المؤتمر الأمنى …. ولكن

15 Feb 2019

المؤتمر الأمنى …. ولكن .. !!
—————————–
فجأة لاقينا مصر بتشارك فى فعاليات ما يسمى بــ مؤتمر ميونخ للأمن فى ألمانيا .. وكانت مشاركة مصر فيه تلبية للدعوة الموجهة للرئيس السيسى شخصياً للمشاركة فى فعاليات المؤتمر .. ومش كدة وبس .. لكن كمان ليلقى الرئيس السيسى كلمة غداً كأول رئيس خارج أوروبا يلقى كلمة بالجلسة الرئيسية منذ إنشاء المؤتمر فى عام 1963 .. واللى هــ تكون بمشاركة المستشارة الألمانية ميركل … طب إييه هو مؤتمر ميونخ الأمنى ده !!؟

مؤتمر ميونخ الأمنى تأسس فى عام 1963 ، والمفروض إن الهدف الرئيسى من إنشائه ، إنه يكون أحد وسائل التقريب بين وجهات نظر كبار القادة فى العالم لتفادى نشوب حروب عالمية جديدة …، و حصل تطور فى فعليات المؤتمر على مدار السنين الماضية ، و زاد مستوى التمثيل الدولي وعدد المشاركين فيه .. واللى إرتفع من 60 شخصاً عام 1963، أبرزهم هنرى كيسينجر وهيلموت شميتد ..، لحد ما وصل فى الدورة الـ 54 للمؤتمر عام 2018 إلى ما يقرب من 350 مشارك من كبار المسئولين الذين يمثلون 70 دولة. وينتظر أن يتضاعف عدد المشاركين فى دورته الخامسة والخمسين، اللى هــ تبدأ فعالياته غداً ، ليصل إلى ما يقرب من 700 مشارك و1200 صحفياً … لدرجة إن مؤتمر ميونخ للأمن ، تفوق فى أهميته على مؤتمر دافوس الإقتصادى، وأصبح أهم مؤتمر دولى للأمن فى العالم ، يشارك به رؤساء الدول والحكومات والمنظمات الدولية والوزراء وأعضاء البرلمان والممثلين رفيعى المستوى للقوات المسلحة والمجتمع المدنى بالإضافة إلى ممثلى دوائر الأعمال ووسائل الإعلام.

توجيه الدعوة بشكل رسمى لمصر للمشاركة فى المؤتمر على المستوى الرئاسى .. وكمان إلقاء الرئيس السيسى لكلمة فى الجلسة الإفتتاحية كأول مرة يتحدث فيها رئيس دولة غير أوروبية فى الجلسة الرئيسية للمؤتمر ، يعكس حجم مصر ، والمستوى اللى وصلت له الدولة المصرية وتواجدها على مستوى المنظمات والفعاليات الدولية .. و بــ يأكد المكانة اللى بــ يحظى بها الرئيس المصرى على مستوى الدوائر السياسية الألمانية بشكل خاص ، والدولية بشكل عام ، و بــ يعكس كمان أهمية دور مصر فى المنطقة والحفاظ على إستقرارها، وخصوصاً فى مجال التصدى للإرهاب ومكافحة الهجرة غير الشرعية.

إحنا مش هــ نستطرد فى الحديث عن المؤتمر ودور مصر وأهميته ، لأن ده اصبح خلاص أمر مفروغ منه ، ولا ينكره غير شوية المرضى المنكرين لكل شئ وأى شئ … والثانيين دوول المصابين بعقدة الدونية ..، وخصوصا مع إنسحاب بعض القوى الدولية من مسئولياتها الأمنية ، زى أميريكا ، وإنشغال بريطانيا مؤقتاً بمشاكل البريكسيت .. وتصاعد قوى أخرى لتقود المشهد فى النظام العالمى الجديد ، زى روسيا والصين وألمانيا … و …. ومصر …. أيوة و مصر … و ده كلام بقالنا 5 سنسن بنقوله وبنحلل أسبابه .. واللى بدأت تظهر ملامحه بتواجد مصر المؤثر والمكثف فى كل الفعاليات الأمنية والإقتصادية الدولية ….

لكن مش هو ده اللى يهمنا النهاردة زى ما قولنا .. لكن اللى يهمنا شئ تانى خالص

اللى يهمنا نقوله إن الرئاسة والخارجية المصرية مش بيتحركوا بشكل عشوائى … لكن كل خطواتهم بتكون مدروسة بشكل مكثف ، للأستفادة من التحركات الخارجية بأكبر قدر ممكن .. وعلشان كدة هــ نلاقى إن مصر لما قررت تشارك فى مؤتمر ميونخ الأمنى تلبية للدعوة الموجهة للرئيس المصرى .. ماكانش الهدف هو حضور فعاليات المؤتمر فقط .. وماكانش لأهداف أمنية فقط .. ولكن بما لمصر من توجهات بناء دولة ونهضة غير مسبوقة ، تم عمل ترتيبات لحضور لقاء إقتصادى موسع .. ليس بناء على طلب مصر فقط .. ولكن بناء على رغبة الأطراف الإقتصادية الأخرى

مصر بعد ما كانت دولة محاصرة إقتصادياً ، و معظم المستثمرين بتهرب منها .. دلوقتى الوضع إتعكس ، وأصبحت كل الدول والمستثمرين بــ تتسابق لنيل رضا مصر ، علشان يكونوا جزء من الحالة الإقتصادية والتجربة المصرية اللى كل التوقعات بــ تشير لإنها ماشية فى طريق النجاح .. وعلشان كدة هــ نلاقى مثلا النهاردة كان فيه غداء عمل على شرف رئيس مصر ..على هامش مؤتمر ميونخ للأمن .. بحضور السيد / بيتر ألتماير وزير الاقتصاد والطاقة الألماني ، والسيد فولفجانج إيشنجر رئيس مؤتمر ميونخ للأمن .. وعدد من رؤساء كبرى الشركات الألمانية والعالمية ، واللى مجرد دخول إسم واحد منهم فقط للسوق المصرية كفيل بعمل ثقل كبير و نشر شهادة ضمان للإقتصاد المصرى على المستوى الدولى ، واللى فيه منهم أسماء دخلت فعلا للسوق المصرى ، وبــ تضخ إستثمارات مليارية.

من المدعويين على مائدة الغذاء على شرف الرئيس السيسى .. رئيس دويتشه بنك الألمانى – البنك التجارى الألماني .. ورؤساء شركات أليانز العالمية للتأمين ، وشركة مرسيدس ، و بى إم دبليو ، و فولكسفاجن ، وإيرباص لصناعة الطائرات ، و شركة سيمنز العالمية ، و مجموعة ساب السويدية ، و اتحاد الصناعات الألمانية ، بالإضافة لعدد من الشركات العالمية الأخري العاملة فى مجال تكنولوجيا الاتصالات والإلكترونيات، والإعلام، والخدمات المالية وإدارة الأصول، والصناديق الاستثمارية ، وصناعة الدواء، والصناعات العسكرية، فضلاً عن ممثلين للمراكز البحثية والدراسات الاستراتيجية الدولية .. و كل دول كانوا بيتناقشوا مع مصر فى ضخ إستثمارات كبيرة ، وفتح أسواق جديدة ..

الكلام ده علشان يحصل ، ماكانش ممكن يبقى صدفة …
تقدم الدول ونهضتها مش ممكن تكون صدفة ..
بناء الدول مابيبقاش غير بالعمل والجهد المضنى والمتواصل ..
النجاح عمره ما كان صدفة .. لكن كمان عمره ما كان سهل .. و لا هــ يكون !

لازم بقى نتخلص من ثقافة مارد المصباح اللى هــ يحقق لنا كل أمانينا ، ولازم نتخلص من ثقافة مسابقات النت ، اللى هــ نكسب فيها ملايين ….، .. النجاح لازم له تخطيط وعمل وجهد ، وناس بتسهر عليه وتحميه وتكبره ، وتحافظ عليه من أعداء النجاح اللى عايزين يهدوه

إفخروا ببلدكم ، وحافظوا عليها ، و على المكتسبات اللى حققتها ، علشان الوصول للى إحنا وصلنا له ماكانش سهل أبدا ..

ولسة القادم أفضل بإذن الله

لمشاهدة تعليقاتكم