19 May 2020
هو إييه اللى بيحصل فى ليبيا !؟
———————————
قبل ما نتكلم فى أى حاجة ، وقبل ما يصيبك الذعر من اللى بــ يتم نشره على بعض المواقع الإخبارية ومواقع السوشيال ميديا .. ياريت بس حضرتك تبص على الخريطة المرفقة بالمقال ، واللى بتوضح الوضع الحالى على الأرض !
الجزء الغامق اللى فى اقصى الشمال الغربى من خريطة ليبيا ، هو الجزء اللى بتسيطر عليه حكومة السراج والمليشيات المسلحة .. أما الجزء الملون من باقى مساحة خريطة ليبيا فهو الجزء الواقع تحت سيطرة الجيش الوطنى الليبى بقيادة المشير خليفة حفتر .. وضحت الصورة دلوقتى !!؟ 🙂
طب أومّال إييه اللى حصل !؟ … اللى حصل يا سيدى إننا بقالنا أكثر من سنة بنشوف تقدم الجيش الليبى وسيطرته على كل المحاور الإستراتيجية .. لدرجة إننا إفتكرنا إن الموضوع نزهة مش حرب تحرير حقيقية .. وإن سقوط العاصمة طرابلس ، و إستعادة الجيش الليبى السيطرة على كامل الأراضى الليبية مسألة وقت .. والحقيقة إن ده كان ممكن يحصل بالفعل .. لولا إن عدم حدوث ده وصل لمرحلة إنه أصبح مسألة حياة أو موت لدى البعض .. ناهيك عن إن الموضوع داخل فيه أطراف كتيرة جداً .. مش مجرد حرب بين جيش نظامى ، وشوية دراويش لابسين شباشب 🤔
الوضع الليبى هو ملف دولى .. وفيه أطراف كتيرة داخلة فيه .. تتلاقى فيه مصالح دول كبرى أحيانا .. وتتعارض فى معظم الأحيان .. صراع دولى يضم أميريكا وروسيا وإيطاليا و تركيا وفرنسا ومصر والإمارات وألمانيا .. وفى الخلفية قبرص واليونان وتونس والجزائر والسعودية وإنجلترا .. بالإضافة للجيش الليبى صاحب القضية ، والمليشيات المسلحة المدعومة من حرامى الغسيل “جرب أحمق بغبغان ! …
يااااااااااه … يعنى كل دوول بيتخانقوا على الحتة الغامقة اللى فى الخريطة دى !؟ .. لأ وإنت الصادق .. كل دول بيتخانقوا علشان يكسبوا موطئ قدم ليهم ونقاط إرتكاز سواء على الخريطة السياسية ، أو عسكرياً على أرض الواقع .. وكل دولة بتدور على مصلحتها السياسية والإقتصادية .. واللى أكيد هنلاقيها فى النهاية بتتعارض مع مصلحة ليبيا وشعبها .. يمكن بإستثناء مصر والإمارات … لأن كل دولة فى النهاية يهمها إنها تاخد نصيبها من التورتة سواء من ثروات الشعب الليبى .. أو كنقطة إرتكاز تنفعها فى ملفات تفاوضية أخرى فى مناطق نفوذ أخرى .. زى سوريا مثلا !
الجيش الليبى بقاله أكثر من ثلاثة شهور فى معارك طحن عظام وسجال بينه وبين المليشيات المسلحة المدعومة خارجياً … وكانت الأراضى اللى بتسيطر عليها المليشيات بالليل ، بيستردها الجيش الليبى بالنهار … لكن مع إزدياد الدعم العسكرى التركى ، وفتح تونس والجزائر لحدودهم على البحرى مع ليبيا ، وسماحهم لتركيا بنقل المليشيات للشاطى الليبى وعبر أراضيهم .. وحدوث موائمات روسية تركية .. و رضاء بتحفظ من أمريكا وألمانيا وإيطاليا .. كانت النتيجة تراجع تكتيكى للجيش الليبى وخسارته لبعض البلدات الصغيرة للحفاظ على قوامه .. وصولا لقاعدة الوطية العسكرية .. اللى الجيش الليبى قبلها بأسبوع فقط ، إدى المليشيات المسلحة فيها علقة سخنة فى محاولتهم الأولى الفاشلة للسيطرة عليها ، واللى نتج عنها تكبيد المليشيات مئات القتلى ومئات الجرحى !
طب يعنى الدنيا كدة تمام ، والوضع كويس ، ومانقلقش … لأ طبعا .. إحنا ماقولناش كدة .. وخصوصا لن قاعدة الوطية العسكرية من أهم نقاط الارتكاز للسيطرة على الشمال الغربى الليبى .. لكن كل اللى لازم نعمله ، إننا نبص للخريطة كويس ، ونفهم حقيقة الوضع .. من غير تهوين أو تهويل .. و نسيبنا من الهراء والخراء الفكرى لقنوات الشر التركية … لحد ما يبدأ الجيش الليبى فى التحرك لإستعادة قاعدة الوطية ، والأراضى اللى فقدها …. يعنى من الاخر كدة الجيش الليبى بيعيد ترتيب نفسه و بيعمل إعادة تموضع لقواته لشن هجومه المضاد
وماتنسوش البيان الخماسى شديد اللهجة اللى صدر من كام يوم ، من مصر و الإمارات و فرنسا و قبرص و اليونان ، واللى هاجموا فيه بشدة الوضع الحالى ، وحذروا من خطورة تداعيات كل ده على إستقرار المنطقة .. و ده غير إجتماع الرئيس السيسى بالأمس مع الفريق أول محمد زكي القائد العام للقوات المسلحة و وزير الدفاع والإنتاج الحربي، وتوجيهه بالاستمرار في التحلي بأقصى درجات الجاهزية والاستعداد القتالي لحماية أمن مصر القومي !
معنى كدة إن مصر هــ تحارب !!؟؟ … طبعا لأ .. مصر مؤمنة جدا إن حل الملف الليبى هو فى المقام الأول حل سياسى .. لكن ده مايمنعش إن القوة العسكرية بجانب الدهاء السياسى بيكون لهم وزن فى تقدير حسم الأمور فى النهاية.
حفظ الله مصر وشعبها من الشر واهله وأعوانه