مسلسل ممالك النار .. !!

10 Dec 2019

مسلسل ممالك النار .. !!
———————–

اوعى تفتكر ان مسلسل ممالك النار كان مجرد مسلسل اتفرجنا عليه وعايشنا أحداثه وضحكنا وبكينا تأثرا بحكاياته … لأ … أبثلوتلى …. المسلسل ده اكبر من كدة بكتير …

مسلسل ممالك النار سلط الضوء على فترة زمنية ، فيه كثير من المصريين مايعرفوش عنها حاجة … او يعرفوا عنها مجرد معلومات سطحية … من إللى تم تزييف وعينا بيها على مدار سنوات طويلة

مسلسل ممالك النار عمل تأصيل تاريخى مهم جدا و كشف حقائق لواقعة مفصلية فى تاريخنا ، وسط كم كبير من التلفيق والتدليس إللى بيتعمل لطمس التاريخ وطمس معالم الهوية المصرية .. وخصوصا ان الوقائع اللى تناولتها احداث المسلسل تتشابك بشدة مع واقعنا المعاصر واللى بيواجهنا فيه نفس العدو ولكن بشكل عصرى

مسلسل ممالك النار عمل حالة عند المصريين برغم نهايته الحزينة … جعلت معظم المصريين يدخلوا على الإنترنت ويشتروا كتب .. ويدوروا ويبحثوا فى كثير من المصادر عن الحقائق التاريخية المرتبطة بالفترة دى من تاريخ مصر.. والمرتبطة كمان بالغزو العثمانى لمصر .. و ده خلاهم يكتشفوا كثير من الأكاذيب إللى تم ملئ عقولنا بيها عن عمد … لكن الأهم انهم عرفوا مدى الوضاعة والسفالة إللى اتعامل بيها المحتل الغازى العثمانى مع مصر والمصريين …. واتأكدوا ان إللى بيحصل النهاردة مش محض صدفة .. ولكنه سلسال من الكره والحقد والغل على مصر والمصريين ممتد عبر التاريخ … و هو ده سبب إللى سليم الأول عمله فى مصر وحضارتها وشعبها

مسلسل ممالك النار بث الوعى عند الأطفال .. وعرفهم تاريخ حقيقى لبلدهم .. مش تاريخ مزيف .. و ربطهم عاطفيا بأبطال حقيقيين ….. و يكفى ان أحد الجمهور دخل يعلق على صفحة الفنان خالد النبوى على تويتر وبيشكره على دوره الرائع … وبيقول له ان ابنه لحد اخر وقت ماكانش مصدق ان “طومان باى” مات … و ان دى اكيد خطة معمولة من المقاومة علشان يرجع تانى وينتصر على سليم الأول والجيش العثماني…. يعنى قد كدة الاطفال استوعبوا المعلومة وتفاعلوا مع الشخصية .. وقد كدة واثقين أن النصر لمصر دايما مهما كانت الصعوبات والتحديات

مسلسل ممالك النار .. أعاد اكتشاف شخصيات تاريخية .. كانت بالنسبة لنا فى كتب التاريخ عبارة عن سطر واحد أو بالكثير سطرين … شخصيات زى السلطان الأشرف طومان باى .. والسلطان قنصوة الغورى… وكمان الخونة من عينة خاير بك وجان بردى …. و عرفنا مين هو سليم السفاح إللى قتل جده وابوه وأخواته علشان يسيطر على الحكم ويرسخ لوجوده … وكل الأحداث حقائق تاريخية مثبتة .. ماحدش يقدر ينكرها ..

مسلسل ممالك النار كسر التابوت التاريخى الشهير بتاع كذبة ما يسمى بالفتح العثمانى لمصر .. و ان الدولة العثمانية كانت بتنشر الدين الاسلامى … بل وأسقط قدسية دولة تتمسح بمصطلح الخلافة … وكشف انها كانت مجرد مملكة من النار .. وسلسال من الدم يتوارثه الأبناء والاحفاد…. و كل ده حصل رغم أن المسلسل كان شديد الاختصار لأنه ركز على موضوع محدد … ولو كان تتبع سلسال الدم العثمانى .. كنا شوقنا و عرفنا مدى حقارة هذه الدولة و وضاعة تاريخها وكل من ينتسبون إليها

مسلسل ممالك النار أعاد ارتباط المصريين بتاريخهم الحقيقى وبأبطال حقيقيين نفخر بيهم .. و ازاى فضلوا مدافعين عن مصر حتى آخر رمق…. لكن الأهم انه عرّفنا ازاى ممكن الخيانة تضيع بلد بحالها وتدمر شعبها .. لمجرد ان الخاين ده كان بيدور على مصلحته الشخصية بغض النظر عن مصلحة الوطن

مسلسل ممالك النار خلانا نشوف ازاى بيتم استخدام الدين لتحقيق مأرب دنيوى.. وهو الوصول للسلطة … وازاى بتبقى حجة الخاين انه عمل إللى عمله ، خدمة ونصرة للدين …. زى إللى بنشوفه بالضبط فى واقعنا المعاصر …

و اخيراً … مسلسل ممالك النار رد الحق لأصحابه بعد مرور أكثر من 500 سنة من الأحداث الحقيقية … وخلى المصريين يبكوا بجد على السلطان الأشرف طومان باى … ويقرأوا له الفاتحة 3 مرات ويدعوا له بالرحمة … ويدعوا على الخونة خاير بك وجان بردى …. ويلعنوا سنسفيل إللى جاب سليم الأول السفاح وكل سلسال الدولة العثمانية منذ نشأتها وحتى الان … فالحق لا يموت … والحقائق لا يمكن دفنها للأبد

و زى ما المسلسل خلق حالة إيجابية عند المصريين المخلصين المحبين لوطنهم … فهو كمان خلق حالة من الحرقان الغير قابل للعلاج عند مراكيب بنى عثمان من المتعبدين فى محرابهم والمسبحين بحمدهم و الأكلين على موائدهم … و مش كدة وبس .. ده كمان كشف لنا كلنا … فى عصرنا الحاضر .. و واقعنا إللى بنعيشه دلوقتى مين من النخب و حتى من الأشخاص العاديين المحيطين بينا .. من نفس عينة خاير بك وجان بردى …. و اللى فضحوا نفسهم بغضبهم وهجومهم الغير مبرر على المسلسل من قبل حتى ما يتعرض .. بسبب ولائهم الفكرى والايديولوجى لتركيا و لبني عثمان .. بدل ما يبقى ولائهم لمصر بلدهم إللى بيحملوا جنسيتها فى بطاقتهم الشخصية …

و فى النهاية .. احنا بس عايزين نوضح ان مؤلف العمل وصنّاع حبكته الدرامية كانوا رؤوفين بالمشاهد المصرى .. لأن الأحداث النهائية للقصة كانت صعبة وقاسية … لأن طومان باى اتحصن بالقاهرة و دار بينه وبين الجيش العثمانى حرب شوارع طاحنة لمدة 4 ايام .. خسر فيها العثمانيين كثير جدا .. لدرجة ان السفاح سليم الاول علشان ينتصر فى معركته .. عمل مجزرة للمصريين … وضرب القاهرة بالمدافع من فوق أسطح مأذن المساجد .. مما تسبب فى قتل حوالى 10 الالف من المصريين … وتم الوشاية بمكان طومان باى .. يعنى برضوا اتقبض عليه بسبب الخيانة …. وبعد إعدامه .. وإبقاء جثته معلقة على باب زويلة لمدة ثلاثة ايام .. سمح السفاح سليم لجنوده وقوات الانكشارية باستباحة القاهرة وقتل الناس فى الطرقات بدون سبب .. ونهب البيوت والمحلات وهتك عرض المصريات فى الشوارع والطرقات … لدرجة ان بعض المراجع بتقول انه فى السنة إللى قضاها سليم السفاح فى مصر .. تم قتل ما يقارب ال 50 الف من المصريين … و ده رقم ضخم جدا بالنسبة لتعداد سكان مصر وقتها …. وكل ده كان بدايته هو خيانة خاير بك وجان بردى والزينى بركات بن موسى وابن مرعى … وغيرهم 😔

و كم بيننا من “خاير بك” … او “خاين بك” .. زى ما كان المصريين بيحبوا ينادوه … واحنا ما نعرفهمش .. لكنهم فقط مستنيين الفرصة للظهور …

لكن مصر النهاردة غير اى وقت تانى … مصر قادرة وقاهرة … و مش هتقع تانى ابدا … و ده مش مجرد كلام عاطفى … لكن ربنا مش هيسمح انها تقع تانى … لأننا بنخوض حرب بقاء و وجود وبناء وتعمير وهوية وسيادة … و الوقعة المرة دى مالهاش قومة تانى …. و علشان كدة مصر مش هتقع تانى ابدا بإذن الله …. الى ان تقوم الساعة.

رحم الله السلطان الأشرف طومان باى .. وكل ابطال مصر الشرفاء الذين ضحوا بأنفسهم من أجل أن تحيا مصر

ماتنسوش تقرأوا الفاتحة 3 مرات لطومان باى ..
زى ما طلب من المصريين لحظة وفاته

لمتابعة تعليقاتكم