8 May 2016
فصل الختام فى تصعيد اللئام
—————————–
اللى حصل فى موضوع الصحفيين .. واللى وصفوه بإنه إقتحام لنقابة الصحفيين .. والحملة الشعواء اللى شنها أعضاء النقابة بقيادة نقيبهم المغوار يحيى قلاش … تخلينا نقول إن تسريع الأحداث وعملية التصعيد المبالغ فيها والدفع بالأمور لطريق اللاعودة ساهم بشكل كبير فى بدأ العد التنازلى لعملية إعادة هيكلة وتطهير المنظومة الصحفية والإعلامية فى مصر .. !!
طب إزاى !!؟؟ ….. اقول لكم إزاى … 🙂
الصحفيون متمثلين فى مجلس النقابة ونقيب الصحفيين و رؤساء تحرير كثير من الصحف سواء القومية أو الخاصة تاجروا باللى حصل زى أى نخاس أو شيخ من شيوخ الفتنة من تجار الدين ، وحاولوا يصعّدوا الموقف بالضغط على الدولة للحصول على أقصى درجة من المكاسب ، معتمدين فى كدة على إحساسهم بإنهم يقدروا يقلبوها قضية رأى عام بتوجيه المصريين فى إتجاه معين لصالحهم
النقابة أخطأت تماماً وتعاملت مع القضية بأسلوب الحزب السياسى مش أسلوب نقابة مهنية ، وسيّست توجهاتها وإرتد ثوب المناطح للدولة بمؤسساتها السيادية .. وخصوصاً بعد ما سمحوا لقنوات الجزيرة والشرق بتصوير إجتماع مجلس النقابة ، بالإضافة لمحاولة الإستقواء بالشارع ضد المؤسسة الأمنية اللى بقالهم شهور بيهدّوا فيها وكانوا معتقدين إنهم هــ يقدروا يخلوا الشارع يتضامن معاهم عاطفياً على اقل تقدير ..
إنضمام بعض الوجوه المحروقة ، واللى فقدت مصداقيتها عند الشعب المصرى على مدار السنوات الماضية زى خالد على وحمدين صباحى ومنى مينا ، أظهر النقابة فى صورة مخزية وقلب الموضوع لخلاف سياسى ، قام بمساندته معظم الإعلاميين اللى هم أصلا صحفيين بالدرجة الأولى ، واللى إستغلوا منابرهم الإعلامية بالإضافة للصحف بتاعتهم للهجوم على الرئاسة والدولة ومؤسساتها بشكل مباشر وواضح وعلنى .. ومش كدة وبس .. لكن كمان إنزلقوا فى فخ الشائعات اللى أطلقوها وبدأوا يروجوا لها علشان يضغطوا على الرئاسة .. زى مثلا شائعة إن الرئيس هــ يجلس مع النقابة ، وإن الرئاسة هــ تطلّع بيان إعتذار !
عدم إستجابة الدولة لهم بالإضافة للبيان اللى صدر عن مؤسسة الرئاسة بالحض على عدم الإنسياق وراء الشائعات ، بالإضافة لبيان النائب العام اللى كان ضدهم تماماً ، خلّى جنونهم يزيد وتاخدهم العنجهية ويلجأوا لإشعال الموقف أكثر بمساندة الإعلاميين .. ويعلنوا عن مطالب مش بإسم الجمعية العمومية ولكن بإسم مجلس النقابة بعد ما أطلقوا شائعة إنها جمعية عمومية .. وكانت الطلبات قمة فى الهرتلة .. لأنهم أخدتهم الجلالة أوى وطالبوا بعشرة مطالب منها إعتذار رئيس الجمهورية .. وإقالة وزير الداخلية .. ورفض بيان النائب العام .. وعدم الإعتراف بحظر النشر .. والإفراج عن المحبوسين فى قضايا نشر .. وكمان عدم المساس بالصحفيين بعد كدة .. يعنى كانوا عايزين يبقوا دولة داخل دولة . وخصوصاً بعد ما طلع بعضهم يتصور وهو حاطط ريشة على راسه !! 😉 🙂
المفاجأ بقى اللى كانت منتظرة الصحفيين والإعلاميين إن الدولة والرئيس ولا عبروهم .. ومش كدة وبس .. لكن كمان فوجئوا بكمّ هجوم عليهم غير طبيعى من جموع الشعب المصرى من مختلف الطبقات ، وحالة عامة من الإستياء اللى هدم كل العنجهية بتاعتهم بعد ما إكتشفوا إن السنين اللى فاتت خلّت رصيدهم عند الشعب قريّب من الصفر .. وإن الناس قرفانة منهم ومن وجوههم .. وإن كل عمليات التصعيد والتهديد اللى قاموا بيها من إحتجاب لإعتصام لتسويد صحف لإمتناع عن النشر وغيرها من كل إجراءات التصعيد دى تم مواجهتها من الشعب بالسخرية والإستهزاء لدرجة إن خالد تليمة فى برنامج صباح أون .. ورانية بدوى فى القاهرة اليوم كان شكلهم مثير للشفقة وهم بيستجدوا عطف الناس ، وهم بيقولوا إن اللى بيعمله الصحفيين ده كله علشان مصلحة الشعب مش علشان مميزات للصحفيين =D =D
الشعب المصرى الواعى اللى بيحب بلده ، وفاهم كم التحديات المحيطة بالبلد ، كره الإعلاميين والصحفيين ، لأنهم فى أشد لحظات ضعف الدولة ، وفى الوقت اللى مصر محتاجة كل دعم ومساندة ، واللى فى وقت الحروب المفروض يكون دور الصحافة والإعلام هو رفع الروح المعنوية للجبهة الداخلية وبث روح الأمل ويبقوا حائط صد لمواجهة الهجوم الإعلامى الخارجى ، مالاقوش فى الناس دى غير كل حقارة وتدنّى وإستغلال الدولة لتحقيق مكاسب لصالح رجال مال وأعمال ويمكن لصالح جهات خارجية عن طريق مهاجمة كل شئ والتركيز على السلبيات وتكبيرها وبروزتها وبث روح إحباط وطاقة سلبية ، فى نفس الوقت اللى بيتجاهلوا أى شئ كويس بيتعمل ، وأى إنجاز بتقوم مصر بتحقيقه .. و ده كان سبب فى هجوم الشعب عليهم
الصحفيين مالاقوش قدامهم غير التراجع ، بعد تجاهل الرئيس لهم فى خطابه الأخير ، والتلويح فقط بإن مصر دولة قانون .. وبعد تجاهل مجلس الوزراء لهم ، وهجوم الشعب عليهم .. لأ .. وكمان بدأت حالة من الإنقسام داخل الأسرة الصحفية نفسها من الصحفيين المهنيين والشرفاء ، وبدأوا بالهجوم على نقابة الصحفيين والدعوة لسحب الثقة من المجلس الحالى .. و ده طبعا غير عشرات البلاغات اللى تم تقديمها للنيابة فى حق يحيى قلاش نقيب الصحفيين .. إما بإعتباره مخالف للقانون وإيواء مطلوبين للعدالة بعد ثبوت كذب كل الروايات اللى قالها .. أو لإهانته للصعايدة بالسخرية منهم فى سقطة من صحفى ونقيب لواحدة من أكبر النقابات المهنية فى مصر !
وهنا بقى بدأ مسلسل التراجعات .. من أول إنه تم التلاعب بصياغة مطلب إعتذار الرئيس .. ويعدين إحنا ماطلبناش إعتذار الرئيس .. وبعدين البيان ده تم صياغته من مغرضين …. وفى النهاية وصولا إلى اللاءات العشرة اللى هى عكس كل مطالبهم .. وهى:
لا لفرض قرارات على رؤساء التحرير دون اتفاق جماعى
لا لتسييس الأزمة وتوجيه النقابة نحو مواقف حزبية
لا لإقحام اسم الرئيس فى القضية دون تصويت الجمعية العمومية
لا لتوسيع دائرة الصراع مع مؤسسات الدولة وعلى رأسها القضاء
لا لكل من يرفض الحوار والجلوس على مائدة التفاوض
لا لعدم احترام قرارات الضبط والإحضار الصادرة من النيابة
لا لكل ما يهدد استقرار مصر أو يسمح بتجاوز قوى خارجية عليها
لا للسماح للإخوان ببث تليفزيونى مباشر من داخل النقابة
لا للسماح للإخوان بتصوير الصحفيين على أنهم فى معسكر العداء للدولة
لا لعدم احترام القانون فى حظر النشر..
اللى عملته نقابة الصحفيين مع كل الأحداث المحيطة ، كان إنتحار إجتماعى وسياسي للصحفيين .. و خلّى التراجع مخزى ومزرى ومهين .. و ده حرق الهالة اللى كان الإعلاميين والصحفيين عاملينها لنفسهم .. بالإضافة لإثبات حقيقة إنتزعت نفسها على لسان عمرو أديب فى حلقة الأمس 7 مايو لما قال إن الإعلام مش مع الدولة ولكن ضدها ، وهو بيحاول يصوّر الموضوع على إنه دفاع ضد إتهامهم بالتطبيل للنظام … شكرا عمرو أديب .. سقطة نشكرك عليها =D
وزى ما قولنا فى بداية المقال .. إن اللى حصل ده ، كسر الهالة اللى كانت معمولة حول الصحفيين والإعلاميين وخلخلت منظومة المافيا الصحفية فى مصر .. بالإضافة لبداية صراعات بين الصحفيين داخل البيت الصحفى نفسه .. كل ده بــ يؤدى لتسارع خطوات إصلاح المنظومة الصحفية والإعلامية فى مصر … وأهى بدات بتصريحات لطارق عامر محافظ البنك المركزى ومطالبته بتشديد العقوبات على الصحفيين مروجين الشائعات .. وكمان جبهة تصحيح المسار اللى بتدعو لعقد عمومية طارئة لسحب الثقة من مجلس الصحفيين وتطهير النقابة … وكل ده مدعوم بمقاطعة شعبية عنيفة للصحف وبرامج التوك شو ,, 🙂
ولسة .. 🙂 .. وماتنسوش هاشتاج #العصابة_فى_النقابة
أعزائى صحفيو وإعلاميو الفتنة والبامية:
نشكركم على حسن تعاونكم =D