لوغاريتم الأزمة الليبية .. لماذا طرابلس

03 Jan 2020

لوغاريتم الأزمة الليبية .. لماذا طرابلس !!؟
——————————————–

حالة من الحراك الأليكترونى من إمبارح على كل السوشيال ميديا بعد إعلان البرلمان التركى تفويض الرئيس المخلول “جَرَب أحمق بغبغان” .. لإرسال قوات تركية إلى ليبيا …. و مابين تأييد فاقدى الأهلية وحاملى الولاءات فوق الوطنية ، بل و المركوبين فكريا وأيديولوجيا .. المتضامنين بشكل أعمى مع خليفة المدمنين …. و بين رافضين للقرار و مؤيدين لوطنهم ، وخائفين على بلدهم ومتضامنين مع جيشهم ورئيسهم و دولتهم .. إشتعلت السوشيال ميديا فى سجال أليكترونى ماخلصش لحد دلوقتى 🙂

خلينا نقول فى البداية إننا مع الدولة المصرية قلبا وقالبا .. ومؤيدين لأى قرار ممكن تتخذه القيادة السياسية .. و هــ نقف فى ظهر جيشنا وبلدنا لأخر نفس … و علشان نفكك طلاسم القلق الموجود عند البعض ، ونحلل الوضع من خلال رؤيتنا ، و بموضوعية شديدة … نستأذنكم بس فى كوباية الشاى المتين اللى متعودين عليها .. علشان نقدر نستوعب مع بعض الوضع الراهن ، بغض النظر عن الصورة الدراماتيكية الظاهرة والمقلقة لكثير من أصدقائنا

مبدئيا كدة .. لازم نفهم ، لييه حالة الإستقتال على طرابلس بالذات ، وليه حالة الحشد الشديدة والتجييش الإعلامى والدينى لمنع تحرير طرابلس من إيديين الإرهابيين

أولا .. طرابلس كمدينة هى رمز كبير بإعتبارها عاصمة الدولة الليبية .. وهى أخر عاصمة من عواصم دول الخراب العربى لسة فى إيدين تنظيمات التأسلم السياسى ، وجماعات الخرفان الموالين لأحمق بغبغان .. كمعقل إستراتيجى لمرتزقة الإرهاب .. بعد فشلهم فى السيطرة على القاهرة و الخرطوم و دمشق والرياض وحتى العاصمة الجزائرية .. وكمان وضعهم فى تونس لسة على المحك .. وبالتالى فــ خسارة طرابلس هو خسارة إستراتيجية كبيرة للتنظيم الدولى بخسارة حكومة الوفاق الموالية … وضربة نفسية قاصمة لبهاليل السلطان ، و مطبلاتية حلم الخلافة المزعوم .. اللى بيضحكوا بيه على مجاذيبهم !

ثانيا .. خسارة طرابلس بالنسبة لهم ، كارثة بكل المقاييس ، لأن إسترداد باقى المساحة من الأراضى الليبية بعدها ، و اللى لا تتجاوز 10% هــ يبقى مسألة وقت مش أكثر .. وبالتالى هــ يبقى البرلمان الليبى والجيش الوطنى الليبى بقيادة المشير خليفة حفتر هم المسيطرين على الدولة الليبية ، والممثلين الشرعيين لها .. وإمتلاكهم لمقاليد أمور الدولة الليبية بما فيها .. وأهمها مقدرات البترول الليبى .. هـ يبقى خسارة فادحة لأطراف المؤامرة ، و لداعمى الإرهاب .. وبالذات تركيا … لأن ليبيا تعتبر تاسع دولة على مستوى العالم من حيث الإحتياطى النفطى والقدرة على الإنتاج .. وطبعا غير المتوقع كمان من غاز فى البحر المتوسط ، لو تم ترسيم الحدود البحرية ، و التنقيب عليه .. و هو ما يمثل خسارة إقتصادية ضخمة لقراصنة ثروات الشعوب .. اللى كل البترول الليبى النهاردة بــ يصب فى جيوبهم … و ده يمثل كارثة إقتصادية بالنسبة لهم.

يعنى من الأخر كدة … طرابلس أو ليبيا بشكل عام هى ورقة التوت الأخيرة اللى فى إيدين التنظيم الإرهابى والبهلول بتاعهم للإبقاء على التوتر ، والمحافظة على حالة السيولة المجتمعية لشعوب المنطقة وإستمرار حالة التناحر والتنازع وشبح التقسيم ، والشد والجذب بين مؤيد ومعارض .. و ده غير فقدان التنظيمات الإرهابية لجزء كبير من التمويل المادى الضخم اللى بيتصرف عليهم نتيجة خسارتهم للنفط الليبى زى ما وضحنا قبل كدة ….. و لأنهم عارفين كويس إنهم مجرد أدوات لتنفيذ مهمة محددة … فــ البهلول مدرك كويس جدا إن الفشل فى تحقيق الأهداف دى ، هــ يؤدى فى النهاية للإستغناء عنه ، أو التخلص منه زى ورق الكلينيكس .. و هى دى المرحلة اللى هو مش عايز يوصل لها .. لأنه عارف إن فيها نهايته .. وعلشان كدة بنشوف حالة التصعيد دى والإستماتة على الإبقاء على طرابلس بأى شكل من الأشكال !

طب بالنسبة بقى لحالة التصعيد والتهديد ، وهــ نقفل عليكم البحر .. و هــ نحدفكم بالطوب .. ومافيش حد هــ يمرر غاز من البحر المتوسط بدون موافقة تركيا .. والبرلمان التركى يوافق على إرسال قوات تركية إلى ليبيا .. و هــ نبعث مرتزقة .. و … و … و …. و كووووووووول الكلام ده يندرج تحت مايعرف فى العلوم السياسية بسياسة حافة الهاوية …. زى ما عملت إيران من كام شهر فى الخليج العربى .. وقولنا لكم وقتها نفس الكلام …. و بعد حالة التصعيد دى كلها .. فجأة .. هــ تلاقى … فسسسسسسسسسسس … والموضوع خلص وكأنه لم يكن !

ولأن قرار الحرب مش قرار سهل .. فــ الهدف من حالة التصعيد دى ، إن دول المنطقة توصل لنقطة تخوّف من إشتعال الموقف .. فــ نقعد كدة كلنا بالصلاةُ على النبى ، أسرة كدة مع بعضشينا .. ونتفاوض … وأنا أخد حتة .. وإنت تاخد حتة … يعنى من الأخر .. شغل بلطجة .. 🙂

مش هم بيقولوا على كل المشروعات المصرية فنكوش … وإى إنجاز فنكوش .. والعاصمة الإدارية فنكوش .. وقناة السويس فنكوش … طب إحنا بنقول لكم إن كل اللى بيحصل ده مجرد فنكوش .. و مصر مخلصة الموضوع ده من بدرى خالص … طب إزااااى !!؟؟ .. شوف يا سيدى

اللى خايفين إن تركيا تبعث مرتزقة لليبيا … هى تركيا لسة هــاااااااا تبعت !!؟؟ .. تركيا بتبعث مرتزقة من زمان .. و مش لليبيا وبس .. لكن لسيناء كمان .. وبإعتراف الرئيس التركى نفسه أيام الثورة السورية النجيبة من كام سنة .. وقالها بشكل علنى .. و مع ذلك .. سيناء دلوقتى تحت السيطرة بالكامل … وليبيا بعد ما كان بنيغازى وطبرق فقط تحت سيطرة المشير خليفة حفتر .. النهاردة ليبيا بالكامل تحت سيطرة الجيش الوطنى الليبى ماعدى 10% فقط .. اللى هى طرابلس ومصراتة .. وحبة حبشتكنات كدة حواليهم

اللى بيقولوا أصل أردوغان هــ ينقل المرتزقة فى طيران مدنى علشان مانقدرش نضربه .. طب وماله … ماينقلهم .. ياترى محتاج كام رحلة مدنية علشان ينقل جيش كامل 100 واحد فى كل رحلة … ده مش خط توكتوك فى شبرا … وعموماً الرحلات المدنية كانت بتنزل فى مطار معيتيقة فى مصراتة لأنه خارج سيطرة الجيش الليبى وتابع للمليشيات الإرهابية تحت غطاء حكومة الوفاق .. والنهاردة الجيش الليبى غربل مطار معيتيقة بالصواريخ وأوقف المطار عن العمل … يعنى خلاص يشوفولهم سكة ثانية

طب علشان يحارب بمرتزقة ، يبقى لازم ينقل لهم سلاح … وعلشان ينقل سلاح يبقى لازم ينقله عن طريق البحر .. و الزمبيل مقفول عليه تماماً فى البحر المتوسط عن طريق مصر واليونان وإيطاليا وفرنسا ..

على المستوى السياسى .. مصر تواصلت مع كل الأطراف المعنية ، وبشكل أو بأخر إستصدرت بيانات رسمية من إيطاليا وفرنسا واليونان وقبرص وليبيا وألمانيا وإنجلترا ، وكمان جامعة الدول العربية .. برفض أى تدخل خارجى فى الشأن الليبى .. و حتى الرئيس الأميريكى إتصل بالأحمق و شد ودانه ، وقال له إن اللى بيعمله ده هــ يعقد الموقف تماما .. و مش كدة وبس .. لكن كمان صدر بيان شديد اللهجة من الخارجية المصرية ، بيحذر من مغبة التدخل العسكرى فى ليبيا ، وإن ده هــ يشعل الموقف فى المنطقة … و بــ يطالب الأمم المتحدة والمجتمع الدولى بالإضطلاع بمسئولياته لوقف تصعيد الموقف فى المتوسط … والبيان المصرى ده لتسجيل موقف سياسى واضح و حازم .. علشان يبقى من حقنا بعد كدة إتخاذ ما نراه مناسباً من إجراءات ، فى حالة الخروج عن السياق

تونس والجزائر والنيجر ، بضغوط فرنسية ، رفضوا السماح بإستغلال أراضيهم كمعبر لمرور أى قوات تركية عبر الحدود إلى ليبيا … يعنى من الأخر كدة الزمبيل قافل على السيد “جَرَب أحمق بغبغان” من كل إتجاه .. ومافيش قدامه غير إنه ينقل قوات رسمية وجيوش مرتزقته بقطع بحرية وطيران حربى تركى .. وبشكل مباشر .. ولو عمل كدة .. يبقى حفر قبره بإيديه .. لأن مافيش حد من دول المنطقة ولا الدول الكبرى هــ يسمح بكدة .. عارفين لييه .. لأنه علشان يتحرك وينقل سلاح سواء برا أو بحرا .. يبقى لازم يخترق المياه الإقليمية أو المجال الجوى لدول الجوار .. اللى هم اصلا مش على وفاق معاه .. سواء كانت اليونان أو قبرص أو مصر .. وصولا إلى ليبيا نفسها .. و ده فى حد ذاته لو حصل ، يعتبر إعلان حرب على أى دولة من الدول اللى هــ يتم إختراق مياهها الإقليمية أو مجالها الجوى … وبالتالى فهو مش هــ يقدر يعمل ده

اللى بيعمله “جَرَب أحمق بغبغان” هو محاولة مزدوجة .. أولا لتجميع الداخل التركى خلف راية واحدة عن طريق التلويح بحالة حرب وهمية .. بعد حالة التردى الداخلية على مستوى الملف السياسى والإقتصادى ، وحالة تصاعد عدم الرضى فى المجتمع التركى .. وثانيا محاولة البلطجة على مقدرات شرق المتوسط ، علشان يمكن يقدر يطلع بأى مصلحة .. وخصوصا إنه شايف كل حاجة بتروح من إيديه .. نتيجة إصراره على العمل خارج نطاق القانون الدولى

وإذا كانت السياسة هى فن الممكن .. واللى بيحصل فى بلاد كثيرة ، هو نتيجة خطأ الشعوب نفسها ، اللى قاموا بإيديهم بوضع بلادهم فى مهب الريح .. وتحت مطرقة التدخل الخارجى .. فــ لازم نوجه رسالة للشعب الليبى إنه ماعادش فيه مجال للمياعة .. وإن التوحد خلف قيادة موحدة والوقوف فى ظهر جيشكم الوطنى ، هو السبيل الوحيد للخروج من الأزمة دى .. واللى هتنتهى قريب بإذن الله …. و نفس الكلام بنقوله لأصدقائنا .. و لكل المصريين … إن التأزر خلف قواتنا المسلحة .. وخلف القيادة السياسية هو السبيل الوحيد لعبور أى أزمات ممكن نواجهها .. وأظن ماعادش فيه مجال للتعامى أو لإنكار الواقع ، أو غض الطرف عن الحقائق اللى اصبحت واضحة وضوح الشمس … وأصبح مسك العصاية من المنتصف من أجل تأكيد وجهات نظر شخصية .. أو لتأييد توجهات سياسية أو أيديولوجية هو نوع من الخيانة .. بل هو خيانة صريحة لا تخدم إلا أعدائنا

إحنا عارفين كويس جدا إن حالة القلق اللى عند المصريين المحبين لبلدهم ، هو ليس خوفا من الأخر .. وإنما هو خوفاً على ما تم تحقيقه من مكتسبات ، وصلنا إليها بالكد والكفاح والتعب … خوفا من وقف مسيرة النمو والتطور .. خوفا من التورط فى مواجهة لا يعلم أحد متى تنتهى …. لكن إحنا بــ نقول لكم .. إطمئنوا .. كل ده لا يخرج عن نطاق سياسة حافة الهاوية ….. و حتى لو حصل حاجة .. و ده ممكن يكون وارد .. فــ مصر قادرة على ردع كل من تسول له نفسه تهديد أمنها القومى .. بل و بتر يد كل من يفكر فى الوصول إلى حدود مصر

وأخيرا .. أنا بس كنت عايز أسأل بتوع مشروعات الفنكوش .. وبتوع هى مصر بتتسلح لييه !! … ياترى لو مصر النهاردة ماكانتش سلحت نفسها بأسلحة حديثة .. وأصبح عندها قوة ردع قادرة على حماية محيطها الإقليمى .. وعملت مشروعات الطاقة والربط الكهربى مع دول الجوار ومحطات إسالة الغاز والمناطق الصناعية .. وربطت مصالح دول المنطقة بيها .. ياترى لو ماعملناش كل ده .. كان هــ يبقى الوضع إييه دلوقتى !!؟؟؟ … بيتهيألى كان هــ يبقى كل الأوضاع … مش كدة وإلا إييه !؟ 😉 🙂

تحياتنا للجميع .. و حفظ الله مصر

لمتابعة تعليقاتكم