حضرة المواطن الــ….. المايع .. (الوصف المهذب) !!

27 May 2020

حضرة المواطن الــ….. المايع .. (الوصف المهذب) !!
—————————————————-

أنا مش مطبلاتى ..
مش لازم كل حاجة نطبل فيها للدولة ..
هو أنا علشان بــ أقول رأيى أبقى ضد البلد ..
أنا بــ أشاور على الغلط علشان البلد تبقى أحسن ..
أنا محايد .. والغلط لازم نعترف بيه !
لو قلت رأيى هتقولوا عليا إخوان ..
لييه يبقى فيه غط كدة والدولة تحطنا فى الموقف ده ، ونبقى مش عارفين نرد !؟
هو كل حاجة تقولوا إخوان ..
أنا طول عمرى مش بــ أطيق الإخوان .. بس هم بيتكلموا صح
أنا أعرف إخوان كتير ، و مش كل إخوانى إرهابى .. دول فيهم مهندسين ودكاترة !
أنا مش إخوان بس بــ أحترمهم

الجمل دى وغيرها كتير من الديباجات المحفوظة .. واللى إحنا كلنا بلا إستثناء بنسمعها من اشخاص حوالينا .. و بــ تشوفها فى جارك ، وقريبك ، و زميلك فى الشغل … و زى ما قولنا فى مقالنا السابق .. إن النموذج ده من الأشخاص ، برغم إنه شايف نفسه إنه ضد الأخوان وتوجهاتهم ، إلا إنه إستسلم للخطاب المغرض بتاعهم بقاله سنين .. و مازال عنده إصرار على إنه يشرب البرشامة اللى بــ يدوبهاله فى وسط الأكاذيب زى السم اللى فى العسل كدة .. من غير ما يدور ويبحث ويتاكد من خلفية الأحداث !

المواطن ده .. اللى بــ يرتدى ثوب الشخص العقلانى الحكيم والمحايد .. و اللى ما بيقدرش يقف حائط صد مع دولته ، بدعوى الحيادية والموضوعية .. و حتى لو فيه خطأ من الدولة .. و ده وارد طبعا .. بتلاقيه مكسوف و واخد جنب ، ومش عارف يواجه شمامين الكلة إزاى .. و تلاقيه يقولك إزاى الدولة تحطنا فى الموقف ده .. و علشان كدة ، بــ يبقى الإختيار الأسهل بالنسبة له إنه يتبنى الخطاب المناهض ، حتى لو كان خطأ .. علشان بس يظهر بمظر الشخص الموضوعى .. 😏

الغريب إن الشخص ده بيبقى شايف إنه مع الدولة .. لكنه بكل أسف بيشتغل مع التريند وبيروح معاه .. بمعنى إنك تلاقيه ساكت طول الوقت .. و أول ما يحصل حدث ما ، وتبدأ السوشيال ميديا تضخّم وتكبّر الموضوع .. وتبدأ لجان الإخوان عملية التهييج .. بتلاقيه منساق لهم تماماً .. ومسحول وراء التريند .. يعنى من الأخر بيشتغل مع الصفارة .. وتلاقيه بيعمل حاجة من إتنين .. يا إما يقعد يستنى حد يقوى ظهره ويقوله إن الكلام ده ماحصلش ، علشان بس مايبقاش ناعى هم المواجهة مع النماذج القذرة اللى كلنا عارفينها .. يا إما يبدأ يهاجم الدولة بمنتهى الشراسة ..، أولا علشان يتفادى الهجوم عليه هو شخصيا من الناس إياهم .. و ثانيا علشان يظهر بمظهر الشخص العميق المحايد العقلانى .. اللى بيقول كلمة الحق و مش بيطبل للدولة .. و ده فى حد ذاته بيرضيه قدام نفسه … وللأسف هم مش عايزين منه غير كدة !

الحقيقة إننا مش عايشين فى وطن مثالى .. و مافيش وطن مثالى فى العالم كله عكس ما بيتم الترويج له … وأكيد عندنا أخطاء وسلبيات .. و ده مش كلامنا إحنا بس .. لكن ده حتى كلام كل مسئولى الدولة ، من أول رئيس الجمهورية و مروراً بكل الوزراء … لكن الشيئ الجيد إن الدولة مش بــ تعاند ولا بــ تتكبر .. ولما بــ يكون فيه خطا ، بتشتغل عليه ، وبتحاول تصلحه .. ده لما يكون فيه غلط حقيقى بالفعل .. لكن الأجمل كمان إنه لما ما بيبقاش فيه خطأ … فــ الدولة بتكمّل ، و بتصدر بيانات توضيحية .. و مش بــ يهمها التصعيد الإعلامى أو تصعيد السوشيال ميديا ضدها .. لأنها عارفة إنها ماشية صح .. و ده فى حد ذاته يطمننا على الدولة .. لأنها مش بتتعامل بنفس منطق أخونا الشخص الــ…. المايع

أيوة الخطأ وارد .. و مش مطلوب منى إنى أبرر الخطأ … لكن كمان مش مطلوب منى إنى أنضم لجوقة النابحين ضد الدولة والتضخيم من حجم الخطأ ده … و الإنزلاق خلف التريند و إبتلاع دعاوى الكربلائيات والمظلومية ومصمصة الشفايف على البلد وحال البلد .. رغم إن الرد على الدعاوى دى بيكون بسيط جدا ، لو نظرنا للأمور بمنطقية وعقلانية .. بس عقلانية الصح المبنية على المعلومة والتفكير السليم والثقة فى الدولة و مؤسساتها ، مش عقلانية التريند …. بمعنى إنى مش لازم علشان أكون محايد إنى أردد نفس الهراء اللى بتردده جوقة الإخوان ومراكيبهم !!

والغريب إنك ما تلاقيش ناس فى الدنيا بتتعامل مع دولتها بهذا التنمر و الهجوم الشرس .. غير بعض المصريين (بعض وليس كل) .. و ده نتيجة الإستسلام لفترات طويلة للخطاب الإخوانى المليئ بالمظلومية والكربلائيات .. والحديث فى النقطة دى يطول جدا .. لكن يكفى مثلا للى منكم راح أو عاش فى أى دولة من دول الخليج .. هــ تلاقيه قابل هناك مئات الألاف من جنسيات وسط وجنوب وشرق أسيا ، بــ تشتغل فى الدول الخليجية دى .. وعايشين فى أوضاع معيشية صعبة جدا وبمستوى دخول اقل من المتدنى ..، و ده طبعا غير المعاملة المجحفة .. لكن اللى مخليهم مستحملين العيشة دى ، إنها برغم صعوبتها تعتبر نعيم بالنسبة لحالهم فى بلادهم ، اللى مش لاقين فيها اللقمة حرفيا !

لو جربت تفتح كلام مع حد فيهم سواء كان عامل نظافة أو سواق تاكسى أو غيره .. هــ تلاقيه بيشتكى مر الشكوى من الوضع ومن الكفيل للدول اللى ماشية فيهم بنظام الكفالة و من أسلوب المعاملة .. لكن جرب كدة تسأله على بلده .. اللى هو اصلا كان عايش فيها عيشة غير أدمية … هــ تلاقيه بيتكل عن بلده بمنتهى الإحترام و الحب ، ويوصفلك فى جمالها ، وطيبة شعبها .. وإنك لازم تروح تزورها … و ده فى حد ذاته واقع عملى يثبت كذب وتدليس الخطاب الإخوانى ، اللى إتغرس فى عقول ((بعض المصريين)) ، على مدار عقود .. بتاع هو إنا أخدت إييه من مصر علشان أحبها .. هو أنا إستفدت إييه من مصر علشان أدافع عنها … و ده طبعا غير البذاءات والشتائم اللى ممكن تسمعها عن الدولة وحكومتها ورئيسها ، والحديث عن كل ما يشين فيها .. و … و … و ….

اللى بيمسك العصاية من المنتصف فى أوقات الأزمات والتحديات واللحظات المصيرية فى تاريخ الشعوب والأمم .. غالبا .. و بنقول غالبا .. إما إنه بــ يكون شخص مغرض له توجهات مناهضة ومعادية ، وله ايديولوجية دينية أو سياسية بس مش عايز يعلنها ..، أو إنه يكون رضع وهضم وأدمن الخطاب والتوجه الفكرى السلبى ، ومشاعر الدونية والإنحطاط والتطبيل لكل ماهو غير مصر على مدار سنين طويلة .. و أصبح هو ده المكون الفكرى بتاعه ، واللى برغم محاولته التخلص منه .. إلا إنه بيرجع يفرزه ويردده ويمشى معاه ، لأنه اصبح جزء من شخصيته …

تفرق كتير لما تكون شايف الغلط وبتسعى إنك تعالجه وتصلحه ، بس وإنت واقف حائط صد فى ظهر الدولة و واثق فيها و فى مؤسساتها ، حتى لو ماعرفتش الهدف والحقيقة من وراء اللى بيحصل .. وبين إنك تكون مستسلم ، و منقاد للخطاب الإخوانى ، والتشويش الحاصل ، وحملات الصراخ والعويل .. و بــ تهاجم الدولة بإعتبارك ولامؤاخذة محايد …

و فى النهاية … لو طلع فيه خطأ فعلى ، تهلل وتقول .. شوفتوا .. أنا كان معايا حق … وكان فيه غلط أهو .. و لو حد كشفلك زيف التريند ، و نورلك النور الصح .. برضوا تجيبها على الدولة ، وتقول ماهو أصل العيب على الدولة ، هى اللى مش بتوضح لنا الأمور ..

الحقيقة يا صديقى إنت كدة كدة عايم على وش تريند الفتة وماشى معاه ضد الدولة سواء كانت الدولة صح أو غلط

حفظ الله مصر وشعب مصر …

لمتابعة تعليقاتكم