لأنهم فى رباط … !!

20 Sep 2019

لأنهم فى رباط … !!
——————-

كلنا عارفين الحديث الشريف لسيد الخلق صلى الله عليه وسلم ، اللى بيتكلم فيه عن خير أجناد الأرض … وكان الوصف ده لجيش مصر .. جيش مصر وفقط .. مش أى جيش تانى .. ولاحظوا الوصف الدقيق للرسول صلى الله عليه وسلم .. إنه ماقالش أقوى أجناد الأرض .. أو أعظم أجناد الأرض .. لكنه قال ((خير أجناد الأرض)) … والخيرية هنا بلفظها ومعناها … يعنى مش شرط يكون جيش مصر أقوى جيش فى الدنيا .. ولا أشدها تسليحاً … لكن يكفى إنه يكون خير هذه الجيوش … الخير .. اللى هو عكس الشر .. الخير .. اللى هو الجانب المشرق والمضئ ، اللى بيواجه ظلام الشر … الخير .. المكون الرئيسى لأفراده وقياداته وضباطه … والكلام ده بدون أى تحيز … لكنه فقط توضيح للمعنى اللفظى المباشر … وطالما الرسول قال كدة . يبقى المعنى دائم ومستمر و غير قابل للتغيير .. و مش مقتصر على زمن بعينه .. لأ .. ده معنى خالد خلود الدهر ..

طب لييه يا سيدنا يارسول الله هم خير أجناد الأرض … وكانت العلة ، هو لأنهم فى رباط إلى يوم القيامة …… أدى تأكيد تانى أهو لمعنى الإستدامة ، ولإستمرار الخيرية فى جيش مصر العظيم … لكن فيه إشكالية بسيطة هنا ، وهى إن معظمنا فاهمين إن كلمة “رباط” جاية من الإرتباط … وخصوصا لما إتقال فى رواية أخرى إنهم وأهلهم فى رباط إلى يوم القيامة .. و ده ممكن وجايز والمعنى يستقيم به .. لكن فى فهمنا إن كلمة “رباط” هنا جاية من المرابطة … بمعنى الجهاد .. كقوله تعالى فى سورة آل عمران “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ” .. صدق الله العظيم

و ده يرجعنا تانى للخيرية اللى إتكلمنا عنها فى الأول … يعنى الجيش المصرى مش مجرد جيش عادى … لأ .. ده جيش خيّر .. صاحب رسالة .. مرابط ليوم الدين .. لأنه مفروض عليه إنه يكون فى مواجهة مستمرة مع الشر وأهله ، .. مهما إختلفت المسميات … وعموما .. دى مش الأحاديث الوحيدة اللى وردت عن جيش مصر .. لكن فيه كمان حديث الجند الغربى … وبغض النظر .. وعلشان ماندخلش فى مناظرة دينية ، ولغوية ، هيدخل يتحفنا بيها البعض ، بناء على تفسيرات الشيخ البحبحانى ، لأضغاث أحلام إبراهيم بك الإخوانى 🙂 … فــ الكلام هنا مجرد مدخل لحقيقة واضحة وضوح الشمس يمكن أن يراها حتى الأعمى ولا ينكرها إلا صاحب غرض ، أو هوى فى نفسه .. وهى أن الجيش المصرى ، كان ومازال .. وسيظل مستهدف … و هــ يفضل الجيش المصرى حامل لواء الخير والحق والدفاع عن القضايا العادلة ، إلى أن تزول الأرض ومن عليها

الجيش المصرى يا سادة هو عمود الخيمة … وبرغم إن التأصيل دايما بيكون منبعه من التاريخ … لكننا مش هــ نتكلم عن التاريخ …. يكفى فقط إننا نرجع بالزمن كام سنة ورا بس لحد 2011 .. لما كان الجيش المصرى هو الحامى و الضامن لبقاء وإستمرار الدولة ، ومنعها من السقوط فى فخ الفوضى ثم الإنهيار ، و الإختطاف التام للهوية المصرية التاريخية والدينية والإجتماعية والثقافية … و هنا بدأنا نشوف ونسمع الحملات الضخمة لهدم الجيش المصرى ، وتفتيته ، وشق صفه ، وفك حالة الإرتباط بينه وبين الشعب ، اللى الجيش المصرى جزء لا يتجزأ منه …

وإن كنت ناسى .. أفكرك ….

بعد ماكان هتاف “الجيش والشعب إيد واحدة” هو السائد .. بدانا نسمع “يسقط حكم العسكر” .. و بدأنا نشوف فيديوهات ما يسمى بالقوى اليسارية والثورية ، نشرنا بعضها على صفحتنا .. منها الفيديو اللى فى اللينك ده :

ناس بتتكلم صراحةً عن ضرورة هدم الجيش المصرى لأن الجيش هو القلب الصلب للدولة ، و مش هتقدر تسقط الدولة ، إلا إذا أسقطت الجيش نفسه الأول

إبتدينا نشوف إستعداء على الجيش المصرى من أميريكا يقوده وائل غنيم ، وإن الجيش المصرى هو الركن الوحيد اللى فاضل فى الدولة ، ولازم يسمعوا كلامنا ، وإلا !!:

أصبحنا بــ نشوف ظهور خطب دينية من شيوخ الإخوان والسلفيين عن بطلان الأحاديث النبوية اللى بتتكلم عن الجيش المصرى ، وإنها كلها أحاديث غير صحيح منها كلام أبو إسحاق الحوينى والمكفراتى التانى اللى إسمه وجدى غنيم … وغيرهم

قام الإخوان بعد وصولهم للحكم بالإفراج بعفو رئاسى عن كل كلاب السكك .. كلاب أهل النار المسجونين بتهم الإرهاب .. و مش كدة وبس .. لكن كمان قاموا بإستقدام غيرهم من خارج مصر ، وإطلاقهم فى سيناء ، لوضع الجيش المصرى تحت ضغط المواجهة المستمرة مع إرهابيين فى ظل ظروف صعبة تمر بيها مصر من عدم إستقرار … وأكيد كلنا مش ناسيين أوامر الحفاظ على أرواح الخاطفين والمخطوفين !!!

كان فيه ضغوط كبيرة على قيادات القوات المسلحة لإلحاق كوادر الإخوان بصفوف الجيش علشان يتم نشر الفكر الإخوانى داخله ، وتدمير عقيدة الولاء والإنتماء .. وتحطيم الإنضباط داخل المؤسسة .. علشان وقت الجد .. نسمع عن إنشقاقات .. وجيش حر بقى و …… و كدزة …. و لما عجزوا عن ده … بدأت الدعوات السياسية والإعلامية والشعبوية ، بتوريط الجيش المصرى فى حرب خارجية تحت شعار “لبيك يا سوريا” .. و ده كان قبل 30 يونيو 2013 مباشرة

وبعد 30 يونيو .. إنطلقت الألة الإعلامية الجهنمية اللى بــ يمتلكها الغرب والإخوان ، لشن حملات موسعة ضد القوات المسلحة المصرية من الهجوم والتشويه .. ومرة يقولك الإرهاب فزاعة وحجة بيعملها الجيش لترويع المدنيين .. ومرة يقولك الجيش فاشل مش عارف يحمى الدولة من الإرهاب .. ومرة الجيش قتل المعتصمين الكيوت اللى كلهم بتوع ربنا … لأ الجيش سايب سيناء تخرب .. لأ الجيش متواجد فى سيناء وبيقتل أهلنا فى سيناء .. وأفلام متفبركة تظهر على السوشيال ميديا .. ويكشفها الشعب المصرى نفسه ويكشف زيفها ويضحك على اللى عملها

ونلاقى حملات موسعة لتشويه الجيش والحديث عن التجنيد الإجبارى فى مصر .. وإن ده شئ مرفوض .. واللى بيحصل فى الجيش ضد حقوق الإنسان … ولما فشلت حملة التشويه … بدأنا نسمع عن حملة إخلع يا دفعة … لتحريض المجندين والضباط على الهروب من الجيش ومن التجنيد … وبعدها حملة تانية لتحريض أهالى الجنود على الثورة بسبب إستشهاد أبنائهم …. وبعدين خلط الدين بالسياسة وشوية يقولك جيش فرعون .. لأ ده جيش النكسة … لأ دول جند الطاغوط … ألخ ألخ

وبعدين بدأت ضغوط دولية بشعة ، لتوريط الجيش المصرى فى سوريا مرة تانية .. لكن فى إطار تحالف عسكرى دولى .. و لما مانفعش ده نتيجة رفض مصر …، بدأ الإعلام الغربى وقنوات الجزيرة والإخوان فى تركيا ، يقولوا وينشروا ويفبركوا كلام عن قيام الجيش المصرى بدعم الجيش السورى بالسلاح والصواريخ لإحراج الجيش المصرى دوليه ووصمه بتهمة الإرهاب وقتل الأبرياء… وبعدين أصل الجيش بيقتل جنوده علشان يفضى سيناء ويسلمها لإسرائيل … لأ ده بيعمرها وبيعمل أنفاق علشان يسلمها لإسرائيل على المفتاح تشطيب لوكس !!!

الجيش ساب أولادنا تتقتل فى ليبيا .. لأ الجيش عايز يورط مصر فى معركة خارجية .. لأ الجيش راح اليمن .. لأ ده إحنا كدة بنكرر سناريو حرب اليمن ونكسة 67 … طب هو الجيش بيتسلح ليه … مش بطون الغلابة أولى .. طب هى فين مسافة السكة !؟ … لأ ده جيش المكرونة .. طب هو الجيش المصرى ماله ومال الأمن الغذائى … لأ ده الجيش تخلى عن مهمته الأساسية فى الدفاع عن الوطن … و حملات السخرية والتسفيه من عينة “عقيد مقاتل خط الجمبرى” …. ألخ ألخ ألخ ….. وقبل كل ده … وبعده … وبالتوازى معاه .. الحديث المستمر عن إقتصاد الجيش …. و الجيش اللى بــ يخرب البلد .. و بــ يدمر الإقتصاد .. و بــ يطفش المستثمرين … والكيييش لازم يرجع سكنااااتووووو يا كماحة 🙂🙃 … وشائعااات و حرب معنوية مالهاش أول من اخر .. !!

دى مجرد أمثلة حديثة لحالة الإستهداف اللى بيتعرض لها الجيش المصرى بقاله سنين … و لو رجعنا للخلف أكثر .. هنلاقى حاجات كتييييييييرة مش هــ يكفى مقال واحد ولا إثنين ولا حتى عشرة مقالات للحديث عنها … ده مش كدة وبس .. لكن ده حتى التاريخ نفسه بيتم تشوييه وتزييفه فيما يخص الجيش المصرى ، بغض النظر عن اللى حصل خلال الأحداث التاريخية نفسها فى وقت حدوثها !!

إييييييييييييييييه ده !!؟؟ .. هو فييييه إييييييييه !!!؟؟ … هو مافيش فى المجرة الكونية غير الجيش المصرى !!؟؟؟ … هاتلى جيش فى العاااااالم سواء فى الوقت الحاضر ، أو على مر التاريخ .. إتعمل فيه كدة .. وإتحارب بالشكل ده …… ده الجيش النازى فى عز الحرب العالمية الثانية ، ماتعملش فيه كدة .. ولا كان الضغط عليه بالشكل ده !!! … طب هو الجيش المصرى عمل إييه علشان كل ده … طب ما كان قيادات الجيش يضربوها صرمة ، وينفذوا المطلوب … وشخلل يا بلدينا .. وإحنا نعدى كل حاجة .. وبدل ما إحنا كدة كدة متهمين بالخيانة والفساد .. كنا قبضنا وريحنا نفسنا .. وبقينا مليارديرات .. وكنا هــ نبقى فى عيون الإعلام أبطال كمان …. ده فيه جيوش ، نمنا بالليل ، وصحينا الصبح لاقيناهم إختفوا … باعوا بلادهم وقبضوا الثمن ، ومافيش حد بيجيب فى سيرتهم لحد النهاردة .. وعايشين منعمين هم واسرهم …. !!!

لكن الجيش المصرى ماعملش كدة … عارفين لييه ماعملش كدة !!؟؟ … علشان جيش شريف … علشان هم خير أجناد الأرض .. شاء من شاء وأبى من أبى … و علشان ربنا كتب على الجيش المصرى إنه يفضل فى رباط إلى يوم القيامة !!! … وبعد كل ده …. بتلاقى ناس لسة بتسأل هى الحملات دى بتحصل كدة لييه !!؟؟ .. والكلام ده صح وإلا غلط !!؟ ….. مع العلم إن الحملات دى والتشكيك ده شيئ مش جديد … بس فييه ناس بتنسى …. و دى حاجة تحزن فعلا .. إننا بننسى … واللى يحزن أكثر ، إننا لسة محتاجبن حد يأكد لنا إن جيشنا جيش عظيم وطنى شريف … مش ملايكة طبعا لأنهم بشر .. لكنهم هــ يفضلوا بنص الحديث هم خير أجناد الأرض !

و لأن الجيش المصرى هو خير اجناد الارض …. فعلى مر التاريخ و لآلاف السنين …. تورط جميع جيوش شعوب العالم في مذابح عديدة لمدنيين …. او التنكيل بهم …. او اقامة حفلات الاغتصاب الجماعى لاهل المدن التى بيستبيحوها ….. او تورطوا في التطهير العرقي …. إلا الجيش المصرى …. فمن عهد مينا موحد القطرين الى اليوم فى تاريخنا المعاصر ….. اتسمت جميع تحركات الجيش المصرى بالدفاع عن الأمة …. او بفرض الامن على ربوع حدودها …. و لم يُسجّل في تاريخه مطلقاً، اي جريمة حرب ضد مدنيين …. بل اتسم اداؤه أبا عن جد بالالتزام و الانضباط و الاخلاق العسكرية تجاه المدنيين و حتى تجاه اسرى الحرب .. وعلشان كدة هم كانوا ولا يزالوا خير اجناد الارض !!!

طب فييه ناس كتير بتبعت تقول لنا .. إحنا قلقانين .. طب هو إحنا هــ نفضل كدة لحد إمتى !!؟؟ … والإجابة ببساطة خالص .. لو بصيت على التاريخ .. هــ تلاقى إن التاريخ الإنسانى كله ملئ بالصراعات .. و دول بتتولد و دول بتنهار ، وجبهات بتحارب جبهات .. وجيوش بتنتصر وجيوش بتتهزم .. وكل ده كان قائم على فكرة السلطة والقوة والسيطرة والطمع والصراع على النفوذ …. لكن لأول مرة عبر التاريخ الإنسانى ، نوصل لمرحة إن الصراع يبقى حرب بقاء و وجود … صراع علنى ، سافر ، سافل .. بين الخير والشر ……… بتقول بين مين ومين يافندم !!؟؟ .. أيوة .. زى ماسمعت كدة .. دى حرب بقاء بين الخير والشر

ياترى تفتكر بقى خير أجناد الأرض .. اللى هم فى رباط إلى يوم القيامة .. هــ يكونوا مع أى طرف فيهم !!؟؟ .. طب وانت المفروض تعمل إييه وتقف مع مين !!؟؟ …. بيتهيألى الموضوع مش محتاج إجابة …

من خمسين سنة ، كانت الطائرات الإسرائيلية بترمى على سيناء ومدن القناة منشورات تطالب المصريين بالتخلى عن قياداتهم ، وبــ تطالب الضباط والجنود بإلقاء أسلحتهم و وقف القتال …. و النهاردة بيعملولك حملات على السوشيال ميديا تشكك فى قيادات بلدك وتحرضك على جيشك ، وتقولك هات عاليها واطيها ، وإخلع يا دفعة …. يعنى ما اقرب اليوم بالبارحة … نفس الأسلوب ، مع إختلاف الوجوه والأدوات نتيجة التطور وإختلاف الزمن … و بما إن المواجهة كدة كدة مستمرة ، والجيش المصرى غختار سكته وطريقه ، فــ عليك إنت أيضا أن تختار .. بشكل واضح وصريح … وبدون كلل أو ملل .. مع أى فريق ستكون … يعنى من الأخر كدة لازم تختار ، إما أنك تكون فى صف بلدك وجيش بلدك .. أو أنك تستسلم للحملات المشبوهة ، وتتحول لخنجر فى خاصرة الدولة المصرية وخاصرة الجيش المصرى

ملحوظة:
لأول مرة نقولها …. أى حد هــ يدخل يتفذلك ويقتبس لنا أسانيد تراثية أو شروح دينية ، يناهض وينقض بيها الأحاديث الشريفة عن الجيش المصرى أو يطعن فى صحتها ، هــ يكون نصيبه الحظر الفورى و المباشر ، من غير مانفكر مجرد التفكير فى النقاش معاه أو الدخول فى جدال عقيم لا يسمن ولا يغنى من جوع …. إحنا مش هيئة دينية .. واللى عنده إعتراض على الأحاديث ، يبقى يوجه كلامه للأزهر وللجنة الفتوى … تسميها بقى حضرتك ديكتاتورية ، تسميها أى مسمى أخر .. براحتك …

و رجاءً وليس أمراً.. اى حد من أصدقائنا يلاقى مقالنا موجود على أى صفحة أخرى ، ياريت يبلغنا علشان ندخل نشيله من عندهم

ولسة للحديث بقية فى مقالات قادمة بإذن الله عن الجيش المصرى وعن الحملات اللى بتحصل .. و زى ما وعدناكم …. هيكون فيه مقال رداً على الاسطوانة المشروخة بتاعة اقتصاد الجيش

تحياتنا لكل الأصدقاء …. و المجد للثابتين

لمتابعة تعليقاتكم