الردع بالقوة الغاشمة – المناورة حسم 2020 !!

10 Jul 2020

الردع بالقوة الغاشمة – المناورة حسم 2020 !!

———————————————

الصديق العزيز أستاذ عمر طه ، علّق على مقال نشرناه من يومين تعليقاً على موضوع ضرب وحدات الردار ومنظومة الدفاع الجوى التركية فى قاعدة الوطية العسكرية غربى ليبيا ، وقال إن الموضوع أكبر من مجرد معركة عسكرية ، وأنه لا يجب الإستهانة والتهوين من قدرات الخصم أبدا !! …. و إحنا بنتفق مع الكلام ده بنسبة 100% .. وبالتالى كان لازم نوضح الصورة ، لو كان بعض الأصدقاء وصل لهم نفس المعنى ده ، أو هم من جواهم حاسين بإن خصمنا ضعيف

الحقيقة إننا عمرنا ما دار فى فكرنا إننا نستهين بقدرات العدو أبدا ، ولا نقلل من قدراته .. و ده لسببين:

السبب الأول:- إن العدو ده فعلا قدراته بالورقة والقلم مش قليلة .. و ناهيك إنه بــ يمتلك الألاف من العناصر المرتزقة اللى بيحركهم إما المال أو الأيديولوجيا الدينية اللى بتخليهم يتحركوا كقطعان الأغنام بلا أى عقل أو حساب لمواطن الخطر.

السبب الثانى:- إنه التقليل من قدرات العدو فيه تقليل كبير من قدرات جيشنا ، لأن التحديات اللى إنت بــ تواجهها بــ تبقى بحجم قوتك وإمكانياتك ، ولو كان عدوك هين ، يبقى إنت مكافئ له فى القدرات .. و ده مش صحيح … زى بالضبط ماكانت بعض الأعمال الفنية زمان بتحاول تظهر ضباط عناصر الخدمة السرية الإسرائيلية ، و ضباط الموساد بشكل كوميدى ، و فى الصورة التقليدية لليهودى اللى كلنا حافظينها .. لكن فى حقيقة الأمر ، هم عباقرة فى مجالهم ، وجهاز مخابراتهم من أقوى الأجهزة على مستوى العالم ، وبالتالى فــ إنتصار أجهزتنا الأمنية عليهم (و مش هم فقط) فى العديد من الجولات ، هو اللى بيأكد إمكانياتك الكبيرة ، وقدرتك على التعامل مع الأجهزة دى بأقصى درجات الإحترافية ..

كلامنا دائما لا يخرج عن نطاق ثقتنا المطلقة فى قواتنا المسلحة ، وفى إمكانياتها وقدراتها .. و فى حنكة وذكاء قياداتها ، وقدرتهم على التعامل مع المواقف المختلفة بكل كفاءة .. مع الوضع فى الإعتبار إن الحرب _أى حرب_ مش ممكن تبقى نزهة أو رحلة ترفيهية .. لكنها بــ تبقى عبارة عن مجموعة من المواجهات والمعارك .. و كل حرب و لها خسائرها ..

القوات المسلحة المصرية كشرت عن انيابها من خلال المناورة الإستراتيجية “حسم 2020” .. واللى نفذتها تشكيلات و وحدات المنطقة الغربية العسكرية بالتعاون مع الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة ، واللى إستمرت لعدة أيام .. و وضح فيها تعاون جميع أفرع القوات المسلحة ، فى تحركات متكاملة متناغمة بين سلاح المشاة والمدفعية والقوات الجوية و وحدات الصاعقة والمظلات .. بغرض القضاء على العناصر المرتزقة من الجيوش الغير نظامية ….. بتقول مين يافندم ؟؟ .. أيوة زى ما سمعت كدة .. يعنى المناورة دى كانت رسالة مسجلة بالذخيرة الحية وبعلم الوصول لأطراف بعينها ..

و مش كدة وبس .. لكن المناورة شملت كمان تنفيذ رماية لإستهداف أماكن تجمعات العناصر المرتزقة ، ومراكز القيادة ومناطق التكدسات والدعم اللوجستى ، وتنفيذ عمليات إغارة على مراكز تلك العناصر ، و تطوير أعمال قتال فى العمق تحت ستار القصف المدفعى وتنفيذ رماية تكتيكية لكتيبة دبابات ، فى ظل غطاء جوى متكامل .. وتنفيذ رمايات دفاع جوى ، بالإضافة لتنفيذ عمليات برمائية على الساحل فى المنطقة الحدودية على الإتجاه الإستراتيجى الغربى .. وتنفيذ اعمال المناورة والقتال الجوى للتعامل مع الأهداف ذات العمق البعيد .. ألخ الخ ألخ من العمليات اللى تمت خلال المناورة .. اللى إسمها بيحمل معناها ، ومعنى الهدف من تنفيذها …. “حسم 2020”

الجميل بقى ، إن المناورة بالكامل كانت بإستخدام الذخيرة الحية ، يعنى تصور حى لشكل الحرب وعمليات الكر والفر والضرب فى العمق …. بإختصار يعنى ….. كانت بروفة لايف على ما قسم !!

الكلام ده فى نفس الوقت اللى بتعلن فيه فرنساعن مناورات مشتركة مع قبرص واليونان وإيطاليا في البحر المتوسط .. ولاحظوا إن الدول المشتركة فى المناورة دى من المؤيدين لوجهة النظر المصرية فى الملف الليبى.. .. و فى المقابل أعلنت تركيا عن تنفيذ مناورة عسكرية ، يوم 20 يوليو الجارى .. وكأنها بترد على المناورات دى … برغم إنها لحد دلوقتى مافكرتش تقرب من الخط الأحمر اللى إتكلمت عنه القيادة المصرية من حبة كتير كدة !! .. أو خلينا نقول إن جنودها الإنكشارية حاولوا يستهدفوا سرت ، وتم سحقهم تماما كما أعلن المتحدث بإسم الجيش الليبى

الخلاصة .. الجيش المصرى فى قمة الجاهزية .. وعارف و دارس مسرح العمليات كويس .. و لو إتحرك ، هيبقى تحركه قوى جداً ، وبإستخدام قوة غاشمة لم يشاهدها الأغا من قبل …. لكن نتائجها هــ تكون قريبة من اللى عمله جيش إبراهيم باشا فى الجيش التركى فى معركة نزيب من أكثر من 180 سنة ، لما تم إبادة الجيش التركى بالكامل …. و ده يعنى مع فرض إن الأغا لم يتعظ من التاريخ ، و إمتلك الجرأة بالفعل للإقدام على مواجهة الجيش المصرى بنفسه وليس من خلال المرتزقة اللى هو بــ يلمهم من سوريا وغيرها.

و سواء كدة أو كدة .. فإن غداً لناظره قريب ..

حفظ الله مصر .. وشعب مصر

لمشاهدة الفيديو و متابعة تعليقاتكم