حكمت المحكمة

29 Nov 2014

  حكمت المحكمة

—————

 بدون دباجة ومقدمة ، وعلشان ندخل على طول فى الموضوع ، أنا بجد مش عارف الناس اللى إتفاجأت النهاردة بحكم البراءة الصادر فى حق حسنى مبارك وحبيب العادلى ومعاونيه لدرجة تصل لحد الصدمة ، .. انا عندى لهم سؤال ..

إنتوا إتفاجأتم بجد !!؟؟ …

  • ياترى ماكونتوش عارفين إن ده هــ يحصل ؟؟؟ ..
  • وإييه كمية التباكى والعويل والصوصوة ورثاء ثورة 25 يناير ده !؟؟
  •  والإخوان فجأة بقوا وطنيين وبيتكلموا عن حق الشهداء !!؟؟ ..

حق الشهداء اللى هم باعوهم أصلا بمجرد وصولهم للحكم !! .. وقالوا فى مجلس الشعب فى جلسات مسجلة وإتذاعت على الهواء فى وقتها إن اللى ماتوا أمام الأقسام وفى محمد محمود دول بلطجية ومأجورين !!؟؟ .. وفى نفس الوقت تلاقيهم لغاية النهاردة بــ يزوّدوا الشهداء بشكل يومي على إيديهم سواء من المواطنين او من الشرطة والجيش … ده إييه العهر السياسى والأخلاقى ده !!

 الناس كلها قاعدة بتتكلم عن الظلم ، والقضاء المسيّس ، وفساد 30 سنة ، وفساد التعليم والصحة ، وإنتشار العشوائيات ، والأمراض ، والقمع الأمنى ، والبطالة ، ونهب البلد … و … و … و …

 لكن السؤال اللى بيطرح نفسه ، هو انتم كنتم بتحاكموا مبارك والعادلى على التهم دى كلها ، وإلّا على تهم قتل المتظاهرين وتصدير الغاز وكام فيلا فى شرم الشيخ ؟؟؟

 القاضى بيحكم بالورق اللى قدامه ، وطالما بتحاكم رئيس دولة بقانون الإجراءات الجنائية يبقى لازم يطلع براءة ، طالما مافيش ادلة ولا قرائن ولا شهود .. ومافيش شخص واحد ممكن يؤكد بدليل واحد إن فيه شخص بعينه قتل شخص بعينه !! ..

و على فكرة ، الحكم الفقهي الاسلامي في (قتل شهداء الثورة) يطلق عليه الفقهاء (قتل في فتنة) .. فيه الديه وليس فيه قصاص … مش هو ده الدين يابتوع إقامة الشرع اللى دايما بتنادوا بتطبيقه !!؟؟

عايز تحاكم مبارك ومعاونيه يبقى تحاكمهم عن التهم اللى انت بتقول عليها دى ، وتحاكمهم بصفتهم الإعتبارية وبحكم مسئوليتهم السياسية والأخلاقية ، مش عن قتل المتظاهرين ، ولكن .. عن كونهم مسئولين عن وصول الوضع لنزول الناس للشارع من الأساس … وده ماكانش ممكن يتم إلا بمحاكمات ثورية ، مستحيل كانت تحصل فى مصر ، لأنها كانت ثورة بلا قائد ولا رأس ، و اللى كانوا بيسموا نفسهم ثوار دول هم أول ناس ضربوا فى بعض وهاجموا بعض بمجرد تنحى مبارك عن الحكم ، لما ذهبت السكرة وجائت الفكرة ، وكل مجموعة كانت عايزة تلحق نصيبها من التورتة على حساب الملايين من الشعب المصرى والألاف من الضحايا سواء قتلى أو مصابين ..

كلنا نعلم وندرك وقد يختلف معى البعض أن مبارك مسئول عن فساد وإهمال سنين طويلة ، و تربح لشلة المنتفعين على حساب المواطن الغلبان ، وبلد كانت بتنهار أخلاقياً وداخلياً وبطالة وفقر وجهل .. (وماحدش يجيبلى سيرة الــ 36 مليار الإحتياطى النقدى الله يخليكم) .. لكن فى نفس الوقت .. لا يمكن إدانته بتهمة قتل المتظاهرين ، واللى هايتكلم عن ده ، هــ أكلمه عن أقسام الشرطة اللى إتهاجمت ، وإقتحام 20 سجن فى نفس التوقيت ، وعن مرسى اللى كلم الجزيرة من تليفون ثريا اول ما طلع من السجن ، وإقتحام مبانى أمن الدولة ، وتفجير خطوط الغاز أكتر من 16 مرة …. ألخ ألخ ألخ

 وإذا كنا بــ نتكلم عن شهداء الثورة ، لازم نقول إن الشهداء دول يشملوا الجميع سواء متظاهرين أو حتى من الشرطة ، و اللى عددهم كان بيقارب أعداد المتظاهرين في احداث الــ ١٨ يوم ، ولازم الدم ده كله سواء من الشباب أو الضباط نعرف مين قتلهم و يتجاب حقهم مهما كان وأياً كان …

 أكيد أنا قلبى مش محروق زى اللى مات له إبن أو أب أو أخ أو قريب أو صديق ، .. (متظاهرين وضباط ومجندين شرطة) ، وعلشان كدة القانون أعمى .. وهو ده اللى خلّى الإمام على بن ابى طالب وهو فى منصب القضاء لما جاله الخليفة عمر بن الخطاب يبلغه عن جريمة زنا رأها بعينيه ، فــ قال له: “يا أمير المؤمنين .. أربعة شهود أو حدٌ فى ظهرك أنت” … يعنى طلب منه الدليل !!

وعلشان نفهم و ما نفضلش نلف في دواير مغلقة ، لازم نفرق بين مبارك رأس الدولة و مبارك رأس السلطة .. لأن مبارك رأس الدولة أدي دوره طوال الــ 30 سنة ، ولحد أخر يوم ، و على أكمل وجه ، لأنه حافظ على البلد من التورط فى نزاعات دولية أو إقليمية أو خسارة لحدودها أو مواردها .. أما مبارك راس السلطة .. فهو استغل السلطة و أساء إستخدامها ، و يستاهل الحكم عليه في تفشّى الفساد ، وانهيار الصحة والتعليم ، واستشراء الجهل ، والنهب المنظم لمقدرات الدولة ، وفقدان اﻹنتماء عند المصريين ، و إخراج أجيال تكره البلد و تتمني التحالف مع الشيطان لهدم البلد دي

 و الحكم النهاردة ماكنش على مبارك راس السلطة .. وبعدين .. مبارك لسه له قضايا أخرى … يعنى مكمّل معانا شوية ، وعن عمر قرّب على تسعين سنة … وعلشان نهدأ شوية … مبارك عمره ما هــ يتعدم فى حدود علمى وطبقا للقانون حتى لو إتحكم عليه بالإعدام ، لأنه مريض بمرض عضال ..

 كلمة أخيرة ..

لازم نفهم إن الحكم بتاع النهاردة ، نصر لمصر الدولة على المؤامرة الدولية اللى إستغلّت الثورة الشعبية على مصر السلطة لهدم مصر الدولة .. و إذا كان بلدنا دلوقت أصبحت على المحك … فــ لازم نسيبنا من الماضى ونبص لقدّام .. وكفاية علينا 4 سنين فى فتن وضحايا وقتل ودماء وإرهاب ومؤامرات .. !! ..

خلّونا نفوق بقا ، و نبص لقدّام

لمتابعة تعليقاتكم