نظرة على حرب اكتوبر المجيده – الجزء الثالث

 11 Oct 2015

 نظرة على حرب اكتوبر المجيده – الجزء الثالث

الحق لا يعرف بالرجال و لكن الرجال يعرفون بالحق

—————————————————

 اصدقاؤنا اصدقاء صفحة كلام في الصميم …. النهارده حنكمل مناقشتنا عن حرب اكتوبر المجيده … و حنتكلم تحديدا عن اكتر جزء صار حوله جدل كبير و هو موضوع الثغره و اللى للاسف تم استخدامه بكثافه من قبل كل المعادين لمصر لاثبات الكذبه الكبيره ان مصر انهزمت في الحرب …. باستعمال كذبه اخري الهدف منها تسفيه الحرب العظيمه دي ان حرب اكتوبر قام للتخطيط ليها و قيادتها شخص واحد فقط … و ده فندناه بالتفصيل في الجزء الثاني . 

 عامة قبل ما نتكلم في التفاصيل و زي ما اتعودنا على تأصيل الامور … و اننا نتكلم بهدوء و موضوعيه بعيدا عن الخرافات و الكذب المرتب و الممنهج اللى ملوا عقول شبابنا بيه …… خلونا الاول نتفق على بعض الثوابت :-

———————————————————————————————–

 اي حرب في الدنيا بيكون ليها هدف سياسي …. و هو فرض ارادتك السياسيه على الطرف الاخر بالقوه العسكريه كحل اخير في حالة استنزاف كل الحلول السياسيه ….. و بيتم اداره الحرب للوصول لهدف معين …. وعند تحقيق الهدف ده  بيتم وقف العمليات العسكريه رغما عن القاده العسكريين  و بيتم فرض الشروط على طاولة المفاوضات السياسيه من قبل المنتصر …. و بيتم ادارة الحروب من قبل السياسيين حتي لا ينحرف مسار الحرب و يضر بالهدف السياسي الاساسي….. و ممكن بردو الهدف السياسي ده يكون بيتعارض مع المبادىء العسكريه …. لكن في الاخر المصلحه النهائية للدوله بتكون مع القرار السياسي …. لان الهدف هو السياسه و ليس الحرب …. الحرب هي استثناء في حياة الشعوب و ليس القاعده….. ففي الوقت اللى القاده العسكريين بيكون كل تركيزهم في تحقيق النصر للخطه الموضوعه  و عدم خساره اي ارض جديده ( الاستيلاء على 15 كيلو شرق القناه) لكن السياسي بيكون ال 15 كيلو دول مرحله لما بعد ذلك … لان القياده السياسيه عارفه و متاكده ان الحرب دي استثناء و حتقف حتقف …. فـ بيكون مركز على ان لا تحدث فيها اي مواقف يمكن استغلالها ضده مستقبلا ساعة بدء الجوله السياسيه بعد انتهاء الحرب  مهما كلفة الامر من تكلفه و الا يبقي الحرب دي ملهاش لزمه …. فالخلاصه ان القاده العسكريين بيكونوا مركزين عسكريا فقط لكن السياسين بتبقي نظرتهم اعم و اشمل شويه 

اي حرب في الدنيا لازم و لا بد ان تنتهي بوقف اطلاق النار ….. ثم يتبعها حاجه اسمها فض الاشتباك ….. يعني ببساطه كده كأنها خناقه بين عيلتين في الشارع 🙂 🙂  … بيخش وسطاء ما بينهم و يفصلوا ما بينهم علشان ميرجعوش يضربوا في بعض تاني …. فكل واحد بيرجع الى خطوط بعيده عن التاني …. و في حالة الحروب  و دي القاعده العامه …. بيحصل ان فيه قوات بتتقدم و تحتل اراضي كان مسيطر عليها الطرف الاخر …. فالمنتصر مش بينسحب من الاراضي اللى استولي عليها لانه اثبت عمليا انه الاقوي (الراجل فيكم يوريني نفسه و يرجعني عن مكاني  🙂 🙂   )…. و الخاسر اللى واكل علقة موت بينسحب و يرجع الى خطوطه القديمه و بيسيب الاراضي اللى كان مستولي عليها و ميقدرش يطلب حاجه …. لانه انكسر و معرفش يحافظ علي ارضه بقوته ….. زي ما حصل معانا في 1967 … اسرائيل انتصرت …. عشان كده احنا انسحبنا … و زي ما حصل في 1973 مع اسرائيل … احنا استولينا على اراضي بطول 170 كم بعمق 15 كم شرق القناه و اسرائيل هي اللى انسحبت من غرب القناه 🙂 🙂  و مصر مرجعتش متر واحد من شرق القناه  .

الجيش المصري حارب الحرب دي باسلحه قديمه جدا و بكل العلوم العسكرريه كان مستحيل يحارب و ده شرحنا جزء بسيط منه في المقال الاول  …. لكن السلاح الرئيسي و اللى قلب الموازين و كان مفاجئة الحرب حتي لقادة الجيش نفسهم هو الجندي المصري نفسه …. لدرجة ان من اهم مشاكل الثلاث ايام الاولي لقادة الجيش المصري كانت ان معدلات التفيذ سبقت كتير المخطط ليها …. فمثلا اول فتحه في الساتر الترابي كانت بعد ساعتين فقط مع ان المخطط ليها  كان 6 ساعات كامله و بعد 4 ساعات فقط كان فيه اكتر من 30 فتحه ….. فكان العبور بيتم بمعدلات اسرع بكتييييير من المخطط  …. و كان مثلا بيحصل كتير ان قائد كتيبه يتصل بقائد كتيبه اخري يستعجله و  يقوله انا خلصت في موقعي و حنعدل معاد التقائنا لنتوجه للنقطه الثانيه …. فيلاقي التاني يقوله انا وصلت اصلا و بدأت و مستنيك … انت فين ؟  🙂 🙂  … و لا انسي مقولة اللواء باقي زكي يوسف صاحب فكرة استخدام المياه  لازاله الساتر الترابي  لما دخل نقطة حصينه بعد سقوطها باربع ساعات فقط ( لو دخلت مجزر يوم العيد الكبير مكنتش حتبقي كده …. الدم و الاشلاء في كل مكان حول و داخل الحصن …. الجثث الممزقه للصهاينه و الشهداء المصريين في كل حته …. كانت فعلا حرب شرسه اشبه بالمجزره البشريه) ….. فالجندي المصري كان بيدخل يستولي على الحصن بأسنانه يا قاتل يا مقتول و بيخلص و بيروح على اللى بعده.

انا بقول الكلام ده ليه …. لان سلاح مصر الرئيسي كانت الروح المعنويه للجندي ده …. فكانت الاولويه القصوى  لقادة الجيش هو عدم اتخاذ اي قرار يهز معنويات الجندي ده مهما كان التمن .

————————————————————————————

نيجي بقي نتكلم عن موضوع تطوير الهجوم اللى كان بالفعل انتحار عسكري بكل ما تحمله الكلمه من معاني ….. الموضوع ده مكنش قرار عسكري خااااالص …. لان مفيش ظابط مبتدىء ياخد قرار بالدفع بمدرعات في الصحراء في العراء بدون غطاء جوي …. امال ايه سبب القرار ده ….. خلونا نبص على الموضوع من فوق شويه و بعيدا عن التركيز على العمليه العسكريه نفسها .

خطة الحرب المصريه جرانيت كانت تتمحور حول الاستيلاء على 15 كيلو شرق القناه و الاستنزاف الطويل للقوات الاسرائيليه …. و عامة عسكريا ده كان صح ….. و لكن سياسيا مصر كانت بتحارب حرب تانيه بعيدا عن المعركه العسكريه و هي الحرب الاعم و الاشمل و هي الحرب السياسيه ….. فلاول مره يتحد العرب …. و بدات تنهال على مصر المساعدات العسكريه العربيه في صوره سلاح او تمويل صفقات سلاح عاجله و الاهم كان اتفاق العرب بالوقوف لاول مره متحدين امام الغرب باستخدام سلاح البترول ….. و لان كل حاجه ليها تمن …. و مع البدء في الجسر العسكري الامريكي لاسرائيل بعد خسارة اسرائيل لثلث قواتها الجويه كاملا في اول يومين فقط …. بدات الكفه تميل لصالحها في الجولان …. فبدأ العرب بالضغط على السادات انه يقوم بتطوير الهجوم بالضغط على اسرائيل في سيناء املا منهم بانقاذ سوريا.

طبعا عسكريا كان الكلام ده غلط لان الجيش الاسرائيلي اللى في سيناء ملهوش علاقه خالص بالجيش اللى في الجولان …. و مهما ضغطت عليه في سيناء مش حتتاثر جبهة الجولان …. لكن العرب كانوا بدأوا يهددوا مصر و يلوموها انها بتتخلي عن سوريا ….. السادات اخد قرار سياسي يتبع مبدا المكسب و الخساره . فلما يطور الهجوم و يخسر قواته اللى دفعها في سيناء … حتبقي حجته قويه امام العرب … فخسارة مصر من فك التحالف العربي معها سياسيا امام الغرب في الوقت ده …. اكبر بكتييييير من خسارة لواء او اتنين مدرعين ….. للاسف هي دي الحرب …. زي دور الشطرنج …. بتضحي بقطعه عشان متخسرش الدور كله…. فالقرار عسكريا انتحار متعمد … و سياسيا كان صحيح لو بالفعل كان حيأثر على التحالف العربي او ان الدول العربيه ترجع تخضع للضغوط الغربيه لفك التحالف مع مصر ….. فمره تانيه …. الحرب حدث استثنائي هدفه النهائي السياسه …. و لو الحرب خسرتني سياسيا فمكن اخسر الحرب ذات نفسها .

نيجي بقي لموضوع البالونه المنفوخه اللى اسمها الثغره ….. و ببساطه و بدون الخوض في اي تفاصيل عسكريه و جدال عقيم ….  اللى حصل ان اسرائيل استغلت فراغ بين الجيش التاني و التالت الميداني …. و قامت بدفع قوات بينهم و عبرت الى الضفه الغربيه …. طيب جميل …. اي عمليه عسكريه بيكون ليها هدف عسكري ….. طب ايه الهدف العسكري للعمليه دي و يا تري اسرائيل حققت منه ايه و العمليه دي انتهت علي ايه ؟؟؟ 🙂 🙂

شوف يا سيدي …. الهدف كان الاستيلاء على مدينتي الاسماعيليه  و السويس لتحقيق نصر عسكري مدوي كاسر للاراده المصريه سواء عسكريا او شعبيا كعقاب على البدء في الحرب …. و بعد ذلك تدمير بطاريات الصواريخ  للاستعداد للاستيلاء على غرب القناه بالكامل …. فكان الطيران الاسرائيلي مركز كل  ضرباته على بورسعيد بجنون …. و كانت قواته على الارض بتقوم بمحاوله الاستيلاء على السويس و الاسماعيليه .

و نيجي بقي للجمله الساذجه اللى لا تعبر عن الجهل او الكذب الخبيث المتعمد…. اللى بتقول ( شارون كان على بعد 90 كيلو من القاهره)  🙂 🙂  في اشاره خبيثه متعمده ان القاهره كانت حتقع …..  و اللى كل ما بسمعها بضحك و بفتكر اللمبي في فيلم اللى بالي بالك لما قاله ( عايزني اقول ايه للوزاره …. عندي مسجون معرفش يهرب الضهر فربنا وفقه و هرب بالليل …. انت اتجننت يا ادهم  🙂 🙂  ) …. يعني اللى بيقول كده عايز يقول ان شارون المرعب 🙂 🙂  …. معرفش يدخل الاسماعيليه و اكل علقة موت … و اخد نفس العلقه لما حاول يخش السويس ….. اللى هما اصلا مدن فاضيه تماما و اهلها مهجرين …. فخدته الجلاله و حيعرف يخش القاهره 🙂 🙂 🙂 

طب لما هو جدع كده … مكملش على القاهره ليه ؟؟؟ 🙂 🙂  … صعبنا عليه مثلا  🙂 🙂  ….. و ليه فضل واقف في الاوفسايد لا عارف يطلع شمالا و لا ينزل جنوبا 🙂 🙂 خلاصه الموضوع و الحقيقه العسكريه ….  ان اسرائيل قامت بعمليه شبه انتحاريه …. و خسرت كتييييير جدا ….. و اتقفل عليها الزمبيل …. ازاي ؟؟؟

في اول يومين من عبور القوات الاسرائيليه …. طالب الشاذلي بسحب قوات مدرعه من غرب القناه لغلق الثغره من داخل سيناء ثم عبورها الى الضفه الغربيه من القناه للقضاء على قوات شارون ….. و من الناحيه العسكريه كان ده الحل المثالي و الاحترافي لمعالجه الموضوع ده …. يعني الشاذلي كان صح تماما عسكريا ….. و لكن  🙂 🙂  …. و دائما كلمة السر في لكن دي  🙂 🙂 

قادة المجلس العسكري او بالاصح غرفة عمليات الحرب كان القاده فيها ليهم رأي اخر ….. رأي  الشاذلي عسكريا و اكاديميا صحيح جدا …. لكن احنا اتفقنا ان الحرب دي خارج الصندوق و خارج العلم العسكري …. و كان فيه معامل اخر قاطع حاسم لا يمكن اغفاله و هو السلاح الرئيسي في الحرب دي  و هو الجندي المصري ذات نفسه ….. ففي الوقت اللى الدعايه الاسرائيليه و الحرب النفسيه كانت على اشدها … و بدأت بذاعة اشاعات مكثفه ان اسرائيل دخلت السويس و الاسماعيليه و ان حصل انزال عند السد العالي و اجتياحهم للقري و النجوع و ان سقوط القاهره نفسها مسأله وقت …. و كان الجندي المصري بيحارب و هو عارف ان دي اشاعات …. لكن لما يشوف مدرعاته اللى بتحميه بتسيبه و بتنسحب مره تانيه …. محدش يقدر يتوقع ايه ممكن اللى يحصل لما يشوف نفس المنظر تاني اللى عاشه او سمع عنه من ست سنين من انسحاب القوات في 67 …. فمينفعش عشان تحافظ على مساحه ضيقه من الارض  حاليا …. لكن سهل جدا انك تخلصها بعدين …. تقوم تخسر كل حاجه  بخسارتك لمعنويات جنودك سبب نصرك الرئيسى.

و كانت الخطه البديله …. ان عدد القوات دي صغير جدا على مساحة الارض اللى دخلوا فيها و بالتالي مش حيسيطروا عليها سيطره كامله …. و باستكمال قوات اضافيه قادمه الى الجبهه من الدول العربيه او من شحنات سلاح قادمه … سيتم استكمال القوات الكافيه لتدمير القوات دي عن بكره ابيها …. فسيبهم يبرطعوا شويه … و لا اني اخاطر بخسارة الحرب كامله ….. و ده فعلا اللى حصل.

ففي ايام استكملت اسرائيل الدفع ب 6 لواءات مدرعه كامله و لواء مظلي في حين استكملت مصر قوات اكتر من ضعف القوات دي لدرجة ان موشي ديان ذات نفسه قال (مشكله كبيره تواجهها قواتنا غرب القناه … فقد دفعت مصر بجيشها الرابع لمحاصرة قواتنا) ….

القوات الاسرائيليه حاصرت الجيش التالت من الخلف …. لكن ده لم يؤثر على عملياته في شرق القناه … و تم محاصرته بقوات اكتر من ضعف عدده سواء في الدبابات او المدرعات او المدفعيه ….. فالقوه النيرانيه للقوات المصريه كانت كافيه ليست لسحق القوات الاسرائيليه فقط … و لكن لتغيير طبوغرافيا المكان ذات نفسها …. اما القوات الاسرائيليه كانت في موقف لا يحسد عليه ….. لانها موجوده في ارض محاصره تماما … و لا يوجد لها اي منفذ للهروب غير رأس جسر ضيق تماما مساحته لا تتعدي 8 كيلو متر …. و عسكريا …. يعتبر عنق ذجاجه خانق لاي قوات …. و حتي شارون من رعبه …. قام بردم القناه تماما عشان ساعة الجد و لو حب يهرب …… منضربش الجسر او المنفذ الرئيسي لهروبه   .

و بدون الخوض في تفاصيل عسكريه عقيمه و لت و عجن و مبررات ساذجه  …. كسينجر كان في زياره للسادات في اسوان …. و كان جايله يلاعبه بالبالونه الاعلاميه اللى اسمها الثغره … السادات قاله ( خلاص … انا اخدت قراري بتصفية الثغره الليله … انتم عارفين اني عندي 900 دبابه مقابل 450 عندهم ده غير مئات قطع المدفعيه و ان الطاقة النيرانيه عندي لو فتحت عليهم حتبيدهم في دقائق ) …. بعدها امريكا اخدت قرارها لاسرائيل لوقف اطلاق النار تماما و الموافقه على الانسحاب.

و بدون الخوض في تفاصيل ….. زي ما قلنا اي حرب بتنتهي بوقف اطلاق النار و فض اشتباك …. السؤال هنا للبهوات اللى بيعملوا المستحيل عشان ينالوا من مصر و جيشها و بيقولوا مصر اتهزمت … 🙂 🙂   ….

  • اسرائيل ليه ماخدتش السويس و الاسماعيليه
  • اسرائيل ليه مدخلتش القاهره
  • اسرائيل الطيبه الكيوت ليه انسحبت من غرب القناه
  • ليه مصر مسحبتش جندي واحد من شرق القناه في حين انسحاب 6 لواءات مدرعه اسرائيليه من غرب القناه.

 

جاوب على الاسئله دي بعيدا عن الكدبه اللى بيزنوا بيها على ودانك بقالهم سنين ….. و الاهم من ده …. السؤال الجاي اجباري مش اختياري  🙂 🙂  ….

مش نفس الكلام اللى اتقال على رئيس مصر ساعتها و على قاده الجيش و على عملياته على الارض …. هو هو بالكربون اللى بيتقال على رئيس مصر و جيش مصر في عملياته في سيناء ؟؟؟؟ 🙂 🙂     ….. مش هي نفس المدرسه و المنهج و الاليات و حتي نفس المصطلحات ؟؟؟

معلش … اعذرونا  …. مع اننا حاولنا نختصر على قد ما نقدر لكن …. طولنا عليكم ….. و انتظرونا في الجزء القادم .

 

تحياتنا

لمتابعة تعليقاتكم