الخلاصة فى كلمتين

07 Nov 2016

الخلاصة فى كلمتين 

——————- 

كل واحد على قد حلمه …. ولو حلمك إنك تبنى دولة .. هــ تبنى الدولة .. لكن لو حلمك فى كيس سكر .. يبقى خليك مع حلمك ، وسيبنا إحنا نشتغل علشان نحقق حلمنا ..

فى ناس آمنت بحلمها .. وإشتغت عليه .. وحققته … الحلم ده ممكن يكون نجاح فى مدرسة .. دخول كلية معينة .. تقدير عالى فى الكلية ورسالة ماجيستير أو دكتوراه .. الزواج من اللى بتحبه أو تحبها .. الإلتحاق بوظيفة معينة .. الترقى فى الشغل علشان توصل لمركز كبير … مشروع صغير تشوفه بينمو ويكبر قدام عنيك وتنجح فيه .. فكرة ممكن تتنفذ وتفيد ناس تانية .. براءة إختراع .. ديوان شعر أو حتى كتاب وإلا مقال تنشره .. تعمل فلوس كتير وتبقى مليونير .. تخلف عيال وتربيهم تربية صالحة .. تسافر للخارج وتشق طريقك فى بيئة تانية ومع ناس تانية وتنجح برضوا … وغير كل ده من الأحلام اللى كل واحد فينا حققها ، أو بــ يسعى لتحقيقها علشان يبنى نفسه ، وممكن يواجه علشانها مصاعب كتيرة .. لكن المهم فى الأخر إننا بنحقق حلمنا ، أو على الأقل جزء من الحلم فى حدود قدرات كل واحد فينا ، والظروف المحيطة ..

طب لو حلمك ده إنك تبنى دولة … تبنى بلدك .. ياترى هــ تعمل إييه !؟ .. لييه تخلى حلمك صغير !؟ .. ليه مايبقاش حلم ممكن يطول السما .. حلمك إنك تبنى بلدك ، واللى من خلاله هــ تحقق أحلامك الشخصية … طب لما انت بتواجه مصاعب فى تحقيق حلم شخصى وبتستحمل .. طب ما يبقى حلمك إنك تبنى دولة وتستحمل برضوا … المهم إنك تؤمن بحلمك وتسعى لتحقيقه … جرب كدة .. إنت مش عملت ثورة و ماوصلتش لحاجة من وجهة نظرك !؟ .. طب ماتجرب تعمل العكس وتحارب فى صف بلدك وتسخر مجهودك فى إنك تبنيها ، مهما كانت الصعوبات .. وتؤمن إنك بتبنيها علشان نفسك وعلشان أولادك ، مش زى ما أقنعوك إنك بتبنيها علشان ناس تانية !!

البلد كدة كدة بتتحرك ويتتقدم لقدام .. صحيح فيه صعوبات .. صحيح فيه تضحيات .. صحيح الموضوع مش سهل .. لكن دى فرصتك علشان تنط فى القطار اللى بيتحرك بدل ما يفوتك .. سبيك من حالة الغضب اللى انت فيها ، وبص للموضوع من وجه النظر الأوسع ، علشان تشوف إنت رايح على فين .. وبلدك رايحة لــ فين !! … بلدك محور العالم .. إذا كنت مش عايز تشوف كدة إنت حر .. بس بلدك عملت إنقلاب عالمى فى 30 يونيو .. ركز كدة وبص على تداعيات السياسة العالمية من بعد 30 يونيو .. بص كدة وشوف مصر عالميا كانت فين وبقت فين … مش كنت مش عايز تبعية أميريكية .. مش كنت طول الوقت بتصرّخ وترفّس فى الأرض وتقول مش عايز هيمنة إقتصادية وسياسية .. مش كنت بتقول مش عايز كفيل !!؟؟ … إنت بجد مش شايف إن ده حصل !!؟

طب إنت مش قادر تشوف إنك بالفعل بتتحرر إقتصاديا برغم كل الصعوبات والأعراض الجانبية اللى إنت بتدفعها النهاردة !؟ .. على فكرة .. القلب الميت والصدر المفتوح وأنت عايز تتحرر سياسيا وأقتصاديا وتبنى دولة ، ده أكيد له ثمن .. ومشكلتك إنك عايز تاخد من غير ماتدفع الثمن .. أنت عايز تبقى دولة كبيرة وقوية ، بس زعلان من إنتشار مصر سياسياً علشان خايف من ردود الأفعال أحسن تأثر عليك سواء كنت مغترب فى دولة ثانية ، أو حتى داخل بلدك .. عايز جيشك يبقى أقوى جيش فى العالم .. بس مش عايز الجيش يتسلح ، ومش عايز تواجه أى تهديدات ، وكمان بتهاجم الجيش لما بيواجه التهديدات دى بالنيابة عنك … عايز تصلح المنظومة الإقتصادية .. بس مش عايز الدعم يتشال … عايز تصلح منظومة التعليم ، بس مش عايز الدولة تاخد من الدعم وتصرف على التعليم .. عايز الدولة تعمل تنمية وتنهض وتبقى دولة منتجة ، بس مش عايز إنت تشتغل وتتعب وتنتج … بتشاور على تجارب الأخرين (البرازيل وماليزيا وسنغافورة وجنوب أفريقيا) وعايز تبقى زيهم ، لكم مش عايز تدفع الثمن اللى هم دفعوه … عايز الدولة تحارب الفساد وتقضى عليه .. بس مش عايز تشترك فى ده ، بل بالعكس إنت بتشارك فى الفساد … علشان مكسل أو مستخسر تبلغ عن الفاسد ، علشان عايز تخلص نفسك ، أو مستخسر تضحى بوقتك …. طب إزاى عايز البلد تتقدم من غير ما تضحى !؟؟ .. يا أخى ده فيه ناس بتدفع عمرها عن طيب خاطر علشان بلدها

الإستمرار فى منظومة الدعم كان أكبر خطأ إرتكبته الدولة من أيام الرئيس السادات الله يرحمه .. اللى حاول يحرر الإقتصاد فى سنة 1977 لكن الناس نزلت ولعت فى البلد .. وكانت النتيجة إنك عملت نظام إقتصادى مش موجدود فى أى حتة فى العالم .. نظام رأسمالى بفكر وأداء إشتراكى .. وفضلنا عايشين على المسكنات وتلبيس طاقية ده لطاقية ده .. لغاية ماوصلنا للى إحنا فيه النهاردة بعد 5 سنوات كشفت المأساة اللى إحنا عايشينها .. و وضع ماينفعش يستمر فى ظل ظروف إقتصادية صعبة ، مش فى مصر بس ، لكن على مستوى العالم كله

الدولة كان ممكن ماتعملش كل ده .. وتفضل تدفع من الموازنة العامة .. لكن هــ يجى وقت بعد سنتين أو ثلاثة ، ومع الأوضاع الإقتصادية العالمية ، وكمان الزيادة السكانية فى مصر مش هــ تقدر تدفع .. و هــ نبقى لا عندنا دولة بــ بنية أساسية ومشروعات وتهيئة مناخ أستثمارى ، ولا هــ نقدر نأكل الناس .. وساعتها تعبير الناس مش لاقية تاكل اللى انت بتقوله بشكل مجازى النهاردة ، هــ يبقى حقيقة .. والناس مش هــ تلاقى تاكل بالفعل نتيجة زيادة التضخم ، وإرتفاع الأسعار بشكل تعجز عنه موارد الأفراد !! .. وينهار إقتصاد الدولة .. ده مع فرض إن لسة فى دولة !

وياريت بلاش كل شوية تتكلم عن الغلابة .. إنت مش همّك الغلابة .. إنت عايز تعيش سفلقة على حساب الغلابة .. عايز الجنيه مدعوم علشان تضحك على نفسك وتجيب كماليات وتاكل جبنة مستوردة بالدولار وتشترى سمارت فون بكام ألف بقيمة غير حقيقية علشان تدخل منه على النت و تتكلم بيه عن حق الغلابة .. إنت عايز بنزين مدعم علشان تركب عربية وتتعايق بيها ، وتنزل تتفسح وتجيب البلد من أولها لأخرها من غير ماتحمل ميزانيتك الشخصية ثمن البنزين بسعره الحقيقى ، والحجة بتاعتك هى الغلابة …. إنت عايز تشترى منتجات إستهلاكية من مترو ماركت وألفا ماركت وكارفور وتجيب زيادة عن إحتياجك وتتحجج بالغلابة اللى مش لاقية تاكل ، برغم إن الغلابة دوول بيشتروا إحتياجاتهم بربع الثمن ده من عم محمد البقال فى المناطق الشعبية اللى حضرتك عمرك مافكرت تروحها وتشوف الناس عايششين فيها إزاى

وعلى فكرة .. الغلابة بيتعمل لهم مشروع تكافل وكرامة .. وبيتعمل لهم منظومة تموين .. وبيتعمل لهم مدن سكنية .. وبيتخلق لهم فرص عمل .. وبتترفع لهم المعاشات .. وبــ يتم دعم السلع الإستهلاكية علشانهم فى المجمعات الإستهلاكية .. وبيتم تطوير منظومة التأمين الصحى .. وبيتعالجوا مجانا من فايوس “C” وبتعمل لهم دعم بنكى للمشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر .. ألخ ألخ ألخ .. فياريت تبطل تتاجر بيهم 😉

إنت عارف ومتأكد إن إقتصاد بلدك تعبان .. عارف إن بلدك بتعافر وبتحاول تخرج من الحفرة اللى إحنا كلنا عايشين فيها علشان نلاقى ناكل بعد كدة ، وعلشان أولادنا تعيش فى دولة تستحق إنها يتقال عليها دولة عصرية حديثة وصاحبة تجربة .. (وإنت كمان عايزها تبقى كويسة) .. بس مش عايز تتعب .. عيز تطلع من المشكلة وهدومك نظيفة .. عايز التانيين هم اللى يضحوا وهم اللى يتعبوا لكن إنت لأ … ولما حد يقولك بص حواليك ، تقول أنا ماليش دعوة .. طب يا حبيبى فيه دول بــ تقع ودول بــ تفلس ودول غنية أصبحت بــ تقترض النهاردة .. تقوم تدور وشك الناحية الثانية وتعمل نفسك مش شايف وتقول دى فزّاعة … لما حد يقولك الأسعار بتغلى فى العالم كله ، ترد وتقول الرد اللى انت حافظه عن ظهر قلب  “طب هم بيقبضوا كام وأنا باقبض كام !؟” … بس ماسألتش نفسك ، هم بيشتغلوا قد إييه وإنت بتشتغل قد إييه !؟ .. هم حجم إنتاجهم اليومى قد إييه ، وانت حجم إنتاجك قد إييه !؟ … طول الوقت بتبص على مدى إستفادتك بس .. لكن مش بتبص على واجباتك …

لما نقوللك إن البلد دى فى حالة حرب .. تبتسم بسخرية وتقول ، بقالكم 60 سنة بتضحكوا علينا وتقولو البلد فى حالة حرب … طب أومّال حروب 56 و 67 و 73 دوول كانوا إييه !!؟؟ .. مفاوضات السلام وإستعادة الأرض والمقاطعة السياسية دى كانت إييه !؟ .. مواجهة الإرهاب فى الثمانينات والتسعينات .. والضغوط السياسية عليك من بعد 2001 لحد 2010 .. وبعدين حالة الفوضى وعدم الإستقرار من أول 2011 .. ومخطط خارجى لإيصال جماعة إرهابية للحكم .. وبعدين تنزل تشيلهم فى 30 يونيو وتواجه حصار سياسى وإقتصادى .. وعمليات إرهابية فى سيناء وفى الصحراء الغربية لحد النهاردة .. وإرهابيين بــ ينسفوا أبراج كهرباء وبيغتالوا أشخاص وبــ يفجروا قنابل وعربيات مفخخة فى كل مدن مصر ولا بمب العيد .. كل ده إييه … فوتوشوب !!؟؟

مرة أخرى … قطار الدولة المصرية إتحرك .. وماشى بسرعة معقولة .. سرعة أسرع بكتير من اللى ممكن تمشى بيها فى ظل الظروف دى … القطار ماشى .. بيتحدف بالطوب بس مكمّل .. يرموا عليه قنابل .. برضوا مكمل ….. يحطوا عوائق على القضيب علشان القطار يقف .. فــ يهرسها تحت منه ويكمّل …… يحطوا عوائق أكبر .. يقوم اللى سايقين القطار ينزلوا بسرعة ويشيلوا العوائق دى قبل ما القطار يوصل لها علشان يكمل من غير ما يتوقف …… يشيلوا القضبان خالص ، يقوم اللى المسئولين عن القطار يجروا يسابقوا الزمن ، و يحطوا قضبان جديدة علشان يفضل القطار مكمّل ….. وهــ يفضل مكمل …

مصر ماشية بمعدلات أداء عالمية بشهادة العدو قبل الصديق .. وبتسابق الزمن .. بس إنت اللى مش عايز تشوف

طب ياترى إنت بقى هــ تقوم بدورك إمتى !!؟ .. ياترى إنت معانا وإلا مع الأسف !!؟؟ … هــ تشارك فى البناء وإلا لأ !!؟ … طب على الأقل لو مش عايز تبقى معول بناء ، بلاش تبقى معول هدم بهجومك المستمر وسلبيتك .. وسيبنا فى حالنا .. خلينا إحنا نحاول نحقق حلمنا .. وهــ نحققه 🙂 🙂

وللحديث بقية …

ملحوظة … الكلام ده موجه لناس معينة كلنا عارفينهم ….

لمتابعة تعليقاتكم