تصميمها و تصنيعها بايدي سلاح المهندسين المصريين لمواجهة قوة و سرعة التيار و ظاهرة المد و الجزر.  (صنع في مصر) 🙂 🙂 

مش بس كده … اسرائيل جت حطت التاتش بتاعها 🙂 🙂  و وصلت من تحت الساتر الترابي انابيب متوصله على صهاريج مليانه نابالم …. بيتم التحكم فيها من داخل الدشم المحصنه …. بتحول سطح القناه الى جهنم الحمرا في ثواني معدوده 🙂 🙂

عشان كده عبور قناة السويس كان بيعتبر اكبر تحدي امام الجيش المصري لان جنوده اتدربوا طوال 6 سنوات على اقتحام خط بارليف بحصونه و وجدوا حلول عبقريه محدش شافها او درسها في اي اكاديميه عسكريه لاقتحام الدشم الحصينه باقتحامها بجنود المشاه فقط او بالأصح  ….. باسود شجعان لا يهابون الموت.

لكن التحدي الاكبر كان في ان العلم العسكري و الهندسي و الكيميا و الفيزيا و كل العلوم الطبيعيه لسه مخترعتش حلول للتغلب على مانع مائى بالصعوبه دي تقدر توفر للجيش طريقه ينقل بيها دباباته و معداته بالكامل للضفه الشرقيه . 🙂 🙂 

و لو قدر الجيش يتغلب على كل ده و ده من رابع المستحيلات وقتها …. يا تري النظريات اللى وضعها اللى بتخالف كل النظريات و العلم العسكري في اجتياح خط دفاعي محصن بالمواجه حتنجح بالفعل ؟؟

و حط كل ده بقي في كوم و اللى جاي في كوم تاني خاااالص 🙂 🙂 🙂  …. انك بتحارب بمعدات متخلفه جيل او اتنين عن العدو بتاعك اللى متفوق عليك كما و كيفا في السلاح ….. و تحت تفوق جوي ليه …. و كمان تحت عيون الاقمار الاصطناعيه الامريكيه اللى بتراقب دبة النمله 24 ساعه في اليوم . 🙂 🙂

عشان كده الاسرائيلين كانوا نايمين و متطمنين و حاطين في بطنهم بطيخه صيفي .  🙂 🙂 🙂  و اخر ما كانوا يتوقعوه (من وجهة نظرهم طبعا ) هو استحالة  الغباء المصري بالرغبه في الانتحار و الذج بالجيش المصري في آتون جهنم و ان الحرب حتحسم من الساعه الاولي و بأقل مجهود ممكن لصالحهم .

تخيل بقي يا مؤمن انك قائد عسكري و بتاخد قرار بالحرب و بتخطط و تلاقي حلول لكل المشاكل دي … و لما ملقيتش اي حل في العلوم العسكريه … قمت اخترعت و كتبت العلم ده من اول و جديد و العالم كله بعد الحرب دي يرمي كتبه و علمه في الزباله و يكتب من بعد منك ….. او حتي لو كنت ظابط صغير و بتحاول تقنع الجنود بتوعك بالحرب في ظل الظروف دي اللى هم فاهمينها كويس ….. و تلاقيهم مركزين على الطيارات تامصريه و يعدوها طياره طياره و مع اخر طياره مستنوش امر العبور و نزلوا اجتاحوا الكلام ده كله و دوبوه تحت بيادتهم زي الحلاوه السمسميه  في اقل من 6 ساعات فقط  🙂 🙂  .

تخيل عقل المخطط العسكري المصري انهي و للابد عصر الخطوط الدفاعيه بعد ما اكتشف العالم انه ممكن اجتياح اصعب الخطوط الدفاعيه في العالم بالمواجهه و عبر اصعب مانع مائي في العالم ؟؟ 🙂 🙂 

القصه هنا ان العقيده القتاليه المصريه و دونا عن سائر جيوش العالم بتعتمد على المقاتل قبل المعده ….. يعني لما فشل العلم و فشلت المعده في عبور القناه و القضاء على الساتر الترابي …. الحل كان في الجندي المقاتل …. فالجندي المصري هو اللى عبر و خلص قصة النابالم و الساتر الترابي و حقول الالغام و لما خلص مهمته … عبرت الدبابه و المعده العسكريه  🙂 🙂  .

فالجندي المصري فاجىء الجميع بحلول عفا عليها الزمن من عشرات السنين … زي مثلا السلالم الحبال اللى اتلغت من المقرر العسكري من زمااااان  🙂 🙂  …. او مثلا العربيه ام عجلتين اللى كان بيجرها ورا منه بحبل …. و دي كانت فكره عبقريه …. عطت الجنود المصريين خفة الحركه في نقل كميه هائله من الذخيره و نقل مدافع متوسطة العيار لمواجهة التحصينات و الدبابات الاسرائيليه و  التشبث بالارض حتي استكمال عبور الدبابات و المعدات الثقيله…. او ان الجندي المصري عارف و موافق و متدرب انه و لمده ساعات حيواجه الدبابات و المدرعات الاسرائيليه بمفرده بدون وجود اي مدرعات تحميه و لمده ساعات حتي استكمال عبور المدرعات المصريه … ضاربا بعرض الحائط كل اساسيات و ثوابت الحروب البريه … و ينجح في كده و غيرها كتيييييير من الحلول العبقريه.

طب خلوني اقولكم على حاجه تانيه محدش كتير اخد باله منها … 🙂 🙂  … الافلام و الصور بتجيب عمليه ازالة الساتر الترابي باستخدام مضخات المياه …. بس دايما بتجيبها يا اما في اول المرحله …. او نهايتها …. لكن اتحدي ان يكون في صوره (in between) يعني في نصف العمليه نفسها  🙂 🙂  …. طب يعني ايه ؟؟؟

بعد انتهاء الفتح في الساتر الترابي بنلاقيه مفتوح بجوانب حاده الانحدار تصل الى 90 درجه  زي ما يكون حته جاتوه متقطعه بالسكين ….. و تلاقي حائط الساتر الترابي متماسك زي ما يكون جبل صلب مش تراب …. طب ليه ؟؟؟؟ …. و ازاي صمدت الجوانب الترابيه دي و لم ينهار اي جانب منها تحت الدك المستمر للارض و التربه بواسطة جنازير الدبابات العابره و دانات المدفعية الثقيله اللى كانت بتستهدف الفتحات من جانب القوات الاسرائيليه ؟؟؟  🙂 🙂 

بلاش حاجه تانيه ….  🙂 🙂   آلاف الامتار المكعبه تم انزالها الى قناه السويس وهو حجم هائل من الاتربه بارتفاع 20 متر ….. ألم يكن كافيا بردم شط الفتحه او تحويلها الى مستنقعات ؟؟؟ …. و بالتالي صعوبة مد الكوبري ؟؟؟؟ …. لكن بنشوف ان الفتحه اكتملت و الميه قدامها نضيفه تماما …. الله !!!! … التراب راح فين ؟؟ 🙂 🙂  

الاجابات دي حتي اليوم سر من اسرار سلاح المهندسين المصريين  اللى محدش يعرف عنها حاجه 🙂 🙂 

 معلش انا طولت عليكم 🙂 🙂  … لكن انا متكلمتش غير عن عناوين فقط و ليس بالتفصيل … لكن المقال ده احنا بنسخن بيه للتقيل بكره ان شاء الله … و حنكمل فيه الاجابه على بقيت الاسئله المطروحه

 

تحياتنا و تحيا مصر

و كل عام و الجيش و الشعب المصري بخير

 لمتابعة تعليقاتكم