27 Jun 2020
سد النهضة .. التطورات .. !!
—————————
إمبارح شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي في قمة مصغرة لرؤساء الدول الأعضاء بهيئة مكتب رئاسة الاتحاد الأفريقي عبر الفيديو كونفرانس لمناقشة قضية سد النهضة، وذلك برئاسة الرئيس سيريل رامافوزا رئيس جمهورية جنوب أفريقيا والرئيس الحالي للاتحاد، وبحضور كلٍ من أعضاء المكتب الرئيس الكيني أوهورو كينياتا، والرئيس المالي إبراهيم أبو بكر كيتا، والرئيس فيلكس تشيسيكيدي رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية، بالإضافة إلى مشاركة “عبد الله حمدوك” رئيس وزراء السودان، و “آبي أحمد” رئيس وزراء إثيوبيا.
اللى حصل ده بــ يأكد اللى قولناه قبل كدة .. إن الدولة المصرية مش دولة خفيفة ، والقائمين عليها مش مجموعة من السذج زى ما بيحاول البعض إنهم يصوروا لنا … ولأن مصر دولة مؤسسات ، فــ لما بتتحرك .. وبالذات فى الملفات الحساسة اللى بــ تمس الأمن القومى .. بتتحرك بإحترافية شديدة .. و بخطوات سياسية تصعيدية .. و بهدوء شديد .. و مش بتسمح لنفسها إنها تستفز ، أو تتجرجر لصراعات غير محسوبة … لكن فى نفس الوقت .. القوة جاهزة لحماية أمنها القومى .. بس مش بــ تستخدم القوة دى غير لما يكون لها غطاء كامل من الشرعية الدولية ، علشان لما تضرب .. تضرب فى ظل القانون الدولى ، وماحدش يقدر يفتح بقه
مصر إتحركت فى ملف سد النهضة فى مسارين متوازيين ، بعد تعثر المفاوضات .. مسار إفريقى من خلال الاتحاد الأفريقى ومؤسساته ، و مسار دولى بوضع الملف كله على مائدة مجلس الأمن … و إمبارح كان دور المجتمع الأفريقى بشكل رسمى .. علشان ماحدش بعد كدة يستغل مشكلة السد ، ويقول إن مصر بتعادى أفريقيا .. وخصوصا إن معظم الشعوب الأفريقية عندها مشكلة فى عقدة اللون .. وبتتعامل بشكل عنصرى جدا وبدون تفكير فيما يخص الصدامات اللى من النوع ده ، وبــ ينحازوا إنحياز أعمى .. و ده كان جزء من اللى بتراهن عليه أثيوبيا فى خطابها الهجومى العدائى الموجه لمصر طول الوقت ..
خلاصة الإجتماع كان خطاب سياسى مصرى معتدل ، يؤكد على إن مصر دولة عادلة ، لا تسعى لأى خصومة ، ولا تفكر فى الإعتداء على الأخرين .. ولكنها _وبلهجة حازمة_ متمسكة بحقوقها فى مياه النيل .. ومتمسكة بإستكمال المفاوضات بناءً على ما سبق الإنتهاء إليه فى جولة واشنطن .. يعنى مش هــ نعيد من الأول تانى …. و فى المقابل رضوخ اثيوبيا ، والموافقة على عدم القيام بأى تصرف أحادى بملء السد بدون إتفاق مسبق مع مصر … يعنى كل الأزعرينة اللى كانت عاملاها اثيوبيا ده كان شغل سياسة و بروباجاندا وخلاص .. و لسة بقى مسار مجلس الأمن
طيب .. هل ممكن اثيوبيا ماتلتزمش بتعهداتها دى !!؟ .. كل شيئ وارد .. واثيوبيا بسبب وضعها الداخلى الحالى ، وبعض علاقاتها مع بعض الأطراف الدولية .. كل ده ممكن يخلى أثيوبيا ماتلتزمش … و هو ده اللى خلى مصر تنتهج سياسة الصبر والصمت الإستراتيجى .. وعدم التصعيد فى التصريحات ، وعدم الإنسياق وراء الإستفزازات .. بل بالعكس .. ده مصر بالأسلوب اللى إتبعته ده .. كان هدفها وضع أثيوبيا فى مواجهة المجتمع الدولى وكل المؤسسات الدولية ، علشان لو جد فى الأمور أمور .. تقدر ساعتها مصر تتحرك .. إذا تطلب الأمر ذلك .. و تحت غطاء تام من الشرعية الدولية فى إطار حق كل دولة طبقا للقانون الدولى فى حماية امنها القومى .. و فى الملف ده بالذات .. إحنا بنتكلم عن مسألة حياة أو موت .. و إحنا قادرين بإذن الله على حسم الملف ده تماما.
الوضع فى الداخل الأثيوبى اصبح معقد جدا ، لأن الخطاب العدائى والشحن المعنوى الزائد على مدار الشهور أو السنين الماضية .. وإستغلال الكلام ده سياسيا فى الداخل وخصوصا بعد قيام آبى أحمد بــ تأجيل الانتخابات المحلية لمحاولة السيطرة على الداخل الأثيوبى بإفتعال مشكلة سد النهضة وتصويرها على إنها مشكلة حياة أو موت بالنسبة لأثيوبيا .. كل ده جاب أثر عكسى تماماً … لأن المواطن الأثيوبى اصبح على قناعة إن النيل ده بتاعه هو لواحده طالما فى أرضه .. و ده كمان كلام المسئولين الأثيوبيين على فكرة .. رغم إن ده منافى تماما لوضعية نهر النيل ك نهر أممى ..
وبالتالى القيادة الأثيوبية اصبحت بين شقى الرحى .. إما إنها تقرر عدم ملء السد إلا بعد إتفاق .. و ده هــ يخلى رئيس الوزراء الحالى يبقى فى نظر الأثيوبيين خائن وباع القضية ، و فرط فى حق المواطن الأثيوبى ، فالدنيا تتقلب عليه داخليا ويخسر مستقبله السياسى … أو إن القيادة الأثيوبية تقرر ملء السد بإجراء أحادى ، وبالتالى تكون عرضة للعقوبات الدولية لأن إتفاق إعلان المبادئ إتفاق دولى ملزم ومشهر فى الأمم المتحدة و هو اللى بيمنع أثيوبيا من البدء فى ملء السد بدون إتفاق !
أثيوبيا بقى من شوية طلعت بيان رسمى بعد إجتماع الفيديو كونفرانس اللى عملته إمبارح مع مصر والسودان و دول و قيادات الإتحاد الإفريقى .. لكن البيان ده زود الطينة بلة .. لييه بقى !؟ .. لأن البيان الأثيوبى قال إنه هــ يتم ملء السد خلال أسبوعين من تاريخ البيان بعد الوصول لاتفاق مع مصر والسودان … بتقول إييه ياعم الحاج !؟ .. أيوة زى ما فهمتوا كدة .. يعنى “أبى أحمد” علشان يهدى الرأى العام الداخلى ، فــ قال إنه هــ يملأ السد .. لكنه ألزم نفسه إنه لازم هــ يتوصل لإتفاق مع مصر والسودان خلال أسبوعين … يعنى ورّط نفسه زيادة ، داخليا وخارجيا ..
إدارة الملفات السياسة الحساسة مش سهلة .. دى لها رجالاتها اللى يقدروا يحسبوا كل تصرف ور فعل بالمللى .. وعلى عكس ما البعض متصور .. فــ مصر حاليا فى أقوى حالاتها إقليميا ودوليا .. وإحنا شوفنا اللى حصل فى الملف الليبى من ردود فعل عالمية على كلمة قالها رئيس مصر فى أقل من 5 دقايق .. و مصر بــ تدير ملف سد النهضة زى ما قولنا بإحترافية شديدة جداً .. و ماشية فى خطوات تحييد المجتمع الدولى بالكامل فى الملف ده .. و حاطة أثيوبيا فى مزنق .. مش العكس زى ما بيحاول المتأخونين وابواقهم الدعائية يوهموك .. ويقولك لما إنت جامد أوى كدة فى ليبيا .. طب ماتعمل دكر فى أثيوبيا !!! … يا حبيبى إنت مجرد بتردد الكلام اللى بــ يحفظوهولك وبس .. روح بس خللى الأغا العثمانى يعدى الخط الأحمر وبعدين إتكلم ..
طب نرجع تانى لنفس السؤال اللى قالق الملايين:-
– يعنى هى أثيوبيا ماتقدرش تبدأ فى ملء السد !؟
= لأ ماتقدرش … ماتقدرش من قبل كدة لأنك مصر .. وماتقدرش دلوقتى لأن الإتحاد الإفريقى ومجلس الأمن اصبحوا طرف فى الموضوع
– طب لو برغم كل ده قدرت وبدأت تملأ السد !؟
= بسيطة خالص .. هنضرب السد .. بس ساعتها هــ يكون معانا كل الشرعية الدولية لكدة ، وماحدش هـ يقدر يفتح بقه
مات الكلام ..
حفظ الله مصر وشعب مصر
لمشاهدة الفيديو و متابعة تعليقاتكم