الشرق الأوسط .. لعبة بنج بونج 3

 25 Aug 2015

 الشرق الأوسط .. لعبة بنج بونج 3

———————————-

 ثورة 30 يونيو شاء من شاء وأبى من أبى ، أحدثت إنقلاب فى العالم كله وفى المنطقة العربية على وجه الخصوص .. مش لأنها هدمت أو بمعنى أصح أوقفت المخطط الغربى الماثونى لتفتيت المنطقة وتقطيعها ثم الإستيلاء على ثرواتها .. لكن لأنها كمان كشفت المخطط ده وعرّته تماما أمام شعوب المنطقة ، واللى أصبح الصغير قبل الكبير بيتكلم عن قذارة هذا المخطط .. وتلاقى الناس البسيطة على القهاوى ، وأمهاتنا فى البيوت أصبحوا بيتكلموا دلوقتى عن حروب الجيل الرابع ، والمخطط الأميريكى ضد مصر والمنطقة العربية !!

 طبعا انا هنا باتكلم عن الناس اللى ربنا إدّاها نعمة البصيرة ، مش جنرالات وخنافس وشمامين كلّة الفيسبوك ، إللى تلاقى الواحد منهم ينجعص ، ويحط رجل على رجل ، ويشد نفس عميق من الشيشة اللى دافع ثمنها من مصروفه ، ويقولك بعد كل ده “هى فين المؤامرة !!؟؟” .. وطبعا دوول بقا غير النكبة بتاعتنا اللى ربنا بلانا بيهم هم ونوشاتاااء السبوبة 🙂

 المهم إن اللى حصل ده أدّى إلى تراجع الدور الأميريكى فى الشرق الأوسط .. وطبعا روسيا بوتين ماكذبتش خبر ، وإستغلت التراجع ده أحسن إستغلال .. وكان إستماتة الروس فى دعمهم للنظام السورى ، وكمان التواصل مع مصر ودعمها لحد التلويح بإستخدام حق الفيتو فى مجلس الأمن .. وكان لقاء السحاب أو اللقاءات المتعددة بين ثعلبى المخابرات الروسى والمصرى هى عنوان تقارب وإرتباط مصالح شديد بين مصر وروسيا ، وخصوصاً بعد الدور المصرى فى المنطقة ، واللى إتكلمنا عنه قبل كدة وقولنا إنه كان بــ يصب فى مصلحة روسيا إقتصادياً وعسكرياً كنتاج لتلاقى المصالح بين مصر وروسيا .. ناهينا عن تطور العلاقة الشخصية بين بوتين والسيسى الى علاقة تفاهم و صداقة تصب فى النهاية فى مصلحة البلدين !

 لقاء الرئيس السيسى فى زيارته المرة دى بالرئيس بوتين تعتبر كلاكيت رابع مرة فى اللقاءات المتبادلة رايح جاى بين الرجلين .. لكن اللقاء المرة دى هــ يكون له طابع خاص جداً …

  •  أولا .. تزامن زيارة الرئيس السيسى مع زيارة سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولى عهد أبو ظبى ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة، اللى بــ يقوم بزيارة عمل لموسكو لحضور افتتاح فعاليات معرض “ماكس الدولى للطيران والفضاء .. واللى أكيد لها علاقة بتعميق العلاقات السياسية والعسكرية والإقتصادية بين روسيا و دولة الإمارات العربية
  •  ثانياً .. الكلام الكتير جدا عن زيارة متوقعة للملك سلمان ملك السعودية اللى بيتم ترتيبات لقائه مع الرئيس بوتين فى محادثات مغلقة وأكيد هــ يتم مناقشة ابعادها بين السيسى وبوتين خارج المحادثات الرسمية ..
  •  ثالثاً .. التغييرات اللى بتطرأ على الأرض فيما يخص الشأن السورى ، والحديث عن حل سياسى للأزمة تتوافق عليه كل القوى السياسية الراغبة فى المحافظة على كيان الدولة السورية وهم مصر وروسيا وتنضم إليهم المملكة السعودية ، وبالتالى الإمارات والكويت ..
  •  رابعاً .. إن التقارب الأميريكى الإيرانى و إصرار أميريكا على توقيع إتفاق نووي مع إيران بدون اى مراعاة لمصالح دول الخليج أدى لخلق أزمة ثقة بين واشنطن والرياض واللى على طول بدأت تتحرك لبناء علاقات اقتصادية وعسكرية مع حلفاء جدد زى روسيا وفرنسا .. وكأنها بتنتهج نفس النهج المصرى ، ودى شهادة لنجاح السياسة الخارجية المصرية وإثبات كبير لمدى صحة وبعد نظر القيادة السياسية الحالية فى مصر ..

 وبذكاء شديد جداً ، وطبعا كنتيجة طبيعية للتقارب مع مصر اللى سعت بكل قوة لتوفيق وتقريب وجهات النظر ، وخصوصاً بعد اللهجة الهجومية الشديدة للأمير سعود الفيصل فى مؤتمر القمة العربية لو إنتم لسة فاكرين .. نجحت روسيا فى إستثمار التباعد بين الولايات المتحدة والدول المحورية في الشرق الأوسط اللى هى السعودية ومصر والإمارات و أعلنت مساندتها لمصر في ودعمها بشكل كبير سياسيا وعسكريا والدخول فى شراكة إستراتيجية ودعم لوجيستى مع مصر .. وكمان عملت تغيير نوعى فى إستراتيجيتها الإقليمية بالتقارب مع الموقف السعودي في قضايا المنطقة .. فدعمت قرار الأمم المتحدة اللى بــ يدين المتمردين الحوثيين المرتبطين بإيران ..

 ومش كدة وبس .. لكنه كمان حرصت على تعديل موقفها من الملف السوري والتقارب مع المعارضة السورية ، ومحاولة الوصل لحل وسط ، يمكن يكون الدعوة لإنتخابات رئاسية مبكرة فى سوريا .. وكان نتيجة الموقف ده والتقارب الإستخباراتى المعلوماتى من الجانب الروسى هو صفقات السلاح والإتفاق المبدئى على بناء مفاعلات نووية روسية فى السعودية 🙂 .. يعنى أميريكا تعمل إتفاق نووى مع إيران وإحنا نعمل إتفاق نووى مع روسيا 🙂

 كل اللى قولناه ده كان مقدمة لازم نقولها علشان نوضح مدى أهمية زيارة الرئيس السيسى المرة دى لروسيا ، وتداعيتها المرتقبة وأبعادها السياسية والإقتصادية والعسكرية ، وخصوصاً إننا نوهنا فى مقالنا إمبارح ، إن المواجهة دلوقتى ، ولعبة البنج بونج بدأت تأخذ منحى إقتصادى كوجه جديد للعبة السياسية ولصراع البقاء فى المنظومة العالمية الجديدة ..

 وما زال للحديث بقية بإذن الله

 لمتابعة تعليقاتكم