عن زيارة ماكرون

27 Jan 2019

عن زيارة ماكرون .. !!

———————–

مش هــ نلاقى أفضل من التقرير المطول اللى عمله موقع (France 24) .. عن زيارة الرئيس الفرنسى ماكرون لمصر ، واللى هــ تبدأ من النهاردة لمدة ثلاثة ايام ..

تابعو معانا التقرير علشان تعرفوا الدول برة بتنظر لمصر إزاى ، وإييه حجم مصر وثقلها الإقليمى .. وحجم الملفات اللى مصر بتشارك فيها بدور فاعل ، ولها فيها وجود مؤثر .. لدرجة إن فرنسا أحدى القوى العظمى ، بــ ييجى رئيسها فى زيارة رسمية لمصر علشان يناقش مع رئيس مصر الملفات دى.

وسيبكم من الكلمتين اللى فى اخر التقرير بتوع حموم الإنسان والكلام الهجص ده …. ده بس الشئ لزوم الشئ .. لكن الحوار خلف الجدران المغلقة ، بيكون شئ تانى خالص 😊

تابعوا معانا التقرير … على طريقة و شهد شاهد من أهلها …. 😊😊

==============

يقوم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بزيارة رسمية لمصر الأحد 27 يناير تستمر حتى 29 من الشهر نفسه. وهي الزيارة الأولى التي يقوم بها ماكرون للقاهرة منذ انتخابه رئيسا منتصف العام 2017. وكان ماكرون قد استقبل نظيره المصري عبد الفتاح السيسي في الإليزيه في أكتوبر/تشرين الأول 2017.

أهم الملفات

يأتي ماكرون إلى القاهرة محملا بالكثير من الملفات ذات الاهتمام المشترك بين البلدين، فمصر تعتبر شريكا إستراتيجيا لباريس في منطقة الشرق الأوسط منذ عدة عقود، كما تعول فرنسا كثيرا على الثقل الجيوسياسي للقاهرة وعلاقاتها المتينة بالأطراف والقوى الفاعلة في المنطقة كالسعودية والإمارات وسوريا وروسيا.

ومن المنتظر أن يكون الملفان السوري والليبي على رأس المباحثات المشتركة. فالأوضاع في سوريا تقلق فرنسا كثيرا خاصة بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب قوات بلاده الموجودة هناك والفراغ الذي ستحدثه هذه الخطوة في المشهد السوري وتأثير هذا القرار على الأطراف الموالية للغرب مثل الأكراد وكذا على الترتيبات السياسية لإعادة الاستقرار لهذا البلد الذي دمرته الحرب المستعرة منذ سبع سنوات. كما أن القاهرة تستضيف جزءا من المعارضة السورية على أراضيها مع الحفاظ في الوقت نفسه على علاقات طيبة بنظام الرئيس بشار الأسد وهو ما يخولها لعب دور الوسيط بين الطرفين.

ولكن أكثر ما يشغل الفرنسيين هو الوضع الأمني في ليبيا وتأثيره على دول الاتحاد الأوروبي شمالي البحر المتوسط؛ فباريس تريد مناقشة الترتيبات الأمنية في هذا البلد المجاور لمصر والذي تعصف به الفوضى منذ سقوط نظام الزعيم الراحل معمر القذافيفي 2011 والانقسام الذي تعاني منه البلاد بين سلطتين متصارعتين إحداهما معترف بها دوليا في طرابلس والأخرى تحظى بدعم مصري إماراتي في بنغازي.

وقد أعلنت فرنسا مرارا مساندتها للدور الذي تلعبه القاهرة في ليبيا من أجل توحيد الأطراف المتصارعة وإعادة بناء الجيش الليبي ليصبح قوة قادرة على حفظ الأمن والسلام في المنطقة. وهي الجهود التي تقوم بها أيضا فرنسا على الساحة الليبية منذ وصول إيمانويل ماكرون للسلطة واستقباله أكثر من مرة للمشير حفتر رأس السلطة في بنغازي وغريمه رئيس الحكومة الليبية في طرابلس فايز السراج.

وتأمل فرنسا أن يكون للاستقرار في ليبيا نتائج إيجابية على ملف الهجرة غير الشرعية في البحر المتوسط. فليبيا هي البوابة الرئيسية لأفواج اللاجئين القادمين من أفريقيا والذين يصلون السواحل الأوروبية بالآلاف كل عام. وتريد فرنسا تأمين السواحل الجنوبية للمتوسط لمنع تدفق هؤلاء اللاجئين وتجنب المآسي الإنسانية التي تحدث نتيجة غرق الآلاف منهم كل عام.

علاقات تاريخية

زيارة ماكرون للقاهرة تهدف أيضا إلى تدعيم وتقوية الروابط والعلاقات التاريخية التي تربط مصر وفرنسا. فالعلاقات بين باريس والقاهرة تعود إلى أكثر من قرنين وتحديدا مع الحملة الفرنسية على مصر بقيادة نابليون بونابرت في العام 1798، وهي الحملة التي فتحت عيون المصريين على الحضارة الغربية والتقدم التكنولوجي لأوروبا مما كان له كبير الأثر في بناء مصر الحديثة. ورغم مرور هذه العلاقات بفترات توتر وصلت إلى مواجهات عسكرية مباشرة كما حدث في حرب السويس العام 1956 بعد تأميم الزعيم المصري آنذاك جمال عبد الناصر لقناة السويس وانتزاع إدارتها من الشركة العالمية الفرنسية، إلا أن تاريخ العلاقات بين البلدين في مجمله يتميز بقوة الروابط الثقافية والاقتصادية والسياسية.

فرنسا كانت الوجهة الأولى للبعثات التعليمية المصرية إلى أوروبا منذ منتصف القرن التاسع عشر وهو ما ساهم في خلق طبقة كبيرة من المثقفين والقضاة والتكنوقراط ورجال الدولة المصريين ذوي الثقافة الفرنسية أو الفرانكوفونيين من أمثال رفاعة الطهطاوي وعلي مبارك وطه حسين وجعل اللغة الفرنسية ذات يوم ولمدة أكثر من قرن من الزمان لغة الثقافة والقانون والدبلوماسية في مصر. ولذا لم يكن غريبا أن تكون مصر من المؤسسين الرسميين الأوائل مع فرنسا لمنظمة الدول الفرانكوفونية العام 1997 (التي تضم في عضويتها 56 دولة ) وأن يتولى رئاستها في دورتها الأولى واحد من أكثر السياسيين المصريين حنكة وهو بطرس بطرس غالي الأمين العام السابق لمنظمة الأمم المتحدة.

البعد الثقافي

كما تلعب فرنسا دورا كبيرا في مجال الآثار في مصر عبر المعهد الفرنسي للأركيولوجيا الشرقية في القاهرة (إيفاو IFAO) الذي يشرف على بعثات التنقيب الفرنسية عن الآثار في مصر والتي يبلغ عددها أكثر من ٣٥ بعثة. كما ساهمت فرنسا وعلماء آثارها في اكتشاف الكثير من الآثار الفرعونية، ويعود لواحد من أهم علمائها وهو جون-فرانسوا شامبليون الفضل في حل رموز اللغة المصرية القديمة العام 1822 الأمر الذي ساهم في حل الكثير من ألغاز التاريخ المصري القديم والحضارة الفرعونية ذات الثلاثة آلاف عام.

وتأكيدا لهذا الدور سيكون أول ما يقوم به الرئيس الفرنسي عند وصوله إلى مصر الأحد هو الهبوط في مطار أبو سمبل لزيارة معبد رمسيس الثاني هناك في إطار الاحتفالية العالمية بمرور 50 عاما على الحملة الدولية بقيادة منظمة اليونسكو لإنقاذ آثار النوبة من الغرق وأهمها معبد أبو سمبل ومعبد فيلة بمدينة أسوان، وذلك أثناء بناء السد العالي في مصر على نهر النيل وحفر بحيرة ناصر لتخزين مياه الفيضان السنوي في أعوام الستينيات من القرن المنصرم.

ولفرنسا أيضا جامعة في مصر (l’université française) تستقبل مئات الطلاب المصريين والأجانب من إفريقيا تحديدا. وسيناقش الرئيس الفرنسي في القاهرة سبل تطوير هذه الجامعة وتوسعتها وجعلها قبلة للدراسات الفرانكوفونية في إفريقيا.

كما يحتفل البلدان بالعام 2019 وهو عام مصر-فرنسا الثقافي. عام سيخصص بالكامل للأنشطة الثقافية المشتركة والعروض الفنية المتبادلة في كل من مصر وفرنسا على مدار الأشهر القادمة والتي ستقام في عدد من أهم المدن المصرية والفرنسية كالقاهرة والإسكندرية وباريس ومارسيليا وتحت رعاية المعهد الفرنسي للثقافة في مصر.

البعد الاقتصادي

لن يتم بالطبع إغفال البعد الاقتصادي في زيارة الرئيس الفرنسي لمصر، فإيمانويل ماكرون قادم ومعه عدد كبير من رجال الأعمال ومديري الشركات الفرنسية. فمن المنتظر أن يوقع ماكرون والسيسي على عدد من الاتفاقات (ست أو سبع اتفاقات بحسب المستشار الإعلامي الرسمي للسفارة الفرنسية في القاهرة أورليان شوفييه) يبلغ مقدارها مليار يورو كاستثمارات مباشرة لفرنسا في مصر في عدد كبير من المجالات مثل الصحة والطاقات المتجددة والتعليم والنقل. ومما تجدر الإشارة إليه أن عددا كبيرا من الشركات الفرنسية تعمل في مصر وخاصة في مشروع إنشاء الخط الثالث لقطار مترو الأنفاق.

وتعد مصر واحدا من أهم زبائن فرنسا في مجال شراء الأسلحة؛ فالقاهرة تمتلك سربا من طائرات الرافال المقاتلة الفرنسية وهي الأغلى من نوعها في العالم (24 طائرة) كما باعتها فرنسا منذ عامين بارجتين حربيتين متطورتين وهما بارجتي المسترال. ويبدو أن ملف شراء مصر أسلحة جديدة من فرنسا لن يكون مطروحا للمناقشة خلال هذه الزيارة الرسمية وذلك بعد أن نفت الرئاسة الفرنسية الجمعة الماضية أخبارا شاعت عن نية مصر التعاقد على صفقة جديدة من طائرات الرافال وإن لم تنف أن هناك مفاوضات على زيادة أسطول مصر من هذه الطائرات وتدريب المزيد من الطيارين المصريين على قيادتها.

حقوق الإنسان

أحد الملفات الشائكة التي سيناقشها الرئيسان هو ملف حقوق الإنسان وحرية التعبير في مصر. باريس أعربت عن قلقها من تقارير المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان (العفو الدولية وهيومان رايتس وواتش) التي تتحدث عن حدوث حالات قمع لعدد من معارضي نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي وعن تكبيل حرية التعبير في هذا البلد وحبس الصحفيين والتضييق على عمل منظمات المجتمع المدني المحلية . وهي اتهامات طالما نفتها القاهرة على لسان السيسي نفسه في أكثر من مناسبة ورفضت هذه التقارير التي نعتتها بالمتحيزة.

بيد أن عددا كبيرا من المنظمات الحقوقية الفرنسية أعربت من خشيتها تدهور أوضاع حقوق الإنسان في مصر وذلك في مقابلة مع ممثلين عن الرئاسة الفرنسية الأربعاء الماضي 23 يناير/كانون الثاني في باريس. وقال الإليزيه إن الرئيس الفرنسي سيأخذ بعين الاعتبار هذه المخاوف وسينقلها إلى نظيره المصري في حوار سيتميز بالصراحة والصدق.

=============

إنتهى التقرير ….

لمتابعة تعليقاتكم