واخدانا و رايحة على فين يا كورونا .. !؟

09 Feb 2020

واخدانا و رايحة على فين يا كورونا .. !؟
—————————————

طبعا موضوع فايروس كورنا هو حديث الساعة فى العالم .. لدرجة إنه قلل كثير جدا من حدة متابعة البعض للصراعات العسكرية والتوترات الإقليمية … و غطى حتى على أخبار محاكمة ترامب فى محاولة عزله .. وإنتصاره الساحق وقيامه بالبدء كمان فى عزل خصومه السياسيين اللى وقفوا قصاده فى المعركة دى …. و يمكن ده حاصل .. لأن فكرة إنتشار فايروس ماحدش عارف كنهه إييه .. و تعرض المصاب بيه لخطر الموت الحقيقى بنسبة كبيرة جداً ، من غير ما يكون عند أى حد القدرة على مساعدة المريض ده أو إنقاذه من خطر الموت .. كل ده يخلى المجتمع البشرى كله عنده حالة من القلق والخوف من خطر تفشى المرض ده على نطاق أوسع من الوضع الحالى.

وصل عدد الوفيات من جراء الإصابة بفايروس كورونا الى 813 شخص منهم حالتين خارج الصين .. فى حين تخطت أعداد المصابين بالمرض حاجز الــ 20 ألف شخص … والخطير كمان إنه صدر تقرير إقتصادى النهاردة تم نشره على قناة العربية ، بيقول إن فايروس كورونا بــ يهدد بتوقف تام لحركة تجارة الحاويات فى العالم كله .. و ده لو حصل هــ تبقى كارثة إقتصادية ، لأن ده هــ يؤثر على حركة التجارة العالمية بشكل كبير .. وبالذات بالنسبة للصين اللى حجم تجارتها بــ يمثل حوالى 23% من حجم التجارة العالمية بما يعادل حوالى 4.5 تريليون دولار .. فــ لك أن تتخيل تأثير إنسحاب أو تحجيم الرقم الضخم ده كله ، وتأثيرة على حركة التجارة العالمية.

طبعا فيه قصص وروايات كثيرة تم تداولها عن سبب ظهور فايروس كورونا ، وأسباب إنتشاره بالشكل ده .. والمضحك إنك بتلاقى القصة إنتشرت وتم تداولها على نطاق واسع .. وبعدين تطلع قصة عكسها تماما .. وبرضوا يتم تداولها على نطاق واسع .. وغالبا هــ تلاقى مصدر الروايات دى كلها واحد .. سواء كان جهاز أو تنظيم أو مؤسسة أمنية أو أياً ما كان … و هــ تلاقى برضوا اللى بــ ينشر القصة وعكسها برضوا هم هم نفس الناس .. و مش فى مصر بس .. لكن فى العالم كله

هتلاقى اللى بيقولك إن أميريكا هى اللى عملت كدة ، ونشرت الفايروس ده فى الصين علشان تجهض التنامى المضطرد والمتسارع للإقتصاد الصينى فى مواجهة الغرب … بس اللى بيقول كدة واللى صدق الكلام ده .. فاته حاجة مهمة جداً .. إن معظم المصانع الغربية لمعظم الصناعات ، موجودة فى الصين … وكمان معظم الأجهزة الأليكترونية ، قطع غيارها ، والأكسسوارات بتاعتها صينية … يعنى لو الغرب هو اللى عمل كدة ، يبقى بيضرب نفسه بنفس الطلقة اللى بيصوبها للإقتصاد الصينى .. وخصوصا إن الأخطر من كدة كمان .. إن إطلاق فايروس زى ده فى دولة بحجم الصين ، لا يمكن السيطرة على إنتشاره فى العالم كله بأى حال من الأحوال .. والدليل إن كثير من الحالات المصابة ظهرت فى كثير من دول العالم ، من أول أستراليا لحد فرنسا وكندا .. و وصولا لأميريكا نفسها …

أما عكس القصة دى تماما .. وهى إن الصين هى اللى عملت فى نفسها كدة .. علشان يحصل أزمة إقتصادية .. ويبدأ الغرب يتخارج من السوق الصينى ، و يبيع المصانع بتاعته برخص التراب .. فتقوم الصين تشتريها بتراب الفلوس … وإن الصين عملت كدة نتيجة الهبوط اللى حصل للعملة الصينية “إيوان” فى محاولة من الصين لتدعيم موقف عملتها فى مواجهة الدولار … و برضوا اللى قام بتأليف القصة دى ، نسى إن الصين نفسها هى اللى قامت بــ تخفيض قيمة العملة بتاعتها فى أكثر من مناسبة ، علشان تزيد من القدرة التنافسية للبضائع الصينية .. و ده اللى خلّى الرئيس الأميريكى يهاجم الصين ، ويتهمها بإنها بــ تعمل كدة لضرب الإقتصاد الأميريكى !

و طبعا فيه قصص تانية كثيرة .. زى إن مافيا الدواء العالمية هى اللى عملت كدة .. على غرار لعب شركات الأليكترونيات ، اللى بــ تنشر فايروس الكومبيوتر علشان تبيع الأنتى فايروس .. وغيرها وغيرها من القصص … و بغض النظر عن إن كل السيناريوهات مطروحة .. و واردة … لأن العالم دلوقتى أصبح مالوش قلب ، ومايهموش إن ملايين البشر تموت من أجل تحقيق المصالح .. زى ملايين البشر اللى ماتت وإتشردت فى منطقتنا العربية من أول 2011 لحد النهاردة ، بسبب الصراعات السياسية والإقتصادية والدينية فى المنطقة .. لكن طالما مافيش أى كلام منطقى يقول مين اللى عمل كدة .. هــ يفضل فايروس كورونا ، زى أى فايروس وبائى إنتشر قبل كدة سواء فى عصرنا الحاضر ، أو على مدار التاريخ .. وربنا يعين المؤسسات الطبية فى العالم لإيجاد ترياق ضد الفايروس ده .. يقدروا ينقذوا بيه حياة ملايين البشر فى العالم.

طب اللى يهمنا دلوقتى .. هل الحاصل ده ، هــ يأثر على مصر من الناحية الإقتصادية !؟؟ … أكيد طبعا … لأن العالم كله أصبح مرتبط ببعضه بشكل كبير زى التوأم الملتصق كدة .. ونحب بس نفكر حضراتكم ، إنه فى يناير 2011 .. ونتيجة اللى كان بــ يحصل فى مصر ، حصل إنهيار لبورصة نيويورك لفترة … طب إييه اللى جاب القلعة جنب البحر !!؟؟ 🙂🙂 … لأن زى ما قولنا ، إن العالم كله أصبح مرتبط ببعضه بشكل كبير .. ونفكركم كمان بإن أيام الأزمة الإقتصادية العالمية فى 2008 … اللى أنقذ أميريكا من الإنهيار هى الصين اللى قامت بضخ مليارات فى أذون الخزانة الأميريكية … لأن إنهيار أميريكا وقتها ماكانش فى مصلحة الصين ، بإعتبار إن أميريكا أكبر سوق للمنتجات الصينية .. يعنى كله منفذ على بعضه !

طب إييه هــ يكون شكل التأثير على مصر !!؟

يعنى مثلا أكيد حركة التجارة الدولية هــ تتأثر .. وبالتالى دخل قناة السويس هــ يتأثر بكدة .. أو مثلا إن السياحة تتأثر نتيجة توقف السياحة الصينية لمصر واللى وصل تعداد السائحين الصينين لمصر لأكثر من نصف مليون سائح … و مش السياحة الصينية فقط … لكن حركة السياحة فى العالم كله ممكن تتأثر ، نتيجة خوف السائحين من السفر بشكل عام ، مش لمصر فقط .. لكن لكل دول العالم .. و ده بالتأكيد بــ يأثر على الإنفاق العام على السياحة والسفر … أو مثلا إنه يحصل تباطؤ فى حركة الإستثمار نتيجة الخوف من تفشى المرض بشكل وبائى فى العالم .. وبما إن رأس المال جبان .. فــ ممكن يقلل المستثمرين من إستثماراتهم ، لحد ما العالم يبان له صاحب 🙂 .. و كمان ممكن اللى بيحصل ده يأثر على سعر الدولار .. وإنه يرتفع مش فى مواجهة الجنيه فقط ، ولكن فى مواجة سلة العملات كلها .. و ممكن مايحصلش .. 🙃 … و أدينا شايفين إستمرار هبوط الدولار أمام الجنيه ووصوله لأدنى مستوياته من 3 سنوات … و لسة كمان 🙂

طب هل ممكن يبقى فيه تأثير إيجابى على مصر !!؟؟ .. وارد برضوا … وارد إن حجم الإستثمارات تزيد .. على إعتبار إن مصر من الدول الأمنة لحد دلوقتى وبعيدة عن إنتشار الفايروس .. و ممكن كمان السياحة تزيد ، نتيجة إن السائحين اللى كانوا بيسافروا للصين و الشرق الأقصى .. ممكن يفكروا يغيروا وجهتهم السياحية .. و لو ده حصل .. مش هــ يلاقوا أفضل من مصر كموقع متوسط بين قارات العالم كله …. يعنى من الأخر كدة .. كل السيناريوهات واردة الحدوث

طب هل الإقتصاد المصرى قادر على إستيعاب التغيرات دى سواء بالإيجاب أو بالسلب … أيوة طبعا .. قولا واحداً … الإقتصاد المصرى دلوقتى إقتصاد متين ، ومتنوع .. صحيح هو فى طور النمو .. لكنه متين .. والمجهود اللى قامت به الدولة فى الملف الإقتصادى على مدار السنوات الماضية ، خلّى قدرة الدولة على إستيعاب التغيرات و التحديات الإقتصادية تزيد .. سواء من حيث المشروعات القومية ، أو البنية التحتية ، أو الربط الكهربائى ومشروعات الغاز أو الإنتاج الزراعى والحيوانى .. ألخ ألخ ألخ …. يعنى بالمختصر المفيد كدة .. ماتقلقوش على مصر 🙂🙂

و خلينا بقى كدة نشوف أخرتها إييه مع الأخ كورونا .. و ربنا قادر بحوله وقوته على إنقاذ العالم من كل شر .. وحماية ملايين الأرواح البريئة ..

تحياتنا للجميع .. وحفظ الله مصر

لمتابعة تعليقاتكم