صناعة التشكيك .. وهدم الثوابت التاريخية

09 May 2021

صناعة التشكيك .. وهدم الثوابت التاريخية !!

——————————————–

فى حلقة الأمس من مسلسل هجمة مرتدة وبعد ما الدكتور «سعيد خليل» مؤسس ورئيس مركز الجبرتى .. (((مركز إبن خلدون))) ، رمى بالونة الإختبار للشباب لتشكيكهم فى نصر أكتوبر … لما رجع للكواليس علشان يراقب الشباب عبر الكاميرات … دار حوار بينه وبين زوجته وشريكته فى العمالة … حوار أقل ما يوصف به إن حوار كاشف وفاضح ..

🔹 هى:-

اللي عرف يشكك الناس فى ثورة يوليو ، والسد العالي ، وتأميم القناة ، وحرب السويس ، والوحدة العربية ، .. يعرف يشككهم فى اي حاجة تاني

هو:-

لو كملنا بنفس الطريقة هــ نبعد الجيل ده كله عن اكتوبر …

مش مهم انهم يصدقوا اللى انا قولته دلوقتي .. المهم انهم يتهزوا فى اللى بيسمعوه العمر كله

 

هى دى الخلاصة .. التشكيك فى الثوابت

وخلينا نقول لكم إن أهم هدفين بتتحرك فيهم أذرع حروب الجيل الرابع هم تدمير الوعى وتدمير الهوية … والإثنين بيتم إستهدافهم عن طريق التشكيك وهدم الثوابت

وعلشان كدة لما داعش دخلت العراق وسوريا .. كان تانى حاجة عملوها بعد السيطرة على البترول والغاز  هو هدم الأثار والمتاحف وتدمير المكتبات … لأنك بكدة بتهدم الهوية الثقافية والتاريخية للشعوب دى .. و تدمير الهوية معناه سقوط كل الثوابت .. وبالتالى تضيع الأجيال الجديدة بالكامل

ده اللى كانت بــ يتم التجهيز له فى مصر على مدار سنوات طويلة من خلال ما يسمى بمنظمات المجتمع المدنى والمراكز الليبرالية للدراسات وكل مواخير العهر الفكرى اللى كانت بتستهدف فكر الشباب .. وطبعا كان بيخدم عليهم على التوازى من خلال الشبكة العنكبوتية ، مواقع مجهولة ومدونات موجهة .. بتصدر منشورات مشوهة وأكاذيب ، مالهاش هدف غير تشويش وتشويه فكر الشباب .. و مش الشباب بس .. لكن أجيال متعاقبة كبار وصغيرين …

وعلشان كدة بقينا بنشوف وبنسمع ناس وشباب بتحاول تسقط حقب تاريخية بالكامل من تاريخنا القديم والمعاصر .. وبــ تتنصل من احداث تاريخية كاملة … وبتحاول تدور لها على إنتماءات أخرى غير موروثاتنا الثقافية الحضارية والتاريخية

بقينا بنشوف مثلا ناس بــ تتنصل من الإنتماء للحضارة المصرية القديمة بعد ماتم غرس فى العقول فكرة إنها حضارة وثنية وإن الإنتماء لها من الكفريات … أو اللى يقوللك إن الحضارة المصرية دى حضارة من كوكب تانى علشان ينزع عنك فكرة الإنتماء لحضارة عظيمة … أو اقل حاجة ممكن تشوفها إنك تلاقى اللى بيسخر من الموروث الحضارى ويقولك يعنى الحضارة المصرية دى عملت لنا إييه !!

بقينا نشوف ناس بتعادى ثورة يوليو بإعتبارها أم الموبقات .. وكل سنة فى ذكرى يوليو تلاقى خلاف داير حولها .. وتشوف وتسمع قصائد الغزل فى العصر الملكى اللى هو اصلا كان عصر إحتلال .. ناهيك عن مستوى المعيشة المؤسف اللى كان فيه 90% من المصريين

لحد النهاردة بتلاقى ناس بتشكك فى تأميم قناة السويس .. ومقتنعين إن الدول الإستعمارية الكيوت كانوا هــ يسلموك قناة السويس فى سنة 1968 وعليها 100 بوسة بعد إنتهاء حق الإنتفاع .. وهيفرطوا فى منجم ذهب بيتحكم فى جزء كبير من التجارة العالمية .. علشان هم حلوين وكيوت وطيبين أوى أوى ياخال … (وإفتكروا حادث جنوح الناقلة فى قناة السويس وتأثير ده على العالم كان إييه)

بقينا نشوف ونسمع ناس بتهاجم رموز الدولة على مدار التاريخ المصرى بإعتبار إن كل واحد فيهم شيطان رجيم .. وتلاقى مستوى غير طبيعى من الكره والغل تجاه هذه الشخصيات التاريخية زى صلاح الدين طومان باى و احمد عرابى وسعد زغلول وجمال عبد الناصر وغيرهم .. وحتى أنور السادات برغم إنتصاره فى حرب أكتوبر بتلاقى ناس بتتهمه بالخيانة والعمالة لإسرائيل والغرب … والمصيبة السودة إنهم مقتنعين بكدة فعلا !!

حتى نصر أكتوبر المجيد كحدث وإعجاز على أى مقياس عسكرى .. بتلاقى ناس بتشكك فيه .. ومقتنعين إن الحرب كانت بالإتفاق .. وإن إسرائيل كانت منتصرة .. لكنهم رجعولنا سيناء بالكامل علشان هم حلوين وكيوت وبيرجعوا الحق لأصحابه

وغيره .. وغيره .. وغيره .. من الأحداث والموروث التاريخى والثقافى اللى كان ومازال بيتم تشوييه فى عقول الكثيرين … ولما تيجى الدولة تعمل عمل فنى لتصحيح المفاهيم دى .. تلاقي اللى طالع يقولك إننا بنزور التاريخ ..

تخيل إنهم بيقولوا الكلام ده .. وبمنتهى البجاحة .. عن أحداث قريبة .. عيشناها وعايشنا أحداثها لحظة بلحظة .. أحداث متصورة ومتسجلة صوت وصورة .. ناهيك عن إن بعضنا كان شاهد عيان من على أرض الواقع على الأحداث دى … فما بالك بالأحداث اللى إحنا ماعاصرنهاش .. ياترى ممكن يتقال عليها إييه .. ويتم تزيف وعيك بيها إزاى …

خلوا بالكوا من أولادكم .. كلموهم عن مصر .. كلموهم عن موروثنا الثقافى والحضارى .. كلموهم عن رموز مصر ..

على فكرة .. عادى إنك تختلف مع أى رمز من الرموز دى .. ماهو مافيش إنسان كامل .. لكن قبل ما تشيطن رمز من الرموز وإنت قاعد بتشرب فنجان النيسكافيه .. أو تحكم عليه بإنه كان المسئول عن إنفجار كواكب فى أقصى الطرف الأخر من درب التبانة … لازم الأول تحكم عليه بمنظور عصره .. و تدرس وتفهم كل الإمكانيات و الظروف والملابسات والشخوص اللى أحاطت بيه

والأهم من كل ده .. إننا نعرف ونفهم ونتأكد ونستوعب .. مين هو صاحب المصلحة الحقيقية فى تشويه تاريخنا ورموزنا .. وتمرير افكار مغلوطة لعقولنا ووعينا .. و وعى وعقول الأجيال الجديدة اللى المفروض إنها هــ تقود البلد فى المستقبل القادم

حفظ الله مصر برئيسها وجيشها وشعبها 🙏

لمتابعة تعليقاتكم