خدعوك فقالوا

07 Jun 2016

خدعوك فقالوا

————-

بالرغم من إن رمضان مش بتاع كلام كتير وصداع ومقارنات .. وخصوصاً فى الإقتصاد .. وبالرغم من إننا مش صفحة إقتصادية رغم إنه مش ممكن النهاردة نفصل الإقصاد عن السياسة لأن المال والأطماع هم اللى بيحركوا كل حاجة دلوقتى .. لكننا هــ نتكلم بشكل مبسط وسهل علشان الموضوع يوصل لأكبر عدد من الناس ..

طبعا كلنا عارفين إن مصر خلاص هــ تفلّس .. والإقتصاد بينهار نتيجة فشل المجموعة الإقتصادية فى الحكومة فى إدارة الأزمة .. والجنيه بينهار أمام الدولار .. وعندنا أزمة فى السلع الغذائية والإستهلاكية .. والناس مش لاقيين ياكلوا … وأصبحنا على أعتاب ثورة الجياع اللى هــ تاكل الأخضر واليابس 🙂 … و …. و …. و …. وكل الكلام والهرى ده اللى بنسمعه ليل ونهار وبيردده للأسف اللى بيفهم واللى مابيفهمش …. وإوعوا تنسوا طبعا شوية التحابيش اللى بتتحط على وش الطبخة زى مصطلحات الزوووولم والكمع وكبت الحريات وفتح الموعتكلاااات وسيسى خاين سيسى كااااتل والصاورة مصطمرة … كل ده علشان بس الأكلة تتسبك ويبقى طعمها حلو =D =D =D

إمبارح صدر التقرير الإقتصادى لمؤسسة موديز العالمية واللى تناقلته وكلات أنباء كتيرة منها تقرير فى قناة العربية عن وضع الاقتصاد المصري مع تقييم للنظام المصرفي فى مصر .. و أكد التقرير قدرة الاقتصاد المصري علي التعافي وسداد التزاماته والوفاء بها … وبالشكل ده يكون أكبر 3 مؤسسات تصنيف ائتماني فى العالم وهم مؤسسات “موديز” و “فيتش” و “ستاندرد اند بورز” .. قالوا كلمتهم خلاص مع توقعات بــ نمو إقتصادى من 3.5% إلى 5% .. و ده معناه فى نظر خبراء الإقتصاد الدوليين بدء إنتعاش الاقتصاد المصرى تدريجيًا فى ظل أزمة إقتصادية عالمية وصلت فيه حالة النمو الإقتصادى عند بعض الدول الكبرى لمستوى صفر أو 0.5% !!! زى ماهو حاصل فى أوروبا النهاردة ….. وكون إن مصر فى ظل الظروف دى تحافظ على تصنيفها الإئتمانى .. فــ ده فى حد ذاته هو قمة فى الإنجاز 🙂

طيب علشان ما ندخلش فى تفاصيل إقتصادية كتيرة وكلام دمه تقيل .. عايزين نعرف ده معناه إييه !؟؟

معناه إقرار أمر واقع ومن مؤسسات عالمية إن الإقتصاد المصرى بيتحسن وسط حالة تراجع إقتصادى عالمى .. ومعناه إن الإجراءات اللى بتاخدها الدولة وسط حالة الحرب والترصد اللى بتواجه مؤسساتها بدأت تحقق نتائج عكس كل ما يقال .. ومعناها إن الدولة المصرية أرض خصبة للإستثمار فى ظل الأزمة العالمية .. ومعناها ضوء أخضر للمستثمرين بضخ المزيد من الإستثمارات فى الدولة .. و ده معناه خلق فرص عمل وتقليل نسبة البطالة اللى إنخفضت بالفعل فى سنة 2016 مقارنة بنفس الفترة من العام الماضى برغم حالة الركود السياحى اللى بتعانى منه الدولة نتيجة الحوادث المتتالية … والأهم من ده كله .. ده معناه إن مصر مش هــ تفلس زى ما بيتم الترويج فى الإعلام كل يوم فى محاولة لإحباط الناس !!

طبعا هــ يطلع حد يتتريأ ويقوللى إنت عايش فى كوكب تانى .. ومصر فجأ بقت سويسرا .. وكل الكلام والهري ده …. و ده طبعاً جزء من حالة الترصد عند بعض الناس اللى بيعطوا إنطباع إنهم هــ يفرحوا جدا لو البلد وقعت علشان يقولوا فى الأخر “إحنا كنا صح” 🙂 …. لأ معلش .. إنتم غلط .. وماشيين وراء كلام من غير أى أسانيد .. وإحنا ماقولناش إن مصر اصبحت سويسرا .. بل بالعكس … إحنا بنؤكد إن الإقتصاد المصرى بيعانى .. والرئيس السيسى قال كدة بنفسه .. لكن الدولة بتتحرك .. وبتحسّن .. حتى لو كان التحسين ده مش محسوس .. لأن كل الى بتعمله الدولة بيعتمد على إجراءات طويلة الأجل بهدف إحداث طفرة إقتصادية فى خلال سنتين من دلوقتى .. و الفترة دى فى عمر الأمم والشعوب تعتبر شئ لا يذكر 🙂

كل اللى إحنا عايزين نقوله إن كل ما يتم إستخدامه ، والترويج له ، والتدليل به على على حالة الإنهيار الوهمية اللى إحنا عايشين فيها زى موضوع ازمة الدولار وإرتفاع الأسعار ومقدار الدين العام … ألخ .. ألخ .. ألخ .. ده  كله مجرد هرى وخلاص .. .. عارفين ليه !؟ .. لإن اللى بيسمع مش خبير إقتصادى .. وبيحكم على الأمور من منطلق المؤشرات اللى إحنا ذكرناها ، ومن خلال حالة الأسواق … وللأسف اللى بيتكلم عارف ده وبيلعب عليه كويس أوى لمجرد بث الروح السلبية بين الناس وخلق حالة من الإحباط المجتمعى !!

يعنى مثلا بالنسبة لأزمة الدولار … طول عمر مصر متحكمة فى سعر الدولار علشان الإحتياطى النقدى بتاعها كان بيسمح بكدة … وأكبر غلط إنك تخلى العملة بتاعتك مش فى قيمتها الحقيقية لأن ده بياثر على إقتصاديات السوق مع أى هزة فى الإحتياطى النقدى .. وهو ده اللى حصل .. وخصوصاً إنه مافيش اي علاقة اقتصادية علمياً وعملياًً ما بين التطور والنمو الإقتصادى لأى دولة ، وبين قوة عملتها أمام الدولار .. والدليل مثلا إن الدولار = 111 ين ياباني وبيساوى 65 روبل روسى .. وماحدش يقدر يقول إن اليابان أو روسيا إقتصادهم منهار .. لكن الدولار زاد أمام سلة العملات و ده ناتج عن تدهور النمو وتباطؤ الإقتصاد العالمى والربط بمنظومة البترودولار .. وهو ده اللى العالم النهاردة بيحاول يخرج منه عن طريق تكوين تكتلات إقتصادية عالمية تواجه الإحتلال الإقتصادى للدولار عالميا ..

نيجى لموضوع الدين العام .. واللى كله بيتكلم عن إرتفاعه .. وإحنا كنا أجبنا على بعض الأسئلة اللى إتوجهت لنا وخصوصاً مع إثارة موضوع القرض الروسى .. وكانت إجابتنا إن الموضوع محسوب كويس جداً .. و إن خبراء الإقتصاد المصريين عارفين هم بيعملوا إييه .. وإن الإجراءات اللى بتتخذها الدولة وتوقعات العائد الإستثمارى محسوبة بشكل صارم … بس للأسف الناس اللى بتتكلم وبتلعب على مشاعرنا .. بيقولو الكلام ده من غير ما يعملوا مقارنات علمية صحيحة .. و دى تعتبر سقطة كبيرة فى منهجية نقل المعلومة .. سواء بغرض ، أو عن جهل .. والدليل على كدة إن ترتيب مصر عالمياً فى معدلات الدين العام فى المركز الــ 36 و ده مستوى جيد جداً .. ويتخطانا فى معدلات الدين العالمى دول كبيرة وقوية إقتصاديا زى اليابان واميريكا وفرنسا وأسبانيا وإيطاليا …. ألخ .. ويمكن موضوع الدين العام فى مصر ده ، كان هو السبب فى ان مؤسسات “ستاندرد أند بورز” و “فيتش” يثبتو تصنيف مصر الائتماني .. بالرغم من إنهم قاموا بتخفيض تصنيف دول فى المنطقة اقوي من مصر إقتصادياً بكتير زي دول الخليج .. والكلام ده ممكن أى حد يطلع عليه بعملية بحث بسيطة على الإنترنت والحصول على المعلومة من المواقع الرسمية والمعتمدة .. مش من تقارير صحفية مضروبة

وأخيراً .. بالنسبة لارتفاع الأسعار والناس اللى بتصرخ وتقول فين دور الدولة .. وبغض النظر عن الازمة الاقتصادية العالمية وموجة الغلاء اللى بتجتاح العالم النهاردة ..  إلّا إنه أصبح مافيش سيطرة للدولة على الاسعار من زمان لأن مصر من ايام السادات تحت نظام اسمه اليات اقتصاد سوق حر .. يعنى مافيش حاجة اسمها تسعيرة زى زمان والموضوع كله عرض وطلب … وكل اللى الدولة تقدر عليه انها تعمل أليات سوق موازى .. بمعنى ان الدولة تعمل نظام تموين صح .. أوتعرض بضائع واغذية فى منافذ بيع بأسعار مخفضة علشان تحرق السعر العالى عند التجار .. وفى نفس الوقت تحارب التهريب وتجابه عمليات الاحتكار والتخزين الممنهج بهدف رفع الاسعار .. و ده اللى حاصل بالفعل وإحنا كل يوم بنسمع عن ضبطيات … لكن اكثر من كدة الدولة ماتقدرش تعمل حاجة

و ده طبعاً مايخليناش ننسى إن التجار بتروح المحلات والهايبر الكبيرة اللى بتبيع بأسعار الجملة .. ويسحبوا كميات بضائع بمئات الألاف من الجنيهات ويخزنوها أو يبيعوها فى محلاتهم بأسعار اعلى بعد ما تم سحبها من منافذ البيع الكبيرة أو منافذ بيع القوات المسلحة أو الجمعيات التعاونية … و ده قمة الجشع والفساد التجارى … وبعدين نرجع نتكلم عن الفساد !!! 🙂

وهنا يبجى دور الناس نفسهم فى انهم يواجهوا ده ومايشتروش اى بضائع او منتجات مغالى فى ثمنها .. و ده يتطلب ان الناس تغير من نمط سلوكها الاستهلاكى وتقلل حجم الشراء .. وللتدليل على الكلام ده .. هــ نلاقى مثلا إن العام الماضى حصل نمو سكانى بنسبة 2.5% فى حين إن معدلات الإستهلاك الخاص زادت بنسبة 30% … وبعدين يقولك الشعب مش لاقى ياكل … طب تيجى إزاى بس !!!؟؟؟ … وتعالى اتفرج على الناس بتشترى بكثافة قد ايه بغض النظر عن ارتفاع سعر المنتج … ومن طبقات فقيرة ومحدودة الدخل …. طب لو الموضوع كدة .. يبقى لييه التاجر مايرفعش السعر اكثر واكثر وهو متأكد ان الناس برضوا هاتشترى !!!

وختاماً … كلامنا لا يعنى إن الإقتصاد المصرى مش بيعانى .. زيه زى إقتصاديات كتيرة على مستوى العالم .. لكن مصر بتتقدم .. ومكملة فى مخططها … وإحنا مازلنا بنؤكد على إن عام 2016 هو العام المفصلى وعام الحسم سواء على المستوى السياسى أو المستوى الإقتصادى .. ومع بداية العام القادم ، هــ نبدأ كلنا نشوف تحول على المستوى العام .. ووصولا لنهاية سنة 2017 ودخول 2018 إبقوا إفتكروا كلامنا ده .. زى ما دايما بنفكركم بمقالاتنا وكلامنا اللى كنا بنقوله من سنة ونص .. واللى إتحقق بالفعل وبقيتوا بتشوفوه بنفسكم النهاردة على أرض الواقع ..

وإبقوا إفتكرونا بالخير .. إذا كان فى العمر بقية .. وإذا كانت صفحة كلام فى الصميم لسة موجودة 🙂 🙂

بس المهم إننا نشوف بعنينا وبعقولنا من خلال وعى وفهم ودراسة .. مش من خلال إعلام البامية 🙂 🙂  ..

ورمضان كريم 🙂

لمتابعة تعليقاتكم