النصر بالخيانة .. و الثمن وطن !!

12 Dec 2019

النصر بالخيانة .. و الثمن وطن !!
———————————

بغض النظر عن تاريخ العثمانيون الأسود .. وإستهدافهم لمصر .. وفكرة الفتح العثمانى لمصر .. البونبوناية المغلفة بسوليفان ، واللى إتقدمت لنا على مدار سنين علشان تقنعنا بمشروعية هذا الغزو الأسود ، اللى تسبب فى تأخر مصر سنين طويلة .. وعاشت مصر فى ظله أسود أيام تاريخها … و لحد النهادة بتلاقى عشاق الدونية ، و جماعات الظلام المتأسلمة بــ يبكوا ويتباكوا على الخلافة العثمانية الى ملكت العالم ونشرت الإسلام والحضارة … واللى بصراحة مش عارفين جابوا المعلومات دى من أى كتاب تاريخ … على الأقل يعنى بالنسبة لمصر .. كان حكم إسود وسنوات ضعف وذل وهوان لمصر وللشعب المصرى .. حتى مجيئ محمد على بانى مصر الحديثة ، واللى أنهى الحكم العثمانى الظلامى لمصر !
.
بغض النظر عن ده كله ، واللى مش هــ نخوض فى تفاصيله لأن الرد عليه بسيط جدا … لكن خلينا نقول إن المتابع لمسلسل #ممالك_النار والمتسبب فى حالة التأوهات والتباكى الحالية عند إسمهم إييه دوول ، بسبب كشفه لحقائق تاريخية مايعفرفهاش كثير مننا .. والأهم إن المتابع والقارئ للتاريخ بشكل صحيح .. هــ يلاحظ إن مصر ، كانت دايما مش بتتهزم غير إما بالخيانة الداخلية .. أو بالحيلة والتأمر الخارجى … أيوة … دوول الحاجتين اللى كانوا دايما بيوقعوا مصر .. لكن غير كدة لأ … المواجهة المباشرة دايما بتبقى فى صالح مصر !

و لو دققت كويس فى الحاجتين دوول .. هتلاقيهم بشكل أو بأخر هم الإثنين واحد .. لأن الخيانة الداخلية ، هى سعى و تأمر من لا يستحق مصريته مع أعداء مصر وإستعدائهم على بلده لأهداف شخصية حقيرة …. و الحيلة والتأمر الخارجى محتاج عملاء فى الداخل ينفذوا له اجندته فى تفتيت الجبهة الداخلية قبل ما يبتدى حربه …. يعنى فى الحالتين .. مفتاح اللغز كله بالنسبة لأعدائنا بيبقى دايما فى متبرع الخيانة .. أياً كانت حجته ، أو مبرراته للعمل اللى بيقوم بيه 🤔

كلنا نعرف من زمان ، إن الخاين ده ، بيبقى شاعر بإنه بيقوم بعمل قذر وضيع زيه .. وعلشان كدة بيبقى دايما مستخبى .. وعايش فى حالة قلق وخوف مستمر … صحيح المكاسب الشخصية المادية اللى بيحققها بتقلل من الشعور ده … لكنه بيفضل طول الوقت فى حالة قلق ، خوفاً من العقاب والسقوط فى قبضة الأمن …. بل على العكس … كان فى معظم الأحيان بــ نلاقى إن المدخل اللى كانت بــ تخش منه اجهزة المخابرات المعادية لإقناع شخص ما بالتعامل معاهم .. إنهم يقولوا له إننا تبع منظمة بتدعوا للسلام .. وإن اللى هــ نطلبه منك ده فى مصلحة بلدك … و هو طبعا بيقبل التعاون معاهم ، وبيعمل نفسه مصدق الهرى ده .. علشان بس يوجد لنفسه المبرر للخيانة !!

الموضوع ده إتهرس كتير جدا فى الإعلام و السنيما … واصبح معروف وتم تناوله فى أعمال فنية كتيرة زى مسلسلات “رأفت الهجان” ، و”دموع فى عيون وقحة” .. وفيلم “الصعود للهاوية” و المسلسل الإذاعى القديم “كلاب الحراسة” … وكثير من الأعمال الأدبية المكتوبة .. وعلشان كدة الموضوع ده خلاص راحت عليه … وتم إستبداله بالتجنيد والخيانة العلنية

يعنى إييه حضرتك !!؟؟ .. يعنى نعمل حاجة إسمها مكاتب حقوق الإنسان ، وفريدم هاوس ، ومؤسسات مجتمع مدنى دولية ، و مؤسسات صحفية وإعلامية .. ونصطاد الشباب وناخدهم ندربهم بشكل معلن أو بالإنتماء لجماعة دينية .. وفسيييل وتنى بقى و ,,, وكدزة 🙃🙂 .. و بدل ما كنا بنقول إحنا منظمات بتعمل من أجل نشر السلام فى العالم .. دلوقتى بنقول إننا مؤسسات بتسعى لنشر الديموقراطية فى العالم .. أو إننا جماعات دعوية بتسعى لنشر الدين 😁

زمان كان الخاين لما بيتمسك ، ماحدش بيقدر يدافع عنه . لأنه خاين قذر مستخبى ومستتر .. وهو عارف إنه خاين .. واللى ممكن يحاول يدافع عنه ، هى الأجهزة الأمنية اللى جندته .. وبيبقى بالتواصل المباشر مع أجهزة الأمن فى دولته اللى قبضت عليه .. أو حتى بالتواصل مع الرئاسة … زى ما حصل مثلا فى قضية “هبة سليم” بطلة فيلم الصعود للهاوية … وقضايا تانية كانت بتعرض فيها الأجهزة الأمنية صفقات تبادل مثلا .. لكن دلوقتى … لو قبضت على واحد من دوول .. وبرضوا هو عارف ومتأكد إنه بيخون بلده … بتلاقى شوخروميت ألف منظمة حقوقية ومؤسسة صحفية وبوق إعلامى وشيخ و داعية ، بتطالبك بالإفراج عنه … وبتلاقى قائمة بإتهامات من عينة إنك دولة بتنتهك حقوق الإنسان والحيوان والبتنجان ، وإنك ضد الديموقراطية وضد الحريات وضد الدين .. وضد أى حمادة بالجنزبيل .. المهم الراجل بتاعنا ندافع عنه !

زمان كان التواصل بيتم عن طريق الحبر السرى والبث اللاسلكى واللقاء المباشر .. دلوقتى بقى فيه موبايلات وفيسبوك وتويتر … زمان كانت الوسيلة هى جمع المعلومات بهدف الإنتصار على الدولة فى الحرب .. دلوقتى بقت الوسيلة هى التشكيك وضرب الثوابت واللعب فى الدماغ وتدمير الوعى وتغييب العقول والكذب والتدليس والشحن الشعبى وتكدير السلم والأمن المجتمعى بهدف إسقاط الدولة وهدمها تماما بحيث ماتقوملهاش قومة تانى خالص 😏😞

و الخطورة فى الموضوع مابتبقاش فى الأشخاص دى .. لأنهم فى الأول والأخر مهما كانوا كتير ، فهم عددهم محدود .. لكن المشكلة دايما بتكون فى الى بيسلموا عقولهم وقناعاتهم حسب ميولهم وايديولوجياتهم الفكرية والدينية للحرب النفسية الممنهجة دى .. و بيتم إستخدامه هو نفسه كأداة لهدم دولته دون أن يدرى أو يفهم .. بعد ما قفل عقله وأذانه وسلمهم تماما لعمليات التغييب اللى بــ يقوم بيها خونة الأوطان بشكل معلن ومكشوف وممنهج .. عامل كدة زى اللى ربنا تحدث عنهم وقال فى كتابه العزيز عن لسانهم بعد ما دخلوا النار “وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ” .. صدق الله العظيم

مرة أخرى .. مصر فى تاريخها كله دخلت 955 معركة ، إتهزمت فى 12 معركة … وتقريبا كلها بسبب الخيانة أو الحيلة و التأمر … والشيئ المشترك والغريب فى كل مرة بتحصل فيها خيانة أو تأمر وتواطؤ وبتسقط مصر .. إن الحقبة اللى بتعقب السقوط ده بتكون حقبة كارثية ظلامية ونتائج الخيانة بتكون فادحة بيدفع ثمنها الشعب كله .. و منها اللى بتكون لفترة طويلة … زى ما حصل مع العثمانيين وسقطنا فى عصر ظلامى لمدة 290 سنة تقريبا

العثمانيون دخلوا مصر بالخيانة بعد خيانة خاير بك للسلطان الغورى … الإسرائليين إنتصروا على مصر فى 67 بالحيلة والتأمر … و هــ ييجى اليوم اللى هــ نعرف ده .. وما إنتصرناش فى 73 غير بعد ما بقينا صف واحد ووقفنا فى وجه المؤامرة وقصقصنا خونة الداخل … و إلى أخر ذلك من الأمثلة التاريخية

إحذروا الخونة اللى وشهم مكشوف .. اللى باعوا نفسهم و هم عارفين ده كويس أوى .. وبيتاجروا بمجرد شعارات جوفاء لإضفاء صفة الشرعية والحقوقية على كلامهم وتوجهاتهم وافكارهم ….

تقلع بلبوص .. تحلق شعرك … تتكلم عن فساد ممنهج … تتاجر بالغلابة .. تتشدق بالحريات ..تطلع فى الفضائيات توصف نفسك بالمعارضة (مجرد وصف وليس معارضة وطنية حقيقية) … تسافر برة وتتكلم من منابر إعلامية بإسم الثورة .. تعمل فيها ضحية الفكر … تلبس عمة وتتكلم بإسم الدين .. تقوللى جماعة .. تقوللى طريقة .. فى النهاية كل ده بــ يصب فى إطار واحد .. زى المنظمات بتاعت زمان اللى كانت بتسعى من أجل السلام 🙃😉

و مهما كانت شعاراتكم وأدواتكم .. فإنتم عارفين كويس جدا إنتم مين .. وبتعملوا إييه .. ومين بيحرككم …… و بكام 🙂

أما حملات التشكيك وإثارة البلبلة وأساليب التغييب اللى بــ تتم علشان يتم بيها خلخلة وتفكيك الجبهة الداخلية وبالذات على السوشيال ميديا .. فــ ده اللى هــ نتكلم عنه فى مقالنا القادم بإذن الله

تحياتنا للجميع …. وحفظ الله مصر

لمتابعة تعليقاتكم