نظره على حرب اكتوبر – الجزء الثاني

5 Oct 2015

نظره على حرب اكتوبر – الجزء الثاني

———————————————–

اصدقاؤنا اصدقاء صفحة كلام في الصميم …. النهارده حنكمل سلسلة مقالاتنا عن حرب اكتوبر المجيده …. و اللى بنرد فيها على مجموعه الاكاذيب اللى بتتقال من سنين و للاسف فيه ناس صدقتها او مش بترد عليها …. و النهارده هــ نخصص المقال بتاعنا على جزء هام من الاساس اللى بيعتمدوا فيه على اكاذيبهم لذرع الشك في عقول الاجيال اللى محضرتش الحرب و هو موضوع الفريق سعد الدين الشاذلي  و للاسف نجحوا بعض الشىء و حنفند فيه الاكاذيب التاليه :-

——————————————————————————-

  • سعد الدين الشاذلي هو من وضع خطة النصر لحرب اكتوبر بتفاصيلها و هو المخطط و العقل المدبر للحرب و ده تسفيه للحرب العظيمه دي ان شخص واحد يقدر يحط خطه لحرب شاملة زي حرب اكتوبر.
  • الجيش اعفي سعد الدين الشاذلي من منصبه وقت المعركة لانه كان عايز يحمي الجيش في موضوع الثغره و كان هو اللى رأيه صح و كل المجلس العسكري رايه غلط و عشان الجيش يداري نفسه قام حكم عليه بالسجن

طبعا ….. كل اللى فات ده عشان يقدروا يوصلوا للكذبه الكبري بتاعتهم ان الجيش تآمر مع اسرائيل على الوطن العربي و الوحيد اللى وقف في وجه المخطط  ده الفريق الشاذلي عشان كده تم اعفاؤه منه منصبه و التنكيل بيه و حكم عليه بالسجن لاحقا 🙂 🙂  .

——————————————————————————

في الاول و قبل ما ندخل في الموضوع  لازم نعرف شويه حاجات أساسية عن الهيكل التنظيمي لأى جيش ، و اييه مهام رئيس الاركان ، و اييه الفرق بينه و بين وزير الدفاع و رئيس هيئة العمليات …. لكن بشكل مبسط  و مختصر جدا جدا … .

يرأس الجيش القائد الاعلي للقوات المسلحه …. اللى هو رئيس الجمهوريه …. من مهامه اعلان الحرب و وضع الاطر السياسيه و التوجه العام للجيش بما يخدم السياسه العليا للبلاد و بعض المهام الاخري ….. و هو بيماثل في الحياه المدنيه مالك الشركه.

بيجي بعديه القائد العام و وزير الدفاع …. و هو منصب سياسي و عسكري في نفس الوقت و هو اللى بينقل للجيش التوجيه السياسي للجيش و بــ يتابع تنفيذ التوجيه السياسي ده داخل الجيش و بيعقد الاتفاقات العسكريه و بعض المهام الاخري…. و هو بيماثل في الحياه المدنيه رئيس مجلس الاداره.

بعديه بتيجي مؤسسة هيئة الاركان …. و بــ يرؤسها رئيس الاركان و هو اول منصب في الجيش عسكري صرف و هو من اهم المناصب العسكريه لانه مسؤول عن توفير كل الامكانيات داخل الجيش لترجمة و تنفيذ التوجيه السياسي للدوله داخل الجيش …. فمثلا احنا عايزين نحارب … فــ رئيس الاركان بيضع دراسات بيقول فيها اننا محتاجين فرقة دبابات زيادة و لواء مدرع ناقص عندنا لازم استكماله و طائرات معينه لازم تكون موجوده حتي يستطيع الجيش تنفيذ العمليات المراد تنفيذها … و كمان اماكن تواجد الوحدات دي فين على الارض ….. ومفيش وحده او عسكري بيتحرك على الارض الا بأوامر رئاسة الاركان….. و عشان نكون في الصوره …. رئاسة الاركان دي هيئة كامله فيها جيش جرار من الفنيين و الخبراء في كل المجالات المختلفة اللى بيعدوا الدراسات العلميه لكل تفاصيل و اوضاع القوات كلها سواء بريه او بحريه او جويه بمختلف تخصصاتها و رئيسها بيماثل في الحياه المدنيه في شركه الرئيس التنفيذي .

بعديه بيجي رئيس هيئة العمليات ….. و الهيئة دي فيها جيش جرار من الخبراء العسكريين و الفنيين و المتخصصين و رئيسها هي المسؤوله عن وضع الخطط العسكريه التفصيليه باستخدام  الاسلحه و القوات اللى وفرتها رئاسة الاركان لتنفيذ التوجيه الرئاسي اللى جايه من وزير الدفاع اللى هو مستلمها اصلا من رئيس الجمهوريه 🙂 🙂  …. يعني لو احنا هــ نحارب …. هيئة العمليات هي المسؤولة عن وضع خطط الحرب التفصيليه لكل سلاح بكل تفاصيلها .

بعديها بتيجي هيئة تدريب القوات المسلحه و هي الهيئه المسؤولة عن وضع الخطط التدريبيه الخاصه بتجهيز القوات و الجنود للقيام بالخطط اللي وضعتها هيئة التدريب بواسطة القوات اللى حضرتها رئاسة الاركان لتفيذ التوجيهات اللى نقلها القائد العام 🙂 🙂 

و فيه هيئات تانيه بتخدم عليهم زي سلاح المهندسين و و المخابرات الحربيه و الامداد و التمين و هيئات تانيه كتيييييير .

نيجي بقي للموضوع بتاعنا …. فالفريق سعد الدين الشاذلي رحمه الله تم تعيينه رئيس اركان القوات المسلحه في وقت صعب جدا و هو التحضير للحرب و قد أدي دوره على اكمل وجه ، و بمنتهي الصراحه كان قائد عبقرى …. أوجد حلول غير تقليديه لاستكمال المهمة شبه المستحيلة اللى كانت مطلوبة منه …. لكن ده كان حال باقي القاده اللى بردوا أوجدوا حلول غير تقليديه و عبقريه لاستكمال المهام المطلوبة منهم سواء هيئة العمليات او التدريب او سلاح المهندسين او باقي افرع و هيئات القوات المسلحه.

لان الحرب في حد ذاتها كانت مهمة المستحيل بذات نفسه … و لازم اللى يتولى المهام الخاصه بيها يكون غير تقليدي …. و لكن الفريق الشاذلي عشان نديله حقه كان رجل عسكري لا يشق له غبار و غيّر كتييييير في مفهوم و أداء رئاسة الاركان …. فكان دائم التواصل مع الجميع ، من أول القاده و حتي الجنود على الجبهه …. و كان بــ يتدخل في كل تفاصيل شغله …. و كان معاه جيش جرار في هيئة الاركان على اعلي كفائة فنيه و عسكريه ….. فالخلاصه ان رئاسة الاركان قدمت نتائج باهرة بفريق عمل متكامل يرؤسه قائد عبقري.

لكن موضوع ان الفريق الشاذلي هو اللى خطط للحرب  و لخطة النصر فــ ده الجهل بعينه …. لان خطة الحرب اللى بيوضعها و بيكون مسؤول عن تنفيذها هيئة العمليات و ليس الفريق الشاذلي و لا هيئة الاركان …. و لو تلاحظوا اني ما قولتش رئيس هيئة العمليات !! .. لان خطة حرب اكتوبر اشترك فيها المئات من الخبراء العسكريين في كل المجالات و التخصصات يرأسهم “النحيف المخيف اللواء الجمسي” …. القائد العبقري الفذ …. ما هو دي كانت سمة كل قادة حرب اكتوبر … جميعهم … اكرر تاني (((جميعهم))) …… و الخطه دي بتعرض على رئاسة الاركان … اللى بيطلب تعديلات عليها حسب موقف القوات و امكانياتها و ما يستجد من احداث او مواقف …. لغاية لما يتم الموافقه عليها …. و بــ يتم التنسيق مع جميع افرع القوات المسلحه و كذا سلاح المهندسين و خلافه …. حتي يتم الموافقه النهائية على الخطه بكل تفاصيلها لكل افرع القوات المسلحه سواء قوات بريه او جويه او بحريه .

مفيش حد يقدر يحط خطه لجيش كامل لان ماحدش بيفهم في الطيران و البحريه و المدرعات و المدفعيه و الدفاع الجوي و كل شىء …. اللى بيقول كده بيظلم الفريق الشاذلي قبل ما بيظلم حرب عظيمه و جيش بذل الدم و الغالي و النفيس للتخطيط و التنفيذ لاسترجاع رمال سيناء الطاهره .

فـ اللى بيقول ان الفريق الشاذلي كان عبقري و سابق بقية القادة كلهم بسنين ضوئية …. ده ظلم ليه قبل ما يكون ظلم للقادة جميعاً … أومّال نقول إييه على رئيس سلاح المهندسين ، او القوات الخاصه ، او الدفاع الجوي ، او البحريه ، او المدرعات او ……. و باقي افرع القوات المسلحه.

نيجي بقي على موضوع الثغره اللى مش هــ نناقشها عسكرياً في المقال ده ، و لكن هــ تكون في مقال منفصل ، لان الكلام فيها كتير و مش هــ يكفي المقال ده   …. لكن هــ نتكلم عما حدث داخل غرفة عمليات الحرب و ما حدث بعد الحرب .

اعتقد إن احنا شوفنا بعنينا الفتره اللى فاتت ازاي الجيش بــ ياخد قراره …. عن طريق المجلس العسكري اللى بيتكون من وزير الدفاع و رئيس الاركان و قادة افرع القوات المسلحه و الهيئات المختلفة …. و القرار بيكون بالمناقشه المستفيضه لجميع الجوانب للاراء المختلفه و بــ يتاخد رأي كل القاده فيها ، في منظومة كده اسمها تقدير موقف …. و حسب رأي كل قائد و حسب التقدير النهائي للموقف للمكسب و الخساره و التوجيه الاستراتيجي العام قبل الحرب …..  بياخد القائد الاعلي القرار المناسب بناء على نتيجة المناقشات 

 اللى حصل و اللى هــ نشرحه بالتفصيل في المقال القادم ان الفريق الشاذلي كان رأيه سحب اربعة ألوية مدرعة من الضفة الشرقية لمحاصرة قوات شارون اللى عبرت القناه للضفه الغربيه …. و معظم القاده رفضوا الفكره دي تماما .. فمثلا سلاح الطيران قال ان الطيران ماعندهوش مجهود حربي كافي لتغطيه القوات المنسحبه …. و معظم باقي القاده اتكلموا على ان لو قوات المشاه اللى عبرت لو شافت قوات مدرعة مصرية بــتنسحب من الجبهه مره تانيه زي 67 هــ تنهار معنوياتها ، و بالذات ان حرب الاشاعات كانت على اشدها من جانب اسرائيل …. وكانوا القادة شايفين انه في حدود ايام هــ يتم تكوين قوات جديده لمحاصرة قوات شارون ، وهو ده اللى حصل بالفعل ، لدرجة ان موشي ديان صرح و قال ان مصر دفعت بالجيش الرابع لمواجهة قواتنا غرب القناه و ده هــ نشرحه بالتفصيل في المقال القادم …. و تم بالفعل قفل الزمبيل عليه  🙂 🙂  … وأصبح لا عارف ياخد السويس و لا يطلع على الاسماعيليه ، و فضل واقف في الاوفسايد ياخد الضربات على دماغه يوميا حتي تم فض الاشتباك.

و لما نفّذ الفريق الشاذلي الاوامر و لكن بتذمر و بغير اقتناع …. تم تغييره لان ماينفعش قواتك تكون في المعركه و قائدها مش عاجبه تنفيذ القرارات …. لكن الغريب بقي اللى حصل بعد كده … و اللى فعلا ماحدش قادر يفهمه …. الشاذلي طلع بره مصر يشتم في الجيش و في مصر ، و يشكك في النصر لمجرد أن المجلس العسكري ما أخدش برأيه و معرفش يفرض رأيه على باقي القادة.

مش بس كده …. ده هرب الى الجزائر طالبا اللجوء السياسي و كتب مذكراته ضارباً بالقانون العسكري عرض الحائط ….. و كتب في الذكرات دي كل التفاصيل العسكريه الخاصه بمهام عمله بالتفصيل الممل …. و قام بتحدي الدوله المصريه و نشر أول طبعة منها في عام 1980 ، ولسة العريش و باقي سيناء تحت الاحتلال الاسرائيلي ….

و مع ان المذكرات دي كانت تعتبر كنزاً استراتيجياً للعدو قبل الصديق لما تحتويه على تفاصيل عسكريه من رئيس اركان القوات المصريه لحرب لسه ما إنتهتش تماماً ، و الارض لسه محتله…. الا انها تمحورت سواء مذكراته او احاديثه الصحفيه اللى كان بيلف بيها على صحافة العالم كله حول التشكيك في نصر اكتوبر و الهجوم الضاري على على السادات و المشير احمد اسماعيل …. لدرجة وصفه للسادات بالكذاب و الخاين ، و انه خدع الجيش و باع دمه ، و ان المشير احمد اسماعيل راجل بركه و شخشيخه و مالوش فيها …. و انه هو من صنع النصر و لو سابوه يكمل و اخدوا برايه كانت مصر انتصرت.

ماحدش فاهم ايه اللى أصابه … هل نوع من انواع بارانويا العظمة ، و إلّا اييه بالظبط .. محدش يعرف …. لكن الحاجه الوحيده الى متفق عليها ….. ان مفيش ظابط او حتي عسكري بشريطة يعمل كده في بلده …. و ينشر اسرار عسكريه في كتاب و بلده لسه ارضها محتلة …. و يهاجم الدوله و الجيش بعد هروبه منها  …. و بالمنطق كده محدش يتصور ان القائد العام للجيش المصري في اعظم حرب في التاريخ الحديث كان بركة و شخشيخة … و ان القائد الاعلي للجيش كان خاين …. و إن بقية القادة جبناء و خافوا من السادات و خانوا دم الجنود في الميدان ، و باعوهم عشان ينافقوا السادات و يحافظوا على كراسيهم ….. و ان كل الناس غلط و هو بس اللى صح !!!!!! …. معقول كل القاده كانوا غلط و هو بس اللى صح !!!!!!

و من اكتر الحاجات اللى مش فاهمها لغاية دلوقتي هو حديثه التليفزيوني المصور بعد اغتيال السادات اللى كان بيشمت فيه و بيعرب فيه عن مدي فخره و اعتزازه و تثمينه لدور عبود الزمر هو و جماعته في قتل قائده اللى كان يوما رفيق سلاح في وقت حرب …. فهو موقف مالهوش علاقه خالص بالتقاليد العسكريه.

طب عشان ما نطوّلش …. طب ليه الجيش كرّمه بعد وفاته بالرغم من الحكم عليه بالسجن بعد كل ده !!؟؟ …. بصراحه دي كانت اكتر حركه ذكيه من المجلس العسكري …. لان الراجل كان خلاص اتوفي … و كانت الظروف السياسيه ساعتها بعد تنحي مبارك تتطلب ذلك …. بعد تركيز النووووشتااااء في الميدان و خلفهم الاخوان على موضوع سعد الدين الشاذلي كمثال ان قادة القوات المسلحه فاسدين و لازم نغيرهم …. فالجيش قفل عليهم الباب ده … و قالك بدل ما تعملوه بطل ليكم … احنا اولي بيه لانه برضوا ابن الجيش….. ده غير أخلاق الجيش و أدبياته بانه طبعا يستحق التكريم لأنه كدة كدة بطل من ابطال الجيش حتى لو أخطأ.

اعداء مصر كانوا و لسنين طويلة ، مركزين على الموضوع ده لاكثر من سبب … كسر الناس و فرحتهم بالنصر و تمويته مع السنين ثم  التشكيك في نصر مصر و التشكيك في الحرب ذات نفسها و يوصلوا انهم يخلّوا الناس كل سنة بدل ما يقعدوا يحتفلوا و يسترجعوا اسباب النصر …. يقعدوا يتخانقوا و يشككوا و يهزموا نفسهم بنفسهم بتحقير الحرب و تسفيهها باختصارها في صراع بين اشخاص و شخصنتها ، و بين ان السادات كان بيغير من منه ثم ان مبارك بيغير منه  … و للاسف الله يرحمه كان بيأجج الموضوع ده باصرار عجيب محدش فاهمه.

 

الخلاصه :-

———–

 

  •  حرب و نصر اكتوبر اكبر بكتييييير من اي اسم مهم كان
  •  الفريق الشاذلي رجل عسكري عبقري و كان له دور بارز في التحضير للحرب و اثناؤها و قد تكريمه على ذلك
  • الجيش كان رحيم جداً به ، و العقاب اللى اخده كان اقل بكتير مما يستحق و لكن الجيش افتكر له انه كان يوما رئيس اركانه في اعظم حرب خاضها

و أخيرا …. ياريت اي تعليقات تكون في حدود المقال …. و مفيش مناقشات عن الثغره او تطوير الهجوم او اتفاقية السلام  لان ليهم مقالات تانيه حنتناقش فيها براحتنا 🙂 🙂  … و ياريت نبعد عن الايدوليجيات ….. و عن اي تجريح لاي شخص شارك في الحرب العظيمه دي حتي للمرحوم الشاذلي باي شكل من الاشكل ….. لان مهم كان اختلافنا او اتفاقنا على حد …. مفيش اختلاف على قاده صنعوا اكبر نصر عسكري في تاريخ مصر ….. و لان الناس اللى معانا من زمان تعرف اننا لا نعترف بالمسميات اللى زي الناصري و الساداتي و المباركي … و كل واحد لازم يكره التاني و يطلع سلسفين الاخر و يحمله باسباب اي مشاكل … لان ده هو سبب بداية الفساد الاجتماعي و الاقتصادي  الاخلاقي اللى وصلنا ليه و اللى اشتغل عليه اعداؤنا في تقسيم المجتمع و افساده .

تحياتنا ليكم و الى اللقاء في باقي مجموعة المقالات

 لمتابعة تعليقاتكم