مؤتمر الشمول المالى فى كلمتين

15 Sep 2017

مؤتمر الشمول المالى فى كلمتين …

——————————————–

خلاص أصبح من الطبيعى إنه لما يحصل أى حاجة حلوة فى البلد ، تلاقى إما تجاهل إعلامى ، أو تناول ضعيف وسطحى بدون توضيح عميق وشرح دقيق للأهداف والنتائج .. و دى سمة إعلام الفضائحيات وسبوبة المال الفضائى فى مصر .. وإما هجوم متواصل وسخرية وتستطيح وتسخيف من كل وأى حد مختلف مع النظام ، سواء كان على حق أو على باطل .. ومش مهم بالنسبة له إذا كان اللى بيعمله ده يضر بالبلد أو لأ … وإحنا طبعا بقالنا يومين بنسمع عن مؤتمر الشمول المالى اللى إنعقد فى شرم الشيخ .. وهتلاقى إن البعض كالعادة ما وراهمش حاجة غير التريقة والسخرية من المصطلح ، استغلالاً لعدم معرفة كثير من المصريين بالعديد من المصطلحات الاقتصادية … لكن خلاص .. إحنا ماعادش يهمنا .. ومابقيناش بــ نتأثر بالكلام ده .. لأننا مكملين فى سكتنا إللى بدأناها .. واللى بدأت تبان ملامحها وتظهر معالمها وأهدافها بوضوح …. والمصريين فهموا خلاص وعرفوا طريقهم …

وعلشان ماندخلش فى تعريفات ومصطلحات اقتصادية معقدة ممكن تصيب أصدقائنا بالملل .. فــ يكفى اننا نعرف ان مصطلح الشمول المالى من أهم المفاهيم المرتبطة بتحقيق النمو الاقتصادى للدول ، واللى بــ تمكّن البنوك فى مختلف أنحاء العالم من الوصول للشرائح المجتمعية إللى مالهاش تعاملات بنكية، وخصوصاً الشرائح المنخفضة الدخل، واللى فى حالتنا إحنا فى مصر ، بــ تشكل قطاع عريض من الشعب المصرى ….. والكلام ده بيكون عن طريق تقديم خدمات بنكية تتناسب مع احتياجات الطبقات المحدودة الدخل دى

طب الهدف اييه من موضوع الشمول المالى ده !!؟؟

الهدف الرئيسى لكل الدول من خلال مبدأ الشمول المالى هو تقليص حجم الاقتصاد الموازى، اللى بــ يأثّر بشكل كبير على اقتصاد الدولة الرئيسى ، بهدف معرفة حقيقة الدورة المالية عن طريق تحديد وإدراك مستوى الدخل الفعلى لكل طبقات المجتمع بهدف تحقيق عدالة اجتماعية وتوجيه برامج الإصلاح الاقتصادى للوجهة الصحيحة ..

وعلشان نفهم يعنى اييه اقتصاد موازى .. هــ نقول مثلا ان حجم الناتج المحلى المصرى فى مستوى يقارب الــ 5 تريليون جنيه .. و ده بيسموه الاقتصاد الرسمى للدولة لأنه اقتصاد منظور ومعروف وبيشتغل فى إطار منظومة البنك المركزى المهيمن على القطاع المصرفى المصرى بالكامل ….. لكن فى نفس الوقت هناك ما يسمى بالاقتصاد الموازى .. واللى بيشتغل خارج المنظومة الرسمية للبنك … يعنى خارج نطاق الرصد ومالوش حسابات ومش معروف جاى منين ، ولا رايح فين ، ولا بــ يتم توجيهه لإييه  …

وعلشان نبسّط الموضوع أكثر هــ نقول مثلا ان سواق التوكتوك .. وحتى صاحب التوكتوك ، والبواب ، والغالبية العظمى من الصنايعية ، وسايس الجراج ، وحرّاس العقارات ، واللى بيشتغلوا فى البيوت زى الشغالة والسوّاق والجنانينى .. و ده طبعا غير أصحاب المصانع إللى تحت بير السلم زى ورش الصيانة ، ومصانع لعب الأطفال والأقلام والحفاظات والكارتون والأدوات المكتبية .. وغيرها وغيرها وغيرها من السلع الغير مصنفة واللى مالية أسواق الجملة .. وناهينا طبعا عن المعاملات التجارية والاستيراد اللى بيتم بدون المرور على المنظومة البنكية .. وغير تجارة الأراضى والعقارات فى إطار منظومة الكاش …. واخيراً وبعد كل ده .. هــ نلاقى التجارة المحرمة زى تجارة المخدرات وغيرها .. واللى المصريين بيصرفوا عليها مليارات …. كل ده يعتبر إقتصاد موازى .. ومنظومة مالية موازية لإقتصاد الدولة الرسمى ، لأنه خارج النظام البنكى الرسمى للدولة …. وبعد كل التقديمة المختصرة دى يكفى اننا نقول ان أكثر التقديرات تحفظناً بتقول ان حجم الاقتصاد الموازى ، بــ يساوى تقريباً نفس حجم الاقتصاد الرسمى للدولة أو بيزيد عليه كمان بنسبة 50% … بمعنى اننا لو بــ نتكلم ان حجم الاقتصاد الرسمى للدولة فى حدود  5 تريليون جنيه .. فــ الاقتصاد الموازى يتراوح من 5 إلى 7 تريليون جنيه !!! …

انتم متخيلين بجد حجم الفلوس الموجودة فى البلد خارج منظومة الاقتصاد الرسمى !!!؟ … طب متخيلين حجم الرواج المالى إللى هيحصل لو 50%  بس من الاقتصاد الموازى ده ، دخل فى المنظومة الرسمية لإقتصاد الدولة !!؟ .. طب عارفين حجم الضرائب إللى هتدخل خزينة الدولة واللى ممكن توصل لــ 300 مليار جنيه ، واللى هــ تحل مشكلة عجز الموازنة للأبد .. وهــ تفتح الباب لبناء اقتصاد قوى مبنى على مبدأ تساوى الفرص !؟ … وأظن المؤشر كان واضح لما المصريين جمعوا 64 مليار جنيه فى 7 أيام علشان مشروع حفر قناة السويس … وال 18 مليار دولار حصيلة التنازلات عن العملة بعد التعويم واللى منهم 8 الى 10 مليار دولار من خارج المنظومة البنكية ..

وعلى سبيل المثال لا الحصر .. عادى جداً انك تلاقى فى مصر واحد بــ يبيع قطعة أرض بمبلغ معين .. فــ ييجى الشارى بشنطة الفلوس إللى جايبها من تحت البلاطة أو من تحت مرتبة السرير ويدفع ثمن الأرض.. وبعدين يتعمل عقد بيع وشراء أو مبايعة .. وتسجيل الأرض فى الشهر العقارى أو حتى ماتتسجلش … وكل ده بــ يكون بعيد تماماً عن عيون الدولة .. لكن فى دولة زى إنجلترا مثلا مافيش حاجة اسمها بيع وشراء غير من خلال تحويلات بنكية من حساب الشارى لحساب البائع .. لأن ما يوازى الشهر العقارى عندهم مش بــ يعتمد ولا بــ يسجل أى عملية بيع وشراء إلا بناء على ورق بنكى يثبت دورة المال بشكل رسمى … ولو حد قال مثلا إنه جايب فلوسه من تحت البلاطة .. هــ يروح فى داهية لأنه لازم يثبت بالمستندات  اييه هو مصدر الأموال دى .. وهل هو مصدر شريف والا لأ .. ولو مصدر شريف .. هل دفع ضرائب على الأموال المكتسبة دى والا لأ … الخ الخ الخ .. وعلشان كدة نظام الشمول المالى مش بس هيدخل الاقتصاد الموازى داخل منظومة اقتصاد الدولة  .. لكنه كمان هــ يقلل التعاملات النقدية الكاش . . و ده هيقضى على أكثر من 70% من حجم الفساد فى مصر … وطبعا ده غير انه هيعرف الدولة مين بيشتغل اييه ومستوى دخله اييه … لأنك هــ تلاقى مثلاً ان سواق التوكتوك دخله اليومى فى حدود 150 جنيه يعنى شهريا فى حدود 4500 جنيه .. فى الوقت إللى هو يعتبر بالنسبة للدولة من معدومى الدخل لأنه من العاطلين .. وبالتالى يستحق شريحة من الدعم .. فى الوقت إللى هو بــ يستخدم مرافق الدولة ومش بــ يدفع ضرائب فى حين ان الموظف إللى دخله أقل من دخل سواق التوكتوك ، بــ يتخصم منه الضرائب من المنبع …… فنظام الشمول المالى هــ يحل كل المشاكل دى .. وكمان هــ يزوّد نسبة المتعاملين على النظام الرقمى اللى بــ يتنفذ دلوقتى فعلا .. و ده أحد أهم أهداف الدولة ، وهو تقليص التعاملات بالكاش زى معظم الدول الكبرى فى العالم ..

وعلى فكرة ، دى مش مشكلة مصر لوحدها لكنها مشكلة بــ تواجه معظم دول العالم وبالذات الدول النامية .. ومصر واحدة من الدول إللى التفتت للموضوع ده كجزء من برنامج الإصلاح الاقتصادى فى التجربة المصرية الحديثة .. و ده بقى ياخدنا لمؤتمر “الشمول المالى” الى إنعقد بمدينة شرم الشيخ لمدة يومين … واللى نظّمه التحالف الدولى للشمول المالى (‎ (Global Policy Forum بالتعاون مع البنك المركزى و بحضور أكثر من 800 مشارك من حوالى 95 دولة ……. وأهمية  استضافة مصر للمؤتمر ده وحضور وفود كل الدول دى لمصر بالذات .. يعتبر تأكيد على صحة التوجهات الاقتصادية والخطوات الجادة إللى بــ تتخذها الإدارة المصرية والمجموعة الاقتصادية ، فى سبيل تحقيق برنامج الإصلاح الاقتصادى .. للنهوض بمصر والوصول إلى محطة 2030

يعنى مصر مجمعة العالم المالي الدولي كله عندها .. ومحافظ البنك المركزى المصرى بــ يخطب فيهم ، و بــ يعرض الارقام والنتائج إللى مصر حققتها بالفعل على طريق النهوض الاقتصادى .. ورئيس الدولة بــ يفتتح المؤتمر و بــ يلقى كلمة …. وبعدها تلاقى ناس مش عارف اقول عليهم اييه ، بــ يقولك مصر بــ تنهار ، ومصر بــ تفلس ، ومصر دولة فاشلة …. 😊😊

وناهينا طبعا عن ان تنظيم المؤتمر ده فى حد ذاته فى شرم الشيخ فى سيناء وبالتزامن كمان مع انطلاق الدورة الأولى لمهرجان شرم الشيخ الأفريقي الأسيوي للسينما والفنون والسياحة بحضور وفود حوالى 20 دولة .. دى رسالة للعالم كله ان مصر دولة مستقلة ومنتصرة على تحديات الإرهاب .. وان سيناء مستقرة وتحت كامل السيطرة لدرجة اننا بنعمل مؤتمرات دولية ، بحضور وفود دولية ..

مصر بتتعافى ..

مصر بتنطلق ..

مصر بتنتصر ..

بغض النظر عن كل التحديات والمصاعب …

واللى رسم لوحة النصر دى هم المصريين جيشاً وشعباً  ….

والقادم أفضل بإذن الله ….

لمتابعة تعليقاتكم