هو الدعم إتأخر لييه !!؟

22 May 2020

هو الدعم إتأخر لييه !!؟
————————

سؤال يتم طرحه من وقت للتانى .. بعد كل عملية يموت فيها شهداء لينا .. و برغم إن العمليات اللى زى دى كانت فى فترة من الفترات شبه يومية ، و كانت بعض العمليات القليلة منها بتسفر عن شهداء ، .. فى حين إن المعظم كان النصر بيبقى فيها لأسود مصر .. لكن فضل نفس السؤال ده يتردد .. بس خلينا نقول إنه سؤال مشروع ، وكثير من اللى بيسأل السؤال ده ، بــ يكون نابع من شدة حبه لوطنه وحزنه على أرواح الشهداء ..

لكن المشكلة دايما بــ تبقى إما فى الشخص المتحذلق اللى فاكر نفسه علشان حفظ أسماء شوية أسلحة وقرأ كام بوست عسكرى على الفيسبوك ، فــ بقى كدة جنرال عسكرى وخبير تأمين ، ودوول اللى وصفهم الرئيس السادات الله يرحمه بــ “جنرالات المقاهى” .. أو فى الشخص الخبيث المغرض اللى بيسأل السؤال وهو متمسكن ومتصعبن ، ومستخبى خلف الفروة الضانى علشان يرميك فى سكة تشكيك مالهاش أول من أخر ، ويوجه طاقة غضبك للدولة وللجيش ، بدل ما تتوجه للتكفيرى والإخوانى القاتل المجرم

وإحنا النهاردة بدون الدخول فى تفاصيل عسكرية وتقنية ، هــ نحاول نبسط الحدوتة ، ونجاوب على التساؤل ده ..

مبدأيا لازم نبقى كلنا فاهمين فى الأول ، حقيقة الخطر اللى كانت بتواجهه قواتنا في سيناء .. لأن البعض سقط فى فخ إن دوول شوية عيال بهاليل موتورين ، لابسين جلاليب وشباشب ، ومساكين سبح .. والحقيقة إن ده مش حقيقى .. الناس دى مليشيات مسلحة منهم مصريين ومنهم من جنسيات مختلفة ، ومدربين على أعلى مستوى ، و بــ يتبعوا تكتيكات حربية ، و تكنيكات عسكرية شديدة الخطورة والإحترافية … وخبرة ما يعرف ويسمى بحرب العصابات .. وكل ده مدعوم بعقيدة مغلوطة .. يخلى المواجهة معاهم من أصعب ما يكون

الناس دى لما بتقوم بعملية من النوع ده .. بتعمل عملية تفخيخ لكل الطرق المؤدية للمكان اللى هم بيهاجموه علشان يمنعوا أى دعم خارجى محتمل .. وبيهاجموا من الإتجاهات الأربعة بعشرات من العناصر الإرهابية مصحوبة بغطاء نيرانى كثيف ، و قصف مدفعى بالهاون والصواريخ المضادة للدروع والأفراد .. مع الدفع بسيارات مدرعة بألواح صلب و مفخخة مليئة بمتفجرات C4 شديدة التفجير ، علشان تنفجر وتدمر التحصينات وتقتل أكبر عدد من فرق التأمين فى اللحظات الأولى من المواجهة .. وبعدين يكملوا على الباقيين بالمدافع الرشاشة وباقى الأسلحة …. والتكنيك ده جاب نتايج هائلة فى العراق ، لدرجة إن فيه كتائب عسكرية كاملة كانت إما بتسيب سلاحها وتهرب ، أو بــ يتم إبادتها بالكامل .. وكمان تم السيطرة بيها على أكثر من 80% من الأراضى السورية فى غضون كام شهر.

الكلام ده ماحصلش مع الجيش المصرى .. لييه … لأن أولا .. كفائة وعقيدة المقاتل المصرى مختلفة عن أى مقاتل فى العالم .. وثانيا لأنه برغم سقوط شهداء فى بعض العمليات ، لكن رد الفعل والإستبسال من أسود مصر ، والتحصينات ، والدعم الخارجى ، وحتى عمليات التتبع بعد العملية مابتخلص ، كان بــ يكبد التنظيمات الإرهابية والتكفيرين خسائر ضخمة جداً فى المعدات والأرواح .. و زى ما شوفتم فى حلقة الأمس ، الحلقة 28 من مسلسل الإختيار .. كان الإخوانى معتصم بيصرخ بجنون ويقول “مش بيستسلموا ليييييه !!؟ .. مش بيستسلموا ليييييه !!؟؟” … لأن اللى كان بيعمله جنودنا وضباطنا كان ومازال يتخطى حاجز المستحيل …. وعلشان كدة لو تلاحظوا إنه مع الوقت توقف هذا النوع من العمليات ، لأن الجيش المصرى وأبطال القوات المسلحة ، قهروا التكنيكات دى وخلخلوا البنية التحتية للتكفيرين ، و قضوا على الألاف منهم ..

نيجى بقى لموضع كمين البرث ، واللى يقولك هو لازمته إييه … و ده فى وسط الصحراء .. وأولادنا كدة مرميين من غير هدف ومتسابين من غير حماية .. و … و … و …. والحقيقة مش عارف يعنى هو اللى بيقول كدة ، بنى رؤيته دى بناء على إييه !!؟؟ … بإعتبار إنه دارس خريطة سيناء ، وفاهم علوم إنتشار عسكرى وسيطرة ميدانية ونقاط إرتكاز و … و …. ألخ ألخ ألخ !!؟؟

كمين البرث على سبيل المثال كان نقطة إرتكاز متحكمة فى 4 محاور وطرق رئيسية علشان كدة كان بيتقال مربع البرث .. وكان يعتبر نقطة إنطلاق لتنفيذ العمليات النوعية ضد العناصر التكفيرية لمكافحة الإنتشار الميادنى للعناصر التكفيرية ، والقضاء على أنشطتهم في المنطقة .. وعلشان كدة اللى راحوا مربع البرث كانوا نخبة من الكتيبة 103 صاعقة .. مش مجرد أفراد تأمين عاديين .. وماكانوش قاعدين يشربوا شاى وقهوة طول النهار .. لكن كان لهم تحركات أمنية وإستراتيجية على كل المحاور

و فى نفس الوقت للخبراء الفيسبوكيين المعترضين على الكمائن الثابتة ونقاط الإرتكاز ، ماينفعش مانعملش الكلام ده علشان ده معناه إننا بــ نسيب مساحة من الأرض بدون إنتشار أفقى وتمركز .. لأنه عسكريا ، لو انت ما ملأتش الفراغ ده ، غيرك هــ يملأه ويتمركز فيه … و لو كان الجيش بيمشى وراء جنرالات الفيسبوك وجهابذة التأمين .. كنا زماننا شايفين التكفيرين بيمرحوا بيننا فى المدن الرئيسية على إمتداد خريطة مصر كلها ، وبيلعبوا معانا “من سيربح المولوتوف” !!

حقيقة الأمر إن الجيش المصرى بيخوض حرب عصابات شرسة .. وبيتعامل بمشرط جراح لأنه مطلوب إنه يحمى المدنيين ، ويستخلص من وسطهم التكفيرين ويقضى عليهم ويحافظ على جنوده وقوامه العسكرى بدون ما يدخل فى حرب إستنزاف .. ومافيش حد قدر يحقق المعادلة دى فى العالم غير الجيش المصرى .. و زى ما قولنا قبل كدة .. إن كل الجيوش اللى دخلت فى صدام مع مليشيات بحروب من الجيل الخامس .. يا إتهزمت يا إتفككت … زى الجيش الأميريكى والروسى والعراقى والسورى وغيرهم …

و لو كان الموضوع زى ما بيحب بعض المغرضين يصوروه ، ويضحكوا بيه على الناس ، إن جنودنا وضباطنا بــ يترموا كدة فى سيناء من غير تأمين ولا حماية .. ماكانش الجنود والضباط يتسابقوا علشان يروحوا هناك .. لأن بالمنظر ده يبقى قياداتنا بتفرط فينا .. و ده مش صحيح …. و ده اللى قاله أحمد منسى للواد الثورجى من حلقتين فاتوا .. لما قال له بلاش ترددوا كلام الأخرين و إنتم مش فاهمينه .. وقعد يشرح له تكنيك الحرب مع الإرهابيين عامل إزاى …. وإن الجيش المصرى إختار الطريق الأصعب .. إنه يحارب التكفيرين حرب عصابات و شوارع وكمائن ونقاط إرتكاز .. ويحمى حياة المدنيين .. وفى نفس الوقت يحافظ على قوامه من الدمار

طيب نيجى للدعم الأرضى .. هل إتأخر .. لأ ما إتأخرش .. لأن الدعم بيتحرك بمجرد صدور إشارة بإن فيه هجوم على نقطة ما .. وسرعة وصول الدعم بيعتمد على حاجتين .. أولا مسافة أقرب كتيبة ونقاط إرتكاز تقدر توفر دعم بدون الإخلال بوظيفتها الأمنية و واجبات السيطرة فى محيطها علشان ماتتعرضش لهجوم هى كمان .. وفى نفس الوقت .. نوع ومدى خطورة الطرق المؤدية لمكان الإشتباك .. وعلشان كدة زى ما شوفنا فى المسلسل ، لما الدعم بيقولوا لأحمد المنسى إثبت يابطل وماتخافش ، إحنا فى الطريق .. قال لهم أنا مش خايف على نفسى .. أنا خايف عليكم إنتم ، خللوا بالكم لأن الطرق كلها متلغمة .. و ده يرجعنا تانى لنقطة تكنيكات الهجوم اللى بينفذها الإرهابيين .. واللى ذكرناها فى أول المقال … و ده اللى بيخلى قوات الدعم تتحرك بسرعة لكن بحرص حتى لا يتم تدمير قوات الدعم وهى فى الطريق ، وتكون الخسائر مضاعفة

نيجى بقى للنقطة المهمة و هى موضوع دعم الطيران .. اللى برضوا بعض المغرضين بيقولو إنه إتأخر .. يعنى هم كدة مع نفسهم وبخبرتهم العسكرية قرروا إن الدعم الجوى إتأخر … طب إتأخر لييه … هو كدة .. إتأخر وخلاص !! 😏
أولا … هو حضرتك تعرف إييه هو أقرب مطار لمكان الإشتباك !؟ .. لأ … طب تعرف تجهيز طيارة حربية بالذخيرة اللازمة لمهمة من النوع ده بــ يستغرق قد إييه !؟ .. لأ .. طب تعرف المسافة والوقت اللى هــ يستغرقه وصول الطيارة لمكان الإشتباك .. لأ .. أومّال حضرتك قررت إن الدعم إتأخر بناء على إييه !!!!؟؟؟؟ 🤔

ثانيا بقى وهو الأهم إن الطيران الحربى ماينفعش يتدخل فى حالات معينة .. وهى لما يكون الإشتباك مع الإرهابيين فى وسط مدنيين مثلا ، أو فى حالات الإشتباك والإلتحام المباشر على الأرض مع قوات خاصة ومشاة .. لأن فى الحالات اللى زى دى بــ تبقى الطائرات العمودية زى الأباتشى وغيرها ، هدف سهل للإسقاط ، مع كم الأسلحة المتطورة ومضادات الطائرات اللى موجودة بحوزة التكفيرين .. و دى خسارة مادية ومعنوية كبيرة للجيش وللقوات والأفراد .. أما بالنسبة للطيران المقاتل زى الــ F16 مثلا ، فــ بيفقد فاعليته فى حالة الإلتحام المباشر بين التكفيرين وفرق الجيش الأرضية ، إلا لو كان هــ يقوم بتدمير الكمين باللى فيه سواء تكفيرين أو جنود لأن قذائف وصواريخ الطائرات ، بتنتشر قوتها التدميرية على مسافة واسعة ، فـــ بتتسبب في القضاء على القوات الأرضية اللى بــ تشتبك مع التكفيرين ، وكمان ممكن تتسبب فى خسائر للقوات الأرضية الداعمة فى حالة وصولهم لمسرح العمليات .. و ده طبعا مستحيل نسمح بحدوثه .. ناهيك عن غياب المعلومات بالنسبة للطيران عن أماكن تمركز الإرهابيين لأنهم بيبقوا بالفعل فى حالة من الإلتحام المباشر مع جنودنا .. وعلشان كدة بــ يكون الحل هو الدعم بطائرات مسيرة بدون طيار .. زى ما حصل بالفعل ، ودى بتكون أبطأ فى الوصول بكتير من الطيران المقاتل … وكمان إنتظار قدوم الدعم الأرضى .. و بــ يبقى الإعتماد هنا على صمود قوة الكمين لحد ما يوصل الدعم الأرضى

ده مجرد شرح مبسط للموضوع .. علشان نفهم طبائع الأمور ، وأى حد حتى لو مش خبير عسكرى .. ممكن يوصل للحقائق دى .. ويقدر يرد على المغرضين الباحثين عن كل شيئ وأى شيئ يقدروا من خلاله يلعبوا على وتر المظلومية و يبثوا حملات التشكيك والكذب …

لكن الحقيقة أصعب من كدة بكتير ، والموضوع مش سهل زى ما بعض الناس متخيلة .. والجيش المصرى كان ومازال بيخوض حرب حقيقية .. عدونا فيها مش هو اللى فى المواجهة اللى بنشوفه بعنينا .. لكن عدونا الحقيقى هو اللى خانس ودفيان ومتغطى ، و مستنى شوية الكلاب دول يقدروا يوقعونا علشان يظهر بوجهه الحقيقى وعلشان كدة بيدعمهم ويمولهم بكل السبل والوسائل .. وللأسف إن فيه ناس بتساعد العدو ده ، بمساعدتهم ، و إنحيازهم ، و تبنيهم لفكر وتوجهات تنظيمات كلاب السكك دوول ، سواء كان فى شكل دينى تكفيرى ، أو فى ثوب ليبرالى تحررى 🙄

و مش هــ ننسى أبدا كلام أحد الضباط الشباب فى إحدى الندوات التثقيفية للقوات المسلحة ، لما وجه خطابه للرئيس السيسى وقال له “ياريس إحنا مش أقل من جيل أكتوبر .. و زى ما هم ضحوا بدمهم علشان يستردوا الأرض .. إحنا كمان هــ نضحى بدمنا علشان نحافظ عليها” … وبيتهيألى بعد ما شوفنا مسلسل الإختيار .. فهمنا لييه الضابط ده قال الكلام ده !!

رحم الله شهداء مصر الابطال
وحفظ الله مصر وجيشها وشعبها

لمتابعة تعليقاتكم