قمة برلين بنظرة موضوعية .. !!

21 Jan 2020

قمة برلين بنظرة موضوعية .. !!
——————————–

الحقيقة اننا لما جينا نفكر فى صورة نحطها للمقال ده .. مالقيناش أفضل من الصور دى توصف الوضع كان عامل ازاى .. وتلخص كل إللى حصل فى المباحثات المتعلقة بليبيا فى قمة برلين .. !!

صورة مجسمة للغل والحقد متمثلة فى نظرة أحمق بنى عثمان الإخوانجى .. و هو بينظر لرئيس مصر .. ولسان حاله … انت إزاى قدرت تقفل الجيم بالشكل ده .. وتكسب كل الأطراف كدة ..

وفى الوقت إللى كانت مصر حاضرة فيه بكل قوة فى مباحثات الكبار حول الشأن الليبى .. كان الرئيس التركى مهمش تماما … و تم اجتنابه كأنه مش موجود .. فأستحق عن جدارة اسم “جَرَب أحمق بغبغان” .. لدرجة انه انصرف قبل نهاية المباحثات ، و لم ينتظر حتى حضور المؤتمر الصحفى النهائى لمؤتمر القمة .. بعد ما قدرت مصر -مش هنقول تفرض رؤيتها- ولكن خلينا نقول تدعم موقفها ووجهة نظرها فى مواجهة القوى الكبرى .. فخرجت التوصيات والقرارات كأفضل ما يمكن الوصول إليه فى ظل المعطيات إللى على أرض الواقع

لكن لازم نبقى فاهمين حاجة مهمة جدا … لازم نبقى فاهمين ان دول العالم كلها بتدور على مصالحها … و مش بس كدة … لكن بتسعى لتحقيق أكبر قدر من المكاسب سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو عسكرية … حتى لو كان ده على حساب دمار دول بأكملها وتشريد شعوبها وتحويلهم إلى مشردين أو لاجئين .. !!

ادينا مثلا شايفين دولة زى العراق واللى حصل فيها بعد دخول أميريكا فى 2003 .. وكانت الحجة هى إسقاط الديكتاتورية .. وإقامة دولة نموذج للديموقراطية ، يحتذى بيها دول المنطقة كلها … والحقيقة أن العراق تحولت فى غضون سنوات قليلة إلى أشلاء دولة .. وكل إللى يهم أميريكا هو السيطرة على مصادر الثروة العراقية وإقامة قواعد ونقاط ارتكاز عسكرية .. وغير كدة تولع الدولة باللى فيها .. مش مهم ..

وكذلك روسيا و تركيا فى سوريا … وكذلك حلف الناتو إللى أسقط القذافى و دمر ليبيا … والقائمة تطول

خلينا بقى فى قمة برلين إللى القوى العالمية اجتمعت فيها علشان توجد حل يا عينى للأزمة للأزمة الليبية وإيقاف الاقتتال فى ليبيا .. وإيجاد حل سياسى يحقن دماء الليبيين.. علشان طبعا احنا كلنا عارفين ان الدول دى كلهم قلبهم قلب خسّاية .. و مش بيستحملوا يشوفوا الدم يا عينى …

يعنى عندك ايطاليا مثلا … طيبة و كيوت… و كل همها إيجاد موطئ قدم ليها فى طرابلس عن طريق حكومة السراج الخائنة بالسليقة.. و ده لأن الطلاينة بيلعبوا على إعادة أمجاد الماضى .. و إن لهم الحق التاريخى فى ليبيا .. (فاكرين فيلم عمر المختار والحجة إللى اتقالت علشان ايطاليا تدخل ليبيا وقتها !؟) .. و لو وضعنا فى اعتبارنا الازمة الاقتصادية الطاحنة إللى بتمر بيها ايطاليا .. فالسيطرة على مقدرات النفط الليبى أو جزء منه هيكون دفعة كبيرة لإنقاذ ايطاليا من حالة الإرهاق الاقتصادى إللى هى فيه … و ده إللى ممكن السراج يعطيه لايطاليا .. وليس الجيش الليبى .. لأن الجيش الليبى بقياداته ، هو جيش وطنى شريف

ألمانيا كل اللى يهمها هو وقف أى عمليات هجرة غير شرعية ممكن تضر بالاتحاد الأوروبى.. و خصوصا ان ألمانيا كدولة بتكون هى القبلة الأولى لكل كلاب السكك إللى بتحاول تدخل إلى أوروبا .. بحكم انها قاطرة الاقتصاد الأوروبى لحد دلوقتى

فرنسا بقى فهى الدولة إللى بتبحث لها عن نصر سياسى وتمدد اقتصادى .. فى ظل الرغبة فى استعادة ريادتها الدولية وإيجاد دور قوى لها و مؤثر .. فى ظل أزمات داخلية تؤرقها .. وتهديدات اتكلمنا عنها كتير قبل كدة .. بتحاول إعادتها لحظيرة الناس الكيوت إللى بيسمعوا الكلام !!

بالنسبة لروسيا بقى .. ف دى موالها كبير جدا .. لكن يكفى اننا نقول انها بتطمع فى إيجاد موطئ قدم لها فى ليبيا على حساب التواجد الاميريكى .. و ضربة جديدة للأمريكان فى المنطقة بعد انفرادها بسوريا وتقليم اظافر تركيا … والتطور الكبير لعلاقات روسيا بمصر إللى وصل لمستوى العلاقات الاستراتيجية .. و ده إللى مخلّلى روسيا جزء من المعادلة فى ليبيا

بريطانيا … يهمها طبعا البترول الليبي .. ويهمها أكثر الإبقاء على مشروع الإسلام السياسى إللى هى بترعاه من خلف الكواليس و محاولة منحه قبلة الحياة .. بعد ما اصبح بيلفظ أنفاسه الأخيرة بالفعل فى المنطقة

اما جَرَب أحمق بغبغان … فهو المرابى إللى بيستغل كل إللى بيحصل ده علشان يبلطج ويحقق أكبر مكاسب من حالة تضارب المصالح بين كل الأطراف …… و لكن لأنه أحمق … نسى أن أسلوب اللعب على كل الحبال مع كل الأطراف هو انتحار سياسى … و هيخلى الأطراف كلها تتعامل معاه باعتباره مجرد ركوبة لتنفيذ أهدافهم مش أكثر .. و لو فشل فى كدة .. سيتم التخلص منه زى ورق تواليت الحمام بالضبط

و تبقى مصر هى الدولة الشريفة الوحيدة داخل مجموعة الدول المعنية … دولة شريفة الأهداف والتوجهات فى زمن عز فيه الشرف … صحيح مصر يهمها أمنها القومى فى المقام الأول… لكن كمان بتعمل على تحقيق مصلحة الشعب الليبى .. وإنقاذ ليبيا من إللى هى فيه .. بتدعيم ومؤازرة فكرة قيام الدولة الوطنية بكل الطرق والوسائل الممكنة !

و علشان كدة .. فى النهاية .. وجهة النظر المصرية هى إللى غلبت على بيان القمة الدولية فى برلين … واللى كان فيها حاجات إيجابية كتيرة … زى مثلا حل المليشيات المسلحة .. ووقف تزويدهم بالسلاح .. و رفض التدخلات الخارجية و وقف إرسال المقاتلين المرتزقة أو غيرهم إلى ليبيا…. الخ الخ

لكن برغم كدة … احنا مش هننزلق فى فخ تحليل بيان القمة .. لأن بنود البيان هتخضع فى النهاية لوجهات النظر سواء بالنسبة للخبراء أو حتى بالنسبة للمواطن العادى … وكل واحد هيشوف الموضوع من وجهة نظره الشخصية… واحنا بننأى بنفسنا عن الدخول فى إشكالية جدلية مش هتنتهى… لكن كل إللى نقدر نقوله .. و بكل ثقة … انه بغض النظر عن البيان .. وسواء جائت بنوده فى مصلحة الطرف إللى يهمنا أو ضدها .. فالمهم فى النهاية هو آليات التنفيذ على الأرض.. و ده يعتمد بشكل كبير على من يمتلك الكروت الفاعلة القادرة على تغليب وجهة نظره .. و فرض الأمر الواقع على كل الأطراف ..

واخيرا … ماتصدقوش أى كلام طاير هنا أو هناك على السوشيال ميديا عن أى أحداث بتحصل … و خليكم دايما ماشيين وراء التصريحات والبيانات الرسمية .. و فقط !

تحياتنا لحضراتكم .. و حفظ الله مصر

لمتابعة تعليقاتكم