الأصنام تتهاوى تباعاً

19 May 2018

الأصنام تتهاوى تباعاً
———————

إنتشر فى اليومين الى فاتوا فيديو للمسمى بالداعية عمرو خالد وهو بيعمل دعاية لشركة غذائية إسمها دواجن الوطنية ، بتقدم دجاج للمواطنين وبتعلن عنه عن طريق ممثلة الدعاية بتاعة الشركة “أسيا عثمان” ..

المشكلة مش فى إن عمرو خالد عمل اعلان للشركة .. ولا المشكلة فى الإعلان نفسه لأن من حق أى حد يعمل إعلان .. لكن المشكلة فى قيام عمرو خالد بربط الإعلان الدعائى بطقوس العبادة فى رمضان والخاصة بصلاة التراويح ، بإنك لما تاكل الفراخ بوصفات أسيا وتروح تصلي .. فــ ارتقاءك لربنا في قيام الليل وصلاة التراويح أحلى …. فى متاجرة قميئة بالدين، و ربط دعائى منحط إلى اقصى درجاته !!

عمرو خالد اللى ظهر من سنين فى نادى الصيد وهو بيحكى القصص الدينية لشباب النادى فيما يعرف باسلوب الرقائق .. وبدأ يجمع الناس حواليه .. ويصلى بيهم فى رمضان .. وفجأ وبقدرة قادر بدأ يتم نسج شائعة إنتشرت إنتشار النار فى الهشيم و روّج لها الإخوان وقتها بإنه تم منعه عن طريق السلطات المصرية لأنه كان السبب فى إن زوجة علاء مبارك تتحجب ، وإن علاء مبارك إهتدى على إيديه .. وعلشان كدة تم ياعينى طرده من مصر ، فغادر لإنجلترا بالذات واللى هى معقل الإخوان والتنظيم الدولى .. ومن هناك تلقفته قناة إقرأ .. وبدأ عمرو خالد رحلته فى 2003 .. بعد ما إرتدى ثوب البطولة بإنه الشخص اللى النظام الحاكم فى مصر طرده وشرده هو وعياله .. وكلنا طبعا عارفين تأثير ده كان إييه على الشارع المصرى !

بدأت برامج عمر خالد تزيد .. وعمل حالة بين الشباب من الجنسين ، وبالذات البنات .. وبدأت اعداد المتابعين لصفحته يتجاوزوا المليون .. واصبح ضيف رمضانى بإستمرار ببرامجه على الفضائيات وأصبح له مريدين ويمتلك مصداقية واسعة عند أوساط الشباب .. ومئات الألاف من المدافعين عنه لو حد بس فكر ينتقده ولو بكلمه .. وكلنا فاكرين لما الشباب جابوه يخطب بينهم من على منصة التحرير فى 2011 .. وطلع بعدها مع المدلس محمود سعد يقوله قولته المشهورة “يا استاذ محمود أنا رايت الله فى التحرير .. وشعرت بالملائكة من حولى مع الشباب”

عمر خالد إستخدم جمعية صناع الحياة لدعم مايسمى بالثورة الليبية فى 2011 .. وطلع بنفسه فى فيديو موجود على الإنترنت بيعترف إنه ارسل شباب صناع الحياة بمساعدات وإمدادات طبية للمشاركة فى الثورة الليبية ضد نظام القذافى الظالم على حد قوله .. وطبعا ماحدش عارف الشباب دوول رجعوا تانى وإلا لأ .. وهل شاركوا مع المليشيات المسلحة وإلا لأ .. المهم إن سيادته عمل اللى عليه وبعتهم هناك وخلاص 

الفيديو اللى معانا النهارد مش أول سقطة لعمرو خالد .. لكن فيه غيرها كثير .. منها إعترافه فى فترة حكم الإخوان بإنه عضو فى جماعة الإخوان من أيام ما كان طالب فى الجامعة .. وفيديو كمان وهو بيعد ويخدّم على الندوات بتاعة الإرهابى وجدى غنيم اللى النهاردة بيكفر المجتمع كله وبيحرض على الجيش والشرطة واعلن مرة إنه يتمنى إن مصر تبقى زى العراق …. ! .. وفيديو كمان لعمرو خالد وهو بيدعى من أمام الكعبة على صفحته على الفيسبوك ، واللى اثار جدل كبير حتى من متابعيه أنفسهم والبعض إتهمه إنه كان بيمثل ..

المشكلة إن تجربة عمرو خالد أدت لتفريخ جيل فيما يعرف بالدعاة الشباب .. والحقيقة .. أنا مش قادر افهم لحد النهاردة .. يعنى إييه داعية إسلامى للمسلمين !!! … لكن ماشى .. خلينا نفترض إنهم دعاة للخير وبيرفعوا الوعى الدينى والأخلاقى عند الشباب .. و ده كان المفروض إننا نشوف اثره فى المجتمع .. بس لو بصينا لمجتمعنا ، هــ نلاقى إنه زمان ماكانش فيه لا دعاة شباب ولا يحزنون .. وكانت اخلاقيات الشباب والمجتمع أفضل بكتير .. لكن من ساعة ظهور الدعاة دوول ، وكان تأثيرهم على أخلاقيات الشباب عكسى تماماً .. إزدادت البذاءات والشتائم ، ويكتاتورية الرأى ، وعقوق الوالدين ، وتخوين المجتمع ، وعدم إحترام الكبار والإجتراء عليهم ، وإهانة الرموز ، وإنعدام الثقة فى المجتمع ، والتواكل …. ألخ ألخ ….. وظهور كل السلبيات دى ، و بالأخص فى شريحة المتابعين للدعاة الشباب دوول .. وبدون الخوض فى نظرية المؤامرة ، يخلينا نتأكد إن المنهج نفسه فيه حاجة غلط .. وغلط ممنهج .. !!! 

المهم إن كل التابوهات والرموز والشخصيات الهلامية اللى ظهرت فى مجتمعنا مع بداية الألفينات ، واللى تم صناعتها لإختراق المجتمع المصرى ، بدات تتحطم على صخرة الوعى اللى بدأت تتعاظم فى المجتمع المصرى من بعد 2013 .. وبدأت كل الشخوص دى تفقد مصداقيتها وادواتها وتأثيرها على المجتمع .. وأى محاولة لإعادة إنتاجها من جديد بيتم مواجهته من المصريين بكل شدة .. 

فيديو عمرو خالد الدعائى عن الفراخ اللى بتساعد فــ ارتقاءك لربنا في قيام الليل وصلاة التراويح .. ماكانش الوحيد فى السياق ده .. لكن فيه فيديو كمان عن عطور عبد الصمد القرشى اللى بــ تتفق مع قيم الاسلام !!! … و ده يخلينا نتساءل .. هل السبوبة خلصت بعد ما الناس دى إتحرقت ، وبالتالى كان لازم يتم البحث عن مصدر تانى للدخل علشان يقدروا يفضلوا مكملين … وإلا اللى بيحصل ده هو حرق كارت من الكروت لمصلحة تعظيم بقاء كروت أخرى بدل ما يتحرقوا كلهم مرة واحدة !!؟؟

الأيام هى فقط اللى هــ تجاوب على كل الأسئلة .. بس المهم .. إن كله خلاص بيتعرّى وبيتكشف أمامكم يامصريين 

لمشاهدة الفيديو و تعليقاتكم