التحركات المصرية .. رؤية ، أم صدفة ، ام تحركات إستباقية !؟

04 Sep 2019

التحركات المصرية .. رؤية ، أم صدفة ، ام تحركات إستباقية !؟
————————————————————-

الإنكار والتباكى والهجوم والتسفيه ، هو سمة تعليقات وتوصيف كتائب الإخوان وشركائهم فى المؤامرة ، من خلال قنواتهم الإعلامية ، ومواقعهم الإليكترونية ، بــ لجانهم ، بــ صفحاتهم ، بــ سلاطاتهم ، بــ بابا غنوجهم ، بكل حاجة .. في كل ما يتعلق بجولة الرئيس السيسى الخارجية الأخيرة ، و اللى بدأت بحضور قوى لمصر فى قمة السبعة الكبار (G7) بفرنسا .. و مروراً بحضور قمة التيكاد اليابانية الأفريقية فى العاصمة طوكيو .. و وصولا لزيارة الرئيس السيسى لدولة الكويت .. قبل عودته سالماً الحمد لله لأرض الوطن مــصــر !

التواجد المصرى فى قمة السبعة الكبار كان تواجد قوى بدعوة من الرئيس الفرنسى ماكرون . ولقاء الرئيس السيسى مع قادة العالم الكبار ورؤساء الدول الصناعية الكبرى … واللى لهم التأثير السياسى الأكبر فى العالم ، زى على سبيل المثال الرئيس الأميريكى ترامب ، ورئيس الوزراء البريطانى جونسون والرئيس الفرنسى ماكرون والمستشارة الألمانية ميركل .. ألخ ألخ … وكذلك تواجد مصر فى قمة التيكاد اللى بــ تنظمها دولة اليابان لدعم أفريقيا وتطلعاتها التنموية، بحضور عدد كبير من الشركات اليابانية التى قد يكون لها أعمال حالية أو مستقبلية في القارة الأفريقية

طبعا الأستاذ المحبط (بكسر وفتح الباء) هــ يقولك .. ياعم مصر إييه بس اللى بتحضر قمة السبعة الكبار .. وقمة التيكاد !!؟؟ .. دى بتحضر بإعتبارها رئيس الإتحاد الأفريقى … ياسبحان الله … هو انت مش كنت بتقول لما كلنا إحتفلنا برئاسة مصر للإتحاد الأفريقى ، إن الكلام ده مالوش أى تلاتين لازمة ، ومالوش تأثير على مصر ….. دلوقتى بقى له تاثير !!؟؟؟

وعموماً .. وبغض النظر إن مصر مش محتاجة قمة زى دى علشان تتواصل مع السبعة الكبار أو غيرهم .. لأن تحركات الرئيس المعلنة ، واخبار الإتصالات شبه الشهرية مع الرؤساء دوول ، ولقائاته بيهم سواء فى مصر أو فى دولهم ، بتقول إن التحركات المصرية أكبر بكتير من أن يتم ربطها بمجرد لقاء فى قمة تجمعهم … بس إنت ماتزعلش نفسك .. حاضر .. هــ نقول لهم 🙂 … بس ياريت تكون تابعت الأخبار زى أى مواطن مصرى شريف بيحب بلده ، وشوفت وسمعت النتائج اللى خرجت بيها مصر كدولة ، من الجولة دى !

اللى لازم نفهمه ونعرفه ونستوعبه كمصريين .. إن الدور الريادى لأى دولة .. أو خلينا نتكلم عن مصر تحديداً .. هو دور تكاملى …… يعنى رئاسة مصر للإتحاد الأفريقى بإجماع الدول الأعضاء ماكانش من فراغ .. ولا علاقة مصر بالدول العظمى جائت من فراغ … ومافيش دولة هتستثمر عندك لو انت دولة فاشلة .. ومافيش حد هــ يعبرك كدولة لو ماكانوش شايفين إن مصلحتهم معاك .. حتى لو كانوا كارهينك … ومافيش دولة كبرى هتتعامل معاك بإعتبارك ند قوى ، إلا لو هم شايفين ده فعلا … ومافيش دولة أو كيان سواء كان صديق أو عدو ، هيحاول يكسبك ويشركك فى ملفات متعلقة بيه ، إلا لو كان شايف إن فى إيدك مفاتيح كتيرة جداً تقدر تستخدمها وقت اللزوم ، ويكون لها تأثر كبير على الأرض.

يعنى التحركات المصرية ، والخطوات اللى بتقوم بيها الدولة ، واللى ممكن البعض يشوفها فى وقتها من وجهة نظره إن مالهاش لزوم .. بتكون فى حقيقة الأمر مهمة جدا من وجهة نظر الدول على المدى البعيد .. لأن بناء دولة ذات كيان مؤثر و دور محورى ، مش بيتخلق بين يوم وليلة .. لكنه بــ ييجى بالعمل المستمر على مدى سنين فى جميع الملفات سواء الملف السياسى أو الإقتصادى أو العسكرى أو البناء الداخلى … و ده اللى عملته ، و بتعمله مصر بالفعل !

تواجد الرئيس المصرى فى الفعاليات الدولية والتجمعات السياسية والإقتصادية سواء كانت إقليمية أو دولية ، بيعود على مصر كدولة بفوائد كبيرة ، سواء ادرك الناس ذلك أم لم يدركوه … والجولة اللى قام بيها الرئيس المصرى دى كانت نتيجة وليس هدف … وفى نفس الوقت هنلاقى برضوا نتائج للجولة دى مستقبلا .. لأن التحركات هى عبارة عن سلسلة مترابطة تشكل كل حقلة منها نتيجا لما سبق ، وهدف لما هو لاحق.

نيجى بقى لزيارة الرئيس السيسى للكويت … واللى الكلام عنها ممكن يطول جدا من حيث الظروف والأهداف والتوقيت وحفاوة الإستقبال ، واللى خرج عن النطاق الطبيعى وتجاوزه لنوع من الألفة .. أو خلينا نقول الإحساس بالأمان لوصول النجدة 😉 …
إحنا هــ نتجاوز كل ده … ونشوف النتائج المبدئية والظاهرة واللى ربطت بين زيارة الرئيس السيسى ووزير الخارجية وشخصيات أمنية على أعلى مستوى ، والقرار بإقالة رئيس جهاز أمن الدولة الخارجي الكويتى ، و30 ضابط من معاونيه واخرين .. فى العديد من القطاعات … وماخفى كان أعظم … (على فكرة .. الكويت تعانى من تغلغل إخوانى قوى جدا فى كل مفاصل الدولة) .. وعلشان كدة كانت حملة التباكى والولولة من أرامل البنا وتابعهم قفة وشركاه .. لأنهم ياعينى مابقوش ملاحقين على اللى بيحصل معاهم وفيهم .. بيفكرونى بإسماعيل ياسين فى فيلم المليونير لما كان بيقولهم تحبوا ناخد سيف كمان ونلعب على الفانلات 🙂 !!!

بالتزامن مع كل ده ، بنسمع عن تحركات للطيران الإسرائيلى لضرب الحرس الثورى الإيرانى و مليشيات حزب الله فى العراق وسوريا ولبنان .. ياااااااه … يعنى هو ده اللى وصلنا له بعد سنين من الربيع العربى الجميل .. إن الطيران الإسرائيلى اصبح يصول ويجول فى سماء 3 دول عربية ، ويضرب أهداف فى الداخل للدول دى ، منهم دولتين ، كانت جيوشهم فى الماضى ، بــ تمثل حالة قلق للإسرائيلين … والنهاردة أصبحوا فى خبر كان … صحيح الدول نفسها لسة متماسكة .. لكن الجيوش راحت فين !!؟؟ … للأسف .. كان عندها ربيع وجبر 🙁

فى نفس الوقت اللى بنسمع فيه أخبار عن إستكمال إستلام مصر لطائرات (الميج 35) الروسية تنفيذاً لصقفة ابرمتها مصر فى 2015 … وهــ يتم إستلام الصفقة بالكامل البالغة 50 طائرة على مدى زمنى ينتهى بنهاية 2020 …. ياترى ده صدفة … وإلا رؤية مستقبلية وإستشراف لما هو أتى !!؟؟

طب تعالوا كدة نبص على اللى بيحصل فى المنطقة ، والمحاولات لإشعال الموقف بين لبنان وإسرائيل … واللى سيؤدى لإشتعال المنطقة بالكامل … !!! … ياترى هل ده صدفة .. وإلا مجرد عملية ضغط على دول المنطقة .. وتمهيد مسرح العمليات بين حزب المصالح السرية المشتركة (أمريكا وإسرائيل وإيران ) ، للجلوس على مائدة الحوار ، من أجل تمرير خطة السلام المرسومة للشرق الاوسط على طريق صفقة القرن بعد فشل مؤتمر البحرين … واللى هتظهر للنور بعد إنتهاء انتخابات الكنيست الإسرائيلى فى 17 سبتمبر الجارى !!؟؟

وكل ده بييجى متزامن مع تحول مذهل فى كل مؤشرات الإقتصاد المصرى بشهادة كل المؤسسات الدولية .. من إنخفاض معدلات بطالة ، لإنخفاض التضخم ، لزيادة الناتج المحلى ، وإرتفاع الإحتياطى النقدى ، وإنخفاض العجز الكلة ، وحدوث فائض مبدئى فى الموازنة العامة ، وزيادة الصادرات وإنخفاض الواردات وإنخفاض مؤشر الدين العام ، وإرتفاع معدل الإستثمار .. ألخ الخ ألخ

بعد ما رسمنا الصورة الكلية بشكل مجمل .. نرجع تانى لعنوان المقال .. ونتساءل .. هى التحركات المصرية .. رؤية ، أم صدفة ، ام تحركات إستباقية !؟ .. بيتهيألى مش محتاجين نجاوب … وخصوصا لما نقارن وضعية مصر من 6 سنوات ، بالوضع الحالى .. ونربط ده بــ بعض التصريحات اللى قالها الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى فى مناسبات مختلفة:

– إحنا بنبنى دولة على أسس علمية صحيحة بعد بعد ما درسنا تجاربنا السابقة وتجارب الأخرين ، وشوفنا أسباب النجاح واسباب الفشل
– مصر تسعى لملئ الفراغ الإستراتيجى اللى حدث نتيجة إنهيار القوى الإقليمية التفليدية فى المنطقة.
– مصر بتخوض حرب وجود
– إحنا بنبنى دولة بجد قادرة على حماية نفسها وحماية أمنها القومى العربى والإقليمى
– والله كله هــ يتحاسب على اللى عمله
– فى عهدى أنا ، مافيش إخوان
– مصر مش بتنسى اللى وقف معاها ، ولا اللى وقف ضددها
– لما أكبر هــ اضربك 😉

و فى النهاية ….
تحياتنا لكل الأصدقاء اللى سألوا علينا … ونعتذر عن الغياب لظروف خارجة عن إراتنا

لمتابعة تعليقاتكم