خواطر علاء الأسواني .. النشأة والتطور

14 Dec 2015

  خواطر علاء الأسواني .. النشأة والتطور

————————————-

 “علاء الأسواني” هو إبن “عباس الأسواني” الذي اختصه الأستاذ “محمود السعدني” في كتابه “مسافر على الرصيف” بفصل بعنوان “المأساة الأسوانية”…..  وذكر “السعدني” فيما ذكر أن “عباس الأسواني” كان محاميا وكاتبا وشاعرا موهوبا أضاع موهبته بسبب مواقفه السياسية ……. حيث آمن بحزب “مصر الفتاة” الذي كان يتبنى فكرا فاشيا.

  ولذلك كان يعادي حزب “الوفد” صاحب الشعبية الكاسحة …..  ودخل “عباس الأسواني” السجن متهما في حريق القاهرة ….. وكاد أن يقضي بقية عمره في السجن لولا قيام ثورة يوليو 1952 التي أفرجت عن جميع المتهمين.

 ورغم ذلك كان “عباس الأسواني” يكره ثورة يوليو 1952 ونظامها بشدة لأنها قضت على حزب “مصر الفتاة” ….. وقضت على الطبقة الأرستقراطية التي كانت ترتاد نادي السيارات …… حيث كان يعمل هو ووالده من قبله ……  والتي كان لها الفضل في إتمامه لتعليمه ….. ولكنه أخفى هذا العداء ولم يجاهر به إلا بعد وفاة “عبدالناصر” …… في نفس الوقت الذي أفسحت له الثورة مجال الإبداع الفني ليكتب للمسرح والإذاعة وتصدر له عدة كتب أهمها “المقامات الأسوانية”.

 وفي كنف هذا الأب الكاره للنظام والعاشق للحرية والانطلاق نشأ الإبن “علاء الأسواني” الذي استقى شخصيات وأحداث رواياته من حياته في بيت أبيه ….. ففي المجموعة القصصية “نيران صديقة” – أول إصداراته- نجد أن الشخصية الأساسية في قصة ….. “أوراق عصام عبدالعاطي” …… هي لشاب سوداوي يعيش مع أبيه الفنان الذي ضاعت موهبته  ……. واستعاض عنها بالمخدرات مما أدى لإصابة الشاب بنوع من الفصام.

 وفي قصة قصيرة أخرى  (مدام زيتا منديس) ……. يكون البطل طفلا يدرس في مدرسة فرنسية (مثل “علاء الأسواني” بالضبط)  🙂 🙂  …… يصحبه والده المحامي (أيضا) إلى منزل سيدة أجنبية ويتركه يلعب مع إبنها الذي في مثل سنه ……  ليختلي بالمرأة بعض الوقت.

  وكانت  الشخصية المتمردة في قصة ….. “نظرة إلى وجه ناجي” …..  هي طفل أسمه “ناجي” والغريب أن تحمل الشخصية المتمردة في رواية “شيكاجو” نفس الإسم ….. وبالمناسبة تدور أحداث الرواية في نفس الجامعة التي درس فيها “علاء الأسواني” ودَرَست شخصياتها نفس التخصصات التي درسها “علاء الأسواني” للحصول على درجة الماجستير (!!).

 وتزيد المفارقة عندما يذكر ….. “أحمد طوغان” ….. شيخ رسامي الكاريكاتير في العالم العربي -في مقال نُشر في جريدة “الأهرام” في 17 مايو 2013-  …… أن “عباس الأسواني” كان له مكتبا في عمارة “يعقوبيان” الواقعة في شارع “طلعت حرب” بوسط القاهرة  🙂 🙂   بحيث لا نستبعد أن “علاء الأسواني” قد استقى شخصيات روايته الأثيرة من بعض سكان العمارة ….. مع ملاحظة أن شخصية الصحفي “حاتم رشيد” هي لشخص يجيد اللغة الفرنسية وإبن لمحامي شهير (مثل “علاء الأسواني” بالضبط) بغض النظر عن سلوكه الشخصي.

 وترتبط عائلة الأسواني بنادي السيارات (مسرح آخر روايات “علاء الأسواني”) حيث ذكر “محمود السعدني” أن والد “عباس الأسواني” كان موظفا بسيطا في نادي السيارات الملكي ……  وأن “عباس الأسواني” نفسه كان يعمل في النادي أثناء دراسته في كلية الحقوق ثم أصبح مستشارا قانونيا للنادي بعد تخرجه (راجع شخصية المحامي القبطي في رواية “عمارة يعقوبيان”).

 و”علاء الأسواني” يكتب القصة والمقال ولكن كل قصصه في الغالب ليست إلا تصويرا لمواقف مختلفة شاهدها في حياته لم يستخلص منها إلا تناقضات تصرفات بني آدم ويغلفها بكم كبير من الكتابات الجنسية لتجد لها طريقا عند محدودي الثقافة …… وتبرز شخصيته الفصامية في مقالاته حيث يهاجم كل رأي يخالف رأيه المتطرف ثم يختم المقالة بجملة “الديموقراطية هي الحل” !!

 الخلاصه

———

 وهكذا فإن “علاء الأسواني” برغم موهبته إلا أنه في كتاباته يهدف دائما إلى تسفيه أي نظام ……  وذلك من منطلق رفضه للحياة في مجتمع منظم ….. ولذلك يحاول دائما أن يعرض الأمور بطريقة تؤدي لإثبات وجهة نظره الشاذة في عدم جدوى الأنظمة الحالية وذلك حتى يتمكن من الوصول لهدفه الأصيل وهو هدم الدولة المصرية لنحيا في عالم الفوضى.

لمتابعة تعليقاتكم