قصة كفاح القاطرة البشرية “لوكاكو” في بلجيكا

08 Jul 2018

قصة كفاح القاطرة البشرية “لوكاكو” في بلجيكا

———————————————-

مع اننا نشرنا كتييييير في مقالات مفصلة و بالمعلومات الموثقة عن اكذوبة جنة المجتمعات الغربية … و اللى ممكن ترجعوا ليها في موقع الصفحة الارشيفي في قسم “الهوية المصرية”

و مع انتشار الافكار الفاسدة و المغلوطة بين شبابنا عن مقارنة مجتمعاتنا بالمجتمعات الغربية ……. و وصولهم الى النكتة البايخة بتاعة “اللهم هجرة” …. و خداعهم بنشر اكاذيب حول انك لو سافرت و من اول ما تنزل من المطار حتلاقي رئيس الحكومة بذات نفسه على ايدك اليمين بيستقبلك و بيديك في ايدك مرتب شهري و هو بيحمد ربنا انه نال الشرف بوصولك الى ارض المطار… و حتلاقي البنات بشعرهم الاصفر بيصوتوا و بيجروا يرموا نفسهم تحت رجليك ….. و انك حتقعد تنقي و تختار بين الوظائف و البيوت وسط شعب ماشي ماسك بلالين في الشارع و هو بيرقص و بيضحك ليك.

و مع ان صفحتنا ليست رياضية …. و لكن رأينا ان ننشر قصة كفاح قائد و هداف منتخب بلجيكا “روميلو لوكاكو” … اللى بتبين كيف تكون الحياة و الكفاح و اثبات الذات … و كذا ماذا يكون شكل الفقر و الذل و الجوع و برد اوروبا القارص في درجات حرارة تحت الصفر  في بلد يعتبر من اغني البلاد الاوروبية اللى المفروض ان شعبها بيتمتع بالرخاء ….. و كيف في هذه الدول يتم التغلب و مواجهة الفقر و العنصرية و عدم وجود علاقات  “واسطة ” و كل الظروف المواتية لتدمير احلام اي شاب في مقتبل الحياه…. حتي يقتنع هذه المجتمع انك جديراً بالتمتع بالرخاء و يتقبلك فيه.

مصدر القصة هي اللاعب نفسه و الذي نشر قصته بنفسه على موقع ” The Players Tribune” و من الممكن مراجعته كاملا في اللينك التالي:

و هذا تلخيص لبعض المقتطفات من قصة حياته المنشورة على الموقع

=================================================

روميلو لوكاكو الكونجولي الأصل  ….. النجم الاول لمانشستر يونايتد و منتخب بلجيكا  —— “لا مزيد من الفئران”

كشف لوكاكو في روايته عن قصة حياته …. عن أشكال مختلفة من العوز المادي  ….. على غرار عدم توفر الإضاءة في المنزل لعدم قدرتهم على دفع فاتورة الكهرباء ….. و كذلك عدم توافر التدفئة او الماء الساخن في بلد تنقص فيها درجة الحراره عن الصفر المئوى ……  الأمر الذي جعل عائلته تسهر في بعض الأحيان لأسبوعين أو ثلاثة على ضوء الشموع وتغلي المياه على الموقد من أجل الاستحمام… بخلاف كثرة الفئران التى كانت تشاركهم منزلهم .

“عائلتنا في بلجيكا لم تكن تعاني من الفقر فحسب …… بل من الفقر المدقع”

“كنت في الـ 6 من عمري ….عدت كي أتناول الغداء أثناء استراحة المدرسة ….. أمي كانت تضع لنا نفس الطعام كل يوم …. خبز وحليب …. عندما تكون طفلًا ، لا تفكر كثيرًا بهذه الأمور …. لكن هذا هو الشيء الوحيد الذي كان بإمكاننا تحمل تكلفته.”

“أتذكر تمامًا تلك اللحظة التي ايقنت فيها أننا محطّمين …. لا زال بإمكاني تذكّر أمي أمام باب الثلاجة …. وتلك النظرة في عيونها …. وبيدها حليب، كالعادة …. لكن هذه المرة بيدها شيء تخلطه معه ….. لم أدرك ماذا يحصل ….. بعد ذلك أحضرت لي وجبتي ….. كانت تبتسم وكأن كل شيء على ما يرام ….. لكني أدركت على الفور ما الذي يجري …..كانت تخلط الماء بالحليب …. لم يكن الحليب يكفينا لنهاية الأسبوع ….. كنّا معدومين …. لسنا فقراء فحسب …. بل معدومين …. كنت أعرف أننا نعاني ….  لكن لدرجة أن نخلط الحليب بالماء !!!!!!! ….. هنا كل شيء إنتهى ….. تلك كانت حياتنا.”

“يومها، لم أقل لها كلمة واحدة، لم أرغب بأن أثقل كاهلها، فما تمر به يكفيها، أكلت وجبتي، ثم أقسمت لله، وعدت نفسي، كأن أحدهم غرس أصابعه بداخلي ليوقظني، هذه الحياة يجب أن تتغير ….. لا يمكنني تحمّل رؤية والدتي بهذه الحالة، لا لا لا، لا يمكنني ذلك.”

“والدي كان لاعب محترف، لكنه كان في نهاية مسيرته والأموال نفذت، أول شيء قام ببيعه هو التلفاز، لا مزيد من كرة القدم، لا مزيد من برنامج MOTD ….. بعد ذلك تطوّرت الأمور…… أعود للبيت ولا أضواء و لا كهرباء لمدة أسبوعين أو ثلاثة ….. ثم أذهب للحمام …. لا مزيد من الماء الساخن ….. أمي تقوم بوضع الماء في غلاية وتسخنه لي، ثم تسكبه على رأسي.”

“لقد مرّت أيام، اضطرت أمي فيها لأن تقترض الخبز من المخبز ….. الفرّانين عرفوني أنا وأخي و كانوا يسمحوا لها بأخذ رغيف من الخبز يوم الإثنين وتسدد ثمنه يوم الجمعة.”

“احتفظت بوعودي لنفسي، لكني كنت أعود من المدرسة أحيانًا، أرى أمي تبكي ….. قلت لها أخيرًا …. ‘أمي، هذه الظروف ستتغير، سترين ذلك، سألعب في أندرلخت، سنكون بخير، ليس عليكي أن تقلقي بعد اليوم.”

“الناس في كرة القدم يتحدثون كثيرًا عن القوة الذهنية ….. حسنًا ….. أنا أقوى شاب قد تقابله في حياتك من هذه الناحية، لأنني كنت أجلس أنا وأمي وأخي الصغير في الظلام ….. ندعي لله، نصلي، نفكر، نؤمن، نعلم أن كل شيء سيتغير عاجلًا أم آجلًا.”

“كل مباراة لعبتها كانت أشبه بنهائي، حتى عندما ألعب في الحديقة أو في الشوارع، كنت أعتبرها نهائيات، كنت في السادسة من عمري في ذلك الوقت.”

كما روى ايضا معاناته من ملاحقة العنصريه له في مراحل حياته و كيف كان بعض أولياء أمور زملائه يشككون في سنه وفي هويته ويطرحون عليه عدة أسئلة تتعلق بمكان ولادته …..  ما جعله يشهر أحيانا بطاقة الهوية لتفادي الملاحظات العنصرية لرفض وجوده  أو المشككة في قدراته الكروية في محاولة لتحطيم معنوياته.

“عندما بدأت أطول ….. المعلمين وآباء زملائي بدأوا بضغطي وارباكي …… لن أنسى المرة الأولى التي قال لي فيها أحد الكبار بعنصرية …… ‘مهلًا، كم عمرك؟ …. فعندما أصبحت في الـ11 من عمري، كنت ألعب في أحد فرق الشباب ….  ووالد أحد لاعبي الفريق الخصم حاول منعي من دخول الملعب، “قالها  بعنصرية”…. ‘كم عمر هذا الطفل؟ أين هويته؟ من أي بلد انت ؟ … والدي لم يكن هناك يومها …..  لم يكن يملك سيارة كي يقوم بإيصالي لمبارياتنا خارج الأرض ….. كنت وحيد ….. وكان علي أن أدافع عن نفسي ….. أتيت ببطاقتي من الحقيبة وأظهرتها لجميع الآباء الحاضرين ….. ومرروها على أنفسهم.”

“أردت أن أصبح أفضل لاعب في تاريخ بلجيكا، كنت ألعب بغضب وشراسة، لأسباب عديدة ….. بسبب الفئران في منزلي ….. بسبب والدتي ….. بسبب عدم قدرتي على مشاهدة دوري الأبطال ….. بسبب نظرة الآباء الآخرين لي.”

ورغم الانتقادات العنصرية والحياة المأساوية التي كان يعاني منها لوكاكو  ….. فلم يفكر ولو يوما واحدا في التخلي عن حلمه أو الاستسلام للأمر الواقع بل واصل نضاله ومسيرته والدليل أنه سجل 76 هدفا خلال 34 مقابلة وعمره لم يتجاوز 12 سنة.

“عندما كنت في سن الـ 12، سجلت 76 هدف في 34 مباراة ….. سجلت جميع تلك الأهداف وأنا أرتدي حذاء والدي …. تخيل أرتدي حذاءه وأنا في سن الـ 12 …. حسنًا …. كنّا نتشارك الأحذية.”

  • “في أحد الأيام في سن الـ 12 …. هاتفت جدّي والد أمي، من الكونغو، أخبرته أني أبلي جيدًا ….. سجلت 76 هدف والأندية الكبيرة تنظر إلي ….. كان يحب سماع أحاديثي عن كرة القدم وماذا أفعل.”

– فقاطعني فجأة وقال: “هل يمكنك أن تسدي لي معروف؟.”

  • قلت له بالطبع، ما هو؟

– “هل يمكنك أن تعتني بإبنتي؟

  • “هل تقصد أمي؟ نعم بالطبع، نحن بخير.”

– “لا، عدني أنك ستعتني بها، عدني بذلك لأجلي.”

  • “حسنًا، أعدك بذلك.”

“بعد ذلك بـ 5 أيام، توفيّ جدي، وقتها عرفت لماذا أخبرني بأن أعتني بأمي …. أشعر بالحزن كلّما فكرت بذلك ….. أتمنى لو أنه عاش 4 سنوات أخرى، كي يراني ألعب لأندرلخت ….. ليرى أني أفي بوعدي … لاقول له ….. هل تعلم؟ ….. كل شيء اصبح بخير يا جدي.”

“على أيّة حال …. هل تعلم ما هو المضحك؟ ….. أضعت 10 سنوات من عمري دون أن أشاهد دوري الأبطال ….  لم يكن بإمكاننا تحمل نفقات التلفاز …. ففي عام  2002 في المدرسة ….. الطلاب يتحدثون عن نهائي دوري الأبطال …. تلك التسديدة من زيدان ….. أي تسديدة؟ لا أعلم ….. لكن كان علي أن أتظاهر بأني شاهدت اللقاء كما هم شاهدوه ….. هل تعلم متى شاهدت الهدف؟  ….. بعد ذلك بـ 3 أسابيع ….. كنا في قاعة الحاسوب بالمدرسة، وأحد الطلاب قام بتحميل فيديو لهدف زيدان.”

لقد بذلت جهودا جبارة لكي اقنع مدرب فريق أندرلخت تحت سن الـ 19 أن يسمح لى باللعب كعنصر أساسي وليس احتياطي ….. تحديت مدربي وقلت له : لو شاركت سأضمن لك تسجيل 25 هدفا قبل ديسمبر…… فضحك كثيرا…… فقلت له: اقبل العرض وسترى …… . فوافقوا ……. كان ذلك أغبى رهان قام به هذا الرجل حيث سجلت 25 هدفا قبل نوفمبر”.

و أضاف لوكاكو :-

“في صغري لم يكن بإمكاني مشاهدة تيري هنري حتى على التلفاز …… الآن أنا بجانبه في كأس العالم وأتعلم منه كل يوم….. (تيرى هنري يعمل الان مساعد مدرب منتخب بلجيكا)”

“في 2002، حذائي كان مليئًا بالثقوب ……. بعد 12 سنة شاركت في كأس العالم ……… والآن سأشارك مرةً أخرى.”

“حقًا، أنا فقط أتمنى لو أن جدّي لا زال على قيد الحياة ……. لا دوري أبطال ……. لا مانشستر يونايتد …….. لا كاس عالم …. لا أريد أن أريه شيئًا من هذا ……. أريد فقط أن أريه الحياة التي نحظى بها الآن …….. أتمنى لو أن بإمكاني أن أحظى بمكالمة أخرى معه ليرى فقط ما نحن به.”

“هل ترى يا جدي؟ …… أخبرتك أن إبنتك ستكون بخير …… لا مزيد من الفئران بالبيت …… لا مزيد من النوم بجانب الشباك في البرد ….. لا مزيد من التوتر ….. نحن بخير الآن …. نحن بخير.”

“جدي ….. هم الآن ليسوا بحاجة لأن يتفحصوا بطاقتي ….. هم الان يعرفون إسمي بمجرد النظر إلي.”

———————————————————————————————–

تحياتنا لحضراتكم

لمتابعة تعليقاتكم