الحقيقة المرة .. حقيقة مجيدة

30 Jan 2019

الحقيقة المرة .. حقيقة مجيدة !!

——————————-

إنتهت زيارة الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون لمصر …. وبغض النظر عن كل ما فيها من مكاسب سياسة وإقتصادية وإعلامية … و مع تزامن الزيارة دى مع ذكرى 25 يناير 2011 … كان لازم نلفت النظر لشئ مهم جداً … جملة إتقالت فى المؤتمر الصحفى الرئاسى .. جملة قالها الرئيس السيسى ، وكانت شديدة الوضوح وشديدة اللهجة ، وفيها إقرار حقيقة … الحقيقة المرة ، اللى البعض مش عايز يصدقها لغاية دلوقتى ، لمجرد إنه مش عايز يخسر لحظات كاذبة عاشها .. وصدقها .. من غير ما يشعر إنه كان مضحكوك عليه 😉

الرئيس السيسى فى إجابته على سؤال الصحفى حول حقوق الإنسان .. وعن الفرق بين مصر و دول أوروبا قال بالحرف الواحد:

” إحنا بنتكلم عن منطقة مضطربة ، وإحنا جزء منها .. و فيه مشروع كبير جداً كان مفروض يتعمل فى المنطقة دى ، وهذا المشروع لم ينجح فى مصر … اللى هو إقامة دولة دينية فى مصر .. وبما تعنيه هذه الكلمة من كل التحديات للمنطقة ، وحتى للشعب المصرى اللى رفضها” … 🤔

إييه ده ياريّس … هو كان فيه مشروع بيتعمل للمنطقة كلها وعلى رأسها مصر !!؟؟

إييه ده ياريّس … يعنى الموضوع ماكانش ثورة وحريات ويسقط النظام و … و كدزة !!؟؟

إييه ده ياريّس … يعنى القصة ماكانتش عفوية ، والشباب “التاهر النكى” .. وبعدين الثورة بقى إتسرقت منهم و … و كدزة !!؟؟

إييه ده ياريّس … يعنى وصول إخوان الدم الإرهابيين للحكم فى مصر ، وشوية كلاب السكك اللى تبعهم ، واللى دخلوا سينا من كل حدب وصوب .. والفصيل الوطنى ورفقاء الميدان … ألخ ألخ ألخ ….، .. كل ده كان مترتب وبفعل فاعل و ماكانش صدفة !!؟

خلّوا بالكوا ، إن الرئيس المصرى بيقول الكلام ده فى مؤتمر صحفى رئاسى عالمى ، أمام مجموعة من الصحفيين فى كبريات صحف العالم .. و فى حضور رئيس فرنسا ، واحدة من أقوى واكبر الدول فى العالم إقتصاديا وعسكريا وامنيا .. يعنى الكلام ده بالنسبة له كرئيس ، لازم يكون حقيقى وموثّق … لأنه تصريح رسمى من رئيس دولة فى محفل رسمى عالمى !!

واللى تابع المؤتمر الصحفى ، وبالنظر للغة الجسد (Body Language) للرئيس السيسى ، هــ نلاقيه لما وصل للنقطة بتاعة ” فيه مشروع كبير جداً كان مفروض يتعمل فى المنطقة دى ، وهذا المشروع لم ينجح فى مصر .. اللى هو إقامة دولة دينية فى مصر” … كان متوجه بجسده ونظره للرئيس الفرنسى ماكرون ، مش للصحفى صاحب السؤال … وكأنه كان بيقول للرئيس الفرنسى … “مش كدة وإلا إييه يا سيادة الرئيس !!؟؟ ما إنت عارف ده بحكم موقعك الحالى كرئيس لفرنسا” ☹️

الموضوع خلاص ماعدش فيه خجل ولا مواربة ولا أصبح سر .. الموضوع كان مشروع متخطط ومتجهز ، وكل أدواته الفاعلة فى المنطقة من الأطراف الإقليمية ، خلاص اصبحت معروفة ومكشوفة .. واللعب أصبح على عينك يا تاجر .. واللى لسة مش قادر يشوف ، أو مش عايز يقتنع ، ومُصرّ إنه يفضل عايش فى نوستالجيا الذكريات ، ومصدق نفسه ، هو حر … لكن الواقع والحقيقة بيقولوا حاجة تانية خالص.

أيوة كان فيه سلبيات ، وكان فيه فساد ، وكان فيه ظلم ، وجايز الوضع الإقتصادى كان رايح على سكة سودة … لكن كل ده لا يتعارض مع إننا إتلعب بينا … إتلعب بينا على طريقة ((قول حق يراد به باطل)).

مصر الحمد لله ربنا نجاها من اللى كان متخطط لها … وإوعى تقوللى “مش احسن ما كنا نبقى زى سوريا والعراق” … لأ خالص .. إنت كان متخطط لك مصير اسوء بكتير من مصير سوريا والعراق …. كان متحضرلك شغل المعلم لإبنه بجد ! 😕

لمتابعة تعليقاتكم