أزمة الدولار بين الوعى والإنكار

26 Jul 2016

أزمة الدولار بين الوعى والإنكار .. !!

مقال يخاطب العقل فقط …

———————————

الأطباء قالوا إن أى إنسان فى الدنيا لما بــ يتوقف عقله عن التفكير السليم ويسقط فى منطقة أقرب إلى اللاوعى ، وبــ يعلى عنده مؤشر الغضب لدرجة تنذر بحالة إنهيار عصبى .. بــ يكون التصرف السليم و السريع والعاجل لإنقاذه من الإصابة بإنهيار عصبى حاد هو قلم بمنتهى القوة على وجه الشخص ده ، علشان يعمل له صدمة قوية تفوّقه من الحالة اللى هو فيها وتنقذه من السقوط فى أزمة لا يعلم نهايتها ومتطلبات علاجها إلا الله وحده … لأن كل حالة بتكون بحسب قدرة إحتمال الشخص ده .. وللأسف إن قطاع كبير من الشعب وصل للمرحلة دى فى ظل ازمة الدولار الحالية .. لكن المؤسف بشكل اكبر إنه مافيش حد يقوم بدور الشخص اللى بيضرب القلم علشان يخلى اللى محتاج يفوق إنه يفوق !!

الهرى النهاردة وإمبارح وأول .. ولسة كمان بكرة وبعده كله منصب على أزمة إرتفاع سعر الدولار فى السوق ، وكل اللى بيفهم واللى مابيفهمش عمال بــ يدلى بدلوه فى الموضوع ، على أساس إن ده مؤشر لإنهيار الإقتصاد المصرى وإننا رايحين فى سكة اللاعودة .. وأغصان الزيتون كلها بــ تتحرق .. واللى عمال يشتم فى المجموعة الإقتصادية الفاشلة ، واللى بالمناسبة من ضمن المجموعة الإقتصادية الفاشلة دى  د. محمد العريان وهو واحد من اعظم خبراء الإقتصاد على مستوى العالم واللى شغل منصب الرئيس التنفيذي في مؤسسة بيمكو الاستثمارية العالمية، اللى بــ تدير أصول تزيد قيمتها على تريليون دولار أمريكي وعمل لمدة عامين رئيسا تنفيذيا في وقف جامعة هارفارد ، وعمل لمدة 15 عاما فى صندوق النقد الدولي  … وتم تصنيفه في المرتبة الــ 11 ضمن قائمة “أقوى 500 شخصية عربية في سنة 2011” .. وأخيراً عينه الرئيس الأمريكى باراك أوباما رئيسا لــ “مجلس الرئيس للتنمية العالمية” في ديسمبر 2012 … لكنه ساب كل ده ورجع مصر علشان يشارك فى بناء بلده كواحد من المجموعة الإقتصادية اللى بيتهموها ليل ونهار بالفشل !

طيب … الدولار بقى بــ 12 جنيه والإقتصاد بينهار مش كدة ؟؟ .. أحب اقول لسيادتك وأصدمك بنفس الرد اللى بــ ترد به صفحتنا على كل الأسئلة اللى من النوع ده ، وهى إنه مافيش علاقة خالص بين سعر صرف العملة المحلية أمام الدولار وبين قوة إقتصاد اى دولة .. والدليل أهو وبالأرقام واللى ممكن التأكد منها بسهولة جدا ببحث بسيط على الإنترنت:

الدولار=  (7) يوان صينى تقريبا

الدولار=  (67) روبية هندية

الدولار=  (15) بيزو أرجنتينى

الدولار=  (106) ين يابانى

الدولار=  (68) روبل روسى

الدولار=  (35) بات تايلاندى

الدولار=  (14) راند جنوب افريقى

وفى النهاية ، الدولار=  (9) جنيه مصرى …

أيوة (8.87) جنيه لأننا هنا بنتكلم على سعر الصرف الرسمى للبنك .. فــ ياترى بقى حد يقدر يتكلم عن الدول اللى إحنا ذكرناها دى ويقول إنها دول إقتصادها ضعيف أو منهار .. طبعا لأ .. وعلى فكرة عندهم فى الدول دى سوق سودة برضوا … لكن عندنا إحنا فى مصر عايشين حالة من الكربلائيات واللطم والصويت علشان الجنيه بينزل امام الدولار

طب معلش بس تعالى نسأل سؤال .. وبرضوا من منطلق سعر الصرف الرسمى للبنك ..

السؤال: ياترى هو سعر الدولار إرتفع أمام الجنيه المصرى فقط ، وإلا إرتفع امام كل العملات وهل بنفس النسبة وإلا بنسب متفاوتة !؟

الإجابة: طبعا إرتفع أمام سلة العملات كلها وبنسب متفاوتة .. و ده مالوش علاقة بقوة أو ضعف الدولار امام العملات لكن له علاقة بمنظومة البترودولار وكلام إقتصادى كتير مافيش مجال لشرحه هنا ..

وخلونا نشوف مقارنة بين سعر الصرف للعملات سنة 2016 مقارنة بسعر الصرف فى 2011 هــ نلاقى نفسنا أما أرقام إنخفاض مذهلة:

– اليوان الصينى إنخفض أمام الدولار بنسبة (-27%)

– الين اليابانى إنخفض أمام الدولار بنسبة (-40%)

– الجنيه المصرى إنخفض أمام الدولار بنسبة (-49%)

– البيزو الأرجنتينى إنخفض أمام الدولار بنسبة (-50%)

– الروبية الهندية إنخفضت أمام الدولار بنسبة (-59%)

– الراند الجنوب افريقى إنخفض أمام الدولار بنسبة (-86%)

– الروبل روسى إنخفض أمام الدولار بنسبة (-130%)

مع الوضع فى الإعتبار إن الدول الموضوعة فى المقارنة دى مامرتش بسيناريو الخراب اللى مرت بيه مصر فى خلال الخمس سنوات الماضية .. يعنى برغم ظلم المقارنة بين العملات دى مع نسبة إنخفاض الجنيه المصرى ، إلا إن الجنيه المصرى يعتبر متماسك جدا بالمقارنة بيهم

طيب إييه اللى يخلى الدولار يرتفع امام عملة معينة .. وهنا هــ نحاول نبسط الموضوع وناخد الروبل الروسى كمثال على كدة .. ويمكن أصدقائنا اللى شغالين فى مجال السياحة هــ يكونوا أكثر ناس عندهم القدرة على فهم اللى بنقوله من منطلق تعاملهم مع السياحة الروسية !!

الدولار كان فى سنة 2013 بــ يساوى 30 روبل روسى .. لكن النهاردة بــ يساوى 68 روبل .. وبقاله تقريبا سنة على الحال ده .. يعنى الدولار إرتفع أمام الروبل فى خلال سنتين تقريبا بنسبة 130% و ده نتيجة عملية الحصار الإقتصادى المفروض على روسيا ، وضرب سوق الغاز وإنخفاض سعر البترول وسياسات الإغراق وإلغاء التعاقدات الإقتصادية على مستوى الشركات ألخ ألخ ألخ … طب ياترى روسيا كدولة عظمى وقوة قطبية ، ماعندهاش خبراء أقتصاد علشان يحافظوا على سعر العملة من خلال واحد من أعلى الإحتياطات النقدية على مستوى العالم ، و أعنى به هنا ، الإحتياطى النقدى الروسى !!؟؟ .. أكيد طبعا عندهم … لكن التعامل مع الحروب الإقتصادية مش بيتم بالشكل ده .. وعلى فكرة .. اسعار السلع فى فى مصر لا يمكن ان تقارن باسعار السلع فى روسيا .. ولكننا نحترف شم الكلّة 🙂

يعنى دولة عظمى زى روسيا حصل معاها كدة .. أومال ياعينى مصر الغلبانة تعمل إييه !!؟؟؟ … بس مصر مش غلبانة .. عارفين لييه !؟؟ .. لإنه فى ظل مؤامرة مكتملة الأركان على مصر ودول المنطقة ، واللى مش عايز يشوف كدة هو حر .. و دول حواليك بتنهار وبتختفى من على الخريطة ، وشعوبها بتتشرد …  هــ نلاقى إن مصر بتواجه حرب شرسة لهدم الدولة بقالها 5 سنين .. وإنهيار الإحتياطى النقدى بتاعها من 36 مليار دولار لــ 14 مليار فى خلال 3 سنين .. مع الوضع فى الإعتبار إن الجاسوس المدنى المنتخب محمد مرسى كمان تخلص من الإحتياطى النقدى خالص … لأن الــ 14 مليار دولار دوول ماكانوش احتياطى حقيقي لكن كانوا عبارة عن 7 مليار دولار وديعه قطرية سترد بفوائدها ، و 4 مليار من ليبيا ، و ٢ مليار وديعة خليجية … يعنى الإحتياطى النقدى بتاعنا فى أخر سنة الإخوان كان تقريبا صفر !!!

و نحط على كدة كمان إرهاب داخلى يكاد يمزق أوصال الدولة على خلفية ثورتين قلبوا البلد من فوقها لتحتها .. وسيارات مفخخة وعمليات إنتحارية وهجمات إرهابية فى سيناء وعلى الحدود الغربية وتدمير قطاع السياحة بالكامل .. وكل ده ومصر متماسكة .. وسددت الوديعة القطرية بالكامل .. ودفعتين من ديون نادى باريس … وكمان إرتفع الإحتياطى النقدى بتاعنا ومازال بيرتفع ….. أااه صحيح ببطء بس بيرتفع لحد ما وصل لــ 16 مليار دولار .. وبــ تحل مشاكل داخلية زى الكهرباء والتموين وبــ تبنى مدن جديدة ومساكن لأهل العشوائيات وبــ تقوم بتطوير قرى الصعيد الأشد فقراً وبــ تستصلح أراضى وبتعمل مشروعات قومية وبتعمر سيناء وبتبنى مطارات وبتنشئ طرق .. ألخ ألخ ألخ … وبعد كل ده .. تلاقى حد طالع يقول:  “ياااااااى .. الدولار بيغلى والأسعار بتزيد” …. إييه ده بجد !!؟؟ .. هى دى مشاكلك فى الحياة النهاردة !؟

الدولار يا سيدى الفاضل مصادره فى مصر معروفة .. وهى دخل قناة السويس والسياحة وتحويلات المصريين والتصديروالإستثمارات الخارجية … و دوول كلهم والحمد لله إما إنهاروا بفعل فاعل زى السياحة مثلا .. او تراجعوا بنسبة كبيرة نتيجة تباطئ الإقتصادى العالمى … والحاجة الوحيدة اللى إتحسنت هى دخل قناة السويس طبقا للتقرير الربع سنوى لسنة 2016 .. يبقى بأمارة إييه عايزين سعر الدولار ينخفض !؟

الدولار إرتفع إرتفاع جنونى فى السوق السوداء وقفز من 9.5 جنيه إلى قرابة الــ 13 جنيه …   طب هل ده شئ منطقى !؟ .. لأ طبعا .. و رئيس شعبة المستوردين طلع على قناة إم بي سي مصر وقال: “إن اللي بيحصل للدولار في مصر مبيحصلش ومحصلش في اي مكان في العالم قبل كده.. الدولار مينفعش يزيد جنيه في الاسبوع ويزيد الضعف في سنتين.. ده مينفعش يحصل أصلا في علم الاقتصاد.. اللي بيحصل للدولار في مصر ببساطة مالوش غير سبب واحد والجميع يعلمه والحكومة تعلمه.. هو المضاربة في السوق السودا.. واللى أصبح بيحقق أرباح أعلى من أرباح تجارة السلاح و المخدرات !!” … يعنى إحنا شعب بيدمر نفسه بنفسه علشان مجرد ارباح ومكاسب شخصية .. أو بهدف تدمير الدولة عن عمد … وياريت نكون فاكرين لما الدولار كان بيتم شرائه فى دول الخليج بــ 11 جنيه مع توفير خدمة التوصيل للمنازل فى مصر فى الوقت اللى كان فيه الجنيه فى البنك بيتم تحويله بــ 8 جنيه !!! .. ومازال هذا السيناريو مستمر .. وأصدقائنا اللى عايشين فى الخليج عارفين الكلام ده كويس !

– عايزين الدولار يرخص إزاى وفيه ناس بتستهدف السياحة فى مصر بشكل مباشر داخلياً وخارجياً !؟

– عايزين الدولار يرخص إزاى وفيه ناس بتشتغل على خلق حالة من التوتر وعدم الإستقرار داخل مصر !؟

– عايزين الدولار يرخص إزاى وفيه رجال اعمال بتعمل مؤتمرات تحريضية على الدولة من خارج مصر علشان أغراض سياسية !؟ .. ويا ترى لما رجل أعمال مصرى يعمل كدة ، الإستثمار هــ يجيلك إزاى !؟

– عايزين الدولار يرخص إزاى وفيه ناس بتصقف لواحد طالع بيافطة قدام سفارة أجنبية مكتوب عليها إوعوا تيجو مصر !؟

– عايزين الدولار يرخص إزاى وإنت لو معاك دولارات بتخبيها أو تروح تبيعها لشركة صرافة علشان تكسب فرق السعر !؟

– عايزين الدولار يرخص إزاى وفيه (((بعض))) المصريين العاملين بالخارج مش بيحولوا فلوسهم عن طريق القنوات الرسمية علشان يكسب فرق السعر !؟

– عايزين الدولار يرخص إزاى وفيه ناس لحد النهاردة بتجمع الدولار برة مصر وجوة مصر وبتدفع فى شراءه أى مبلغ علشان بس تعمل أزمة سيولة دولارية فى مصر !؟

– عايزين الدولار يرخص إزاى وإنت بتنشر أخبار كاذبة على صفحتك عن إنهيار الإقتصاد فى مصر !؟

– عايزين الدولار يرخص إزاى .. وإحنا مصرّين إننا نستورد كماليات نتيجة زيادة الطلب عليها بدأً من السلع الإستهلاكية المستوردة لحد أكل الكلاب والقطط !؟

– عايزين الدولار يرخص إزاى .. وإحنا شعب بيستورد كل إحتياجاته الأساسية ومش بننتج حاجة لأن معدل الإنتاجية عند الموظف والعامل المصرى فى إجمالى القطاعين العام والخاص هو 40 دقيقة فى اليوم حسب تقارير منظمة العمل الدولية !؟

نيجى بقى لمشكلة إرتفاع الأسعار …..

طبعا جزء كبير من الموضوع وماحدش يقدر ينكره ده ، هو إرتفاع الدولار فى مقابل الجنيه المصرى ، لإننا وللمرة المليون بنقول إننا شعب مستهلك وبنعتمد على الإستيراد .. لكن إوعى تكون فاكر إن ده هو السبب الوحيد .. لأ .. أبثلوتلى …. أهم سبب هو الجشع اللى اصبح يجرى فى كثير من الناس مجرى الدم من العروق !!! 🙁 …

  • اللى شغال على عربية بيبيع شاى وقهوة بــ يغلّى سعره 300% ويقول لك اصل الدولار غلي !
  • اللى بــ يبيع فول على عربية كارّو بــ يغلّى سعره ويقول لك اصل الدولار غلي !
  • اللى بيشتغل فى منتجات ملابس بصناعة مصرية 100% بــ يغلّى سعره ويقول لك اصل الدولار غلي

وفى نفس الوقت اللى الأسعار فيه بترتفع بشكل جنونى .. ولو أخدنا شهر رمضان اللى فات كمثال ، وقولنا إن الأسعار إرتفعت فى المتوسط بنسبة 15% .. هــ نلاقى إن نسبة الإستهلاك ومعدل الطلب على السلع زاد بنسبة 35% … طب حد يقدر يقوللى التاجر يرخص سعره ليه طالما الطلب بيزيد !!؟؟ … ولو بعدنا عن السلع الإستهلاكية .. هــ نلاقى طبقا لأخر إحصائيات الغرفة التجارية عن العام 2016 .. إن مصر سجلت أعلى نسبة مبيعات فى تاريخ تجارة السيارات فى مصر برغم الإرتفاع الجنونى لأسعار السيارات !!!!!!

للأسف .. إحنا عارفين ومتأكدين إن بلدنا بتمر بمرحلة صعبة لكننا بنتعامى عن الحقائق الواضحة اللى شايفينها كلنا ، وبنصب غضبنا كله على أى حد تانى .. لمجرد إن كل واحد فينا عايز يمر من الظروف الصعبة من غير ما يتعور أو يوسخ إيديه !!

العالم كله حوالينا بيعانى .. ودول بتنهار .. وإرهاب إسود بــ يجتاح حتى أوروبا .. وتكتلات إقتصادية بــ تنهار .. ودول على شفا الإفلاس .. وإحنا بنقول: ياااااى الأسعار غليت !!!

إحنا للأسف بندفع ثمن سنوات من الخطأ .. وفى نفس الوقت بنساهم بخطأ يمكن اكبر .. وهو إننا بنتعامى عن الحقائق .. ونعطى الفرصة للأخرين اللى هم اصلا مغرضين إنهم يعملوا لنا عملية شوشرة ذهنية !

وأحب افكر حضراتكم إن الرئيس السادات مثلا لما حب يعمل إصلاحات إقتصادية ويشيل الدعم أو يقلله ، ويحرر إقتصاد السوق .. البلد ولعت وحصلت الأحداث اللى بيسموها إنتفاضة الحرامية ، وتم تخريب البلد علشان الأسعار زادت بضعة ملاليم أو قروش .. فى الوقت اللى دولة الصين ويمكن فى نفس المرحلة قامت بنفس الإصلاحات  والشعب الصيني تفهم الامر و تحولت الصين من دولة بــ تعاني فى بعض أجزاء كبيرة من أراضيها من مجاعات أدت الى التهام لحوم البشر والموتي ، الى دولة اقتصادية عظمي .. يعنى شعبنا العظيم ماقدرش يتحمل وقتها ، علشان يفضل الوضع زى ما هوة .. فى حين إن كلنا شايفين الصين النهاردة فين …. وإحنا النهاردة وبعد 40 سنة بنكرر نفس الغلطة .. علشان مش قادرين نستحمل ، وعلشان يفضل الوضع على ما هو عليه كمان 40 سنة … برغم إن الوضع النهاردة أصعب بكتيير وبمراحل من الوضع سنة 1977 … وكل ده لييه !!؟؟ .. علشان النمط الإستهلاكى اللى إحنا عيشين فيه واللى وصل لمستوى مخجل من التواكل اللى وصل إلى حد البلطجة ..!!

دولة الأرجنتين كمان كمثال حررت سعر الصرف بتاعها سنة 2011 وسعر الدولار كان بيساوى وقتها 10 بيزو أرجنتينى ، وحصلت للدولة هزة إقتصادية كبيرة وإنخفضت العملة بشكل كبير ، وكانت خطة الحكومة إن سعر صرف الدولار يوصل بعد 5 سنوات الى 15 بيزو أرجنتينى .. وهو ده بالفعل اللى حصل النهاردة فى 2016 .. والشعب إستحمل وإشتغل بجد .. والنتيجة إن حجم الناتج القوى الأرجنتينى وصل النهاردة لــ 600 مليار دولار .. يعنى تقريبا ضعف حجم الناتج القومى المصرى ! …. وهو ده اللى مصر بتعمله النهاردة .. إنها واحدة واحدة بتحاول تحرر سعر السوق علشان الجنيه يوصل لقيمته الحقيقية .. وفى نفس الوقت بتحرر الإقتصاد المصرى من الإعتماد على الأسلوب الريعى ، وبتوجهه علشان يبقى إقتصاد إنتاجى .. ولما ده يحصل ، والناس تشتغل والميزان التجارى يتقلب ويقلب عجز الموازنة لفائض إنتاج .. ساعتها مش هــ تفرق معانا بقى الدولار يغلى أو يرخص .. أو يبقى حتى بــ 20 جنيه .. ده مش مهم .. لأن تأثرنا بسعر الدولار ساعتها هــ يكون دخل فى نطاق حزام الأمان زى الدول المحترمة !!

الدولة المصرية فى العصر السابق ساهمت بشكل كبير فى اللى إحنا وصلنا له النهاردة .. لأن الحكومات المتعاقبة فى زمن حكم مبارك كانت كلها خايفة تقرب من الملف ده ، علشان ماحدش عايز يشتغل علشان البلد … كلهم إتعلموا الدرس من اللى حصل سنة 1977 .. وكل واحد كان خايف على منصبه .. وعايز يسلمها من غير مشاكل .. وإحنا إستمرأنا الموضوع وعجبنا تثبيت سعر الدولار .. وخدعنا نفسنا بإننا ناس جامدين أوى .. وإعتمدنا على نظام إقتصادى هش قائم على اساس ريعى زى ما شرحنا فى مقال سابق .. ، مش معتمد على حاجة عليها القيمة غير عوائد القناة ومدخلات السياحة .. ونطلع نقول إننا حققنا نسبة نمو 7% .. فى الوقت اللى إحنا بنستورد فيه كل حاجة من برة حتى أكل القطط والكلاب .. تقولش عايشين فى رفاهية سويسرا …. لكن أقتصاد إنتاجى حقيقى مافيش .. خطط مستقبلية مافيش .. واصبحنا تحت رحمة أى تباطئ إقتصادى عالمى يؤثر على قناة السويس .. أو أى حادث إرهابى أو حتى أنبوبة بوتجاز تفرقع فــ تأثر على السياحة .. ونفضل طول عمرنا ممسوكين من إيدنا اللى بتوجعنا …  ولما جاتلنا الفرصة علشان نخرج من كل ده وفى ظروف اصعب من اى ظروف مرت بيها مصر على مدى تاريخها .. قعدنا نلطم ونصوت ونتباكى ونقول: يااااااى الأسعار غيت والجنيه بينهار !!

وفى النهاية .. هل عندنا أزمة فى الإقتصاد وفى العملة الصعبة !؟ .. طبعاً .. هل عندنا مشاكل فى قطاعات كبيرة فى الدولة محتاجة شغل كتيييير وخطط وإنفاق مش هــ يتوفر بين يوم وليلة !؟ … ماحدش ينكر ده … هل الأسعار غليت بشكل مبالغ فيه !؟ … طبعاً بكل تأكيد … هل ده كله ناتج عن حرب شرسة ضد مصر والهدف منها هدم الدولة وتشريد شعبها !؟؟ .. بيتهيألى اللى ينكر ده يبقى مغيب فاقد الوعى والبصر والبصيرة … لكن فى نفس الوقت الحياة ماشية ….. أااه صعبة صحيح بس ماشية ….. كل واحد فينا بيبنى مستقبله ومستقبل اولاده ….. المدارس والجامعات مفتوحة ….. والأولاد بتتعلم وبتخرج وبتتفسح ….. مش خايف تخرج فــ ييجى حد بقنبلة يفجر كل اللى موجودين أو بعربية نقل يفرم تحتها 80 أو 90 فرد .. و ده بيحصل النهاردة فى إوروبا ، لو إحنا واخدين بالنا 😉  ….. قطاع الأعمال شغال .. أااه بــ يزق صحيح بس شغال …. بلدنا أمنة مطمئنة ….. مافيش جزء من ارضنا محتل … ماعندناش أزمات كارثية زى الكهرباء والمية ….. قاعد فى بيتك مطمئن ….. مش خايف تنام ماتقومش بسبب قذيفة تدمر بيتك وتموت أهلك …. عندنا أمل فى مستقبل كويس بإذن الله ، بسبب كل اللى بــ يتم التخطيط له وبــ يتم بنائه علشان اللى جاى فى خلال سنتين تلاتة بالكتير يبقى أفضل وأحسن .. وهــ يبقى أفضل بإذن الله 🙂 🙂

جايز يكون كلامنا النهاردة صادم للبعض .. ويمكن يكون قاسى حبتين .. لكن تقييم اوجه النقص والقصور يجب أن يخلو من أى تعاطف .. وفى الأخر إحنا هدفنا التوعية ولفت الأنظار للنقاط اللى ممكن تكون غايبة عن البعض .. وسبب غيابها مش تقصير من البعض ده ، على قد ما هو تشويش فى وسط حالة الجنون وعملة تغييب الوعى الممنهجة اللى إحنا كلنا أصبحنا عايشين فيها النهاردة !

خلّوا بالكم من وعيكم ، وخلو بالكم من بلدكم ، وماتسمحوش لحد إنه يستغل بعض معاناتنا علشان يلعب بينا .. لأننا كلنا كشعب مصرى بندفع ثمن إننا وقفنا وقولنا لأ .. ولو مش هــ نقدر نستحمل زمن الزرع ، يبقى مانستحقش نشوف وقت الحصاد … وعلشان كدة .. لازم دايما نتجرد من عواطفنا ، ومن الضغوط اللى علينا ، ومن الشوشرة اللى حوالينا .. ونفكر صح بأسلوب علمى منهجى .. ويمكن يكون ده هو مدخلنا لمقال قادم بإذن الله

نعتذر بشدة عن الإطالة .. وللحديث بقية

لمتابعة تعليقاتكم