القمة السابعة .. ثم ماذا بعد !!

08 Oct 2019

القمة السابعة .. ثم ماذا بعد !!
القاهرة، 8 أكتوبر 2019
————————–

إنتهت القمة السابعة لآلية التعاون الثلاثي بين مصر وقبرص واليونان .. أحد التواؤمات الإستراتيجية اللى مصر جزء منها سواء على المستوى الإقليمى أو على المستوى الدولى … والتجمع ده بالذات مهم جدا لمصر فى المقام الأول بسبب مسألة غاز شرق المتوسط .. والكلام ده أفردنا له مقالات كتيرة ، من أول مسألة ترسيم الحدود البحرية .. و وصولا إلى منتدى غاز شرق المتوسط !!

طبعا القمة الثلاثية ناقشت مستجدات كتيرة متعلقة بالدول الثلاثة .. ومتعلقة بالتحديات اللى بتواجه المنطقة .. والأوضاع الأمنية لدول الجوار ومكافحة الإرهاب و مشكلة سد النهضة .. وغيره من الموضوعات ذات الصلة … لكن إحنا عايزين نعلق على جزئية واحدة من الموضوع … و اللى هــ نستقطعها من كلمة الرئيس السيسى الرائعة الشاملة فى المؤتمر الصحفى .. واللى بنعتبرها كأنها صفعة على وجه بهلول إسطنبول

الرئيس قال فى جزء من الخطاب:
تناولت محادثاتنا تفصيلا التطورات في منطقة شرق المتوسط، وما تشهده من توتر وتصعيد في المواقف، قد ينتج عنه استقطاب دولي وإقليمي، وذلك بسبب الممارسات أحادية الجانب، التي من شأنها زعزعة الاستقرار في المنطقة ككل، والإضرار بمصالح دول الإقليم، وأكدنا أن تحقيق الأمن والاستقرار، يمثل أولوية استراتيجية بالنسبة لنا جميعا، تستدعي التكاتف من أجل الحفاظ عليها وتأمينها، وبدونه لا يمكن أن نجني ثمار آلية التعاون الثلاثي. وجددنا دعمنا في هذا السياق للجهود التي تقوم بها الحكومة القبرصية من أجل التوصل إلى حل شامل وعادل للقضية القبرصية، استناداً إلى قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

الكلام هنا واضح .. وفيه تجاهل مقصود لإسم الدولة المقصودة .. و ده فى عرف السياسة يعتبر تحقير من شأن الدولة دى …. مش كدة وبس … لكن كمان سياق الكلام يحمل تهديد واضح وتحذير من إحداث إستقطاب أقليمى .. وكمان ربط الموضوع بقرارات الشرعية الدولية الصادرة عن مجلس الأمن … يعنى يا أمم يا متحدة .. خلى بالك ..

مش كدة وبس .. لكن الرئيس السيسى قال كمان:
تناولنا الدور الذى يمكن أن تلعبه آلية التعاون الثلاثي، في تحقيق قدر أكبر من التقارب بين الدول العربية والدول الإفريقية من جانب، ودول الاتحاد الأوروبي من جانب آخر، خاصة بعد النجاح الذي حققته القمة العربية الأوروبية الأولي بمدينة السلام “شرم الشيخ” في فبراير 2019، ومع قرب موعد انعقاد الدورة الرابعة من قمة الاتحاد الأوروبي- العالم العربي، المقرر انعقادها في أثينا يومي 29 و30 أكتوبر 2019، وفي ضوء بدء تفعيل اتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية، والأهمية التي توليها مصر للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، والتي تجعل منها بوابة عبور لكثير من المنتجات العالمية، للنفاذ إلى السوق الأفريقي بقدرات تنافسية عالية، إذا ما حصلت على شهادة المنشأ.

الرئيس هنا بيدعم آلية التعاون الثلاثي بإعتبارها حلقة وصل ، أو ألية تقارب بين الدول العربية والأفريقية وبين دول الإتحاد الأوروبى .. وبيربط الموضوع كله بذكاء شديد بالملف الإقتصادى اللى بيشغل كل دول أوروبا حاليا عن طريق تفعيل إتفاقية التجارة الحرة بالمنطقة الإقتصادية لقناة السويس اللى هتكون بوابة مهمة جدا للتقارب الإقتصادى بين القارتين … و بعدين بتتكلم عن إييه تانى ياريس !!؟؟ … بتلمح لإنعقاد قمة الاتحاد الأوروبي- العالم العربي، المقرر انعقادها في أثينا يومي 29 و30 أكتوبر الحالى .. أممممم … ده واضح إنه هــ يبقى فيه إجراءات ديبلوماسية تصعيدية .. طب هى إييه !؟ .. ماحدش عارف … طب هتبقى علنية وإلا لأ .. ماحدش عارف !

أما الإعلان المشترك الصادر عن القمة الثلاثية .. فإتكلم عن موضوعات كتيرة ذات إهتمام مشترك بين البلدين .. لكن أهم ما فيها هو عملية التصعيد السياسى والديبلوماسى سواء على المستوى الإقليمى أو الدولى فيما يخص ملفي غاز شرق المتوسط ومياه النيل … و ده جزء من الإجراءات التصعيدية اللى إتكلمنا عليها فى مقالنا السابق عن مشكلة سد النهضة …. و الأهم من كل ده ، إن عملية التصعيد السياسى دى ، وراها قوة عسكرية قادرة تحميها وقت اللزوم .. و ده اللى كانت مصر بتشتغل عليه بقالها سنين … “”الردع الإستراتيجى”” . واللى كان أعداء مصر فاهمينه ، وعارفين مصر بتعمل إييه .. وعلشان كدة كانوا طول الوقت مسرحين كلاب المؤامرة علينا علشان يلعبوا على وعى الشعب المصرى بهدف إجهاض التوجه ده .. من خلال طقطوقة الزيت والسكر والغلابة … وسؤالهم الأثير .. هى مصر بتتسلح لييه !!؟ .. ويقولك فى سخرية “هى مصر هــ تحارب الإرهاب بحاملات الطائرات والغواصات والكورفيتات الشبحية !؟” .. وللأسف كان فيه ناس بتسقط فى الفخ وبتصدقهم 😏

مصر دولة قوية وقادرة .. وبتتحرك على كل المحاور بأسلوب الصبر الإستراتيجى .. والردع الإستراتيجى … والفترة القادمة هــ تبقى حبلى بالمفاجأت .. وخصوصا بعد ما كل كروت المؤامرة وأدواتها بدأت تتحرق ….. واحدة … وراء الثانية 😉🙂

لمتابعة تعليقاتكم