رفع الدعم عن المحروقات .. والمنتخب القومى .. والناس

27 Jun 2018

رفع الدعم عن المحروقات .. والمنتخب القومى .. والناس !!!
———————————————————–

كتير من اصدقائنا بعتولنا رسائل على الخاص يسألونا لييه ماكتبناش حاجة بخصوص رفع الدعم عن المحروقات .. والرسائل اللى وصل عددها لأكثر من 70 رسالة كانت كلها بتدور فى إطار إما السؤال إحنا ليه ماقولناش رأينا فى الموضوع ، أو السؤال عن مدى ضرورة الإجراءات دى .. أو السؤال بقلق عن رد الفعل المتوقع اللى ممكن يحصل نتيجة غلاء الأسعار اللى هــ يترتب على رفع الدعم .. وغيرها وغيرها من الأسئلة والرسائل اللى ردينا عليها كلها فى حينه ! …

ولإننا كنا نشرنا مقالات عن خطة الدولة بالتوجه لرفع الدعم تماماً و نهائيا وأسبابه ونتائجه .. واللى إحنا وصلنا له .. والهدف المطلوب تحقيقه .. والأرقام اللى إتحققت على طريق الإصلاح الإقتصادى اللى ماشى على الطريق الصحيح رغم كل محاولات التضليل وإخفاء الحقائق .. ولاقينا إن كل الكلام اللى هــ نقوله كلام مكرر تم نشره كتير قبل كدة فى مجموعة مقلاتنا الإقتصادية عن مصر وتحليل أدائنا الإقتصادى
..

وعلشان كدة كان قرار فريق عمل الصفحة إننا ماننشرش حاجة .. وخصوصاً إن اللى حصل ده ماكانش مفاجئ .. لكن كان شئ معلن من قبلها بسنين و بيتم التأكيد و الاعلان عنه كل كام شهر … طبقا لخطة الدولة لإصلاح منظومة الإقتصاد ..

و برغم إننا وضحنا كتييييير ان خلاص الدولة بتتحول الى اقتصاد حقيقي قائم على ناتج قيمة العمل و الانتاج الصناعى و الزراعي … و ليس ريع الخدمات و السمسرة و الفهلوة …. و سردنا في مقالاتنا ازاي تجربتنا فريده من نوعها و ان اصلاحنا الاقتصادي هو الاقل ضرراً على الشعوب في تاريخ كل التجارب السابقة لدول قررت تصلح نفسها زي كوريا الجنوبية اللى أُجبر الشعب على العمل و تحمل الجوع تحت تهديد البنادق و اعدام مئات الالاف ….. و زي التجربة الالمانية و الهولندية اللى كان الشعب لسنين طويلة يقتات افراد اسرته على بيضه او حبة بطاطس واحده في اليوم …. حتي بني الشعب وطنه و بنى دولة قوية قادرة على التخلص من بؤر الفساد التي كانت تتحكم في أقوات الناس

و شرحنا ايضا بالتفصيل ان الدعم سيذهب الى الفقير الفعلي مش الفقير اللى بيدّعى إنه فقير .. و اللى بدأنا نشوفه في صوره دعم سنوى بمئات المليارات ذهب في تسكين قاطني العشوائيات و حزم تمويليه شهرية ثابته مثل صناديق تكافل و كرامه اللى بالفعل بيغطي الان اكتر من 2 مليون اسرة (10 مليون مواطن) .. و بطاقات التموين .. وغيرها كتير من حزم الحماية الاجتماعية للطبقة المستحقة بالفعل للدعم .. وماننساش شهادة أمان اللى أول مرة تتعمل فى مصر فى تاريخها كله لصالح العمالة اليومية الغير مؤمن عليهم ، واللى بيسموهم على باب الله

و نوهنا اكثر من مرة انه خلاص ماحدش هــ ياخد خدمة غير لما يدفع تمنها الحقيقي اللى يحافظ عليها و يطورها و يخليها خدمة حقيقية بجودة محترمة …. و ان الدعم اللى كان بيتصرف لكل المواطنين بدون استثناء على مختلف طبقاتهم من دعم الجنيه امام الدولار و الوقود و الطاقة و النقل و خلافه … سيتم رفعه و توجيه جزء منه الى مستحقيه الحقيقيين و الجزء الاكبر سيتم توجيهه الى دعم الصحة في مشروع التأمين الصحي الشامل و اصلاح التعليم … و اللى هــ نشوف بداية انطلاق المشروعين العملاقين كمان كام شهر.

لكن الحقيقة إن الكلام ده كله ماكانش هو ده السبب فى عدم نشرنا لأى مقلات بالتزامن مع رفع الدعم عن المحروقات ….. لكن كان فيه أسباب أهم ..

أولاً: إننا كان لازم نراقب حالة السعار والتسخين المتصاعد واللى برغم إنها فى الظاهر كان لها ما يبررها .. لكن الحقيقة حالة السعار دى ماكانش لها علاقة خالص بموضوع الأسعار والدعم لكن له علاقة بحاجة تانية خالص هــ نتكلم عنها فى مقال قادم بإذن الله

ثانياً: إن كلامنا كان المفروض إنه يكون رد على كل الكلام اللى بيتقال ضد الدولة ومؤسساتها ورئيسها وكل المؤيدين للتوجهات الحالية .. لكن نرد على مين … !!!؟؟

– نرد على ناس كانت عاملة نفسها مؤيدة للدولة وفاكرة إن الموضوع مجرد نزهة هــ تاخدلها يومين ونصقف شوية ونهتف تحيا مصر ونعمل فيها أبطال ونقول إحنا نزلنا فى 30 يونيو وإتصورنا بعلم مصر .. وأول ما الإصلاح الإقتصادى دخل فى الجد وقربنا نخلص ، ماقدروش يستحملوا وقالو لأ مش لاعبين !!

– نرد على ناس نسيت إننا من سنة 2013 وكلنا كنا عارفين إننا هــ نعانى .. لما رئيس الدولة فى لقاء مصور قبل ما يبقى رئيس ، طلع وقال “انا لو مسكت البلد هتتعبوا ومش هتستحملوا لأن البلد مهلهلة” .. فقالوله ماشى وإحنا معاك وفى ظهرك … وكررها تانى فى خطاب ترشحة لفترة الرئاسة التانية لما قال “هــ تتعبوا معايا أوى” … طب نزلتوا انتخبتوه لييه .. والا احنا جامدين أوى ومع البلد أوى ومضحيين أوى طول ما الموضوع بعيد عن جيبنا !!! …. لكن أول ما الموضع قرب منهم زعلوا ودبدبوا فى الأرض وكل واحد عمل فيها خبير إقتصادى وإستراتيجى وقالوا لأ كدة غلط ، والمفروض ده مايحصلش برغم كل المؤشرات الإقتصادية اللى بتقول إننا على الطريق الصحيح .. وعملوا بالضبط .. مع فارق التشبيه طبعاً .. زى اليهود لما قالوا لسيدنا موسى “اذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ” … صدق الله العظيم ……

– نرد على ناس عاملين متفاجئين من رفع سعر المحروقات … ياراجل .. طب ازاى والخطة معلنة من كذا سنة .. وبيتم التمهيد لها من كذا شهر … و حتى من قبل الانتخابات الرئاسية الأخيرة .. يعنى الموضوع ماكانش مفاجئة ولا حاجة …. إنت زعلان إن لتر البنزين غلى !!؟؟ طب ياترى لتر دم الشهيد بكام !!؟؟ طب تفتكر لتر دموع اليتامى والأرامل والثكالى على مدار كل السنين اللى فاتوا يسوى كام !!؟؟

أما بقى بالنسبة للناس التانيين اللى إحنا كلنا عارفينهم ، فــ دوول ماينفعش نتكلم معاهم من الأساس ، لأن الكلام معاهم مجرد تضييع وقت لأن حياتهم وتفكيرهم وتوجههم وقناعاتهم تتخطى كل حدود المنطق والموضوعية فى الحكم على الأمور

– نتكلم إزاى مع واحد بقالة 5 سنوات بيراهن و يتمنى إن البلد بتضشييييع يا ودشييييع ، وإن الإقتصاد هــ ينهار ومصر هــ تفلس برغم إن كل المؤشرات الإقتصادية طبقا لكل المعايير الدولية وبناء على شهادة كل المنظمات الإقتصادية المحترمة بتقول إن مصر بتنهض بالفعل من كبوتها .. ولما تيجى تناقشه تلاقيه كل إثباتاته هى الطقاطيق اللى بيحفظهالهم الإخوان عن مؤشرات إنهيار الإقتصاد واللى بيستغلوا فيها جهل اللى بيتناقشوا معاه وهى إرتفاع الأسعار والديون الخارجية !

– نتكلم إزاى مع واحد شايف إن كل المشروعات الإقتصادية اللى بتتعمل دى فنكوش .. ولحد النهارد مقتنع إن مؤتمر شرم الشيخ الإقتصادى كان فنكوش برغم إنه مافيش ولا مشروع أو حتى مذكرة تفاهم تم طرحها فى المؤتمر إلا وإتنفذت .. ولما تيجى تسأله طب إنت عارف إييه هى المشروعات بتاعة مؤتمر الفنكوش ده .. فــ يعمل فيها من بنها.

– نتكلم إزاى مع واحد مش بيصدق ومش بينقل غير أكاذيب وشائعات بهدف هدم الدولة من أول دوبلير السيسى وإنهيار قناة السويس وسور العاصمة الإدارية والدولار اللى هيبقى بــ 120 جنيه ألخ ألخ ألخ … ووصولا لكل اللى إتقال فى الــ 10 أيام اللى فاتت على طريقة عماد مأكدلى إن مصر هتبيع ارض جنينة الحيوانات بالمتر .. ومصر هتاخد قرض 5 مليار دولار عشان تسدد ودائع قناة السويس للمصريين .. و فرض رسوم على دفن الميت .. وفرض ضريبة 50% علي كروت الشخن .. والسوفالدى اللى عالج المصريين من فايروس سى بس بيجيب سرطان …. وطبعا غير بقى كل الكلام والأكاذيب اللى طلعت على منتخب مصر فى كأس العالم بكل الظروف المحيطة واللى ردينا عليها فى مقالين سابقين ، من أول الــ 100 نائب من نواب محلس الشعب اللى سافروا علي نفقة المجلس ، ومروراً بمحمد صلاح اللى شتم لهيطة وهزأ هانى أبو ريدة … وهانى أبوريده إعتذرله وقال له ابوس إيدك ماتفضحناش .. ووصولا لإن محمد صلاح مش هــ يلعب ماتش السعودية وهــ يعلن إعتزاله اللعب الدولى خلاص !

– نتكلم إزاى مع شخص نشر و روّج لموضوع سفر الفنانين علي نفقة شركة we المملوكة للواءات الجيش وبعدين لأ دى مملوكة للدولة .. و ده إهدار للمال العام … وتلاقيه هو هو نفس الشخص اللى بيروج لإن شركى we دى شركة فرانشايز من الشركة الأم اللى هى شركة يهودى أساساً وماينفعش تكون شركة راعية للمنتخب … وطبعا عماد برضوا هو اللى مأكدلى …؛ يا ختاااااااااااااى …. ربنا ياخدك يا عماد إنت وتأكيداتك 🙂 🙂

– نتكلم مع واحد بيتاجر بالدين وبيتاجر بالغلابة وبيتكلم بإسمهم وهو واقف طول الوقت مع اللى ضد البلد واللى بيدعموا الإرهاب وبيدعم الإرهابيين نفسهم اللى بيقتلوا المصريين وبيضربوا السياحة اللى فاتحة بيوت أكثر من 30% من بيوت المصريين ومن الناس الغلابة اللى هو بيدافع عنهم

– نتكلم إزاى مع واحد مصدق إن مرتبات الشرطة والجيش والقضاء بتزيد 15% كل يوم سبت .. وبيشتكى من مصر طول الوقت ويقولك هى مصر عملت لنا إييه وإديتنا إييه ، وإستفادنا منها إييه .. وأول ما الدولة بدأت ترفع الدعم ، قعد يولول ويعيط ويقولك هــ نعيش إزاى زنجيب منين !!!!؟ .. يا سلاااااام … طب مش إنت كنت بتقول إنك مابتاخدش حاجة من البلد !؟ .. طب زعلت لييه بقى لما الدولة وقفت اللى إنت مابتاخدوش !!؟

لكن معلش … وبمناسبة كاس العالم والشئ بالشئ يذكر .. لما منتخبنا إتهزم فى كام مباراة رسمية وودية فى خلال شهرين ، شوف الناس حصل لها إييه .. ونشرت شائعات وأكاذيب قد إييه وصدقتها بكل أسف .. وفى منهم ناس محترمة وعلى قدر عالى من الثقافة والوعى وحب للبلد لكنهم سقطوا فى الفخ لمجرد حزنهم على منافسات رياضية لمنتخب كرة القدم .. فما بالك بقى بناس بقالهم 5 سنوات والفريق بتاعهم ياعينى مش ملاحق على الهزائم وكم الأهداف اللى بتدخل فيه .. تفتكر حالهم يبقى عامل إزاى !!!؟؟ .. طب تفتكر ممكن يعملوا إييه علشان يضللوك ويغيبوا عقلك ووعيك !!!؟؟ … بس حقيقى المشكلة مش فيهم هم .. لكن المشكلة فينا إحنا لأننا بنسقط فى نفس الفخ كل مرة وبنصدقهم ، وبنستسلم لأكاذيبهم وبنعمل بالضبط اللى هم عايزيننا نعمله .. أو على أقل تقدير بــ نتهزّ ونقلق ونتكسف ونخاف .. وبــ نبقى مش عارفين نرد نقول إييه .. وكأن تأييدنا لبلدنا أصبح حاجة نتكسف منها !!

قلنا كتييييير وبنعيد ونأكد الكلام تانى .. إن الجيل الحالى هو اللى هــ يحاسب على فاتورة عشرات السنين لكل الاجيال السابقة اللى إستفادت من اتخاذ قرارات اقتصادية خاطئة كانت كلها عبارة عن مسكنات تعالج العرض و تدعم استفحال المرض في جسد الاقتصاد المصري بالكامل … و ان تغيير ثقافة شعب بالكامل ستعرضه للمعاناه اللى بنشوفها اليوم …. لان سوق العمل و ظروف الحياة لن ترحم احد و ستكون في منتهي القسوة … و لن ينجوا من وطأتها الا من فهم قواعد المجتمع الجديد .. وقام بتغيير ثوابته ، و اتجه الى “الاعمال الانتاجية” و ليس الوظيفية و الخدمية … و ان من لم يعي بعد ان خياره بالاستسلام و الاستكانة في وظيفة لا يكفي دخلها لمعيشته هو اختيار بالانتحار بعينه … و ان من يجد و يتعب و يتحول تماماً الى العمل اليدوي الانتاجي او يتعلم صنعه بجانب وظيفته يساعد دخلها على معيشته هو من سينجوا …. كما كان يفعل أهالينا في الستينات … فلم يخلوا منزل وقتها على الاقل من ماكينة خياطة و لم يكن هناك موظف الا وكان يمتهن عمل حرفي بجانب وظيفته.

نحن الان في حالة الفطام … الدولة ستعالج و تعمل و تبني المرافق و المشاريع الانتاجية الكبري …و الافراد هم من يعملون و يدفعون ثمن ما يستخدمون …. يعنى “اللى هـيشتغل بجد واللى هـيحافظ على بنية الدولة ووسائلها الخدمية ، هو اللى هـيعيش كويس”.

أما بالنسبة للى عامل متفاجىء و بيدلس في المعلومات و بيقول ان الفساد زاد … فــ نحب نقول له فى الحقيقة ان الفساد كان واصل للركب من زمان و كنا متعايشين معاه و الناس يأست من ان الدولة تواجهه و بدأت الناس نفسها تحب الفساد و تتقبل وجوده وتتعايش معاه وتستفيد منه كمان … و أول لما الدولة بدات تواجه الفساد بإرادة واضحة و بمواجهة لا ترحم اي حد من اول الوزير للمحافظ لرؤساء الشركات القابضة لنواب وحافظين ووكلاء وزارات ورؤساء أحياء ألخ ألخ …. عملنا نفسنا متفاجئين !! 😏 .. و بقينا عاملين زي اللى عايش فوق بكابورت قذر … و أول لما حد جه ينزح و ينضف البكابورت ده … قعد يقول مش طايق الريحة … ما كنا كويسين … و بقي زعلان من اللى بينضف !! 😏

كلمة أخيرة:

مافيش أى إنسان فى الدنيا سواء فقير أو من الطبقة المتوسطة أو حتى غنى ، ممكن يقبل أو يرضى إنك تحط إيدك فى جيبه ، أو ترفع مستوى مصروفاته وإلتزاماته أو معاناته المادية .. لأن ده خارج حدود التصور .. والنفس البشرية الطبيعية مش هــ تقبل بكدة .. سواء كان فى مصر أو خارجها .. لأن الإنسان هو هو مش بيتغير .. ولما الواحد إلتزاماته بتزيد ومصاعب الحياة بتزيد عليه ، أكيد مش هــ يبقى مبسوط … وبالنسبة للوضع اللى مصر فيه دلوقتى .. ماحدش يقدر ينكر أبداً إن رفع الدعم ومنظومة الإصلاح الإقتصادى إجراءاتها صعبة وقاسية .. وماحدش يقدر يمنعك تقول جاااااااى بعلو صوتك .. وتزعل وتتضايق .. ويمكن تغضب كمان .. لأن ده حقك .. لكن اللى يفرق فى الموضوع هو وعيك وفهمك وتفهمك للسبب اللى بيخلى الدولة تاخد الإجراءات دى كلها …

القصة هانت خلاص .. وكورس العلاج قرب يخلص .. وأخر مرحلة من رفع الدعم عن المحقروقات هــ تبقى كمان سنة .. يعنى فى يونيو 2019 .. أما بالنسبة لحالة السعار اللى حاصلة دلوقتى والكم الكبير من الشائعات والأكاذيب اللى بــ يتم نشرها بشكل كبير .. والتهييج اللى شغال على الدولة طول الوقت وأسبابه … فــ لهذا حديث أخر

لمتابعة تعليقاتكم