البلطجى الغلبان .. من منظور المواطن والإعلام !!

12 Nov 2019

البلطجى الغلبان .. من منظور المواطن والإعلام !!
————————————————–

طبعا كلنا سمعنا عن الأخ المواطن الغلبان (كلاكيت تانى مرة) .. إللى رمى نفسه من القطار علشان الكمسرى طلب منه يبطل تدخين أثناء رحلة القطار .. إللى هو ممنوع اصلا فى القطار !! 🙄

والحقيقة خلينا نقول ان التعاطى الاعلامى مع الحادث السابق بتاع الشخص الغلبان برضوا (كلاكيت أول مرة) إللى مات تحت عجل القطار بعد الكمسرى ما طلب منه يدفع ثمن التذكرة .. كان خاطئ تماما … وخلينا نقول برضوا ان التعاطى الاعلامى ده كان ناتج عن حالة الولولة والكربلائيات إللى عاش فيها قطاع كبير من المصريين واللى خلى الإعلام ممثلاً فى بعض الإعلاميين يركبوا الموجة طمعا فى الوصول لتريند أو تحقيق نسبة مشاهدة عالية !! 😏

احنا ماتكلمناش عن الحادث الأول علشان اللغط المفتعل إللى تم اثارته وقتها .. و مش هنتكلم عنه دلوقتى .. وخصوصا ان الموضوع بين ايدين النيابة العامة والقضاء .. و مع تأكيدنا التام بحسب المعلومات المتاحة ، على سوء تصرف الكمسرى اللى تسبب فى النهاية فى وفاة شخص سواء كان مخطئ أو غير مخطئ …. و لكن بما ان الموضوع بيتكرر تانى .. والمرة دى بسبب التدخين .. وأكيد طبعا هــ يتكرر ثالث ورابع …. فكان لازم نتكلم عن الحادث .. من جانب يمكن البعض ما أخدش باله منه !

أولا .. ليه إحنا بنقول إن التعاطى الإعلامى للحادث الأول كان تعاطى خاطئ !؟
لأن الضجة اللى حدثت ، وتضخيم الأمور بشكل مبالغ فيه ، وكأنهم فى سباق مع السوشيال ميديا ، مين اللى يركب التريند أكثر .. كان من قبيل المزايدة القذرة .. زى أى مرابى أو تاجر موت … و مش معنى كلامنا إننا مؤيدين لما قام به الكمسرى .. لكن أسلوب التهييص الإعلامى _إن صح التعبير_ وضع هالة من الحماية على أى حد عايز يبلطج أو يخالف القانون .. أو حتى زهقان من نفسه و من حياته وعايز ينتحر .. إنه يعمل اللى هو عايز يعمله فى وسيلة النقل اللى هى القطار … يعنى لما حد يكلمك .. هدد إنك ترمى نفسك .. وساعتها كله هــ يجيب ورا .. علشان لو الشخص جراله حاجة ، هــ يلبسها الكمسرى … والشخص اللى كان بــ يبلطج ، هــ يحوله المجتمع لشهيد !!!

الموضوع ده بيفكرنى بالأسر الريفية زمان .. أو حتى أهالينا من الناس البسطاء .. اللى لما يكونوا عايزين يجوزوا بنتهم لشخص متقدم لها .. و هى مش عايزاه .. كانت تجرى على وابور الجاز ، وتفتحه على نفسها .. وتقول لهم .. لو عملتوا كدة ، هــ أولع فى نفسى وأجيبلكم مصيبة … و فى معظم الأحيان .. بيكون التهديد مش حقيقى .. لكن كان مجرد رسم الصورة الذهنية للى هــ يحصل نتيجة الفعل ده ، وتأثيره على اللى حواليها .. بــ يخلى الأسرة تتراجع !

ثانيا … لييه بنقول إن الموضوع هــ يتكرر تالث ورابع وعاشر … لأن زى ما وضحنا .. الذهنية اتبرمجت على إنك تبلطج زى ما أنت عايز .. ولو حد كلمك ، هدد إنك تنط من القطار .. أو نط بالفعل ولبسها للكمسرى .. و هــ تلاقى مليون لسان وألف جهة تدافع عنك .. و لو مت هــ يقولوا عليك شهيد … و ده طبعا غير الثقافة الشعبية المترسخة عند كثير من المصريين ، إن المنافع العامة دى بتاعة الحكومة ، مش بتاعتنا … و كل ما قدرت تتهرب من تكاليفها ، وقدرت تزوغ وتحتال ، أو حتى تبلطج وماتدفعش .. يبقى إنت كدة واد مخلص وفهلوى ، ومافيش منك .. و لو حكمت أوى يعنى .. نط من القطار .. وربنا هــ يسترها .. و خصوصا إن المواطن الفهلوى ، بيبقى دايما عايش فى دور سبايدر مان .. وأخرتها شوية جروح على خدوش وتعدى !! 😬

ثالثا … السؤال الملح جداً .. ياترى سيادة البلطجى ، يقدر يركب أى وسيلة مواصلات خاصة ، سواء كانت تاكسى ، أو ميكروباص ، أو حتى توكتوك .. ويقول لصاحب المواصلة مش دافع !؟ .. طبعا لأ .. لأن ساعتها صاحب المواصلة الخاصة هــ يوقفها وينزل يرنه علقه ، أو يسحبه على قسم الشرطة .. يعنى مرمطة وقلة قيمة .. وبالتالى مابيعملش كدة …. طب بلاش .. لو صاحب المواصلة الخاصة دى حاطط مبدأ عدم التدخين .. ياترى سيادة البلطجى هــ يقدر يفتح بقه ، أو يبلطج عليه ، و يدخن غصب عنه .. برضوا طبعا لأ .. وإلا مش بعيد تقلب بخناقة وتكون النهاية هى الطرد من المواصلة دى .. وبرضوا مرمطة وقلة قيمة !؟ … طب إشمعنى بقى بــ نيجى للمواصلة العامة ، ونعمل فيها خط الصعيد !؟ .. وإلا علشان إترسخ فى ذهننا على مدار عقود طويلة إن العملية سايبة ، وماحدش هــ يقدر يعمللى حاجة .. !!! 🤔

كام واحد فينا مر بمواقف كثيرة شوفناها بعنينا وعايشناها .. وأنت بتركب القطار وتلاقى حد قاعد على الكرسى بتاعك بكل نطاعة .. ولما تقول له الكرسى ده بتاعى ، يقوم يبصلك بكل تبجح وهو أصلا معهوش تذكرة ومش حاجز .. ويقولك .. هو انت حاجز كرسى رقم كام .. لأ ولما يقرر يقوم .. يقوم بمنتهى التأفف وهو بــ يبصلك بقرف .. وكأنك إنت اللى إعتديت على حقوقه مش العكس !! ….. طب كام مرة حصل إنك تبقى فى المواصلة العامة .. وحد يعتدى على صحتك وحريتك الشخصية ، لأنه بــ يدخن .. ولما تتكلم معاه ، أو حد يعلق عليه … فــ تبدأ تسمع قاموس منتدى فتكات للشتائم والبذاءات . وأيوة هو كدة .. وإذا كان عاجب .. و لو تجاوب مع الناس وطفى السيجارة .. بيعمل كدة وهو قرفان من اللى حواليه .. وبــ يبص لهم شذراً .. وكأنه هو صاحب الحق مش هم !! 🙄

لكن أهم شئ إحنا عايزين نقوله فى الموضوع كله .. إن وزارة النقل .. وبالتحديد هيئة سكك حديد مصر بكل الحوادث الأخيرة اللى حصلت .. هى مثال صارخ لما تواجهه المنظومة الحالية للإصلاح فى الدولة من مصاعب بعد أن سقطت بين شقى الرحى زى ما بيقولوا .. بين الموظف النطع .. والمواطن النطع …. بين موظف مش عايز يشتغل ولا عايز يتبع وينفذ أدنى معايير ومبادئ وظيفته … و بين مواطن إتربى على ثقافة البلطجة والتمبلة ومخالفة القانون .. إما تحت مبدأ هو كدة وماحدش هــ يحاسبنى .. أو بمبدأ دى فلوس الحكومة والبلاش كثر منه ! 😏

ا-((الموظف النطع))- بيتقال له لازم تعمل شغلك صح . ويا تشتغل .. ياتتجازى ، أو تمشى .. طب الحل إييه .. يبقى المواطن يا يدفع أو يطفى السجارة .. يا نسيبه ينط من القطار وهو ماشى … ولو حد إتكلم هــ أقول ((أصل هم اللى جالولى)) … والكلام ده طبعا لهدف فى نفس يعقوب 😉 … وعلى فكرة … ياريت ماحدش يعمل متفاجئ بقصة النط من القطار وهو ماشى دى علشان كلنا بنشوفها و مافيش حد فكر يتكلم عنها ـ بإعتبارها مشهد عادى ومتكرر …. إحنا بس بنفتكر الحاجات دى .. لما بــ نيجى نركب التريند اللى بيترمى فى سكتنا مش أكثر

و ا-((المواطن النطع))- مش عايز يدفع .. مش عايز يلتزم بالقوانين .. مش عايز يتصرف بإحترام … و لو حكمت يعنى .. هــ يلاقى 100 مواطن نطع زيه يدافع عنه داخل إطار الموقف نفسه .. و يأيده .. ويقول عليه غلبان … ولو حكمت أكثر من كدة .. هتلاقى مواطن من كبار الأنطاع بيقول الجملة السحرية اللى تعتبر “تريد مارك” فى المواقف اللى زى دى … إنتم جايين تتشطروا على الغلبان ، ماتروحوا تتشطروا على الحرامية اللى ناهبين البلد !!! …. مش كدة !؟ .. مش ده اللى بنشوفه ونسمعه !؟ 😁

فى النهاية وعلشان المزايدات من هواة المزايدات … مش معنى كلامنا إننا مش هاممنا اللى ماتوا … ولا إننا موافقين على تصرف الموظف المسئول .. واللى أكيد هــ يتحاسب وفقاً للقانون …. لكن ده مش معناه .. إننا نؤيد الخطأ ونتعاطف معاه .. لأ وكمان نصنف المواطن المخطئ على إنه “غلبان” .. ونمنحه لقب شهيد .. فبقى عندنا شهيد التذكرة .. ودلوقتى عندنا شهيد السيجارة .. وبكرة الله اعلم هيبقى عندنا إييه تانى !! … والمشكلة إننا كل مرة بــ نركب التريند ، و نتناقل معلومات من السوشيال ميديا ونبنى عليها مواقف ، وفى الأخر بتطلع كلها غلط .. زى ما حصل فى الحادثة الأولى …. إحنا بجد بيتلعب بينا الكورة كل مرة … للأسف 😞

وزارة النقل عليها دور كبير فى ضبط الإيقاع ، وعلاج السلبيات .. ووزير النقل إتكلم بنفسه وقال إن صفقات تجديد القاطرات وعربات الركوب ماشية بسرعة .. و اللى هــ تتمتع بميكنة أبواب القطارات بحيث إنها لا يتم فتحها أثناء سير القطار تحت أى ظرف … ولازم يتم ضبط أليات الدخول والخروج لمحطات القطارات .. على الأقل للمحطات الرئيسية الكبرى .. و دى مهمة ليست باليسيرة فى ظل منظومة متهالكة ، وثقافات شعبية مغلوطة … لكنها ليست بالمهمة المستحيلة ..

لكن الأهم .. إننا إحنا كمان نغير تقافتنا فى التعاطى مع الأحداث والمواقف …
البلطجى مش غلبان …. قليل الأدب مش غلبان … اللى بيخالف القانون مش غلبان … اللى بيعتبر الأشياء الخطأ حق مكتسب مش غلبان … اللى بــ يبص للى فى إيدين الناس مش غلبان … و طول ما إحنا بننتهج ثقافة “الــمــعــلـــش” تحت دعوى الغلبنة .. يبقى عمرنا ما هــ نتقدم خطوة للأمام.

حفظ الله مصر وشعب مصر

لمتابعة تعليقاتكم