لقاء القمة المصرى الأميريكى .. حكاية فى كلمتين !!

10 Apr 2019

لقاء القمة المصرى الأميريكى .. حكاية فى كلمتين !!
—————————————————-
علشان ما ندخلش فى تفاصيل كتير .. ولأن اللى بــ يتم مناقشته فى داخل الغرف المغلقة أكثر وأهم من اللى بــ يتم إعلانه … فــ إحنا هــ نقول ملاحظات سريعة على لقاء القمة المصرى الأميريكى 2019 فى واشنطن كمحاولة للإقتراب من التحليل …

اللقاء ده يعتبر اللقاء الخامس بين الرئيسين المصرى والأميريكى .. و ده يعتبر أكبر معدل للقاء بين الرئيس الأميريكى ترامب وبين رئيس لأى دولة أخرى … و مصر أكيد مش أى دولة !

مصر أصبحت دولة بــ يسعى لها الجميع .. و اللقاء ده تم بناء على دعوة مباشرة من الرئيس الأميريكى للرئيس المصرى لعقد لقاء قمة فى أميريكا لمناقشة جميع الأوضاع والمستجدات والعلاقات بين البلدين ، وما يخص المنطقة بكل اللى فيها من أزمات سواء متصاعدة أو فى طريقها للحل

أهمية اللقاء ده جاية بالتزامن مع تغيرات إقليمية فى منطقة الشرق الأوسط .. أهمها تصاعد نجم مصر كقوة إقليمية فى المنطقة ، وتحرك جميع الملفات فى الإتجاه اللى بــ يتوافق مع وجهة النظر المصرية و رؤيتها السياسية .. منها تراجع سطوة داعش فى العراق وسوريا .. والتطور الإيجابى فى الملف الليبى .. وتصاعد العلاقات المصرية الأوروبية .. وبزوغ نجم مصر كــ “HUB” للغاز فى شرق المتوسط ، وتحجيم الإرهاب لأدنى مستوياته فى المنطقة وفى سيناء بغض النظر عن العملية الإنتحارية الأخيرة .. فى نفس الوقت اللى بــ يتدهور الوضع الإقتصادى التركى .. وبــ تتراجع أسهم النظام التركى إقليميا ودوليا .. و إزدياد حالة العزلة اللى بــ يعانى منها النظام القطرى إقليميا ودوليا .. وتخبط المخططات فيما يخص دعم الإرهابيين فى دول المنطقة

و زى ما فيه تطورات إيجابية فى صالح الدولة المصرية فيما يتوافق مع توجهاتها وسياستها المعلنة .. فيه كمان تطورات سلبية ، بيلعب عليها أعداء مصر وأعداء المنطقة الساعين لهدمها أو محالة الإبقاء على حالة عدم الإستقرار فيها … زى التطورات الحادثة فى السودان والجزائر .. واللى توقيت حدوثها مش ممكن يكون صدفة … مهما حاول البعض تصوير عكس ذلك

تزايد دور مصر وثقلها السياسى الإقليمى والدولى ، وإمتلاكها لمفاتيح ملفات كثيرة ، وقدرتها على التأثير فى الملفات دى ، مع التنامى المضطرد على المستوى الإقتصادى .. و كل ده بالتزامن مع تصاعد الدور الروسى فى المنطقة ، و فى المقابل تراجع الدور الأميريكى كسياسة معلنة .. والتحركات الصينية على الساحة الإقليمية والدولية .. جعل هذه القوى الدولية تتسابق للتنسيق مع مصر و خطب ود القيادة المصرية ، والتسابق على الفوز بأكبر مساحة ممكنة فى العلاقة مع المارد المصرى اللى بــ يتولد من جديد ….. الكلام ده حقيقى فعلا سواء إقتنع به أو رفضه البعض !

مراسم وحفاوة الإستقبال للرئيس المصرى تدل على تقدير كبير أو زيادة فى محاولة كسب الود لدرجة إن الرئيس الأميريكى ينشر فيديو مختصر لمراسم الإستقبال على حسابه الرسمى على تويتر ، وهو الفيديو اللى نشرناه هنا مع المقال … و مش كدة وبس .. لكن تداول بعض المواقع فيديو لقيام الرئيس الأميريكى بسحب الكرسى للرئيس السيسى من أجل الجلوس فيما يخالف البروتوكول الرئاسى الأميريكى ، يدل على عمق العلاقة الشخصية بين الرجلين ….. وفى الأخر تسمع ناس هبّيدة طالعين يقولوا إن اللقاء تم إختصاره إلى 17 دقيقة بدل ساعة .. برغم إن اللقاء إمتد لأكثر من الوقت الرسمى المحدد له

أى حد هــ يتكلم عن عقوبات متوقعة من أميريكا ضد مصر تنفيذا للقانون الأميريكى بسبب تعاقد مصر على شراء صفقة طائرات سوخوى-35 الروسية .. هو من قبيل الهبد والجهل السياسى … لأنه إذا كانت السوخوى الروسية الجديدة تندرج تحت قائمة الأسلحة اللى أميريكا بتحظر بيعها لأى دولة فى العالم ، وبتوقع عقوبات فورية على أى دولة تسعى لإمتلاكها طبقا للقانون العسكرى الأميريكى .. لكن علشان أميريكا تفعل قانون زى ده ضد دولة معينة .. يبقى لازم تعتبرها فى خانة الأعداء .. وأميريكا يا حبيبى عمرها ما تقدر تصنف مصر فى خانة العدو .. أميريكا مش ممكن تخسر مصر ، حتى فى اسوء الفترات اللى ممكن تمر بيها العلاقات بين البلدين … أما فى الوضعية اللى فيها مصر دلوقتى … فــ مصر يا حبيبى تعمل اللى هى عايزاه … مصر تعمل اللى شايفاه فى مصلحتها .. واللى هــ يعاديها النهاردة .. هــ يلف يلف ويرجع تانى … مصر لا يمكن الإستغناء عنها

وأخيراً … أى حديث عن تفاصيل لصفقة القرن المزعومة ، هو من قبيل الهبد والفتاوى السياسية … يعنى الشئ لزوم الشئ .. والغريب إن الوحيدين اللى يعرفوا تفاصيل صفقة القرن ، هم خبراء الفيسبوك ، وبالذات اللى فى المعسكر المعادى للدولة … دوول جامدين أوى .. و واصلين !!!! 🙂

صفقة القرن هــ تكون فى إطار إننا كلنا لازم نقعد مع بعض ونتكلم حسب الكروت اللى فى إيدين كل واحد … يعنى اللى رفضتم تعملوه قبل كدة وعملته مصر سنة 77 ، و كسبت بيه أرضها ، هــ تعملوه النهاردة .. و فى المقابل ، سيتم إخماد وإسكات كل البعابع اللى فى المنطقة ، وحل كل الإشكاليات ، وأهمها القضية الفلسطينية .. و ده هــ يكون طبقاً لخطة وأليات هــ يتم الإتفاق عليها لما نقعد كلنا مع بعض …. طب إييه بقى تفاصيل ما يسمى بــ صفقة القرن ، وهــ تتعمل إزاى وفين وهــ يتم الإعلان عنها إمتى … ماتشغلش بالك إنت … والأيام مافيش أقرب منها …

التحركات المصرية أصبحت مكثفة .. والرئيس المصرى بيتحرك بكثافة بين أوروبا واميريكا وأفريقيا واسيا .. ومصر أصبحت النقطة اللى بيجتمع عندها كل الفرقاء .. لأن كل واحد بــ يدوّر على مصلحته مع المارد المصرى ….. وفى المقابل ، مصر فاتحة ذراعاتها للكل ، و لكن بما يتماشى مع مصلحة الأمن القوى المصرى .. و من خلال رؤية مصر للملفات المختلفة ، من غير ما يقدر أى طرف من الأطراف إنه يفرض إرادته على مصر !

و ده كله طبعا لا يتعارض مع كثير من الضغوط والمناوشات والشد والجذب .. لأنك كل ما كنت كبير وبتكبر أكثر .. كل ما كانت الضغوط والشد والجذب أكثر ! .. لكن المهم .. مين اللى بــ يتقدم و هــ يكسب فى الأخر 🙂

إعرف قيمتك وقيمة بلدك .. علشان تقدر تفهم ، إنت لييه بيتعمل معاك كدة.

لمشاهدة الفيديو و متابعة تعليقاتكم