خواطر في المسأله العكاشية

12 Dec 2015

  خواطر في المسأله العكاشية

————————-

 لا أشاهد برامج التليفزيون كثيرا لعدم التفرغ بالإضافة للملل من الإعلانات التي تستهلك نصف وقت البرنامج وأكتفي بمتابعة الأخبار والمقالات على المواقع الالكترونية للصحف….. سمعت عن “توفيق عكاشة” بعد تنحي الرئيس مبارك عن الحكم وقررت مشاهدة برنامجه ولكنني لم أستسيغه ……  وبعدما زادت السخرية منه قررت مشاهدته مرة أخرى وتوقفت معه كثيرا.

 عندما استمعت له بإمعان أدركت أنه ليس ذلك الساذج الذي يبدو لنا وإنما هو ممثل بارع ……  فكلامه ليس موجها لي ولا لنشطاء الفيسبوك …..  وإنما موجه لأولئك القاطنين في القرى والنجوع …..  فهو يتحدث بلغتهم ويستخدم مصطلحاتهم ويعرف تفاصيل حياتهم مثل: تزغيط البط …. وبَرْك البقرة في سوق المواشي وما شابه من أوجه الحياة اليومية التي لا يفقهها أهل المدينة.

 لم يقلق الإخوان (الإرهابيون) من أحد قدر قلقهم من “توفيق عكاشة”   🙂 🙂  ….  لأنه حاربهم في مناطق نفوذهم الحقيقية واستولى على الأغلبية التي اعتادوا خداعها بكلامهم عن الدين ….. ولذلك كان الوحيد الذي حاولوا قتله وسجنه ولكنهم لم يستطيعوا لأن هناك من يرعاه ويحميه ويقدم له المستندات التي يعرضها في برنامجه

 وللأسف لم يفهم المثقفون ومعهم النشطاء والثورجية كلام “توفيق عكاشة” ….. واستمروا في السخرية منه ليقدموا دليلا آخر على انفصالهم عن واقع البلد.

 إبن الريف يحتاج فيمن يخاطبه أن يعرف مفردات حياته ……  أن يحدثه عن علاقاته مع كبارات البلد الذين يراهم في التليفزيون …..  وأن يراعي التقاليد في احترام الكبير والعطف على الصغير ……  وهذا ما برع فيه “توفيق عكاشة” الذي يتكلم مع مشاهديه كأنه يجلس على مصطبة أمام الدوار في القرية …..  ويتعامل مع مساعديه بأريحية ويوجه لهم اللوم على الهواء مباشرة.

 وهكذا تمكن “توفيق عكاشة” من السيطرة على ملايين من المصريين شكلوا القوة الضاربة التي تم استخدامها فيما بعد …… ولذلك كان نجاح “توفيق عكاشة” في الانتخابات البرلمانية منطقيا   🙂 🙂  فهو سفير قرية ميت الكرماء إلى العاصمة……

 بعيدا عن كلام توفيق عكاشة عن البط والجرجير فقد أدخل في عقول البسطاء ما يريد أن يصلهم حقيقة بحيث شكلوا قوة رفض كبيرة للإخوان وللثورجية. ……فحدثهم عن المؤامرات على البلد وعن طبيعة النشطاء وحياتهم وكان أول من أشار لتزوير الانتخابات الرئاسية لصالح “مرسي” …..  وأول من عمل مليونية ضد الإخوان في عز سلطتهم ….. وأول من تنبأ بالأحداث في سوريا وليبيا ولبنان.

 وعندما تحدث مؤخرا عن الائتلاف الداعم للحكومة ومناهضته للثلث المعطل في البرلمان …..  لم يكن يتحدث من الفراغ  ….. لكن الصحفيين الجهلة لم يعوا كلامه واكتفوا بتصريحاته عن رئاسة البرلمان التي يعرف الجميع أنه لن يجلس على كرسيها. …..

 أعتقد أن دور “توفيق عكاشة” (ومعه مرتضى منصور) لم ينته بعد 🙂 🙂   وسيشكلان دويتو يسحب انتباه الثورجية والنشطاء والبلهاء عن الائتلاف الداعم للحكومة في البرلمان وسيكونان حائط الصد أمام المعارضين أتباع ساويرس وحزب النور ……. .وربنا معانا   🙂 🙂

  ملحوظة: في أحد البرامج علّق الدكتور “البرادعي” على كلام “توفيق عكاشة” بأنه لا يحب البط؛ وهذا سبب كافي لكي أعارض البرادعي.  🙂 🙂 

لمتابعة تعليقاتكم