مصر تتحدّث الى العالم من قلب مجلس الفيدرالية الروسى !

16 Oct 2018

مصر تتحدّث الى العالم من قلب مجلس الفيدرالية الروسى !

———————————————————

كنا زمان لما بنسمع جملة “أصداء عالمية على زيارة الرئيس المصرى لدولة كذا” .. وبرغم معرفتنا بحجم مصر كدولة لها ثقل إقليمى ، لكن يمكن ما كنّاش بنصدق أوى ، لأننا كنا بنعتبر إن ده نوع من المبالغات اللطيفة .. وخصوصا مع إحساسنا كمواطنين عاديين ، بتراجع الدور المصرى فى العديد من الملفات الدولية .. لكن من بعد 30 يونيو ، ولحد النهاردة .. بقينا نشوف بعنينا إن أى تحركات للقيادة المصرية سواء على مستوى الرئاسة أو المؤسسة العسكرية أو وزارة الخارجية ، بــ تحظى بإهتمام شديد من كل الأطراف الدولية .. وبتبقى محطوطة تحت الميكرسكوب وبتثير الكثير من الجدل فى الصحافة العالمية والسوشيال ميديا .. وطبعا ناهينا عن الأجهزة الأمنية اللى بترصد كل شاردة و واردة ، وبتحلل كل كلمة وكل تصريح عن طريق المنابر الإعلامية الممثلة ليها ، واللى مأصبحتش سر يخفى على أحد .. ودايما بيكون التركيز الشديد على تحركات رأس الدولة المصرية .. الرئيس عبد الفتاح السيسى

الزيارة اللى قام بيها الرئيس السيسى لدولة روسيا ، فعلا شئ يبعث على الشرف والفخر .. وخصوصاً لما يقوم الرئيس السيسى بإلقاء كلمة فى مجلس الفيدرالية الروسى ، كأول رئيس أجنبى يتم السماح له بإلقاء كلمة داخل برلمان واحدة من أقطاب القوى العظمى فى النظام العالمى الجديد ، خاصةً وهو بيتكلم عن دولته وعلاقتها بروسيا ، والحديث عن رأى مصر و إستراتيجيتها فى التعامل مع كافة الملفات الدولية اللى بــ تهم كل الأطراف الدولية !

وكمعلومة سريعة عن مجلس الفيدرالية الروسى .. فهو المجلس الأعلى في البرلمان الروسي .. و له سلطة التصديق على القوانين والمعاهدات والاتفاقيات ، و مش كدة وبس .. لكن كمان هو اللى بــ يمنح الرئيس الروسى سلطة التدخل الخارجي .. بالإضافة لبعض الإختصاصات الأخرى اللى تخص أعلى مستوى إتخاذ القرار … ولما رئيسة الاتحاد فالنتينا ماتفيينكو تقول فى تصريح لــ “روسيا اليوم”، إن الرئيس السيسى شخصية سياسية مرموقة يتسم بالحكمة وبعد النظر .. وإن العلاقات الروسية المصرية شهدت زخماً خلال العامين الماضين، وأن روسيا ومصر تطوران بشكل فعال التعاون بين البلدين ، و إن كلمة الرئيس السيسى في المجلس كانت حدثا مميزاً وتاريخيا .. فــ مانقدرش نعتبر ده من قبيل المجاملة ، وخصوصا إن التريح ده لموقع روسيا اليوم مش للصحف المصرية

كلمة الرئيس السيسى النهاردة كانت رائعة .. و عبرت بشكل واضح ومباشر عن رؤية مصر لكل القضايا الدولية سواء ما يخص دور الأمم المتحدة ، وقضايا الإرهاب وتجديد الخطاب الدينى والقضية الفلسطينية ، وأزمة الشرق الأوسط ، وملف الأزمة الليبية .. وكان جزء كبير من الخطاب يخص الدولة الروسية والعلاقات الثنائية بينها وبين مصر وإتحاد الرؤى وتقارب وجهات النظر ، وأعطى الدولة الروسية حقها وأشدا بموقف روسيا الداعم لمصر فى كل الملفات منذ 30 يونيو وحتى الأن

الحديث كله الأن عن رفع مستوى العلاقات بين مصر وروسيا إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية بموافقة وتأييد مجلس الفيدرالية .. و ده معناه ، مستوى أخر من العلاقات والتنسيق .. وأيضا مستوى أعلى من الإتصال المباشر بين رئيسى الدولتين .. بالإضافة لرفع مستوى العلاقات الإقتصادية ، عن طريق دعم المنطقة الإقتصادية الروسية فى بورسعيد وشرق التفريعة

النهاردة مساءً تم اللقاء بين الرئيس السيسى والرئيس الروسى بوتين ، اللى أقام مأدبة عشاء على شرفه .. وبعدين نزلوا الإثنين يتمشوا على الكورنيش فى مدينة سوتشى ، زى أى إتنين أصدقاء ، و إلتقوا ببعض المواطنين الروس وتبادلوا الحديث .. وغدا بإذن الله هــ يكون هناك جلسة مباحثات رسمية بين الرئيسين للتباحث فى العديد من الملفات اللى تهم الأمن القوى للبلدين … ولما رئيسى دولتين محوريتين على مستوى العالم ، وكانوا فى الأصل ضباط مخابرات ، يقعدوا فى إجتماع ومباحثات على أعلى مستوى ، فى ظروف زى اللى بيمر بيها العالم النهاردة ، وتحديات تواجه كل الأطراف وصراع مخابراتى قاسى بين كل الدول العظمى ، و أفول نظام عالمى قديم ، وميلاد نظام عالمى جديد ، بأليات جديدة ، ومفاتيح قوة جديدة .. وحروب وكالة فى كل حتة ، فى محاولة مستميتة للإبقاء على النظام القديم .. يبقى لازم نكون متأكدين إن اللقاء ده مش مجرد لقاء عادى .. لكن لقاء هــ يشمل على الأقل نصف الكرة الأرضية

لما الشئون المعنوية نشرت من فترة أفلام تسجيلية بعنوان مصر تبعث من جديد ، صحيح الأفلام دى كانت تقصد ما تقوم به الدولة فى الداخل .. لكن أكيد إختيار عنوان الأفلام دى ماكانش صدفة .. لأن مصر فعلا بــ تبعث من جديد .. وأصبحت من القوى الإقليمية والعالمية المؤثرة بقوة سياسياً .. وعسكرياً

وطبعا مش محتاجين نقول إن تزامن زيارة الرئيس السيسى لروسيا ، مع التدريب المصرى الروسى المشترك “حماة الصداقة – 3” اللى بتستضيفه مصر حتى يوم 26 أكتوبر .. وفى نفس الوقت كمان إستمرار فعاليات التدريب المصرى السعودى المشترك “تبوك – 4” … فــ ده أكيد له معنى كبير ، مش مجرد صدفة !!

مصر عادت شمسك الذهب …… ولسة القادم أفضل بإذن الله

لمتابعة تعليقاتكم