ماتخليش حد يتحكم فيك

08 Jun 2016

ماتخليش حد يتحكم فيك

———————-

بعد نشرنا لمقال الأمس .. ونتيجة لبعض التعليقات والرسائل اللى تلقيناها على الخاص والمتعلقة بإرتفاع الأسعار وموضوع إقتصاد السوق الحر واليات ضبط الأسعار …. فــ إحنا بس هــ نحكيلكم قصتين صغيرين .. علشان بس نعرف إن دورنا إحنا مهم جدا .. وأهم مما يمكن أن تتصوروه ..

فى أوائل الثمانينات تقريباً .. حدث إرتفاع كبير فى اسعار اللحوم فى الملكة المتحدة ، نتيجة سيطرة تجار كبار على تجارة اللحوم فى إنجلترا كلها … وكان معدل الإرتفاع فى الوقت ده عالى ومرعب بالنسبة لكل الأسر الإنجليزية .. ولأن السوق عبارة عن عرض وطلب .. فالموضوع إستمر لفترة .. لغاية لما قام إتنين من السيدات الإنجليز بالتفكير فى حملة مقاطعة للحوم … وبالفعل بدأو فى تفعيل المقاطعة ونشر فكرتها بين كل اللى يعرفوهم !!

لاحظوا حضراتكم إن وقتها ماكانش فيه فيسبوك ولا مواقع تواصل إجتماعى .. و ده يوضح مدى صعوبة نشر الفكرة وتنفيذ الحملة على مستوى واسع … لكن الفكرة إنتشرت .. وفى ظرف 4 شهور كانت الحملة تم تفعيلها على مستوى الدولة كلها تقريبا .. ولأن تاجر السلع الغذائية عارف مدى قوته لأنه بيتاجر فى قوت الناس … فــ التجار تجاهلوا الحملة دى تماماً .. ورفضوا تخفيض الأسعار .. وإعتبروا إن حملة المقاطعة دى ، هــ تاخد وقتها وتنتهى ..

لكن الحملة إستمرت .. وبدأ تجار اللحوم يواجهوا خسائر كبيرة … وبناء عليه بدأوا يشوفوا اسباب الحملة دى ، لحد ما وصلوا لرؤوس حملة المقاطعة وهما السيدتان الإنجليزيتان .. وبدأت عملية الضغط مابين ترغيب وترهيب .. وواجهت هاتان السيدتان ضغوطاً شديدةً جداً بداية من عروض مادية ضخمة .. والإستمتاع بالحوم مجانا مدى الحياة .. لحد التهديد بالقتل وحرق البيوت .. لكن كل ده كان من غير فائدة .. 🙂

وبدأت الخسائر تزيد .. ولجأ تجار اللحوم لتخفيض الأسعار تخفيض جزئى كنوع من الخداع علشان يكسروا حالة المقاطعة .. لكن الحملة إستمرت .. ولجأ بعض التجار لحيلة توزيع اللحوم مجانا ً على الناس بحجة بعض المناسبات .. ورفض المواطنين اللحوم المجانية .. وبرضوا حملة المقاطعة إستمرت يمكن لأكثر من ستة شهور ومعاها إستمر إنخفاض الأسعار .. وبرضوا الحملة إستمرت ، لحد ما التجار ركعوا تماماً وقاموا بتخفيض الأسعار لأقل من المستوى اللى كان عليه قبل بدأ المقاطعة .. ومش كدة وبس .. لكن كمان مع تعهد بعدم رفع الأسعار مرة أخرى فى حالة إنهاء المقاطعة … وهنا فقط قامت السيدتان بإعلان إنهاء حالة المقاطعة الشاملة للحوم ..

ياترى فين كانت الحكومة الإنجليزية فى الموضوع ده .. !؟

ياترى إحنا مدركين مدة صعوبة تفعيل حملة زى دى فى وقت يفتقد فيه كل وسائل الإتصالات الحديثة اللى إحنا بنمتلكها النهاردة !؟

ياترى إحنا متخيلين مدى الضغوط اللى تعرض لها أصحاب فكرة المقاطعة دى !؟

ياترى متخيلين حجم الضغوط على السيدات الإنجليزيات فى المجتمع كله لما اولادهم يقولولهم نفسنا ناكل لحمة !؟

ياترى إحنا متخيلين حالة التفهم والوعى داخل المجتمع كله اللى شارك بقوة وإيجابية فى الحملة دى !؟

الحادثة دى ماكانتش هى الحادثة الوحيدة .. لكنها إتكررت فى الأرجنتين لما حدثت مقاطعة ضخمة للبيض نتيجة إرتفاع سعره برضوا .. وتخيل بقى حجم الخسائر لما الشركات المنتجة والموردين يفضلوا يأكلوا الفراخ ويرعوها ويصرفوا عليها أعلاف وبيطرة وعمالة .. والفراخ تنتج بغزارة .. والإنتاج ده مايلاقيش اللى يشتريه …  وفى النهاية قرر التجار تخفيض الأسعار .. لكن المقاطعة إستمرت .. لحد ما رضخت شركات الإنتاج تماماً وقرروا يقدموا إعتذار للشعب الأرجنتينى …

الموضوع هو موضوع وعى ورفض لعملية الإستغلال تحت أى مسمى …

والسؤال هنا لمجموعة النوشتاااااء والحكوووكيين وثورجية الغبرة ، والرموز اللى بــ يسموا نفسهم نخبة وهم اصلا نكبة على مصر مش نخبة …. بالإضافة لكل بتوع الشعارات الثورية وحقوق الفقراء ومحدودى الدخل وحق الغلابة .. والنقابات المهنية ، واللى بيعتصموا على سلم النقابات .. واللى بيعتصموا فى مقار الأحزاب ويبعتوا للقنوات الإعلامية الغربية علشان تيجى تصورهم .. ياترى حد فيهم فكر إنه يتبنى حملة لمواجهة الغلاء !!؟؟

ياترى أخبار بتوع الإعتصامات إييه !!؟؟ .. مش المقاطعة دى إعتصام مستتر برضوا يا متعلمين يابتوع المدارس !!؟؟ ….  ياترى نقابة الصحفيين وإلا الأطباء وإلا المحاميين .. وإلا حتى الإعلاميين .. قرروا ينتفضوا ويفعّلوا حملة لمواجة الغلاء ومقاطعة الجشع التجارى عند التجار …. طبعا لأ … لأن الكلام ده مش بيأكل عيش .. ولا بيجيب الكاميرات علشان تصور … لكن اللى بيجيب الكاميرات هو إننا نشتم فى الدولة واللى خلفوها ..

الدولة أكيد لها دور فى مواجهة الإحتكار والتهريب وعمليات الشراء الممنهج والتخزين الغير مشروع بهدف رفع الأسعار .. لكن فين دورنا إحنا كشعب !!؟؟ … فين الوعى الجمعى للمجتمع !!؟؟

بلاش ياسيدى تقاطع … لكن بطل تشترى من التاجر ومن الهايبر علشان بس يتقال عليك إنك بتشترى من محلات الــ (Brand names)

إشترى من الجمعيات الإستهلاكية ..

إشترى من منافذ بيع القوات المسلحة ..

إشترى من الفلاح ..

هــ تلاقى الأسعار ارخص بكتير من الأماكن التانية

ولو روحت مرة ومالاقيتش .. مش مهم .. أصبر .. مش هــ تموت

بس بلدك هــ تعيش ..

وإنت هــ تنتصر ..

لمتابعة تعليقاتكم