حملة الشعب يأمر .. من منظور مختلف

10 Oct 2016

حملة الشعب يأمر .. من منظور مختلف

————————————- 

مقال النهاردة كان مفروض إننا ننشره من 5 ايام .. لكن تلاحق الحداث وتزامنها مع إحتفالات أكتوبر ووصول الميسترال “انور السادات” وتوأم حاملة الطائرات الميسترال “جمال عبد الناصر” .. ورغبتنا فى الإحتفال بمصر ومع مصر ، والحديث عن جيشنا العظيم بمجموعة مقالات قديمة وجديدة ، خلّانا نأخر المقال ده شوية ..

طبعاً الهدف المعلن للحملة هو الرغبة فى تقليل الأعباء عن الفقراء والغلابة والأكلاشيهات الجميلة جداً دى ، واللى هى الهدف الأسمى لنا جميعا من أول رئيس الدولة ، ومروراً بالحكومة ، ولغاية أبسط مواطن مصرى بيتعاون مع أخوه المواطن على قد إمكانيات كل واحد فيهم فيما يسمى بالتكافل الإجتماعى ، لمواجهة أعباء الحياة وموجة الغلاء فى الأسعار اللى أصبحت موجة محسوسة جداً وأثرها واضح على جميع المصريين سواء فقراء أو محدودى الدخل أو حتى الأغنياء … وعلشان كدة خلينا نقول إننا متفقين مع الحملة ومختلفين معاها فى نفس الوقت ..

طب إزاى نكون متفقين ومختلفين !!؟؟

فى البداية أكيد طبعا إحنا متفقين مع الحملة .. ومستمرين فى دعمها حتى بعد ما تنتهوا من قراءة المقال ده ، لأننا بكل تأكيد مع اى شئ ممكن يدعم حق أى إنسان فى حياة أحسن ومستوى معيشى أفضل وتقليل الأعباء عن الجميع فى ظل أزمة إقتصادية طاحنة نعيشها فى مصر .. لكن فى نفس الوقت لازم نعترف إن الأزمة دى بتعصف بالعالم كله من أقصاه إلى أقصاه بداية من الدول الفقيرة ووصولا إلى الدول العظمى سواء أميريكا ، أو الدول الأوروبية ، أو حتى دول الشرق الأقصى والدول الخليجية .. واللى وصل لدرجة إن بعض الدول أصبحت بــ تواجه بالفعل شبح الإفلاس أو الإنهيار الإقتصادى ….

إنما بقى مختلفين مع الحملة لييه !!؟؟ فــ ده له كلام تانى خالص .. لأننا مش مختلفين مع موضوع الحملة فى حد ذاته ، ولكن مختلفين مع الأسلوب والطريقة والأهداف اللى تم بها ، ومن خلالها ، ومن أجلها إطلاق الحملة دى …. وهو ده اللى لازم ناخد بالنا منه كويس أوى ..

أولاً … الدعوة للحملة كانت من خلال أحد برامج التوك شو الخاصة بإعلامى له جمهوره الكبير ، فى محاولة لإضفاء زخم إعلامى للبرنامج بتاعه ، بعد النجاح اللى حققته الفنانة الجميلة إسعاد يونس فى حملتها لدعم المنتج المصرى ، … يعنى الموضوع عبارة عن حملة دعائية مش اكثر ..

ثانياً … الدعوة لتخفيض أسعار المنتجات والسلع .. متزامنة مع كلام الرئيس السيسى لما قال إن السلع هــ تبقى متوفرة فى السوق فى خلال شهرين .. وهــ يبقى فيه زيادة فى المعروض ، وبالتالى هــ يحصل إنخفاض فى الأسعار .. وكأن اللى بيدعوا للحملة من إعلاميين ومواقع الإخبارية زى “اليوم الساقع” مثلا عايزين يخطفوا الموضوع ويبقى لهم السبق علشان لما الأسعار تنخفض يبقى هم اللى عملوها من خلال حملتهم .. ولو ماحصلش .. يبقى والله إحنا عملنا اللى علينا لكن الموضوع مش فى إيدينا .. 🙂 .. والشئ الجميل بقى لما تلاقى شركة منصور بتاعة سلسلة مترو ماركت واللى رفعت أسعارها بشكل جنونى ، ومعاهم سلسلة خير زمان بتاعة خيرت الشاطر اللى إتقفشوا مخزنين السكر فى مخازن أحد فروع السلسلة فى بداية أزمة السكر ، بيتكلموا عن إنه فيه عربيات بتلف على القرى لتوصيل المنتجات بالأسعار المخفضة زى ما بتعمل القوات المسلحة (دى الجملة اللى قالها بالفعل ممثل مجموعة منصور) …. ياااااه .. للدرجة دى إنتم خايفين من الإجراءات اللى بتتعمل وهــ تتعمل فى السوق !!؟؟ … طب كنتم فين من زمان !؟ 🙂 

ثالثاً .. تعالوا بقى نشوف الحملة وألياتها .. هــ نلاقى إنه مافيش أى ألية للتنفيذ ولا ضمان للإستمرار حتى لمدة فترة الــ 3 شهور اللى تم الإعلان عنها .. بل بالعكس .. الموضوع كله حملة إعلانية من التجار ورجال الإعمال اللى بيشاركوا فى المبادرة وكل واحد طالع بنفسه ، و بيعلن عن محلاته ومنتجاته ومصانعه وبيقولوا إنهم خفضوا منتجاتهم 20% و 30% و 35% من غير أى حاجة تقول السعر كان كام وبقى كام غير كلامهم هم بس اللى بيقولوه .. ومن غير أى ضمان زى ما قولنا لإستمرار الكلام ده لفترة قد إييه …. !!

رابعاً … من الأخر كدة ، ومع فرض إن التجار دوول خفضوا أسعار منتجاتهم 20% أو 30% ، فــ ده بالنسبة لهم كأنه ثمن الإعلان عن نفسهم وعن مصانعهم ومنتجاتهم ، لكن مش علشان سواد عيون المواطن الغلبان والوطنية والتكافل الإجتماعى وحب مصر والكلام ده كله .. وخصوصاً إن رجال الأعمال والتجار والسلاسل السلعية دوول ، هم هم نفسهم اللى رفعوا الأسعار بنسبة 40% و 50% على المواطن .. وخزنوا البضائع فى مخازنهم علشان يعطشوا السوق والأسعار تزيد ، وشالوا التيكيت القديم اللى على المنتج ابو سعر قديم ، وحطّوا التيكيت الجديد على القديم و الجديد .. 🙂 …. طب وهو المواطن ساعة ما عملوا كدة ، مش كان غلبان برضوا !!؟؟ .. وإلاّ هو كان غنى وشرير قبل الإعلان عن الحملة ، وبعدين بقى غلبان ومسكين بعد الإعلان عن الحملة !!؟؟ …. إرحمونا من الإستهبال يرحمكم الله … 🙁 .

و ده طبعا غير إن اللى عايز يخدم الناس ويخدم المواطنين مش مستنى حملة فى الإعلام يقودها إعلاميين يتجاوز دخلهم السنوى ملايين الجنيهات ، سواء كراتب صافى أو من خلال نصيبهم من شركات الدعاية والإعلان …. ولا مستنى رجال أعمال ، و تجار بتتاجر أول ما بتتاجر بقوت الشعب الغلبان وبــ تزوّر فى الدفاتر ومستخلصات الجمارك وبتدفع رشاوى علشان تتهرب من الضرايب .. فى الوقت اللى فيه ناس بتقدم أغلى شئ عندها وبتضحى وبأرواحها وبــ تتيتّم أولادها علشان بلدها .. وكل ده بدون أى مقابل !!! … وعلشان كدة صدقنى يا أيها الإعلاميين الأفاضل ، ويا أيها السادة التجار ورجال الأعمال المحترمين .. الموضوع مش محتاج حملة علشان تخفّضوا الأسعار لكن الموضوع محتاج إنه يكون عندكم البتاع ده اللى إسمه ….. (((ضمير))) ! 🙂

خامساً … من خلال دراسة قشور أساسيات علم التسويق والدعاية والإعلان ، لازم نعرف إنه جزء من تكلفة أى منتج فى الدنيا هى تكلفة التسويق ، والمادة الإعلانية .. بمعنى إن أى إعلان بيتم بثه بأى وسيلة ، وحضرتك بتروح تشترى المنتج بعدها ، بيكون جزء من ثمنه هو الإعلان اللى حضرتك شوفته واللى خلاّك تشترى المنتج ده … وبما أن شركات الدعاية والإعلان بتدفع للسادة الإعلاميين الأفاضل نسبة 10% فى المتوسط على السلع والمنتجات اللى بيتم الإعلان عنها فى برامجهم و ده طبعا على حسب قوة الإعلامى ، وشهرته ، وعدد متابعيه ، ومدى تأثيره فى المتابعين دوول .. فــ معلش يعنى إسمحولى أتساءل .. هو لييه الإعلاميين دوول واللى منهم طبعا الأستاذ عمرو أديب والأستاذ خالد صلاح اللى بيقبضوا هم وزمايلهم بالملايين ، مايبدأوش حملة لتخفيض العمولة بتاعتهم أو تخفيض مرتباتهم المليونية بنسبة 20% وبالتالى يتم تخفيض تكلفة الدعاية والإعلان فى القنوات والبرامج والشركات المنتجة واللى هــ ينعكس بشكل مباشر على أسعار السلع بالنسبة للمواطن الغلبان اللى هم بيتاجروا بيه ليل ونهار !!؟؟ … بيتهيألى ده سؤال محتاج إجابة … (مش كدة وإلا إييه !؟) بصوت الفنان فؤاد المهندس 😉 🙂

طب بلاش كدة … ياترى مافيش حملة أو هاشتاج “الشعب ينتج” أو “الشعب يعمل” أو “الشعب يبنى بلده” .. وإلا هو إحنا لازم نفضل عايشين فى إطار النمط الإستهلاكى للمواطن المصرى علشان تفضل إيدينا ممدودة لرجل الأعمال والتاجر .. بنفس منطق السنارة والسمكة … وخصوصاً إن عمرو أديب جابها على بلاطة لما قال بعضمة لسانه إن الحملة مش هــ تستمر ..  🙂

سادساً … عمرنا ما هــ ننسى أبداً وصلة الردح اللى كانت بين عمرو أديب وخالد صلاح قادة حملة الشعب يأمر ، فى الخناقة الشهيرة اللى بينهم وبين بعض ، واللى نشرناها من 5 شهور فى الفيديو ده ، وكل واحد فيهم بيعاير الثانى .. ، ونسمع الأولانى وهو بيقول للتانى أنا مش عايز أقول و روح شوف إنت كنت بتروح لمين وأخبار خيرت الشاطر إييه .. ، والثانى يقول للأولانى إنت عندك بلاوى سودة وعيب لما نقول كدة على بعض .. وفى الأخر لمّوا الموضوع علشان يداروا على بعض ومايفضحوش فسادهم

وأخيراً … بالتزامن مع إقتراب الدعاوى الفشنك أوى بتاعة مظاهرات 11/11 ، فإختيار إسم الحملة نفسه (الشعب يأمر) .. على نفس وزن (الشعب يريد) .. تثير التساؤل والريبة بشكل كبير … مع كل ما صاحبها من ظهور محامى التيارات الإسلامية “منتصر الزيات” على القنوات الفضائية بإعتباره قائد هيئة المحامين للمطالبة بإسقاط القيمة المضافة عنهم كمحامين ، ومايمنعش طبعاً إنهم يتاجروا برضوا بالغلابة وبأوجاع الناس كعادتهم … وفى نفس ذات الوقت واللحظة والثانية يتم الترويج لموضوع عودة احمد عز للأضواء من جديد عن طريق عودة الحياة لنشاطاته الإقتصادية .. وكأن اللى بيقوم بالترويج للموضوع ده عايز يخلّى اللى ماسمعش يسمع .. علشان يتم دس السم فى العسل ، وإيجاد نفس المناخ الحاضن للترويج لأسباب دعاوى مظاهرات 11/11 كإستنساخ لنفس اسباب 25 يناير .. !! .. وأعتقد اللى تابع الكام حلقة اللى فاتوا من برنامج عمرو اديب هــ يفهم معنى كلامنا إييه !! 😉

مرة أخرى .. إحنا مش ضد الحملة .. بل بالعكس .. إحنا بندعمها .. وبندعم المنتج المصرى بالذات .. و هــ نقوم بنشر مقال بخصوص عن الموضوع ده قريب جداً .. لأننا كمواطنين ضمن قطاع كبير من الشعب المصرى هــ نستفيد من حملة التخفضات دى  .. لكننا فقط بنحاول نلقى الضوء ونشاور على مواضع الشك والريبة وبنحذر من اسلوب دس السم فى العسل من خلال برامج التوك شو اللى بتبث سلبية ويأس وتشاؤم .. لأنهم أول المستفيدين من صناعة والترويج للأزمات لأنهم بياكلوا عليها عيش !!

 الحدّاية عمرها ما بترمى كتاكيت .. ورجال الاعمال والإعلاميين دوول كلهم جربناهم بدل المرة ألف ، وعارفين أدوارهم و تمويلهم للاعلام و للحملات ضد الدولة و المواطن .. وخصوصاً بعد الأيام والسنين اللى فاتت ما كشفت كثير منهم على حقيقتهم وحرقتهم تماماً سواء هم أو الإعلاميين بتوعهم ……

المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين ….. الشعب يريد ….. الشعب يأمر 🙂 🙂 🙂

وأدينا مستمتعين .. وبنتفرج على السيرك ..

لمتابعة تعليقاتكم