وإبتدى المشوار

01 Oct 2016

وإبتدى المشوار

—————–

أخيراً … البدأ بــ تنفيذ إعتبار اليوان الصينى من سلة العملات الدولية المعترف بيها كإحتياطى نقدى عالمى  بعد ما وافق المجلس التنفيذى لصندوق النقد الدولى فى 30 نوفمبر 2015، بإعتبار اليوان الصينى عملة قابلة للاستخدام الحر بدءاً من 1 أكتوبر 2016 ، وسيتم إدراجه فى سلة عملات حقوق السحب الخاصة كعملة خامسة، مع الدولار الأمريكى واليورو والين اليابانى والجنيه الاسترلينى .. واللى بيعكس التقدم اللى حققته الصين فى إصلاح النظام النقدى و النظام المالى وتحسين مناخها الإقتصادى و بنيتها التحتية .. وتوقع بعض المحللون فى الـ BBC إنه بحلول عام 2030 سوف يحتل اليوان المركز الثالث بين أهم العملات العالمية مع الدولار الأمريكى واليورو .. ده لو الدولار الأميريكى فضل مكانه 🙂

طبعا ده الكلام الرسمى اللى بيتقال .. لكن الكلام اللى مش رسمى هو إن الصين فرضت نفسها كقوة إقتصادية جبارة وعملاقة بعد ما قررت إنها تنهض من كبوتها الإقتصادية فى السبعينات وتعمل إصلاح لمنظومتها الإقتصادية .. وقرر شعبها بكل طوائفه إنهم يشتغلوا وينتجوا علشان ينهضوا ببلدهم .. وأهو الصين النهاردة بتكتسح العالم بمنتجاتها الإقتصادية شرقاً وغرباً (وإفتكروا الكلام اللى قلناه فى مقال صفحتنا عن أزمة الدولار) .. والفارق بين المصريين والصينيين فى السبعينات ..

نحب بس نلفت نظر أصدقائنا إن الصين اللى تعتبر ثانى اقوى إقتصاد فى العالم بعد الولايات المتحدة الأميريكية ، فيها 200 مليون مواطن فقير طبقا للمعايير العالمية ، منهم 82 مليون إنسان تحت خط الفقر بمعدل دخل 1.25 دولار يومياً يزيد او يقل … و ده معناه إن قوة الإقتصاد لدولة ما ، مالوش علاقة بوجود فقراء من عدمه .. و ده لا يتعارض أبدا مع إنه من أهم مسئوليات أى دولة إنها تدعم الفقير وتحاول ترفع من شأنه ومستواه المعيشى .. بس إحنا بنقول الكلام ده علشان بتوع مش لاقيين ناكل ومصر أسؤ مكان فى الكون و “اللهم هجرة” اللى هم بيرددوها طول الوقت وكأن فيه حد ماسك فيهم وبيقول لهم والنبى مانتوا ماشيين 🙂

الأهم من كدة بقى زى ما ذكرنا فى مقالنا بالأمس وإحنا بنتكلم عن قانون جاستا ، إنه بدأ التداول المباشر لليوان الصينى مع الريال السعودي والدرهم الإماراتي في سوق النقد الأجنبي زى ما نشرت صحيفة عكاظ السعودية واللى ذكرت إن بكين اتفقت على تأسيس نظام لأسعار الصرف المباشرة بين عملتها اليوان والريال السعودي والدرهم الإماراتى … ومش كدة وبس

ومش كدة وبس .. لكن بالنسبة لمصر أعلنت هيئة قناة السويس عن إضافة “اليوان الصينى” لعملات رسوم عبور السفن .. و ده طبعا يفرق كتير بالنسبة للإقتصاد المصرى زى ما قال الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس، إن إضافة “اليوان الصينى” إلى سلة وحدات حقوق السحب الخاصة وسلة العملات التى يتم تحصيل رسوم العبور على أساسها بقناة السويس يمثل إضافة قوية ويحمى إيرادات القناة من التقلبات فى أسعار الدولار خاصة فى ظل عدم الاستقرار الذى يشهده الاقتصاد العالمى .. و ده فى حد ذاته كرسى فى الكلوب .. لأن الصين بتمتلك واحد من أكبر واضخم الأساطيل التجارية واللى ناقلاته العملاقة بتعدى من قناه السويس .. و ده معناه إن مدخلات الدولة هــ تشهد رواج من العملة الصينية ..

ومش كدة وبس كمان … لكن إفتكروا لما الرئيس السيسى والرئيس الصينى تبادلوا الزيارات ووقعوا إتفاقيات تبادل تجارية وإتكلموا عن إعادة تفعيل خط الحرير الصينى .. وطبعا ترتب على الزيارات دى والكلام اللى داخل الغرف المغلقة ، و اللى إحنا مانعرفش عنه حاجة ، دعوة الرئيس المصرى لحضور قمة دول العشرين الإقتصادية …. و ده غير إنه بدأ الحديث دلوقتى عن التبادل التجارى بين مصر والصين باليوان الصينى بإعتباره عملة اساسية ومعترف بيها بين عملات الإحتياطى النقدى العالمى .. و ده يعتبر على المدى الطويل ، ضربة قوية لتجار العملة لأنه هــ يخفف الضغط على المضاربة والمتاجرة بالدولار فى مصر .. وطبعا ده غير إن أكبر المساهمين فى مشروع العاصمة الإدارية الجديدة هى الصين 🙂 .. يعنى مصر بتتحول لشريك إقتصادى للصين 😉

طبعا إحنا كنا إتكلمنا إمبارح فى معرض حديثنا وتحليلنا لقانون جاستا “قانون العدالة لمكافحة الإرهاب” عن إن المعركة الإقتصادية لكسر الدولار هــ تبتدى تشتعل مع أميريكا .. وأدى أول البشاير ..  وضيف عليها بقى عملية التصعيد (الفشنك) على المسرح السياسى من جانب الولايات المتحدة بخصوص سوريا لمنع الروس ونظام الأسد من تحقيق أى مكاسب فى حلب خلال فترة الشلل السياسى اللى هــ تدخل فيها اميريكا حتى نهاية الإنتخابات فى نوفمبر القادم وإجراء عملية التسليم والتسلم فى يناير المقبل .. وعلشان كدة أميريكا بترفع من حدة تصريحاتها وبتلعب بالألة الإعلامية .. وفى المقابل الروس بــ يردوا بقوة شديدة وبيهددوا برد فعل مزلزل لو أميريكا تدخلت بشكل مباشر .. !!

طبعا أميريكا تراجعت وجون كيرى أبلغ المعارضة السورية ان أميريكا مش هــ تقدر تقوم بأى عمل عسكرى ، وإنه مش هــ يقدر يعمل لهم حاجة فى مواجهة الروس بالرغم من إن أميريكا اعلنت انتهاء الدبلوماسية مع روسيا فى الملف السوري بعد إنهيار الهدنة .. و ده معناه مرة أخرى ضربة للسياسة الأميريكية ومنعها من حماية رجالتها فى سوريا .. وهو ده اللى كانوا بيستميتوا لتحقيقه بكل حالة التصعيد اللى كانوا بيعملوها قبل دخول أميريكا فى حالة الكمون الإنتخابى !!

العجلة بتتسارع .. والعالم كله بيهرول لإستقبال التغيير الجديد .. ووسط كل ده .. مصر بتشق طريقها بمنتهى الثقة برغم كل الصعوبات والتحديات … وحتى لو كان فيه سلبيات يمكن كلنا شايفينها .. لكننا مكملين على الطريق لحد ما نوصل لبر الأمان بإذن الله

 لمتابعة تعليقاتكم