كلهم معتصم .. !!

13 May 2020

كلهم معتصم .. !!
—————

لما تم عرض فيلم الممر ، عمل رجة مجتمعية كبيرة .. وخصوصاً إنه كان بيحكى عملية إنتصر فيها رجال الجيش المصرى .. نصر خرج من رحم هزيمة 67 زيها زى كثير من العمليات اللى خاضها الجيش فى حرب الإستنزاف وصولا لنصر أكتوبر 73 المجيد.

و مع جودة الإخراج والتصوير ، و قوة السيناريو و الحوار .. تفاعل كل المصريين مع الفيلم وفرحوا بيه لدرجة إن جمل كتيرة فى الحوار أصبحت على لسان الشباب والكبار والصغيرين .. زى مثلا جملة “إلبسوا المموه .. بيخافوا منه” .. وطبعا فى المقابل كان خدّام الجماعة وأنصارها بيكسروا فى الفيلم كالعادة و بــ يهاجموه .. لكن كل ده ماقدرش يقلل النجاح اللى حققه الفيلم على كافة المستويات.

و على قد فرحتى بفيلم الممر ، و برد الفعل القوى جداً ، و بالعملية اللى ألهبت حماس الشباب والأطفال .. و حط تحت كلمة ((الأطفال)) دى مليون خط … و على عكس الطبيعى إن أى دولة فى الدنيا لما بتقدم صورة .. دايما بتقدم صورة للإنتصارات .. كان نفسى على المستوى الشخصى ، إنه يتم تقديم عمل عن عملية من العمليات اللى حصلت فى سيناء فى حرب البقاء اللى كان بيخوضها الجيش المصرى من 2013 لحد النهاردة .. واللى فيها بطولات لا حصر لها ..

والحمد لله إن أمنيتى إتحقتت .. و ظهر للنور مسلسل الإختيار .. واللى بيتكلم عن عملية كمين البرث اللى راح ضحيتها مجموعة من خيرة شباب وأبطال مصر ! …. صحيح النهاية هتكون حزينة … وخصوصاً إننا هــ نشوف إزاى جنودنا وأبنائنا إستشهدوا على إيدين مجموعة من الحثالات البشرية .. و ده طبعا شيئ محزن جدا ، ويوجع القلب .. بس ده مش مهم .. لأن تاريخ مصر والمصريين مليئ بسجل حافل من الإنتصارات ولحظات العزة والفخر … لكن أهم شيئ فى الموضوع كله إننا نشوف الحقيقة بكل قسوتها ، وبلا أى رتوش ..

حقيقة إنه إذا كانت مصر أمنة مستقرة النهاردة .. فــ ده علشان يحصل ويتحقق .. كان ثمنه دماء و أرواح عشرات من أبنائنا الأبطال ، اللى إتفرشت على طريق النصر بدون ما أى حد فينا يشعر أو يحس بالخطر اللى كانوا عايشين فيه و بــ يواجهوه فى كل لحظة ، ومع طلعة ومغيب كل شمس وهم على خط المواجهة مع الموت نفسه ..

مسلسل الإختيار بيعمل رصد توثيقى لأحداث كلنا عشناها .. و وجعت قلبنا كلنا .. لكن إننا نعيش الحدث شيئ .. وإننا نشوفه بعنينا ، ونتعايش مع تفاصيله ده شيئ تانى خالص … وخصوصا إننا مع كل حلقة بــ تمر من المسلسل ، بــ نفتكر أسماء أبنائنا الأبطال ، و بــ نحزن عليهم ، و بــ نبكى بعنينا بسبب اللى حصل فيهم .. لكن ده هــ يخلى اسمائهم تفضل محفورة فى ذاكرتنا ووجداننا إلى ما شاء الله .. والأهم من كدة .. إننا بنشوف إن أبنائنا ، و أبناء مؤسسة خير أجناد الأرض ، حتى و هم بــ يستشهدوا ، كانوا رجالة بحق ، و سطروا ملحمة بطولة تتكتب بحروف من نور فى تاريخ جيشنا وتاريخ شعبنا العظيم. 💪

صحيح إحساس الفرح بالنصر إحساس جميل .. لكن إحساس الوجع والغضب من الخسة والنذالة ، أقوى بكتير .. و بيخلينا نشوف الصورة بشكل أوضح .. ونعرف إننا بنخوض حرب مع عدو ، هو أبعد ما يكون عن الدين والشرف والأخلاق ، و عن أبسط مبادئ الإنسانية اللى قالت عليها كل الكتب والشرائع السماوية .. أو حتى الديانات الوثنية !

و أخيراً .. فى حلقة الأمس ، كلنا شوفنا الإخوانى معتصم ، و داخلنا شعور بالإشمئزاز من اللى عمله ، وهو بيقتل تلميذه ، و أخوا صديق عمره .. لكن للأسف الصورة اللى نقلها المسلسل كانت صورة حقيقية بكل أسف … شوفناها فى حياتنا يمكن بشكل شخصى أو غير شخصى … شوفناها فى هشام عشماوى اللى قتل بدم بارد جنود كانوا بيشتغلوا فى يوم من الأيام تحت قيادته … شوفناها فى الصعيد ، فى الجار الإخوانى اللى كان بيقتل جاره علشان مسيحى ، أو حتى مسلم مش إخوانى لمجرد إنه مش متفق مع الإخوان … شوفناها فى الإخوانى زميلك فى الشغل اللى كان بيهددك بإبتسامة لزجة ، و بيكتب عنك تقارير لجماعته ، وبيتوعدك علناً لما بس تستتب لهم الأمور … شوفناها فى فيديوهات تم بثها على الهواء فى التليفزيون لشباب الإخوان اللى كانوا بيضربوا المتظاهرين فى الشوارع بكل غل وحقد .. شوفناها فى كل اللى كذبوا وقالوا إن أبنائهم إختفوا قصريا ، وبعد كدة نلاقى أسمائهم من ضمن أسماء اللى ماتوا فى سوريا أو ليبيا أو حتى سينا مع جيف التكفيرين بعد ما قتلوا ناس أبرياء فى عمليات تكفيرية .. شوفناها كتير أوى .. بس إحنا علشان شعب طيب .. بننسى !!

لازم كلنا نبقى فاهمين ، إنه كل إخوانى فى حقيقته هو هذا المعتصم اللى شوفتوه فى المسلسل .. و إن الفرق بين الإخوانى الطيب الكيوت أو اللى عامل طيب وكيوت ، وبين الإخوانى معتصم ، إنه لسة ماصدرتلوش الأوامر ، أو ماجاتلوش الفرصة إنه يعمل كدة 😏

حفظ الله مصر وشعبها من كلاب أهل النار وخوارج العصر الإخوان

لمتابعة تعليقاتكم