الدعاة الجدد .. أصحاب الملابس التنكرية الجديدة

3 Jul 2016

الدعاة الجدد .. أصحاب الملابس التنكرية الجديدة

———————————————

اصبح من المثير جدا الترويج لبرامج الدعاة على الفضائيات والصحافة الأليكترونية … لكن الاكثر اثارة هو عملية الترويج الجديدة لاسماء بعينها بنفس الاسلوب ونفس السيناريو اللى كان بيتم الترويج به لدعاة الــ 5 نجوم منذ أكثر من 13 سنة .. 🙂

اليومين دوول أو من أول رمضان تم الحديث عن الشيخ حاتم .. والشيخ حاتم للى مايعرفش هو احد الشيوخ الشباب اللى اعتاد انه يقوم بإمامة المصلين فى صلاة التراويح فى مسجد القائد ابراهيم فى اسكندرية من قبل وكسة يناير .. وكان بيقوم بالصلاة خلفه ألاف المصلين وكان بيتم غلق الشوارع حول المسجد وكانت الدعاية له على كل الافواه باعتبار صوته جميل فى التلاوة وانه بيصلى بجزء كامل فى اليوم .. وكنت تلاقى دايما فيه شباب بيقوم بتوزع عصائر وزجاجات مياه معدنية على المصلين بالاضافة أحيانا لكتيبات صغيرة لأحكام فقهية … الى أخره .. وكمان مكبرات صوت وتوصيلات تغطى المنطقة بالكامل … وطبعا ميين اللى بيصرف المصاريف دى كلها .. ماحدش يعرف !!

ولأن مسجد القائد ابراهيم شهد معظم احداث الشغب فى الاسكندرية … و لأسباب امنية تم تقنين صلاة التراويح بهذا الشكل فى رمضان السنة دى وأصبحت قاصرة على الصلاة داخل المسجد .. و ده شئ طبيعى … واذ بنا نفاجأ .. وبقدرة قادر .. بإن الشيخ حاتم تم دعوته للصلاة فى رمضان هذا العام فى احد المساجد الكبرى فى ولاية نيوجيرسى الاميريكية … يااااسلام !!! … وكمان تم الترويج للموضوع ده على كثير من المواقع والصفحات الفيسبوكية .. وإشتغلت غنوة إن الدولة ضد الدين وضد المشايخ 🙂 ….. لكن سبحان الله الغرب الكافر اللى ضد الإسلام واللى كل التيارات والفرق والجماعات الإسلامية بيهتفوا ضده ، هو اللى بيدعم الإسلام ومشايخه .. وبيحتضنهم وبيعطيهم منح دراسية .. زى نادر بكار كدة مثلا =D =D =D

طب هو القصة دى مش بتفكرنا هى هى بحذافيرها باللى حصل مع عمرو خالد من اكثر من 13 سنة لما اتقال انه تم منعه من الصلاة فى مسجد مصطفى محمود .. وطبعا شائعة بإنه ياعينى تم طرده من مصر … وطلع بعدها على إنجلترا هو وأسرته واتصرف عليه ثقله دهب .. وبعدها بسنة لاقينا عمرو خالد بيقدم برنامج على قناة اقرأ .. ومن هنا بدأت شهرة او خلينا نسميها ظاهرة عمرو خالد !!؟

ومن وقتها وأصبح من الطبيعى اننا نشوف الدعاة الجدد من الشباب اللى ظهروا فجأة من اشباه عمرو خالد زى مصطفى حسنى ، و شريف شحاتة ، ومعز مسعود … واللى بالصدفة البحتة بتلاقيهم بيتكلموا بأسلوب Body Language واحد ويمكن بيستخدموا نفس المصطلحات تقريباً وكأنهم خارجين من نفس المدرسة… و ده طبعا بالإضافة للدعاة التقليديين زى محمد حسان وزغلول النجار وطارق سويدان .. الخ الخ الخ … واللى اكتشفنا مع الوقت وخلال ال 5 سنوات اللى فاتوا انهم كانوا الظهير الداعم بكل مريديهم لجماعة الاخوان المسلمين !! .. ومش ممكن ننسى كلنا الشيخ محمد العريفى اللى خطب فى الحرم خطبة عصماء عن مصر .. وبعدها فوجئنا إنه بيتواصل مع هشام قنديل رئيس وزراء مصر الإخوانى فى زيارته لمصر .. ووقعوا فى بعض بعد كدة لما العريفى قال إنه لم يقم بزيارة مجلس الوزراء .. وطلع هشام قنديل وأكد إنه قام بزيارته ، وإتنشرت فيديوهات الزيارة وقتها !! .. يعنى أفلام عربى .. أم الأجنبى 🙂 🙂

عمرو خالد بقا ، اللى اعترف فى فيديو شهير انه كان أحد افراد الجماعة …. وفى فيديو اخر اعترف فيه بكل فخر انه استخدم شباب جمعية صناع الحياة لدعم ما يسمى بالثورة الليبية !! … ومعز مسعود اللى راح انتج فيلم على حسابه … او اكيد طبعا مش على حسابه علشان يهاجم فيه الشرطة المصرية … وزغلول النجار اللى قال فى فيديو اخر ان المعتصمين فى رابعة من اشرف واتقى الناس وان من يتواجدون فى التحرير هم حثالة المصريين … والدكتور راغب السرجانى اللى صرح بدعمه الصريح للجماعة … وماننساش كلنا طبعا دور محمد حسان فى دعم الاخوان … وخطبته الشهيرة من على منصة جامعة القاهرة … ودوره فى اعتصام رابعة …. !!!!!

الحقيقة ان ال 5 سنوات اللى فاتوا خلونا نكتشف اننا كنا عايشين فى خدعة كبيرة .. خدعة كومبيليكس كدة على رأى “دسوقى أفندى” …. خدعة تم التسلل من خلالها لعقول ووجدان ألاف بل ملايين من الناس باستخدام مصطلح الدعاة و بحجة الدعوة .. واللى وضع الدكتور مصطفى محمود رحمة الله عليه وصف لهم أو لتيار الإسلام السياسى فى كتابه “الطريق إلى جهنم” لما قال فى معرض حديثه و وصف الأفكار والأراء والتوجهات والأشخاص دى كلها بقوله “انها الثياب التنكرية للاعداء الجدد” .. و هو ده المطلح اللى أخذنا منه عنوان مقالنا النهاردة 🙂 …

 وبصراحة يعنى مش قادر أفهم موضوع الدعاة والدعوة ده !! … يعنى ازاي داعية مسلم موجه دعوته لمسلمين مش فاهم !!؟؟ … أومال الكفار والملحدين دوول مين يكلمهم !!؟؟ .. والا انت جاى تدعو لحاجة تانية احنا مانعرفهاش !!؟؟ … أو انك معتبر ان الناس دى كلها من الضالين اللى مش فاهمين الاسلام صح .. وانت بقى جاى تصلح مفاهيمهم وتدعوهم للاسلام اللي انت شايف إنه صح من وجهة نظرك !!! … وده معناه ان الموضوع توجيه دينى ولعب فى الايديولوجيا الفكرية مش أكثر !!

والغريب ان كل الناس دى ابتدت ما يسمى مجازاً “بالدعوة” .. بالتركيز المستمر ، والحديث  فيما يسمى بالرقائق …. طب اييه هى الرقائق دى !؟؟ ….

دى يا سيدى اسلوب القصص والحديث عن الصحابة والصالحين فى كل ما يخص تصرفات حياتهم ومواقفهم اللى بتأثر فى الوجدان والعاطفة ومصحوبة بخلفيات وموسيقى تصويرية مدروسة ومؤثرة بــ تنتزع الاهات والدموع من عيون المستمعين والمشاهدين … ومع الوقت تبدأ الناس ترتبط بالشخص اللى بيحكى الحكاية مش بالنموذج اللى بيتم رواية حكايته … وهنا تبدأ مرحلة الإستقطاب ، و العبث بالوعى الجمعى للمتلقى ..

ومش ممكن يفوتنا أحد الفيديوهات اللى تم بثها مؤخراً على صفحة عمرو خالد وهو داخل الحرم المكى وبيبث رسالة للشباب (((لاحظ كلمة للشباب))) … وبيقول لهم بابتسامة صفراء وعيون نصف مغلقة وايدبيه حاضنة بعضها قصاد صدره ( لاحظوا الــ Body Language) انه دعالهم كلهم وبالذات للى تواصلوا معاه على صفحته … وبعدين بيطلب من كل اللى بيشاهدوه انهم يشيروا الفيديو بكثافة ويوصلوه لكل الشباب اللى يعرفوهم !!!! … طب لييه الشير بكثافة !!؟؟ .. لأن ده عبارة عن عملية ربط بالشخص نفسه بأسلوب Character Creation .. وهو ده اللى بيتعمل بقاله سنين ومازال .. علشان يتم استخدامه بنفس شخوصه لما ييجى وقته … زى بالضبط ما حصل فى الكام سنة اللى فاتوا 😉 🙂

شريف شحاتة ابتدى يظهر تانى … وزغلول النجار فى برنامجه وشكله الجديد .. وعمرو خالد بيرجع لنشاطه بعد ما كان اختفى تقريبا … ألخ ألخ … و ده طبعاً غير النشاط اللى بدأت جمعية رسالة ترجعله من جديد مع حملة ال 2 مليون قطعة ملابس واللى مشارك فيها فنانين كتير !!!

المقال ده ممكن بعض أصدقائنا يقولوا إنه متأخر ، وإنه كان لازم ينزل فى أول رمضان .. لكن التوقيت ده مقصود إنه يبقى فى أخر رمضان ، علشان كل واحد فينا يشوف ، هو لسة بيصدق وبيقع فى نفس الفخ وإلاّ لأ 🙂 🙂 …. وبعدين الناس دى أصلهم مكملين معانا .. ومش هــ يسيبونا لأنهم عندهم هدف عايزين يحققوه 🙂

احذروا اصحاب الملابس التنكرية الجديدة

وما تسلموش دماغكم لحد ………… أبداً

لمتابعة تعليقاتكم