كبرياء الجهل والخطيئة .. ومعركة المغيبين الخاسرة

6 Sep 2016

كبرياء الجهل والخطيئة .. ومعركة المغيبين الخاسرة

—————————————————–

الفضاء الأليكترونى عالم شديد الإتساع والرحابة .. و زى ما فيه المفيد ، فــ فيه السموم الفكرية اللى بتلعب بالأفكار والعقول واللى ممكن تدمر فى ساعات ، قناعات ومعلومات بنيتها إنت على مدى سنين طويلة .. فما بالنا بالأجيال الجديدة اللى هى عقولهم عاملة زى الصفحة البيضاء اللى ممكن يتكتب فيها كل حاجة واى حاجة .. و ده اللى إحنا بنشوفه فى تيارات التأسلم السياسى اللى سيطرت على العقول وولّدت وخلّقت مسوخ وقنابل موقوتة أصبحنا بنشوفها بنفسنا فى موجات الإرهابيين اللى بتجتاح العالم النهاردة وبالذات العالم العربيى بتاعنا …

وعلشان تبقوا عارفين إن الحصر المبدئى للمواقع اللى بتديرها منظمات وجماعات إرهابية تخطى حاجز الربع مليون موقع ، أكثرها من المواقع الدينية .. أو علشان نكون اكثر دقة ، أكثرها من مواقع التطرف الدينى اللى مالهاش شغلانة غير بث التطرف والتعصب الدينى والمنهجى و اللعب على مشاعر المريدين والمتابعين والمنتمين للديانات دى .. وطبعا الكلام ده ينطبق على كل الديانات سواء كان إسلام او مسيحية أو يهودية أو حتى ديانات خارج نطاق أهل الكتاب .. !!

وعلشان بس يكون كلامنا دقيق زى ما عودناكم دايما .. وعلشان نوصّل فكرة خطورة الإنترنت خلونا نقول إن تعداد سكان العالم كأخر إحصائية فى يونيو 2016 وصل تقريباً لحوالى 7.3 مليار نسمة .. و دى الإحصائيات الرسمية بس ، لكن العدد ممكن يكون تخطى الرقم ده … لكن المدهش فى الموضوع إن عدد مستخدمى شبكة وخدمات الإنترنت بكافة اشكالها بلغ 3.6 مليار شخص .. يعنى حوالى 49% من إجمالى تعداد سكان العالم .. و ده رقم مش شوية وبــ يوضح الحجم الهائل لتداول المعلومات عن طريق الشبكة العنكبوتية .. و ده ياخدنا لأن عدد مستخدمى الفيسبوك على مستوى العالم 1.7 مليار شخص تقريباً ، يعنى 1700 مليون منهم 76 مليون مستخدم فى منطقة الشرق الأوسط !!

اللى يهمنا بقى فى الموضوع ده كله إن الــ 76 مليون مستخدم للفيسبوك فى الشرق الأوسط  دوول منهم 22 مليون مستخدم فى مصر لواحدها ، واللى منهم حوالى 8 مليون مستخدم (Active 24 hours)  .. وماتسألونيش إزاى ، ويعنى إييه حد قاعد على الفيسبوك 24 ساعة 🙂 .. وهو ده مدخلنا لمقال النهاردة

الفيسبوك بدأ ينتشر فى مصر من فترة طويلة يمكن من 2005 تقريباً .. والمصريين وبالذات الشباب دخلوا فيه من باب التعارف والتسلية وتضييع الوقت .. ومن هنا بدأ الوصول لقلب المجتمع المصرى واللعب على الكتلة الصلبة وضربها فى الصميم …. وطبعاً ماحدش أبدأ يقدر ينكر إن الفيسبوك أثر بشكل كبير في الحياة السياسية في مصر بداية من 2008 ووصولا لحد 2011 لما كانت شريحة كبيرة من المصريين وخاصة الشباب ، مش بتاخد معلوماتها غير من الفيسبوك ، و ده فى حد ذاته شئ فى منتهى الخطور ، لأنه بيتيح لأى جهة وأى حد سواء داخل أو خارج مصر إنه ينشر أى معلومة من أى مصدر وهو عارف ومتأكد إنها هــ تتنشر على نطاق واسع … وأكيد كلنا فاكرين مساهمات الفيسبوك فى يناير 2011 ومابعدها ولحد النهاردة .. !! .. لكن أكيد برضو إن فيه فرق كبير وواضح بين الأمس واليوم 😉

الفرق إنه من سنة 2008 لغاية سنة 2012 كان الفيسبوك كله ماشى فى إتجاه واحد مافيش غيره .. وكان أيقونات الثورة اللى تم تلميعها على مدار سنوات ، سواء فى الإعلام أو على مواقع التواصل ، واللى كلنا عارفينهم وحافظين اساميهم النهاردة عن ظهر قلب ، كانوا بتويتة واحدة أو بــ إستاتيوس واحد على الفيسبوك ممكن يعملوا مليونية .. و أى صوت معارض أو عقلانى يفتح بقه كان بــ يتم الهجوم عليه بكثافة وتشفيره وتسفيه رأيه .. ولأن الشارع كله كان فى إتجاه واحد .. و ده طبعا شامل الناس الغير مسيّسة ولكنها غاضبة من الأوضاع الداخلية الصعبة ، أوالمغيبين واللى بيتم اللعب على عقولهم .. بالإضافة للمسيّسين اللى لهم اهداف سياسية أو توجهات دينية .. وناهينا عن المغرضين والعناصر الممولة من أجل تحقيق أهداف مالهاش أى علاقة بصالح الوطن .. وكل ده محاط ومدعوم بشكل تام من قنوات فضائية وابواق إعلامية اللى هى برضوا مدعومة بدعم مادى لا متناهى سواء على المستوى الداخلى أو الخارجى .. وكل ده طبعا غير التمويل المادى اللى على الأرض للأفراد ..

لكن مع بداية 2013 بعد فترة من وصول الإخوان للحكم بدأ الموضوع يتغير .. وبدأ يظهر الناس اللى كانت بتتعرض للهجوم زمان وبدأ يبقى لهم صوت وتواجد ملحوظ .. وزاد عليهم الناس اللى فاقت واللى بعضهم اطلق على نفسه وصف “العائدين من شم الكلة” =D .. وبدأ التون يعلى ويزيد .. لحد ما حصلت 30 يونيو اللى قلبت كل الموازين بالنسبة لمصر سواءً داخلياً أو خارجياً .. لكن الأهم إنها قلبت الموازين على الفيسبوك كمان ، وبدأ يظهر فريق كبير من الشباب والكبار اللى أخدوا على عاتقهم الوقوف مع الدولة والتصدى للهجوم الشديد اللى مصر بتتعرض له .. وقرروا إنهم مش هــ يسيبوا الساحة فاضية فى العالم الإفتراضى على الفيسبوك للإخوان وشلة المغيبين والكولجية والنشطاء والهتيفة .. ومش كدة وبس .. لكن كمان قررا ينتصروا فى المعركة دى ، لأنهم أدركوا بحسهم الوطنى إنها فعلا معركة بقاء ، والمعادلة فيها صفرية مافيهاش غير فائز واحد وخاسر واحد .. وهم قرروا إنهم يفوزوا 🙂

الناس دى من الشباب والكبار سواء كانوا رجال أو سيدات هم حضراتكم .. أيوة بالضبط … حضراتكم .. أصدقاء صفحة كلام فى الصميم .. وزيكم كتيييير جداً .. لأنكم قررتم مش إعلان الحرب فى الفيسبوك بس من خلال نشر الوعى ومواجهة الشائعات والرد على التشكيك والدخول فى مناقشات وجدال لا ينتهى والرد على الكلمة بالف كلمة ودحض الحجة بالحجة ونشر الروح الإيجابية وبس … لكنكم بدأتم كمان تنشروا الوعى ده وتعملوا نفس الشئ اللى بتعملوه فى العالم الإفتراضى كمان فى العالم الواقعى .. و زى ما فيه ناس وجنود بتضحى بعمرها وبتحارب معركتها بكل شجاعة … إنتم كمان بتحاربوا معركة لاتقل اهمية ولا مكانة ولا شرف عن معركة الرصاص .. بل بالعكس .. المعركة دى أخطر بكتير لأنها معركة دحض الأفكار .. لأن معركة الرصاص هــ تنتهى برصاصة ، لكن معركة الكلمة و الأفكار ، معركة شرسة ومستمرة ومحتاجة صبر لا ينتهى وعزيمة من فولاذ لا تؤثر فيه الطاقة السلبية اللى بــ يتم بثها فى كل مكان ومع كل خطوة بتخطوها الدولة المصرية ..

وإوعوا تفتكروا إنكم فى معركة ضد شوية عيال مغيّبين .. أو كام واحد ممول .. لأ .. إنتوا بتخوضوا معركة ضد مخابرات دول ، قامت بتسخير اقسام كاملة داخل اجهزة المخابرات دى لإسقاط الدولة المصرية وطمس هويتها عن طريق السيطرة على عقول ابنائها سواء بشكل مباشر أو غير مباشر .. بس المهم إنهم بــ يستخدموا فى ده ابناء الوطن نفسه وخصوصاً اللى مقتنعين إنهم باللى بيعمله ده واللى بالتأكيد فيه هدم للوطن ومؤسساته ، هو فى مصلحة الوطن .. و ده اللى بتطلق عليه أجهزة المخابرات وعلم الجاسوسية إسم (جاسوس رغم أنفه .. أو حمار رغم أنفه) .. وهو ده اخطر جزء فى الموضوع كله .. وإحنا كنا نشرنا سلسلة مقالات مع بداية إنشاء صفحة كلام فى الصميم عن الموضوع ده !

المهم إن اللى حضراتكم وغيركم كتير من المصريين نجحتم فى ده بشكل كبير .. وبعد ماكان الملعب الفيسبوكى ده ملعب منفرد وقاصر على أصحابه ، أصبحت النهاردة المعركة فيه سجال .. بل بالعكس كمان .. ده الموضوع تطور واصبحت حركة معسكر اعداء الوطن تكاد تكون قد تحولت لمجرد ظواهر صوتية غير قادرة على تحريك حتى قدم بعوضة … و ده اصبح واضح وظاهر جدا فى كل مناسبة يتم فيها الدعوة للإحتشاد أو للتظاهر أو العمل على إظهار الدولة المصرية فى صورة الدولة الغير مستقرة …. وهو ده اللى حارقهم ، وهو ده اللى مجننهم ومجنن اللى بيلعبوا بيهم سواء بعلمهم أو بغير علمهم .. وعلشان كدة لجئوا لأسلوب تانى وهو اسلوب الشائعات ودس الأخبار المغلوطة بالإضافة للأسلوب القديم بتاع التدليس والفوتوشوب والفيديوهات المجتزئة .. وبرضوا ده مش جايب نتيجة .. بل بالعكس .. بيتم مواجهته بهجوم ضارى والرد عليه وتفنيده 🙂 🙂

فيييييين ايام ماكان البوب الكبير بتاعهم بيحرك الدنيا بتويتة .. وفين لما كان وائل غنيم بيقول إنه اقوى رجل فى مصر .. وفين حركة 6 إبليس .. وفين ماهر واسماء وإسراء وسوكة والشلة كلها .. وفين الإعلاميين اللى كانت برامجهم بتهد الدنيا .. وفين تاثير قناة الجزيرة اللى اسقط زمان دول بحالها … وحتى لما تم عمل قنوات موجهة واضحة وظاهرة العداء لمصر فى تركيا زى قناة الشرق وخلافه .. برضوا ماجابتش نتيجة .. عارفين لييه !؟ .. لأنه اصبح فيه حائط صد .. واصبح فيه ناس فاهمة وواعية زيكم .. ونفس السلاح اللى تم إستخدامه زمان لإسقاط مصر ، بتقوموا إنتم بإستخدامه النهاردة لدعم مصر

أيوة إنت جيش بلدك النهاردة .. وإنت أكبر داعم لدولتك .. علشان كدة الشغل كله عليك إنت ..

إيوة .. ((((-إنت-))))

مافيش شك إننا مواطنين مصريين بنحب بلدنا .. وأكيد بلدنا فيها سلبيات وكلنا شايفينها .. واللى ينكر كدة يبقى بيتعامى عن الحقيقة .. لأن السلبيات دى موجودة عندنا زى ما هى موجودة فى دول تانية كتيرة منها دول عظمى بس مع إختلاف النسبة نتيجة إختلاف الظروف والمؤثرات والثقافات والتحديات .. لكن هم بيشتغلوا علينا على حاجة مهمة جداً ، وهى إنهم يوجهوا نظر الناس للسلبيات ,, والسلبيات فقط .. ويخلوك تتعامى عن أى شئ إيجابى فى بلدنا .. ومش كدة وبس ، لكن كمان بيحاولوا يدفعوك إنك تكفر بالإيجابيات دى ويقلبهالك سلبيات او حتى يصورهالك على إنها فنكوش .. و ده التعبير اللى هم بيستخدموه بالفعل 🙂 .. مش باقول لكم إنم دارسين المصريين كويس أوى ..

لكن إحنا مش هــ نسمح لهم بكدة .. وإحنا واقفين لهم بالمرصاد .. وعمرنا ما هــ نسيب لهم الساحة فاضية .. ومكملين مع بلدنا وواقفين ضد الحملات اللى الهدف منها تشويه الدولة وضرب الروح المعنوية للشعب المصرى ، سواء كان عن طريق الإعلام .. أو عن طريق مواقع التواصل الإجتماعى من خلال صفحاتهم الشمال .. و …

ولهذا حديث أخر 🙂 🙂

لمتابعة تعليقاتكم