قناة السويس ورأس الرجاء الصالح

12 Mar 2016

قناة السويس ورأس الرجاء الصالح

———————————

مصر تعود الى ماقبل سنة 1800 كان هو العنوان الأبرز لدى بعض الصحف العالمية .. واللى بكل أسف نقلت عنها بعض الصحف المصرية صاحبة التوجهات المشبوهة ، وطبعا زيّط وراهم بعض الاعلاميين ، فيما يخص موضوع تحويل التجارة العالمية من قناة السويس لطريق رأس الرجاء الصالح ….. 🙂 

و كان فيه شبه قرار من صفحتنا اننا ما نتكلمش عن الموضوع ده لأنه بصراحة كان أتفه من أن يتم التعليق عليه لأن أى حد بشوية تفكير عقلانى ممكن يكتشف ان الموضوع ده مجرد بالونة تفرقع بشكة دبوس .. 🙂 .. وبالرغم من ان صفحة كلام فى الصميم لها طابع خاص فى نوعية الموضوعات اللى بيتم طرحها وتناولها بالتحليل ، لكن حالة القلق اللى انتابت كثير من أصدقائنا واللى ظهرت بوضوح من خلال بعض التعليقات ، أو حتى الرسائل المباشرة على الخاص ، خلونا نقرر اننا نوضح الموضوع فى رسالة مبسطة لكل القلقانين ، او للى استسلموا للحرب النفسية وفكرة التباكى والولولة باعتبار ان حفر القناة الجديدة ومحور التنمية طلع فنكوش وضاعت عليكم فلوسكم يا مصريين !! 🙂

طب هو الحكاية اييه !!؟؟

الحكاية ان كاتب صحفى مغمور فى موقع اخبارى من تحت بير السلم كتب مقال ونقلت عنه وكالة رويترز الإخبارية ونقلت عنهم جريدة الشروق المصرية تقرير مترجم  .. “قال اييه يا سيسى .. قصدى يا سيدى” 🙂 ..  إنه فيه ييجي 200 أو 300  سفينة قررت تحول مسارها من قناة السويس إلى رأس الرجاء الصالح نتيجة لرخص أسعار الوقود عالميا .. وإن ده مقدمة لتحويل التجارة العالمية من قناة السويس لرأس الرجاء الصالح علشان السفن والناقلات العملاقة تهرب من تعريفة المرور العالية فى قناة السويس !!

طب بص يا عم الحاج ..

فيه قاعدة علمية بتقول ان الإستدلال الفاسد يؤدى لنتائج واستنتاجات خاطئة .. والأساس اللى اتبنى عليه الكلام ده خاطئ من أساسه .. لييه بقى !!؟؟ .. لأن بناء القاعدة على المتغير اللى هو سعر البترول وسعر تعريفة المرور  ، هو قمة الجهل والتخلف والعبث التحليلى باللعب على جهل الاخرين ….. بمعنى انك بنيت القاعدة دى على اساس متغير .. يعنى معنى كدة وعلى حسب الفرضية اللو وضعها التقرير ، انه لو مثلا بكرة البترول سعره ارتفع تانى أو لو مصر خفضت تعريفة المرور ، هاترجع السفن لحضن قناة السويس وهاتقول لرأس الرجاء الصالح انت كخة !! 🙂 🙂   ….. بس الموضوع ما بيمشيش كدة .. وشركات التجارة العالمية مش بتتعامل بالحتة ولا يتبنى موازنتها وحسابات المكسب والخسارة بطريقة محل بقالة 🙂

وطبعا علشان كاتب المقال يسبك الموضوع كان لازم يتم الإشارة فى التقرير إلى موضوع الوقت ، وإن السفن دي زودت العقدة البحرية عشان توصل في نفس الوقت اللى بيستغرقه عبور قناة السويس .. بس لأن الخايب بيفضحه كلامه ، فاته حاجة مهمة أوى ، انه لما هى بتتحسب كدة .. طب الكلام ده لييه ماحصلش فى منتصف الثمانينات  لما كان سعر برميل البترول من 10 الى 18 دولار .. وفى أواخر التسعينات لما سعر برميل البترول كان 25 دولار !!؟ … 😉

وعلشان نوضح الصورة بالكامل لازم نبقى فاهمين الاتى:

أولاً .. تكلفة الوقود بتساوي تقريباً أكتر من 50% من تكلفة الرحلة البحرية ، والعبور من قناة السويس بيوفر 50% من مسافة الرحلة .. ومع فرض ان انخفاض سعر البترول هو عامل مؤثر ، يبقى علشان توفر نفس الوقت بتاع قناة السويس بالعبور فى طريق رأس الرجاء الصالح يبقى لازم ترفع السرعة بدرجة كبيرة !

ثانياً .. أى عيل صغير او حد معاه حتى عربية سيات ، عارف إن رفع الحمل والجهد على أى موتور بيرفع استهلاك الوقود على الاقل بنسبة 50% .. بمعنى ان اللى هــ يتم توفيره من سعر الوقود هــ يتحرق بزيادة استهلاك الوقود !

ثالثاً .. مش كل البواخر والناقلات تقدر تتحمل طول الرحلة والمخاطر اللى بيتم مواجهتها فى طريق رأس الرجاء الصالح اللى هو محيط مفتوح ، عالى الخطورة ، مع ازدياد سرعة الرياح وارتفاع الامواج و مقاومة التيارات البحرية !!

رابعاً … إن حساب المرور في القناة بعدد السفن و مقارنتها بالسابق ، هو جهل كبييييير لأن كل شركات الملاحة النهاردة بتستبدل السفن الحالية بسفن أكبر .. يعني بتتخلص من ٣ مراكب صغيرة ، و تستبدلهم بمركب واحد عملاق حمولته أكبر من المراكب دي ترشيداً للنفقات .. وقناة السويس بتحاسب السفن بالطن مش بالسفينة .. و ده فى حد ذاته بالنسبة للشركات التجارة العالمية ترشيد للإستهلاك ! 🙂 ..

خامساً بقى وهو الاهم … ان اللى بيتحكم فى زيادة استهلاك الوقود عوامل كتيرة جداً يدخل فيها المسافة ، وحمولة السفينة ، وقدراتها ، والعمر الافتراضى للمحركات ، ومقاومة التيارات البحرية .. ولو حطينا على كل الكلام ده ان منظمات الملاحة حطت محددات للحمولة، ومحددات للسرعة بالعقدة البحرية وخصوصاً للسفن العملاقة حديثة الإنتاج زى ما قولنا فى النقطة السابقة ، عشان إتفاقية تحسين المناخ اللى وقعت عليه كل دول العالم تقريبا .. نقدر نقول وبكل تأكيد إن الحكاية دى مجرد حرب نفسية بيتم الترويج لها كورقة ضغط سياسية  !!

عارفين لييه ورقة ضغط سياسى !!؟؟ .. لسببين .. أولهم إن قناة السويس ما أصبحتش مجرد ممر مائى .. وانها فى طريقها انها تبقى محور لوجيستى خدمى متكامل ، وبحكم الموقع اصبح مالهاش منافس أخر فى العالم كله .. والسبب الثانى ، انه 200 وإلا حتى 500 سفينة تغير طريقها من أصل 17500 سفينة بتعبر القناة كل سنة ، يعني بالنسبة المئوية ولا حاجة … والغريب بقى ان الفريق مميش طلع وأكد المعلومة وقال وكأنه بيسخر من الموضوع ان عدد السفن اللى غيرت مسارها كانت حوالى 115 ناقلة عملاقة يعنى النسبة لا تتعدى ال 0.6% من إجمالى عدد السفن

و ده يوصلنا لنتيجة مهمة جداً ، وهى إن السفن دى كانت لازم تعمل كدة ، ولازم تغير مسارها علشان كان لازم يتكتب مقال زى ده علشان يتم الترويج له بالشكل ده علشان ناس كتيرة محبة لبلدها تخاف ، لما يطلع شوية المغرضين والشمتانين يصرخوا ويقولوا “إلحقوا البلد بتضيع” .. وهم بــ يربطوا بين الكلام ده وبين أزمة الدولار المفتعلة اللى بدأت تنحسر وبدأت السوق السوداء تحقق خسائر ، وبدأ الاخوان يخسروا ملايين بعد ما وصل بيهم الوضع انهم كانوا بيشتروا الدولار فى بعض الدول من المصريين العاملين بالخارج بــ 11 جنيه ونص =D =D

الموضوع بتاع قناة السويس ده بيفكرنى بلعبة شركة “جنرال موتورز” .. لما أعلنوا انهم هايقفلوا فروعهم ويجمّدوا نشاط الشركة فى مصر علشان المناخ الاستثمارى وضعف السيولة الدولارية .. ولما طلع محافظ البنك المركزى طارق عامر وفضحهم وقال انهم واخدين 150 مليون دولار فى سنة 2015 .. وقال لهم انكم لو جادّين فعلا فى الخروج من السوق المصرى ، .. مصر عندها البديل اللى عايز يدخل وياخد مكانكم وبشروط أفضل منكم ، لأن السوق المصرى بيحقق مكاسب 200% .. وفى خلال 48 ساعة جابوا المارشيدير العظيم ، وقالوا لأ إحنا ما كناش نقصد .. وتراجعوا عن قرارهم =D =D =D

أصدقاؤنا …… يا ناااااااس ، ياهوووووو … دى حرب .. وحرب قذرة على كافة المستويات .. ولازم تتأكدوا ان احنا كجبهة داخلية المستهدفين من الحرب دى .. و زي ما فيه جماعات و دول كانت بــ تتكلف مليارات عشان تلم الدولارات من السوق ومن المصريين فى الخارج بسعر زيادة 25% عن سعره الطبيعى .. فــ عادي جداً إنك تلاقي 300 مركب من أصل اكتر من 17 ألف مركب غيرت مسارها !! 🙂 .. وعادى برضوا إنك تلاقى ناس احنا كلنا حافظينهم وعارفينهم ، حد يدوسلهم علي الزرارعشان يتكلموا كلهم في نفس الوقت ، ويزيّطوا فى الموضوع ده .. زي لما كان حد داس لهم علي الزرار لما كان الدولار بيزيد كل يوم عشر قروش .. وإتخرسوا النهاردة ، لما في يومين بس نزل جنيه بحاله.  🙂 .. و لسه التقيل جاي 🙂 🙂

ماتقلقوش يامصريين وكونوا على ثقة ان كل المخططات  بتتحطم على صخرة دفاع هذا الوطن .. ومش دفاع وبس .. لكن هجوم كمان 🙂

إطمئنوا .. مصر بخير واللى جاى أحسن بإذن الله 🙂

لمتابعة تعليقاتكم